28 - قفي بجانب رجُلكِ (9)

مين هي سون…..

منذ أن بدأت سيان هذا العمل في شركة أوتيس قبل 12 سنة، لم ترَ يومًا شبحًا شريرًا بهذا الشكل.

كان حجمها بحجم طفل في المدرسة الابتدائية. جسد قطة صغيرة اندمج فيه جسد إنسان عنوة ثم انفجر، فتدلت الأطراف بشكلٍ مشوه كوحشٍ غريب.

بل إن الرأس كان مزدوجًا، فرأس القطة كان ملتصقًا بجانب عين مين هي سون اليمنى مباشرة.

سَرَرْق-

تحركت مين هي سون ببطء. و بخفة وبدون صوت، مدّت جسدها مثل قطة تستعد للانقضاض، طويلًا…..طويلًا.

لا، لا يمكن.

“اخرجوا، حالًا!”

كان صوت سيان باردًا لكنه مستعجل. لكن العشيقة المحرجة وزوجها وقفا بإصرار داخل الحمّام دون أن يتحركا.

“يا! أي نوع من محققي التأمين هذه؟ ها؟ شركتكم، هل ستضل تعمل بهذه الطريقة؟”

عندما فتحت مين هي سون فمها، بدت أسنانها الحادة المتراصة تلمع بشكلٍ مخيف. و كانت على وشك أن تلتهم رأس الزوج.

'بسرعة، بسرعة.'

أمسك سيان ياقة الزوج بعنف وجذبته بقوة بعدما اشتد الموقف. و قد نجا الزوج بأعجوبة، لكن أنياب الروح الشريرة شقت جمجمته اليسرى من قمة رأسه حتى أسفلها بجرحٍ طويل.

“آااااه!”

وبينما كان الزوج يتلوى من الألم، هجمت مين هي سون مرة أخرى.

ثم رفع سيان مسدسها فجأة دون مقدمات. فصرخت العشيقة عندما رأت السلاح.

“كييييااااه!”

موجةٌ صوتية هستيرية أثارت أرواح قاعة الجنازة وأغضبت مين هي سون.

“كيااااه! كياااااااه!”

صرخت العشيقة بفزع دون توقف، وراح الزوج الغاضب يسبّ وهو يمسك بمؤخرة رأسه.

كان المكان ضيقٌ جدًا، وأي خطأ قد يؤدي إلى إصابة أحدهم برصاصة.

ثبتت سيان نظرها دون أن تحرك سوى عينيها وهي تصوّب فوهة المسدس…..

طاخ.!

أطلق الطلقة الأولى بسرعة مذهلة. و الرصاصة الفضية المعالجة خصيصًا اخترقت جبهة مين هي سون بدقة.

لكن الروح الشريرة لم تختفِ.

هل كانت القطة هي الجسد الحقيقي وليس الإنسان؟

تأرجح رأسها بعنف من قوة الرصاصة، ثم ببطء…..رفعت رأسها ونظرت إلى سيان.

وعندما التقت أعينهما للحظة، كانت نظرات مين هي سون على غير المتوقع، خالية من الشر أو الغضب، بل كانت فقط عيونًا بريئة وحزينة.

فوووش. فوووش. فوووش-

حوّلت مين هي سون هدفها نحو سيان. و كانت حركتها سريعة لدرجة تثير قشعريرة في العمود الفقري.

خطر. كان يجب عليها أن تغيّر مكانها بسرعة. إلى مكان أوسع، أو ما يمكن الاحتماء خلفه.

لكن إن تراجعت الآن، فستهاجم مين هي سون هذين الاثنين على الفور.

زززز….

فتح سيان قدميها قليلًا وثبتت نفسه في مكانها. ثم رفعت ذراعها اليسرى بثبات لتدافع بها، ووجّهت المسدس من تحتها.

ربما ستُصاب ذراعها، لكن إن استطاع أن تفجر رأس القطة تمامًا…..

