" اشربي هذا ، سيساعد على تخفيف الصداع "
امسكت سينا الكأس كطفلة مطيعة و ارتشفت منه و نظرها معلق على ماري
' انها لا تزال منزعجة منذ الصباح و كل هذا لأنني اكثرت من الشرب دون تفكير البارحة '
تنحنحت سينا ثم وضعت الكأس جانبا و توددت
" ماري ، عزيزتي ماري "
استدارت ماري
" ماذا ؟ "
عبست سينا
" هل ستستمرين في النظر إلي هكذا ؟ "
" ما الذي تقصدينه بهكذا ؟ "
" كما لو انك ستصفعينني في أي لحظة ، هيا ! أسقط تعبير الوجه هذا و سأرفع أجرك ما رأيك؟ "
تنهدت ماري
" اشربي الحليب سينا ، اشربي "
امسكت سينا الكأس بكلتا يديها و ارتشفت منه بخيبة ، بعدها خيم صمت ثقيل على الغرفة لكن سرعان ما تلاشى بسبب طرقتين مجهولة المصدر ، سارت ماري باتجاه الباب و فتحت
" اوه! " أمالت سينا رأسها " جيروم! "
دخل جيروم الغرفة فاعترض سؤال ماري خطوته الثالثة
" هل هناك خطب ما ؟ "
نظر إلى سينا ثم ماري الواقفة بوجهها المتجهم كالجلاد و رد متلعثما :
" لا ، أنا هنا .. فقط لأخبر سيدتي بأنه .. أعني سيدي يطلبها لأمر ما "
التفت جيروم نحو سينا و همس بارتباك :
" ما خطبها ؟! " ردت سينا هامسة " لست أدري "
" سيدتي سمعت ما قلته يمكنك الانصراف الآن "
كلماتها التي تبدو كما لو أنها تطرده بلباقة جعلته ينسحب من الوسط بسرعة ، تساءلت سينا داخليا
ما الذي قد يريد الحديث عنه ؟
أغلقت ماري الباب ثم التفتت نحو سينا و سألت :
" هل كنتما معا البارحة ؟ "
" البارحة ؟ "
فكرت سينا في رد ذو وقع أقل لكنها لم تجد شيئا فاختارت الصمت ما جعل ماري تفهم كل شيء ، تنهدت
" ما الذي فعلته ؟ "
" أنا ؟! لم افعل شيئا ، ما الذي قد أفعله ؟! نحن .. "
فجأة قفز أمام ناظريها مشهد غريب من ذاكرتها فتوسعت عينيها و ارتدت شفتها السفلى
" اه! ما الذي فعلته ؟! "
ومض مشهد القبلة و تلاحقت المشاهد من الليلة الماضية أمام ناظريها
" إلهي! "
'ماذا ستفعلين يا سينا ؟ ستنكرين، ماذا قالوا؟ جدار النكران لا يهدم ، ستنكرين فقط ببساطة ، ستنكرين سينا'
كررت سينا ذلك داخليا في طريقها إلى جناح كيران الخاص، توقفت أمام الباب أخذت نفسا عميقا ثم طرق طرقتين خفيفتين و انتظرت
" أدخل "
فور استلامها للاذن أدارت المقبض ثم دلفت :
" قال جيروم بأنك طلبتني "
" بالفعل ، اقتربي "
ابتلعت ريقها ثم هرولت و جلست على الكرسي المقابل للمكتب
وضع كيران الاوراق جانبا ثم نزع نظارته و فصل شفتيه لكن سينا قاطعته قبل أن يقول كلمة
" قبل أن تقول شيئا اعلم ما تريد قوله أساسا ، شعرت بالحزن الشديد ، حقا ، الأمور تستمر في الخروج عن نطاق طاقتي و توقعاتي بالرغم من أنني لا اجد تفسيرا لما فعلته لكن- "
" سينا " قاطعها كيران ثم ضغط شفتيه و غطى فمه بيده محاولا كتم ضحكته
" لما تضحك ؟ "
" انت .. على وجهك " أشار إليها ثم واصل بصعوبة
" سينا .. لديك شارب "
" شارب! "
فتحت عينيها على نطاق واسع ثم سارعت في تغطية فمها
" كيران حقا؟! "
صرخت ، اصطبغ وجهها باللون الاحمر و شعرت بالسخونة حاولت تفادي نظراته و هي تقول :
" هل يقال لامرأة لديك شارب؟ اخجل كثيرا الان ، ربما لم انتبه لتنظيفه أو أن ماري نبهتني لذلك لكنني نسيت ، اخجل كثيرا الآن! "
" سينا "
" هذا محرج جدا ! إلهي! ما هذا الموقف!؟ "
" سينا .." أخرج كيران منديلا من جيبه ثم مسح فمها و قال :
" ما قصدته أن لديك شارب من الحليب "
" الحليب! " ضحكت "نعم، شيء بسبب انك ناديتني فركضت إلى هنا ولم انتبه "
نظف حلقه " الأهم الآن .. "
قرع قلبها بعنف بين ضلوعها وهي تراقب شفتيه
" اريد أن أعرف متى قمت بحبسك في برج عالي و منعت عنك الطعام و ضوء الشمس "
تجعدت جبهتها " ماذا ؟! " فكرت في الأمر و بحثت في ذاكرتها
اوهاه!
