من الواضح أن القوة الروحية لدى تاي جوون تفوق قوة لي سيان بعشر مراتٍ على الأقل.
رغم أنها عملت مع العديد من الأشخاص ضمن فرق مختلفة، إلا أنها كانت المرة الأولى التي يُكسر فيها حاجزها بكلمةٍ واحدة فقط.
أمسكت سيان بمهارة وحنكة وبتسرّع بوعي الروح التي كانت تلتوي بقوة.
“يون مين يونغ!”
“هئه..…!”
“خاتم الأفعى المرصّع بالزمرد الأخضر، أين احتفظ به القاتل؟”
“إنه…..مؤلم..…”
انقلبت عينا يون مين يونغ للخلف وهي محتقنةٌ بالدم، وارتفعت خصلات شعرها الطويلة واحدةً تلو الأخرى.
'ليس بعد، فقط القليل بعد.'
“ببطء، ركزي. خاتم الأفعى ذاك، أين هو الآن، في هذه اللحظة؟”
“ذلك…..ذلك الرجل! خلف كرسي المكتب…..في الحائط…ططإطار الصورة الأصفـ…ـر.”
صرّت يون مين يونغ على أسنانها بقوة.
لا بد أن هناك خزنةٌ سرية مخبأة خلف الإطار. هذا نوع من الشهادات لا يستطيع الإدلاء به إلا الأموات.
فتحت سيان غطاء الزجاجة بسرعة.
“تعالي إلى هنا. سأقودكِ إلى ذلك الرجل، يا يون مين يونغ.”
“آآه…..آآآاااه!"
ارتفع الجسد الروحي ببطء، وشعرها يتماوج باتساع من نشوة الانتقام.
في اللحظة ذاتها، أصبح الجو كئيبًا، وبدأت القشعريرة تتصاعد على كامل الجسد.
فوييييش-
ثم انجذب الجسد الروحي الداكن إلى داخل زجاجة كالدخان المسحوب.
قاومت السمكة الذهبية الجسد الروحي بيأس، وبدأت تتخبط في الماء بقوة، لكنها سرعان ما ماتت وغاصت بثقل…..
وبعد ثوانٍ معدودة، ارتعش جسدها الصغير واهتز بذبذبات زرقاء، ثم عاد للحياة بنشاط.
أخذت السمكة الذهبية تسبح بهدوء، تحرك زعانفها البرتقالية بخفة، وكأن شيئًا لم يحدث.
***
تغيّر رقم القضية.
يون مين يونغ لم تُقتل بشكلٍ عادي. لقد كانت ذبيحة مقدّمة لكيانٍ ما، قُتلت وهي حيّة، مُمزقة وسط الألم.
وإن كان من خطف وقتل يون مين يونغ مجرد تابعٍ لطائفة دينية منحرفة، فقد يظهر المزيد من الضحايا تباعًا. بمعنى آخر، هناك احتمال لوقوع “جرائم قتل متسلسلة”.
الساعة الواحدة فجرًا.
بينما كانت تنتظر في مكتب القاعدة، جاء اثنان من عملاء أوتيس المتخصصين وسلموها الخاتم الذي استعادوه من الخزنة السرية الخاصة بالقاتل ثم غادروا.
بشكل دائري دار الخاتم بين أصابعها.
بدأت سيان تدير الخاتم ببطء في يدها.
كان الخاتم يبدو تمامًا كخاتم ختم يستخدمه نبلاء الغرب.
حجر زمردٍ كبير ذو شكل مربع مثبت في المنتصف، وثعبانٌ داكن اللون يحمل في فمه عشبًا طويلًا، يلتف ليكوّن شريط الخاتم.
ثم…..SOG 124.
كانت هناك حروفٌ منقوشة داخل الحلقة بطريقةٍ عتيقة.
“SOG” و“124”.
نقلَت سيان نظرها إلى النافذة.
