قبل ثمان ايام من وصول بيون الى على ضفاف نهر النوان العظيم شمال قارة اوراشيا تتواجد عاصمة مملكة بيولخ راجون , بعد عودة الجيش بطموحات عالية , بعد تكبيدهم هزائم كبيرة لجيش أيلندا و مع انهم لم يسيطروا على اراضي و لكنهم ربحوا معركة نفسية ستلعب بميزان المعارك المستقبلية بين الدولتين .

بعد ان اتم وانهو حقه بالراحة استدعاه الملك للمثول امامه كي يهنئه على انتصاره العظيم , خرج وانهو من بيته و توجه الى قصر الملك , بعد فترة وصل الى بوابة العاصمة راغون , عندما دخل الى العاصمة هتفت الجماهير بسمه عاليا و دعوا الهتهم ان يباركوا قائد جيش بلادهم .

بادل وانهو الجماهير التحية حتى وصل الى قصر ملك بيولخ الملك زانو , دخل القائد وانهو الى القصر وسط تحايا حارة من الخدم و الحرس

“سيدي انت من انقذت بلادنا و لن ننسى لك ذلك ابدا “ قال احد الجنود

“ما بالكم انا لم افعل الا واجبي و بيترو اللعين ذلك سنجزيه اقصى عقاب “

دخل وانهو الى قاعة العرش حيث يجلس الملك زانو زيدتش على عرشه و هو رجل طاعن في السن قد تجاوز الثمانين قبل عدة اسابيع , و له لحية بيضاء طويلة و صلع جزأي برأسه مرتدي ثوبه الابيض و قد ربط على على خصره وشاح اخضر يمثل لون ارض بلاده .

مرتديا تاجه الفضي اللون الذي حكم به البلاد لسنوات عديدة .

“اهلا بالقائد المبجل نصرك الذي صنعته قد ابقى على ما تبقى من ماء وجهنا في القارة “

رد وانهو “ايها الملك المعظم حاكم الشرعي لأراضي نهر البتق و نهر النوان و غابات المشرق و ظلال البحر الرابع من اسمك المعظم الملك المبجل زانو زيندتش انا من يجب عليه الترحيب بجلالتكم “

ابتسم الملك زانو “لا يهم الان , يجب علينا التفكير كيف سنترد ما خسرناه من اراضي نهر البتق امام ذلك اللقيط الذي بلا اسم عائلة حتى كيف تجرأ و فعل هذا بأراضي مملكتي “

“جلالتكم ان التوترات قد بدأت بين مملكتنا و مملكة أيلندا منذ قتل بطلنا لمنافسه في نهاية مسابقة ستروسيل و لقد كشفت التحقيقات الجنائية عن وجود كمية سم في جسد بطلنا المتوفي “

تجهم وجه الملك زانو و بدأ يتملكه الغضب “منذ نهاية تمرد الجرذان السابق و انا لم اكن اوافق على تلك المعاهدة الحمقاء , قال ماذا انهى ستنتهي بعد ثمان سنوات و ستجدد مباشرة اذا نجحت ذلك اللقيط كان يخطط لأخذ الاراضي منا أقسم بحكام بارمنيست اني لن اغفر ذلك “

“بالتأكيد يا سيدي نحن لن نغفر ما فعله ذلك اللعين بشعبنا و اراضينا “

“قل لي ايها القائد وانهو لما لم تبدأ المعركة مباشرة بعد عبورك من نهر النوان ها ؟”

ارتبك وانهو “جلالتكم انتم تعلموا مدى قدسية تقليد القداس فعند وصولي الى جنوب مدينة اشيورا تم تنصيب اميرا جديدا للمدينة لقد رأيتم حتى ان الهجوم على العاصمة توقف بسبب القداس “

شعر زانو بالغيظ و اظهر حقدا كامنا في قلبه “اولاد العاهرة هاجموا العاصمة راجون وهم من كانوا يدفعون الاعطيات لما كي نحميهم من هجوم الحيوانات الناطقة –تنهد زانو -, حسنا تلك اربعة ايام لما تأخرت اربعة أيام أخرى ؟ “

زفر وانهو و ابتسم ابتسامة صغيرة “لن تصدق جلالتكم ان الامير ذاك لم يحكم الا اقل من دقيقة و بعدها قتل و تم قداس اخر “

لم يستطع زانو كتمان ضحكاته و بدأ بالقهقهة من قلبه “اهاههاها من ذلك الامير الفاشل الذي لا يعرف ان اصعب عدو له هو شعبه , ما اسم ذلك الشخص ؟ “

“ان اسمه يا سيدي هو بيون شين “

ارجع زانو رأسه للوراء و بدأ بمراجعة ذكرياته “ تقول لي (شين ) سأسرد لك قصة من الزمن الغابر يا وانهو كان هناك قرية في شرق القارة و كانت قرية غريبة بعض الشيء في النهار تبدو طبيعية حالها كحال اي قرية و لكن في الليل كانت تختفي دائما و كان سكانها يشبهوننا كثيرا نحن البشر و لكن امتلاكهم لقرون على رأوسهم كان يمكنهم من التعامل مع الحيوانات الناطقة بأريحية و بعد عدة سنوات بوف اختفوا تماما “

احتار وانهو من قصة الملك قليلا و لكنه لم يهتم كثيرا و حاول ان يجاري الملك بهذيانه “انها قصة غريبة حقا يا سيدي ...”