فتحت عينيها ببطء على مصراعيهما ثم ابتلعت ريقها الجاف
قضي علي!
" هاه شيء ... " ضحكت ثم نظفت حلقها و اعتدلت في جلستها ثم قالت :
" كيراني! عزيزي كيران ، نبض قلبي ، زوجي الوسيم اللامع "
" هلاّ تشرحين، سينا "
" طبعا طبعا، اشرح .. " تنحنحت " من حقك ان تعرف الحقيقة طبعا .. آ.. شيء ، انا ، تذكر ذلك اليوم الذي علمت فيه بقرار الاجلاء غضبت ، غضب كثيرا من قرارك ولم استطع التحمل ، لم استطع تحمل الغضب ان كتمته قد انفجر انت تعرف ذلك ، اموت"
" ايه و بعدها ؟ "
" بعدها .. و بعدها شيء ، نعم ذهبت الى السوق كنت اخطط لشراء الخوخ و العودة لكنني لم اتحمل ضاقت نفسي ، كنت غاضبة جدا منك حقا لم استطع التحمل و انفجرت!"
"ياه! انفجرت ؟!"
" نعم، بشكل فضيع ثرثرت كلاما من هنا و هناك ولم استطع التوقف "
"ياه!"
اومئت برأسها
تنهد كيران ثم شابك يديه فوق المكتب و قال :
" سينا ، انت زوجتي تعلمين هذا ؟ لن اكون المتضرر الكبير من هذا الكلام لكن انت .. عندما يعقد المؤتمر الصحفي سيفتحون الموضوع ، تعلمين هذا ؟ ماذا ستقولين حينها ، ماذا؟ و ايضا هم لن يتوقفوا هناك سيصرون الى ان يعرفوا الحقيقة "
تراجع نحو الخلف و أسند ضهره للكرسي
" الا ان كنت تريدين الانفصال عني ، تريدين الانفصال عني ؟ حسنا لنفعل هذا نمزق عقودنا و ننهي كل شيء هل هذا ما تريدينه حسنا .."