“من يكون هؤلاء؟ هذا الثعبان؟”
“هل هذا سؤال موجه إليّ الآن؟”
قال جوون ذلك بينما كان يعبث بأوراق البوكر*، رافعًا حاجبًا واحدًا.
*أوراق اللعب الي فيها قلب وملك وملكة
لقد تفاعل قبل قليل مع كلمة “التوأم داخل الرحم”. من المؤكد أن تاي جوون يعرف هذا الثعبان.
لكنه لم يكن من النوع الذي يُدلي بالمعلومات بسهولة…..كما أن إظهار الود أو التوسل أو المراوغة أمامه لن يجدي نفعًا.
تاي جوون من النوع الذي يزداد حماسًا كلما واجه خصمًا يقف له بنديّة. لذلك، إن كانت سيان تريد أن تقود هذا الفريق خلال السنة القادمة، فعليها أن تسيطر على هذا الرجل بقبضةٍ من حديد، وتأمره بحزم.
تمامًا كما تفعل عند التعامل مع الأشباح شديدة الخطورة.
أصدرت سيان أمرها بصوتٍ جاف.
“قل كل ما تعرفه.”
ابتسم جوون بشفتيه ببطء وهو يحدق بها بعينين ضيقتين. ثم بدأ يرمي أوراق البوكر واحدةً تلو الأخرى على الطاولة، ليُسلمها المعلومات التي طلبتها.
“القرابين البشرية.”
تك- تك-
“تنظيمٌ سري.”
انزلقت البطاقات على الطاولة بسلاسة.
“تجمع يضم نخبة المجتمع من علية القوم.”
تك- تك-
“يُنتزع قلب الذبيحة وهي لا تزال على قيد الحياة.”
وعندما انتهى مما يعرفه، أراها يديه الفارغتين، وكأنه لا يملك معلوماتٍ أكثر، ثم أمسك بفنجان القهوة.
“هل هم قلةٌ أم كُثُر؟”
تابعت سؤالها ببرود، فأشار جوون بذقنه نحو الخاتم، وكأن فيه تلميحًا للإجابة.
124…..هل يمكن أن يكون العضو رقم 124؟
ارتجف كتفها توترًا.
مجموعةٌ مجنونة مجهولة الهوية، تقدم البشر كقرابين وهم أحياء، تحت شعار الأفعى. هؤلاء المتعصبون المنتمون إلى تلك الطائفة الدموية المختلة، المتورطون في جرائم خطف وقتل، يتجاوز عددهم المئة الآن. في كوريا.
بل إن الأمر….
'القاتل غضب. قال أن يون مين يونغ لم تكن توأمًا في الرحم.'
لا بد أنه يختار فقط قرابين خاصة ومحددة بعناية.
أخذت سيان الخاتم على الفور ونهضت من مكانها.
“لنقسم العمل. سأتوجه إلى مركز الاحتجاز خارج المدينة. أما شركة القاتل الموجودة في سيول، فتتولاها أنت يا تاي جوون.”
طَقطَقَ-
نقر جوون على الطاولة بإصبعه الأوسط لجذب انتباهها، ثم لمس هاتفه المحمول بخفة.
“دعينا نُبقي هواتفنا مفتوحةً دائمًا، لنتمكن من التواصل في الحالات الطارئة. فنحن شريكان على كل حال.”
ظهرت قائمة جهات الاتصال في هاتف جوون للحظة، وكانت تحتوي على اسمين فقط، “الرئيس” و”لي سيان”.
رفعت سيان هاتفها قليلًا كي لا يظهر ما في قائمتها.
و هي أيضًا لم تكن تحتفظ سوى باسمين في هاتفها:“الرئيس” و”تاي جوون”.
من الواضح أن تاي جوون، مثلها، من أولئك الذين يحذفون أرقام شركائهم السابقين فور انتهاء المهمة.