“ربما تقول اني هرمت و خرفت و لكنني رأيت احدهم كانت ليلة بلا قمر و كانت عيناه تلمعان في الليل و كانت هناك اصوات تمتمة و كأنه كان يصلي لأحدهم صلوات غريبة لم اسمع بها من قبل و لا من بعد كنت خائفا تلك الليلة حتى اني بللت سروالي “

“من المستحيل ان افكر بذلك يا مولاي حتى , هل تأمرني بشيء الان ؟ “

“عذرا يبدو اني اطلت بالابحار في ذكرياتي ربما يكون مجرد تشابه اسماء و لكن المهم الان ان تجهز الجيش و تعيد دفاعات العاصمة الى ما كانت عليه نحن الان في فترة تشبه الهدنة “

“حاضر حضرة الملك “

هم وانهو بالخروج من قاعة العرش , و قبل ان يغادر سمع امرا من الملك “ايها القائد وانهو هذه السنة انت من سيشارك في مسابقة ستروسيل بصفتك المحارب “

صدم االقائد وانهو من اوامر الملك “ و ...و لكن سيدي اشارك انا ! “

“ما بالك ان تعلم حقيقة تلك المسابقة و انها بديلة للحرب الفائز بها يعتبر قد انتصر بحرب بدل ان يموت مئات الجنود هنا وهناك و سنستطيع استرجاع اراضي نهر البتق اذا انتصرت “

انحنى وانهو “حاضر حضرة الملك سأشارك بها و سأنتصر انا اعدك “

“كلي ثقة بهذا ايها القائد “

انصرف بعدها القائد وانهو و ذهب كي يتفقد اسوار مدينة راغون خلال المعركة الاخيرة بين جيش ايلندا و جيش بيولخ , و بعد جولة طويلة في العاصمة قد رأى كيف ان حال الشعب قد تغير ان المدينة ليست نظيفة و ليست حتى بمكان جيد للسكن بيوتها مكونة طابق واحد و اغلب البيوت ينقصها احد الاساسيات للمعيشة و شوارع المدينة طينية و غير معبدة و حتى ان كان المرأ يبحث عن رصيف كي يرتاح عليه الارصفة مليئة بالمتسولين و العاطلين عن العمل احياء لا يجرأ الجيش للدخول عليها حتى من كثرة وجود المجرمين فيها .

حيث ينقسم سكان بيولخ عامة الى ثلاث اقسام مزارعين فقراء , عمالة فقيرة و اخيرا اصحاب المهن الفقراء أيضا .

انهى وانهو جولته بزيارة لسور المدينة الحجري الي يطل جنوبه على نهر النوان , ان السور بحد ذاته قديم جدا جدا حيث ان برجيه قد بنيا من الحجر البازلتي القديم ,يتميز الجدار على ان به قنوات مائية يعبر من خلالها النهر حتى يصل الى العاصمة حيث يجري النهر بوسط العاصمة و بعض احيائها .

حيا وانهو بعض الجنود و ذهب الى اقصى برج في السور وقد كان برج للرماة , دخل اليه وانهو و بدأ بصعود درجه اللولبي حتى وصل الى اعلاه حيث لا يوجد الا جندي يراقب جنوب النهر .

“اهلا ايها القائد لا اعلم كيف سـأشكرك لقد تفاجأت بمجيئك الى هنا “

“هاهاها لا عليك ايها الفتى لا عليك الان هل يمكنك ان تحضر لنا زجاجة من النبيذ لكي نتشاركها “

شعر الجندي بالسعادة و ردد “حاضر سيدي “

بعد ان ذهب الجندي لكي يحضر النبيذ وقف وانهو كي يراقب الاراضي جنوب نهر النوان تلك الاراضي التي كانت خضراء سعيدة و ثرية قد اصبحت رمادا الان و لا يوجد اثر للمزارع بعد الان , هبت رياح باردة تخللت لحية وانهو كي تداعب بشرة وجهه .

“اقسم انني سأنتصر بتلك المسابقة اللعينة “

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

سؤالي لكم ما هي شخصيتكم المفضلة حتى الان و عن ماذا تظنوا زانو يتحدث

2019/05/23 · 468 مشاهدة · 1165 كلمة
jloyxinia
نادي الروايات - 2024