نظر حوله باحثا يتساءل مفكرا
" اين وضعت نسخة العقد تلك ؟ الدرج ! نعم الدرج "
بسرعة امسكت سينا يده إلى كانت تنسحب متجهة إلى الدرج بكلتا يديها ثم قالت بصوت خافت
" لا اريد " توسلت بنظراتها
" اساسا لما تقرر بدلا عني؟! لماذا؟ قلت لا اريد .. "
صرخت
" لا اريد الانفصال! "
اخذت سينا نفسا عميقا و زفرته " زوجي الحبيب .." استرسلت تثرثر دون التوقف لأخذ نفس حتى
" سأقول انها مجرد شائعات لا اساس لها من الصحة لان علاقتنا كالمسك و نحن نتأقلم و اضيف رشة من زوجي الحبيب انا لا استطيع العيش بدونه و رشة اخرى من نحن نعشق بعضنا، القليل من التخيلات هنا و هناك ، هل انت راض الان ؟ لا تقلق سأهتم بالأمر، حله عندي ، سأحله أقسم، لا تقلق ، لا تشغل بالك ، حسنا؟"
قهقه كيران ضاحكا و بعد نوبة الضحك قال بأنفاس متقطعة :
" انت .. انت ، ما الذي سأفعله بك ؟ "
تجعدت جبهتها " ما الذي تعنيه بما الذي سأفعله بك ، ماذا ؟" فكرت ثم واصلت : "هل ما الذي سأفعله بك على المدى الطويل ام اللعنة! ما الذي سأفعله بك ، ماذا ؟"
انتظرت جوابا لكنه اكتفى بالصمت ، كفه على خده ، يستند بمرفقه على المكتب و يحدق في وجهها بنظراته الغريبة كما لو كان يسبح في السماء عاليا مع السحب
"ها أنت ذا تبتسم بشكل جميل و تضحك بشكل حلو " ضيقت سينا عينيها " شيء، هناك شيء ، شيء كبير خلف هذه الضحكة الحلوة "راقصت حاجبيها ثم اتبعت هامسة:
" انا شخص يحتفظ بالأسرار حقا ، قل "
تنفس كيران بضيق كما لو أن الهواء أصبح معدوما ثم بصوت ناعم حريري نطق اسمها " سينا "نظرت بفضول و ردت :
" هاه؟ "
"اسكتِ ، رجاءً اسكتِ"
تراجعت و أسندت ظهرها للكرسي
" أسكتُ طبعا "
" شكراً "
" لا داعي لذلك ، عندما تقول أسكتِ اسكتُ فورا، انت زوجي علي طاعتك "
نظر بحيرة إلى شخصيتها الجالسة متصنعة الطاعة و الخضوع ثم ضحك
" جيد " قال
اتبعت " جيد جدا! "
" و الآن، هلاّ تحدثنا عن عقابك "
ابتلعت ريقها
" عقاب ! "
اومئ برأسه و قال :
" كعقاب ، سيتم سحب 10٪ من دخلك الشهري"
" عشرة ! عشرة بالمئة! " سعلت ثم ربتت على صدرها و اتبعت : " لكن هذا كثير إنه تقريبا حوالي 5000 قطعة "
" كان عليك التفكير في ذلك قبل أن تثرثري "
" آه! هذا مؤلم ، أنه تماما كألم طعنة سكين "
" إنه خطأك ، عليك تحمل مسؤولية أخطائك "
فتحت فمها للرد لكن سرعان ما اغلقته ، تنهدت
" حسنا ، أقبل العقاب و الآن بعد اذنك إن لم يكن هناك ما تضيفه ، لأذهب و ابكي في غرفتي على اموالي الضائعة هل تأذن لي ؟ "
اومئ برأسه فاستقامت من مكانها ثم خطت خطوة واحدة و التفتت
" أنا ذاهبة ، ألن تقول شيئا ؟ "
انتظرت سينا ما سيقوله بفارغ الصبر ، راقبت شفتيه تنفرجان عن بعضهما البعض ثم
" استمتعي بالبكاء ، سينا "
" استمتعي بالبكاء سينا! "
قلدت طريقة كلامه بغيض بينما تسير في الرواق
" يعتقد بأنه ساحر ، بطريقة كلامه الباردة و نظراته ، على الاطلاق! ما الذي ستفعلينه الآن سينا؟ الأموال ضاعت ،حسنا لنكن صادقين ، الحق يقال أنا أخطأت من الطبيعي أن اعاقب .. "
" لكن عشرة بالمئة! هذا كثير ، تلك مبالغة! "
دفعت الباب بقدمها و دخلت الغرفة ثم سارت باتجاه السرير بتراخي
" سينا ، هل حدث شيء ؟ "
التفتت باتجاه الصوت الأنثوي المألوف ثم ردت :
" علم كيران بأنني من نشر الشائعات"
" و ؟ "
" ضاعت أموالي " انتحبت بدرامية " أموالي العزيزة اني اراها تقفز مبتعدة و صوت رنينها يتلاشى! "