فوووش فوش فوش-

مين هي سون التي كانت تتحرك بسرعة تترك وراءها أثرًا بصريًا، توقفت فجأة وظهرت أمام عينيها مباشرة.

طاخ-!

ضغطت سيان على الزناد بغريزتها، لكنها كانت أسرع. فالرصاصة مرت بجانب أذن القطة بأقل من لحظة. وفي نفس اللحظة، تطاير الدم بقوة وظلّل الرؤية بعتمة مفاجئة.

و كانت الذراع المصابة ذراع جوون.

لقد تصدى جوون لهجوم الروح الشريرة بذراعه، بينما كان يحتضن سيان بإحكام ليحميها.

“المرآة.”

قال ذلك بصوتٍ هادئ وكأنه لم يحدث شيء. فأطلقت سيان النار على مرآة الحمّام فورًا فحطمتها.

لكن مين هي سون، التي تحركت بسرعة حادة ومخيفة، اختفت داخل المرآة في اللحظة الأخيرة.

“هَه!”

شهق الزوج فجأة برعب. و كان بؤبؤا عينيه مثبتين على المرآة المكسورة.

العشيقة لم ترَ شيئًا، لكن الزوج بالتأكيد رأى زوجته في تلك اللحظة.

فتح عينيه على وسعهما مرتعشًا، وبدأت شفتاه تتحركان ببطء.

“هـ…..هـاه؟”

“يا إلهي، ما كل هذا الدم! أنتم مجانين بحق! ما الذي تفعلونه؟!”

ثم أسرعت العشيقة تضغط منشفة على مؤخرة رأس الزوج.

أعادت سيان المسدس إلى خصرها وهي تحاول تنظيم أنفاسها.

“متى، وأين، ومع من التقيتَ، وكيف تخلصتَ من مين هي سون.”

كان صوتها شديد البرودة.

“إن لم تصرحا بكل شيءٍ بصراحة، ستموتان كلاكما.”

ارتعد الاثنان، لكن عندما نغزت العشيقة الزوج في خصره، انتفض فجأة وصرخ بغضبٍ وكأنه استعاد وعيه.

“لا تظهري أمامي مرةً أخرى! سأتقدّم بدعوى ضد شركتكم، أقسم بذلك!”

***

“واو، آنسة لي سيان، أنتي شجاعة حقًا. هل من الطبيعي أن يضحي المرء بذراعه عند قتال الأرواح الشريرة؟”

قال جوون ذلك ساخرًا وكأنه يمدحها، وهو يجلس في المقعد الأمامي. و كان يقصد أنها لم تهرب من مين هي سون، بل واجهتها حتى النهاية، وهو ما لم يكن يتوقعه.

فتجاهلت سيان سخريته.

“أغلق الباب. علينا الذهاب إلى قسم الطوارئ.”

طق-

ما إن أُغلق باب السيارة حتى انطلقت سيان بسرعة من موقف جناح الجنازة. بينما طوى جوون بطانية الركبة بضع مرات ثم ضغط بها على جرح ذراعه ليوقف النزيف.

كان يرتدي ملابس سوداء فلا يظهر الدم بوضوح، لكن ذراعه اليسرى كانت مبللة ًبالدم.

“لا داعي للمستشفى، خذيني إلى البيت. الجرح ليس كبيرًا.”

يبدو كأنه خدش من فهد، فهل يُعتبر صغيرًا؟

لكن من الطبيعي أن يشعر بالحرج من الذهاب إلى مستشفى عادي، خاصةً بعد أن خُطف في صغره كقربان وتم إنقاذه لاحقًا. و ربما لا تزال الأفاعي تبحث عن القربان تاي جوون الذي فشلوا في تقديمه قبل 21 عامًا.

هل هذا هو السبب الذي جعل الرئيسة تضع قفلًا على ملف جوون في شركة أوتيس؟

“هناك مستشفى تديره أوتيس قريبٌ من هنا، سنذهب إليه.”

