لقد أخطأت بترجمة إسم البطل اسمه الآن أزرييل ليس عزرائيل ، أعتذر على الخطأ .
"آه...."
صدر صوت ضعيف بالكاد مسموع من شفتي أزرييل وهو يحدق بالشخصية الواقفة أمامه.
فتاة...
فتاة صغيرة، لم تتجاوز التاسعة من عمرها، بشعر بني طويل وجميل يتدلى حتى خصرها. عيناها الزمرديتان، اللتان كانتا تلمعان كأنهما نجوم في السماء الواسعة، فقدتا بريقهما. كانت بقع الدم تغطي وجهها وملابسها.
"ل... ليا..."
سقط سلاح "آكل الفراغ" من بين أصابعه وارتطم بالأرض. الغريب أنه عندما لامس الأرض، لم يُصدر أي صوت.
كانت الفتاة الواقفة أمام أزرييل هي شقيقته الصغيرة...
ليا كارومي.
كان مستعدًا لفعل أي شيء لرؤيتها مرة أخرى، لرؤية تلك الابتسامة الكبيرة على وجهها. تذكر اللحظات التي كانا يتشاجران فيها حول من سيجلس في المقعد الأمامي للسيارة، والأوقات التي كان يساعدها فيها في دراستها.
عندما رأى شقيقته الصغيرة مجددًا، تجمد أزرييل في مكانه، غير قادر على تحريك عضلة واحدة.
في أعماقه، كان يعرف... كان يعرف أن الفتاة أمامه ليست شقيقته الصغيرة بل مخلوق الفراغ.
لكن حتى ذلك الحين... لم يهمه الأمر. الشخص الذي كان يتمنى رؤيته أكثر من أي شيء آخر كان أمامه مرة أخرى.
ظل فمه يتحرك بلا توقف، يفتح ويغلق مرارًا وتكرارًا.
لم يستطع العثور على الكلمات المناسبة ليقولها لها. أراد بشدة أن يعتذر لها.
أن يقول إنه لو كان هناك، ربما كان سيغير نتيجة ذلك الحادث.
أن لو طلب منهم البقاء في المنزل، لكان الأمر مختلفًا.
أن لو فعل أي شيء مختلف في ذلك اليوم، لكانت لا تزال على قيد الحياة.
أن لو لم يتشاجر معهم في ذلك اليوم...
"أخي، لماذا تركتني؟"
ارتجفت عينا أزرييل وهو يحدق بها. كان صوتها تمامًا كما كان يتذكره.
"أنا..."
لم يستطع قول شيء. الكلمات علقت في حلقه. بدأت الدموع تنهمر على وجهها، وأصبح بكاؤها مسموعًا.
"لماذا... لماذا تركتني؟"
"لماذا تركتني أموت؟"
"كنت أخي، لكنك قتلتني..."
"أبعدتنا وقتلتنا!"
صرخت في وجه أزرييل، مما جعله يعض شفته السفلى حتى تذوق طعم الدم.
"ليا..."
تكسر صوته وهو يحاول نطق اسمها.
"أنا... أنا آسف... أقسم."
تحشرج صوت أزرييل وأصبح أجشًا مع انهمار دموعه، لكنه لم يتوقف عن النظر إلى شقيقته الصغيرة.
"أنا آسف جدًا... كنت سأفعل أي شيء لتغيير ما حدث."
"رجاءً... صدقيني."
"لم أكرهك أبدًا... ولا أمي وأبي، أقسم."
ارتعش صوته مع كل كلمة نطق بها، ودموعه لم تتوقف عن التدفق.
كانت عيناه تشتعلان من شدة الألم، لكنه لم يرمش ولو لمرة.
"كاذب!"
"أخي كاذب!"
"أنت تكرهنا! قلت ذلك بنفسك!"
استمرت بالصراخ عليه. شعر وكأن قلبه طُعن بسكين، ثم أخذ السكين يلتف ويدور بداخله مرارًا وتكرارًا.