ألقت جسدها على السرير
آه يا أموالي الحبيبة ، ماري انا اراها تطير الآن بعيدا، بعيداً عني "
" سينا .. " كتفت ماري ذراعيها أمام صدرها " انت تبالغين حقاً هذه المرة "
تجاهلت سينا كلام ماري ، تقلبت على فراشها وواصلت نحيبها
" أموالي! صغا-اه! "
باغتها الالم الشبيه بطعن سكاكين اسفل بطنها فجأة فانكمشت و قبضت على ملاءات السرير تأوهت سينا و تنفست بصعوبة
" حسنا ، آسفة لأنني فعلت ذلك "
بعد أن شعرت بالألم يخف تدريجيا اعتدلت جالسة بحذر على السرير و يدها على بطنها ، حركت يدها في حلقات و دوائر مهدئة و تنفست ببطء
" علي أن اجد حلا لهذه التقلصات اللعينة إلى الأبد "
من اين يتلقى الفرسان العلاج في العادة ؟ فكرت سينا
مكان ما مثل المستوصف، ماذا عن ذلك البرج ؟ إن كان العامل هناك مسؤولا عن صنع ادوات الدفاع السحرية حتما سيكون هناك شيء ما قد يفي بالغرض
هل علي الذهاب الان؟
في تلك الأثناء كان الضجيج الصاخب في ساحة التدريب لا يزال قائما ، صهيل الخيول الممتزج و صرخات الجنود ، أطلت من النافذة
على ساحة التدريب الشاسعة اصطف الفرسان حاملين رماحهم التي كانت اطول منهم مقسمين إلى صفوف على ظهور الخيل في المنتصف وجها لوجه
عندما رفع الفارس في المنتصف علما احمر ، زأروا في انسجام ثم اندفعوا نحو بعضهم البعض ، استطاعت سينا الشعور بالأرض تهتز تحت قدميها
عانقت جسدها المقشعر ، لم تنكر سينا إعجابها بالعرض لكنها فكرت
" أليس تدريب اليوم مكثفا بعض الشيء؟! من يشرف على .."
نظرت مدققة
" اوه! أذاك غريغور ؟! طبيعي، طبيعي "
' أرجو أن يكون الجميع بخير '
تدريجيا بدأ الوضع يصبح اهدأ ، عاد الفرسان إلى صفوفهم مرة أخرى ثم قفزوا من على الخيل و نزعوا خوذهم
" حسنا! هذا توقيت جيد "
بعد أن أعلن غريغور عن نهاية جولة اليوم قاد الفرسان خيولهم إلى الاسطبل ثم استعدوا لتنظيف أنفسهم قبل تناول الوجبة
خرجت سينا من الباب الامامي و سارت على جانب باتجاه البرج الذي هو جزء من الجدار المحيط بالقصر ، يشبه الحصن ، جدار عال جدا و متين ، الزاويتان الخلفيتان عبارة عن برجين لهما مدخل واحد مشترك
" اعتقد أن المدخل من هنا "
فكرت
' هناك حتما نظام أمني لكن لا شيء مرئي إن تصرفت بتهور الكل سيعلم بذلك ، لكن أنا لا أستطيع فكه على اي حال '
تنهدت
" سينا ، يا فتاة ، اكشفي أمرك "
طرقت سينا الباب ففتح من تلقاء نفسه
دخلت البرج بحذر ، وسط الظلام كان الشيء الوحيد الذي استطاعت تبينه هو السلالم الحلزونية في المنتصف
تتخطى درج السلم الواحد تلوى الآخر متجاهلة صوت الصرير الذي يصدره ثم توقفت على الدرج الاخير
اوه! باب واحد .. فقط؟!
سارت على الأرضية الخشبية باتجاه الباب ثم توقفت أمامه
" ما الذي سأفعله الآن؟ هل أطرق ؟ أطرق ، أطرق .. لا! "
ترددت
" لا فائدة من العودة الآن، علي الحصول على تلك العشبة على اي حال ، اطرق ، هيا لأطرق و انهي هذا بسرعة "
تنفست بعمق ثم رفعت قبضتها و قبل أن تطرق الباب سمعت صوت الصرير و رأت الباب يفتح ، تراجعت خطوة نحو الخلف ثم رفعت رأسها و نظرت سينا إلى ملامح الرجل الواقف أمامها بعيون متسعة
شعر .. شعر أشيب!
استغربت سينا ملامح الشاب الواقف امامها ينبع بالنشاط بالرغم من ان شعره الاشيب الفضي يتساقط على جبهته و تلامس أطرافه حواجبه الكثيفة شديدة السواد كعينيه و تداعب بشرته السمراء الداكنة
أنه .. أنه يبتسم!