بشر يعيشون كجزرٍ في عز الشتاء، باردين، منعزلين، ووحيدين. لا يسمحون لأحد بالدخول إلى حياتهم، ولا يقيمون أي علاقةٍ عميقة مع الآخرين.
بل إنهم-
رفضت سيان بشدة ذلك الشعور العابر بالتشابه الذي اجتاحها للحظة. فلم تكن ترغب أبدًا في الإحساس بأي قاسمٍ مشترك مع هذا الرجل الخطر.
ززز- ززز-
ما إن اهتز هاتفها حتى تلقّت مكالمة جوون، ثم استدارت عنه دون أن تنبس بكلمة، مفترقةً عنه.
***
“التوأم داخل الرحم”…..هو مصطلحٌ يُطلق على حالة يولد فيها طفل واحد، رغم أن الأم كانت حاملاً بتوأم، بسبب امتصاص أحد الجنينين للآخر داخل الرحم.
ويُعرف أيضًا باسم “اختفاء التوأم”، أو “التوأم المفقود”، أو “الجنين المتلاشي”.
عند اختفاء أحد الجنينين، لا تظهر أي أعراضٍ للإجهاض، ولم يكن الأمر إجهاضًا من الأساس.
يُمتَص أحد التوأمين بالكامل، دون أن يترك أي أثر يدل على أنه كان موجودًا يومًا.
روحان. صراع للبقاء بين الأجنّة. ابتلاع الأخ لأخيه. هذا هو “التوأم داخل الرحم”.
لكن أن تكون توأمًا في بطن الأم وتولد بمفردك، فحتى الشخص نفسه لن يعرف بذلك أبدًا.
أمرٌ لا يمكن للمعني بالأمر نفسه أن يدركه. فكيف، إذاً، تعرف تلك الأفاعي بأمره وتختار الضحية منه كقربان؟
عند التفكير بالأمر، كان بسيطًا جدًا. فقط عليهم أن يحصلوا سرًّا على بيانات الحوامل اللواتي يأتين للفحص في عيادات النساء والولادة. باستخدام المال، والنفوذ، والعلاقات.
طَق-
الساعة الثالثة فجرًا. فُتح الباب الحديدي الرمادي لمركز الاحتجاز الليلي خارج المدينة، ودخل رجلٌ في أوائل الثلاثينيات إلى غرفة المقابلة.
كان القاتل الذي اختطف وقام بتقطيع يون مين يونغ.
استدارت السمكة الذهبية البرتقالية ببطء نحو الرجل مباشرة.
“أول مرة أرى آنسةً مثلكِ..…”
تفحّص الرجل سيان بنظراتٍ حذرة، ثم وجّه بصره إلى الزجاجة الموضوعة أمام الحاجز.
“هل الفتيات هذه الأيام يشربن السمك الذهبي في الشاي؟”
قال الرجل ذلك متظاهرًا باللامبالاة، وجلس على الكرسي بتكاسل.
أخرجت سيان الخاتم من جيب معطفها بصمت، ووضعته برفقٍ إلى جانب القارورة.
“آه.”
عندما رأى الرجل خاتم الأفعى، ارتاح فجأةً وهدأ توتره. بل بدا وكأنه استرخى أكثر من اللازم، إلى حدّ التهاون.
“ما هذا، هل نحن في نفس المرتبة؟ إذًا أنتِ أيضًا من ’اللون الأخضر‘.”
"……."
“كنت أعلم أنكِ من جهتنا. لا أحد غير جماعتنا يمكنه استدعائي سرًا في مثل هذا الوقت.”
تلك الطريقة التي قال بها “جماعتنا”…..كانت تخفي الكثير.
وكانت كلمة “اللون الأخضر” تعني أنه بين الأفاعي، يُميز الخاتم حسب اللون، وكان الزمرد يبدو أنه ليس من الفئة العليا.
“لماذا في هذا الوقت؟ هل حدث شيء؟”
قال الرجل ذلك بلهجة غير مبالية.