قالتها لطمأنته، لكن جوون لم يبدُ مرتاحًا.

“لن أذهب حتى إلى مستشفيات أوتيس.”

ربما لأنه لا يريد أن تُسجّل تفاصيل إصابته، فذلك مزعجٌ بالفعل. لكن نبرته توحي أن هناك سببًا أعمق.

“ألا تثق بأوتيس؟”

سألتْه سيان بجفاف، فأجاب جوون بسخرية لاذعة،

“في النهاية، أوتيس أيضًا منظمةٌ يُديرها بشر.”

“والرئيسة؟”

“تلك العجوزة المتطفلة لا تدخل ضمن الحسابات.”

أفلتت من سيان ضحكةٌ قصيرة بعد ردّه هذا.

صحيح، فالرئيسة هي الشخص الوحيد التي تثق به سيان في هذا العالم.

“حسنًا، سآخذكَ إلى طبيبٍ أستعين به خلسةً من وقت لآخر. طباعه سيئة، لكن مهارته ممتازة.”

“خلسة؟”

رفع جوون حاجبه باستغراب، فأجابت بهدوء،

“أنا أيضًا لا أثق إلا بنفسي.”

***

“يبدو أنه يحتاج إلى غرز. لا مانع عندكَ من دون تخدير، صحيح؟”

تحدث الطبيب، الذي في الخمسين من عمره، بنبرة متكاسلة وهو يلمح الجرح لثلاث ثوانٍ فقط.

لكن سيان تدخلت على غير عادتها،

“من فضلكَ، استخدم التخدير. هو جبان، ولم يجرِ حتى تنظيرًا داخليًا تحت التخدير بعد.”

ربما لم يتوقع جوون والطبيب مزحةً منها، فانفجرا بالضحك معًا.

“حقًا؟ رغم أن نظراته حادة كأنها تُرعب حتى النمور؟”

“لو كان النمر مصابًا بسلس، فبالتأكيد سيبلل نفسه من الخوف.”

قال جوون ذلك مازحًا وهو يخلع معطفه ويفك كل أزرار قميصه ليكشف عن ذراعه اليسرى المصابة.

وبينما كان الطبيب يسير ببطء و يجرُّ قدميه في الحذاء ويحضر أدوات الخياطة بلا مبالاة، أخذت سيان تراقب جوون.

ظنت أن الجرح سيكون عميقًا جدًا…..لكن؟ هذا مفاجئ. كأن شيئًا ما صدّ الهجوم في اللحظة الأخيرة، فالجرح لم يكن شديد الخطورة كما توقعت.

هذا كان مطمئنًا إلى حدٍّ ما، ومع ذلك، لا يزال الألم الذي يتحمله لا يُستهان به.

تحركت نظراتها من ساعده إلى كتفه، ثم إلى صدره وخصره.

كان جسدًا قويًا، مشدودًا وعضليًا بشكلٍ مثالي. و أطرافه الطويلة والعريضة مرسومةٌ بخطوط جذابة وحسية، وجذعه العريض يزيد من جاذبيته.

جسده بدا قويًا بشكلٍ لا يُصدق.

وكما سمعت سابقًا، كان هناك أثرٌ لجرح مستقيم يمتد من عظمة الترقوة إلى أسفل البطن.

كان ذلك هو الوسم، علامة تقديمه كقربانٍ سابقًا.

“هل يبدو جسدي رائعاً إلى هذا الحد؟”

غمز جوون ساخرًا. فارتبكت سيان للحظة، لكنها قطعت سخريته على الفور.

“سأتصل بالرئيسة.”

***

* "روحٌ شريرة بشكلٍ لم نرَه من قبل إذًا….."

كما هو متوقع، أبدت الرئيسة اهتمامًا شديدًا.