انتبهت سينا لملامحه المبتهجة و الابتسامة الواسعة على ثغر الرجل الغريب
" مرحبا ، أنا كاميل ، المسؤول هنا حاليا "
استند على الباب ثم كتف ذراعيه أمام صدره و اتبع :
" كيف يمكنني أن اساعدك ؟ "
" أنا .. أنا أبحث عن شيء "
" شيء ؟ هل يمكنك أن تشرح أكثر ؟ "
" عشبة! "
" اعشاب علاجية ام سامة؟ "
" عشبة الحبق ، أنا بحاجة لعشية الحبق "
تراجع و سار باتجاه الرفوف الخشبية التي صفت عليها رزم الاعشاب المتنوعة في تلك الاثناء جابت سينا بناظريها أنحاء الغرفة ، النافذة الدائرية الكبيرة و المكتب الصغير في حالة فوضى أمامها
ما هذا ؟
انتبهت للكرة الزجاجية على المكتب
" حسنا ، اعتقد أن هذا ما تبحثين عنه "
رفع رأسه و نظر إليها ، لاحظ كاميل نظراتها المثبتة على الكرة الكريستال
" هل تريدين المحاولة؟ "
مشى حول المكتب ثم توقف و مرر كفه على الكرة فاضاءت بوميض ابيض
" عفوا؟ "
" سيساعدك على معرفة ما إذا كان لديك القدرة على تعلم السحر"
" لا .. أنا .. لا أعتقد أن لدي القدرة "
مدت يدها للامساك برزمة العشبة التي تحتاجها لكنه كان الأسرع و خبئها خلف ضهره
" من فضلك ، أنا أصر "
قبضت يدها بقوة و حدثت نفسها
لا تغضبي ، لا تنفعلي ، اهدئي و تنفسي
ثم ابتسمت
" اعتذر على ذلك لكن .. أنا لست مهتمة "
" إن فعلت ، سوف اعطيك غايتك "
أشار إلى الرزمة
" حسنا .. " زفرت بانزعاج " ما الذي علي فعله؟ "
" فقط ضعي يدك على الكرة الكريستال .. "
واصل كاميل شرحه قائلا :
" الاحمر يرمز للمستوى الاول ، الازرق للمستوى الثاني ، أما الاخضر فيرمز للمستوى الثالث "
وضعت سينا يدها على الكرة فومضت الالوان الثلاثة تباعا و بسرعة ثم توقفت فجأة ، رفعت رأسها " ماذا عن الأرجواني الداكن ؟ "سألت
" ماذا ؟! " اسقط كاميل نظره على الكرة و حدق بعيون جاحظة ثم رفع حدقتيه و نظر إلى سينا ، فصل شفتيه و قبل أن يتمكن من النطق بحرف واحد انفجرت الكرة و تطايرت الشظايا في الانحاء فسحبت سينا يدها بسرعة ثم تراجعت غريزيا
فغر كاميل فمه كفرس النهر و نظره على البقعة التي كانت فيها الكرة السحرية موضوعة
" انا لست آسفة! لقد أخبرتك ، انت من ضغط علي "
اخذت سينا العشبة من يده بحذر و قالت :
" و الان أنا سآخذ هذه و أغادر كما لو أنني لم أكن "
تراجعت و سارت باتجاه الباب ثم غادرت بعد أن تأكدت من غلق الباب بحذر تاركة الساحر متيبسا في مكانه من الصدمة
" اعتقدت أننا سنأكل معا؟ إلى أين أنت ذاهب؟ "
" سأذهب إلى المنزل ، حيث تنتظرني زوجتي الحلوة ، زوجتي ، زوجتي الرائعة .. " تحدث كيران بينما يقوم بترتيب الاغراض على مكتبه "بالمناسبة اعتقد انه عليك أن تجرب ذلك ، ذلك الشعور عندما ينتظرك شخص ما في المنزل .."انتشل سترته و ارتداها ثم اتبع :
" الآن ، اعذرني علي الذهاب ، فأنا لا أريد أن تنتظر زوجتي لفترة طويلة "
" أنت تقول هذا لإغاظتي أليس كذلك؟ "
نظر كيران ببراءة
" أنا ؟! على الاطلاق "
" بالحديث عن زوجتك ، اريد لقائها إن أمكن، اريدك أن ترتب موعدا "
رفض كيران بشدة
" لا يمكن! و لا يمكن أن يمكن "