الآن كان عليها أن تستخدم المعلومات الصغيرة مثل حبات الرمل لصنع قلعةٍ رملية افتراضية.
بشكل دقيق، ولكن جريء، بحيث تخدع خصمها.
“نعم، حدث.”
حدقت سيان في الرجل بعينين خاليتين من التعبير.
“لقد كشفتَ عن آثارنا للعالم. للأسف، لم يكن يجب عليك فعل ذلك.”
“اسمعي، صحيح أنني خالفتُ القواعد وبدأت الأمور، لكن لا يوجد سببٌ لأن أتلقى اللوم من نفس اللون الأخضر..…”
“أنت مجرد أفعى من الدرجة الدنيا.”
كان صوت سيان باردًا لدرجة أنه أصبح مخيفًا. و كان مظهرها، ونظرتها، وطريقتها في الكلام تحمل بوضوح صفات المتحكم.
فجأة، شعر الرجل بقلق واغلق فمه. فاستمرت سيان في حديثها دون أن تتحرك.
“في الرابع من أغسطس من العام الماضي، في وقتٍ متأخر من الليل، قمت باختطاف امرأة. كانت في بداية حملها، وكانت تحمل توأمًا، لكن عندما ولدت، خرج طفل واحد فقط. طفل ذو روحين. الضحية التي نبحث عنها دائمًا.”
“ذلك..…”
“لكن بعد أن اختطفتها، اكتشفت أن المعلومات كانت خاطئة. يون مين يونغ لم تكن توأمًا في الرحم. شعرت بالغضب، وضربت المرأة، وعذبتها بوحشية لتفرغ كل غضبك.”
دوار دوار دوار-
سبحت السمكة الذهبية البرتقالية في الزجاجة بشكل فوضوي. و كانت حدقتا عينيها المسطحتين والفارغتين مثبتتين على الرجل.
حاول الرجل جاهدًا أن يبرر نفسه.
“هم، صحيح أنني ارتكبت خطأ، لكن الأمور تم حلها بالفعل….تحدثت مع الـ ‘الأسود’…..”
“حلّت الأمور؟”
سيان لم ترمش بعينيها حتى.
“هل نغفر لثعبان أخضر أحمق، بدأ الأمور ثم ارتكب خطأ وأُلقي به في السجن؟”
“لا، لا! لحظة!”
“نحن لا نتسامح مع الأخطاء.”
طَقط-
لمست سيان الخاتم الزمردي بأطول إصبع وسطى لها.
“هل هذا الخاتم لي؟ أم هو…..لك؟”
في تلك اللحظة، ارتجف الرجل فجأة، وجمد جسده بالكامل. و تحول وجهه إلى شحوب تام، وبدأ يرتعش بشدة، وأخذ يتصبب عرقًا باردًا.
كان الخوف الشديد واضحًا عليه.
“هل هذا خاتمي…ططلا! لا!”
طَرق-!
ضرب الرجل زجاج غرفة المقابلة بكفه وهو يتوسل.
“لا يمكن استعادة الخاتم! أنقذيني! سأفعل أفضل ما يمكنني!”
نظرت سيان إلى الرجل لأول مرة وأطلقت ابتسامةً خفيفة. كانت ابتسامةً باردة جدًا.
“إذا استطعت إقناع أي أحد من الـ ‘الأسود’ غيري، قد تتمكن من استرجاع الخاتم…..ولكن..…”
طرططر-
أمسكت سيان بالزجاجة ولفت غطاءها لتفتحه، فبدأت السمكة الذهبية تقفز بشكل هستيري وترش الماء.
دق-
وضعت سيان القارورة بجانب الخاتم، ثم تحدثت بصوتٍ جاف،
“الوقت المحدد هو 7 أيامٍ فقط.”
___________________
شكلها تبي تجذب الي فوقه ✨
المهم الابطال حلوين مره التصنيف مافيه من اعداء لأحباء بس واضح جوون هو الس بيلاحقها😘
Dana