رفع أزرييل كوب الشاي إلى شفتيه، وشعر بانتعاش براعم التذوق لديه بينما امتزجت النكهات العطرية والغنية بتناغم مثالي.
"لماذا طعم الشاي في هذا العالم ألذ بكثير من عالمي السابق؟"
بجدية، الطعم كان سماويًا.
كان أزرييل يريد بشدة طلب كوب آخر.
لكن للأسف، كان عليه الحفاظ على هيبته.
جلس إلى يمينه جاسمين، بينما كان راجنار يجلس أمامه وتوماس على يساره.
كانوا جميعًا في نفس المقهى حيث استولى أزرييل سابقًا على برج البان كيك الخاص بسليمان والتهمه بينما كان يتبع أخته إلى الحديقة.
جلس أزرييل بهدوء وهو يستمع إلى حديث جاسمين مع راجنار، تشكره على إعادته إلى المنزل بأمان.
'...يشعرني ذلك ببعض الإحراج.'
ليس أن الإحساس كان سيئًا.
لقد افتقد مشاعر كهذه.
'مع أنني أصبحت الآن أصغر فرد في العائلة...'
كان ذلك يزعجه قليلًا.
فقط قليلًا.
"...ستلتقي بوالديك في وقت أقرب مما توقعت، أزرييل."
نظر أزرييل إلى راجنار بنظرة استفهام.
قبل أن يتمكن من السؤال، أكمل راجنار الحديث.
"حدثت حالة طارئة، لذا سيعود الرؤساء إلى المنزل، ونحن كذلك. الاتصالات مع أوروبا استؤنفت قبل بضع دقائق، باستثناء أوروبا الغربية. التقارير تفيد بأن جميع القواعد العسكرية في فرنسا..."
شعر أزرييل بشعور سيئ وهو يسمع كلمات راجنار.
وكان شعوره في محله.
"...تم محوها بالكامل."
---
مرت الأيام على أيلينا كأنها طيف ضبابي منذ وفاة أزرييل، كل يوم يذوب في الآخر بمزيج رتيب من الألم الذي رفض أن يهدأ.
كانت تعيد شريط ذكريات طفولته مرارًا وتكرارًا، صدى ضحكته يتردد في عقلها كأنها لحن شبح.
تذكرت خطواته الأولى، وكيف كان يمسك أصابعها الصغيرة بيديه الصغيرتين، والأسئلة التي كان يطرحها بفضول لا يعرف حدودًا.
كل ذكرى كانت طعنة ندم حادة.
أيلينا كثيرًا ما كانت تتأمل طبيعة الفقدان والقسوة النهائية التي يفرضها.
أن تفقد طفلًا هو أن تفقد جزءًا من روحك.
كانت تلك آلامًا لا تشبه أي ألم آخر، حزنًا يتغلغل في أعماق عظامها ويستقر هناك.
بدا العالم أكثر قتامة، الألوان أقل حيوية، وضحكات الآخرين كانت كصدى بعيد من حياة لم تعد تعترف بها.
تمنت لو أنها احتضنته بقوة أكبر، استمعت إليه بانتباه أعمق، وأخبرته كل يوم كم تحبه.
لكن الفرص التي فاتتها كانت عبئًا ثقيلًا على روحها.
ما زالت حتى الآن لا تفهم لماذا أراد أزرييل الذهاب إلى تلك القاعدة العسكرية.
ما الذي كان يفكر فيه؟
وأي سبب كان يملكه؟
---
عندما عادت جاسمين إلى المنزل، كان كل شيء على وشك التغير.
بينما كان خواكين وإيليانا يستعدان للخروج، توقف الزمن تقريبًا عند رؤيتهما لأزرييل وهو يدخل بجانب جاسمين.
كانت الرؤية كالحلم، ولكن لم يكن هناك شك.
ابنهما الأصغر كان حيًا، يقف أمامهما.
صدى كلماته هز القلوب:
"مر وقت طويل... أمي، أبي."
______
الفصول قصيرة جدا هل أدمج فصلين في فصل واحد أم أدعها كما هي رغم قصرها؟