" لماذا ؟ "
" أنا لا أريد ذلك ، ليس هناك سبب لذلك "
" يؤسفني أن أخبرك بأن رفضك هذا غير مقبول ، أخبر زوجتك بذلك ، سنكون ضيفين لديكما أنا و شينايير قريبا"
" مع شينايير أيضا ! "
" نعم ، هل لديك مشكلة في ذلك ؟ "
تنهد كيران
" لا ، على الاطلاق لكنني أريد أن أعرف ، ما السبب الذي يجعلك تفعل ذلك ؟ "
" أنا فضولي ، فضولي بخصوص المرأة التي انت متزوج بها هل هذا كاف ؟ا" استقام ديمتريوس من مكانه " و ايضا من يدري قد اعجب بذلك فأحصل لنفسي على عروس أيضا"
سار باتجاه الباب و على وجهه انعكست مشاعر الفخر في ابتسامة واسعة بعد أن تمكن من تعكير مزاج كيران
" سينا "
" هاه! من الجيد انك أتيت "
عندما انتبهت لكيران الذي يستند إلى الجدار هرعت نحوه ثم امسكت ذراعه و سحبته خلفها، اجلسته على الأريكة ثم جلست بجانبه و قالت :
" احتاج الى مساعدتك "
رتبت سينا زجاجات الطلاء الصغيرة على الطاولة ثم قالت :
" اختر واحدة "
حدق كيران في الزجاجات المرصوصة أمامه ثم صرخ
" سينا ! "
فغر فمه و نظر إليها بعيون متسعة
" اشتريت نفس اللون ستة مرات؟!! "
" ماذا؟ لا !! إنها ليست بنفس اللون ، إنها ألوان مختلفة"
" لماذا تبدو بنفس اللون اذا؟ "
" لا هم ليسوا كذلك، انظر "
أشارت إلى كل زجاجة على حدى و قالت :
" هذا الازرق الفاتح ، الازرق الغامق ، الازرق المخضر ، الازرق السماوي، الرمادي الفاتح ، الرمادي الداكن ، الابيض .. أرأيت ، ليسوا متماثلون، أنها درجات "
" حسنا ، ما المطلوب مني ؟ "
ابعدت زجاجة الطلاء الأبيض جانبا ثم قالت :
" اختر لونا من بين هذه الألوان المتبقية "
"حسنا ،لكن الا يفترض أن تختاري حسب ما سترتدينه "
" هذا الفستان ، لن أقوم بالتغيير "
نظر كيران إلى الفستان الازرق ذو الأكمام متوسطة الطول التي تصل إلى مرفقها و المزين بالورود البيضاء المطرزة ثم تنهد
" حسنا ، ماذا عن هذا ؟ الازرق الداكن ؟ الفستان بنفس اللون "
" اختبار جيد لكن مهلا ! لقد خطرت لي فكرة "
اخرجت زجاجة طلاء أخرى من الصندوق الموضوع جانبا و قالت :
" ماذا عن الزهري ؟ اعتقد انه سيبدو جيدا "
طلت أحد اظافرها ثم رفعت يدها " ما رأيك؟ "
" جميل ، يبدو طبيعيا "
" حسنا اذا ، لتفعل هذا، سأقوم بوضع اللونين الأزرق الذي اخترته و الزهري بالتناوب ، هل لا بأس بذلك ؟ "
اومئ كيران برأسه
" لا بأس "
راقب كيران زوجته و هي تقوم بطلاء اظافرها لبرهة ثم نضف حلقه و فصل شفتيه
" سينا ، هناك ما اريد اخبارك به "
" ماذا؟ "
" مهمة جديدة "
توقفت سينا عن ما كانت تقوم به ثم رفعت رأسها و سألت:
" أي نوع من المهام؟ "
زفر كيران نفسه ثم أجاب :
" سموه يريد مقابلتك ، وهو جاد جدًا بخصوص ذلك ولا أعرف لماذا "
" ماذا؟! " صرخت " لماذا؟! و كيف؟! كنت اعتقد أن الملوك مشغولون للغاية "
" حسناً ، هم كذلك ، لكن هذا النوع من الملوك .. تتم معاملته معاملة خاصة "
انكمشت " الهي! " عانقت سينا جسدها المرتعش و غرقت في زاوية الأريكة ثم تمتمت :" إنه الملك بمعنى .. " ابتلعت ريقها بتوجس " اي خطا بسيط قد يكلفني رأسي! "