كانت سيان مستندة إلى مكتبٍ مطفأ الأضواء وهي ترد عليها،

“لم أرَ شيئًا كهذا حتى في موسوعة أوتيس. هل من الممكن أن يكون لهذا الشكل الغريب علاقةٌ بتقديمها قربانًا للأفاعي؟”

* "لا يمكننا الجزم. فلا نملك أي بيانات. سيكون رائعًا لو أمكننا أسر مين هي سون حيّة."

على مدار الألف عام الماضية، كانت أوتيس تلاحق الأرواح الشريرة الجديدة بإصرار، كجامع نادر للفراشات.

لكن…..

“مين هي سون ستكون صعبة. شدة الشر فيها عالية جدًا.”

• "في هذه الحالة، اجعلوا الزوج أولويةً قصوى."

روحْ شريرة بشكل غير مسبوق، ومشتبه به يمتلك معلوماتٍ عنها. لم تتردد الرئيس للحظة في اتخاذ القرار بينهما.

• "المعلومات التي يعرفها ذلك الزوج، قد تكون مفتاحًا ثمينًا بالنسبة لنا."

***

الساعة 4:15 فجرًا.

وبما أنه يوم أحد، كانت الطرق شبه خالية. و ظلام المدينة كان يرسم مسارًا طويلًا وهو يتبع حركة القمر.

كانت سيان تقود بصمت، تعيد التفكير مرارًا وتكرارًا.

هل يجب أن تشكر جوون لأنه ساعدها؟ أم يجب أن تغضب منه وتطلب منه ألا يتدخل في عملها مجددًا؟

و على عكس شركائها السابقين، لم تستطع اتخاذ قرارٍ حاسم.

فبدأت الحديث في الجانب المهني أولًا،

“أطلقت النار بدقة على ما بين عيني مين هي سون، لكن لم يُقضَ عليها. يبدو أن الجسد الرئيسي كان القطة.”

وكان هذا مفاجئًا.

“أرواح الحيوانات لا تبقى في هذا العالم طويلًا، أليس كذلك؟ في العادة تختفي خلال يومين أو ثلاثة بعد الموت، لكن قطة مين هي سون، ‘جون’، حالةٌ استثنائية جدًا.”

كان هذا يعني أن القطة الميتة انتظرت مين هي سون بإرادتها، ثم امتصت روح الإنسان بروح الحيوان.

في الحقيقة، لو كانت روح مين هي سون والقطة موجودتين بشكلٍ منفصل، لما حدثت أي مشكلة. لكن مين هي سون زحفت من المكان البعيد الذي قُتلت فيه حتى عادت إلى منزلها.

ربما كانت عودتها من أجل زوجها، أو ربما من أجل جون.

كانت تحبهاى كثيرًا، لدرجة أنها كانت تطعمه حتى عندما لا تقوى على النهوض من المرض.

“ربما لهذا السبب…..تحولت مين هي سون إلى هذا الشكل الغريب؟ مزيجٌ من رغبة مين هي سون في العودة إلى البيت وحنين القطة؟”

“لا يمكن الجزم بذلك.”

ثم قال جوون، الذي كان يستمع بلا تعبير، شيئًا غير متوقع،

“هل تتذكرين أغنية قفي بجانب رجُلكِ؟”

“نعم. الأغنية التي عادت مين هي سون للاستماع إليها قبل اختفائها بيومين؟ كانت نغمة رنين هاتفها.”

“صحيح. في الحقيقة، السبب كان القطة جون، وليس الزوج.”

____________________

هاه؟ يعني مين هي سون ذي اشتاقت لقطوتها وحطت ذا الرنه؟ مجنونه؟

كلهم مجانين اصلا خلاص

المهم جوون جنتل ماااان يجنن وهو جاي يضحك سيان ويضحك معها بعد🤏🏻

وسيان بعد صايره تتبوسم عنده كثير😭

Dana

2025/05/20 · 24 مشاهدة · 1537 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025