"لا... أقسم أنني لم أفعل. أقسم أنني لم أكرهكِ، ليا!"
"لم أكرهك أبدًا أو أمي وأبي!"
"كنت سأفعل أي شيء! أي شيء للعودة وإنقاذكِ أنت وأمي وأبي!"
"أقسم أنني آسف جدًا! لا يمر يوم دون أن أندم فيه على وفاتك!"
"ل... لو أستطيع، لكنتُ ضحيت بحياتي من أجلكِ ومن أجل أمي وأبي."
ارتفع صوته مع كل كلمة وهو يحاول إقناعها.
"رجاءً صدقيني..."
همس بصوت خافت في النهاية.
"إذن..."
"لا تتركنا مجددًا، أخي."
"هاه؟"
بدأت تسير ببطء نحو أزرييل حتى أصبحت قريبة بما يكفي ليمد ذراعه ويمسك بها إن أراد.
"لا تتخل عنا، أخي."
"ابقَ معي... معنا."
"لا تتركنا مجددًا..."
بدأ صوتها يتشوه في النهاية، لكن مظهرها لم يتغير أبدًا. فجأة، لمح شيئًا خلفها.
رأى أزرييل أشخاصًا يقفون خلفها قليلًا، كلهم يواجهونه، لكنهم كانوا بلا رؤوس... كأن أحدًا أو شيئًا ما اقتلعها.
كانوا جميعًا يقفون هناك مرتدين زيًا عسكريًا أسود تقليديًا.
الغريب أن أزرييل لم يشعر بشيء وهو يحدق بهم بينما تلاقت عيناه بعيني ليا مجددًا. وكأن الأمر كان مجرد حلم، نسي بالفعل الجنود خلفها.
مدت يدها الصغيرة والرقيقة أمام أزرييل بابتسامة صغيرة على وجهها.
"انضم إلينا..."
"أخي."
"يمكننا أن نكون معًا مجددًا."
"أنت، أنا، أمي وأبي... جميعنا معًا، عائلة سعيدة."
"كل ما عليك فعله هو أن تقبلني..."
"سنكون معًا للأبد، أعدك بذلك."
عاد صوتها طبيعيًا تمامًا كما يتذكره دائمًا. ببطء، رفع يده اليمنى نحو يدها.
"هل يمكنني حقًا أن أكون معها مجددًا؟"
"هل يعني ذلك أنها سامحتني؟"
"إن انضممت إليها، هل يعني ذلك أننا سنكون معًا مجددًا؟"
"كعائلة مرة أخرى؟ مع أمي وأبي على نفس الطاولة، نتناول الطعام معًا؟"
بدأ الأمل يملأ قلبه المحطم بينما رفع يده حتى أصبحت على بُعد بوصات من يدها. للحظة، تردد لسبب غريب. لم يعرف لماذا، لكنه شعر أن هناك شيئًا مريبًا. لكن...
في النهاية، هز رأسه فقط.
"حقًا... إنها شقيقتي الصغيرة. بالطبع يجب أن أكون معها."
قال ذلك، وكان على وشك أن يمسك يدها الصغيرة مجددًا. ظهرت ابتسامة صغيرة على وجهه، لكن...
اختفت.
اختفى الضباب.
اختفى كل شيء حوله فجأة.
المباني، الحطام، السيارات المهجورة، وجثث الذئاب الأربعة التابعة للفراغ.
كلها اختفت، واستهلكها الضباب.
ظهرت فجأة لتختفي بنفس الطريقة. الشيء الوحيد المتبقي كان "آكل الفراغ" على الأرض بجانبه، وأمامه كان يرى النصب التذكاري الطويل ينظر إليه.
عندما أدرك ما حدث للتو، ارتجف قلبه.
"ليا... لا."
"رجاءً..."
"لا تذهبي..."