“انتظري دقيقة لماذا تعطيه منصب خاص بهذه السهولة ومن الذي عينكِ قائدة حتى تأمريننا!؟”.
بينما ظن مايك انه حصل على منصب خاص تردد صوت مزعج في اذنه وعندما التفت للمتحدث وجده شاب ذو شعر اسود مع عينين حادتين وكان ينظر له بغضب عارم!.
‘ما بال هذا المجنون؟’ كان مايك في حيرة من امره لم يكن يعلم متى اغضب هذا الفتى!.
“وما هي الطريقة التي تظن اننا علينا تقسيم المناصب بها” قالت ياسمين بينما تدس شعرها الابيض خلف اذنيها ولم يبدو عليها الغضب من مقاطعة كيفن لها.
“بما انها ثلاثة مناصب خاصة اظن ان واحدة منها يجب علينا ان نتقاتل يدويا من اجلها!” قال كيفن وهو يبتسم لمايك بخبس.
“نتقاتل؟” عبست ياسمين وكأنها فكرت في شئ قالت “ليست هناك مشكلة ولكن بما انه قتال فنحن النساء ليس لدينا اي فرصة ولذا سنأخذ احدى المناصب ونقسمها بيننا بطريقتنا”.
“هل هناك اي معترض؟” سألت ياسمين بقية زملائها.
كان في فريق مايك 11 فتاة و 14 فتى بما في ذلك مايك.
لم يكن لدى اي احد من الفتيات او الاولاد اي اعراض لذا ابتسم كيفن وقال بينما ينظر للاولاد “من يريد المشاركة غيري؟”.
“اذا كنت تخاف على شرفك فلا تشارك!”.
“ها؟” سمع ويليام صوت يهمس له في اذنه وعندما التفت وجده سام الذي اقترب له بخفة.
“لماذا لا يجب علي المشاركة؟” سأل ويليام بوجه عبوس.
“ثق بي فقط ولا تشارك وستعرف بعد قليل السبب!” قال سام بإبتسامة جادة.
اومأ ويليام برأسه وصمت ولم يعد يريد المشاركة.
على الجانب الاخر انضم ستة اولاد اخرين يريدون تجربة حظهم.
اما كيفن كان لا يزال ينظر لمايك ويبتسم له بخبس وعندما رأى مايك لم ينضم او يرفض الانضمام قال “ماذا عنك؟ الا تريد المشاركة ام انك خائف؟”.
لم يعرف مايك هل يضحك ام يبكي وكان ينظر لكيفن كأنه ينظر الى مهرج.
عندما ازداد غضب كيفن وكأنه سينفجر قال مايك “احسبني معكم!”.
نظر مايك للاولاد الستة وكيفن وقال “هل سنتقاتل قتال جماعي ام ماذا؟”.
عندما انضم مايك شعر كيفن بالسعادة وقال سريعا وكأنه لا يريد ان يغير مايك رأيه “بما اننا ثمانية لنجعل كل اثنين يتقاتلان مع بعضهما والفائز يتأهل حتى يتبقى فائز واحد!”.
“حسنا ، هل تريد ان نكون اول من يتقاتلان؟” قال مايك بإبتسامة خفيفة على وجهه.
للحظة نسى كيفن طريقة الكلام.
في البداية كان يريد ان يتقاتل مع مايك وينفس عن كل غضبه السابق في غرفة الانتظار! لذا اقترح هذه المسابقة وكان يريد ان يجد طريقة ليتقاتلان معا.
ولم يكن يظن ان مايك سيقع في فخه لوحده! وللحظة كان كيفن صامتا ثم ابتسم وقال “بالتأكيد!”.
قام الطلاب بإخلاء دائرة وكان يقف في منتصفها مايك وكيفن.
“هاهاها هل انت مستعد لتلقي الضرب؟” ضحك كيفن بأعلى صوته بينما يتقدم نحو مايك.
كان مايك صامتاً ولم يرد حتى.
كانت المسافة بين مايك وكيفن قليلة وفي خطوات قليلة اصبح كيفن امام مايك.
شد كيفن قبضته اليمنى ورفع يده موجهاً لها لوجه مايك.
اقتربت القبضة وبينما كان يفصلها عن وجه مايك بعض السنتمترات رفع مايك يده وتلقى قبضة كيفن بيده اليسرى واوقفها.
‘ماذا؟’ كان كيفن في حيرة للكلمات ولم يكن يظن ان مايك سيوقف قبضته.
ضغط مايك بيده على لكمة كيفن بينما رفع يده اليمنى والقى لكمة قوية على وجه كيفن حتى تورم وجهه
لم يتوقف مايك هنا وبعد ان لكمه ترك قبضة كيفن وامسك بكتفه بيديه والقى بركلة قوية على معدة كيفن جعلت ظهره يتقلص كأنه عجوز عمره مائة عام!.
لم يستطع كيفن الوقوف فسقط على ركبتيه بينما يمسك بطنه وكان يبدو على وجهه المتورم علامات الالم.
“هل تريد تلقي المزيد من الضرب؟” لم يهتم مايك بآلم كيفن وسأله بوجه خالي من التعبيرات.
كان كيفن يتألم بشدة وعندما سمع صوت مايك شعر ان آلمه زاد اكثر ووضع يده على الارض ونهض ورجع للخلف واضعا مسافة بينه وبين مايك.
“لا تفرح كثيرا انا لم... ” بعد ان رجع للخلف قال كيفن لمايك بغضب ولكنه مايك لم يترك يكمل حديثه وتقدم له سريعا واعطاه لكمة اخرى على وجهه.
هذه المرة لم يتوقف مايك وانهال على كيفن باللكمات ولم يتركه يسقط على الارض حتى.
وعندما بدأ وجه كيفن ينزف تركه مايك يسقط على الارض كأنه كلب ميت.
‘هل تماديت في الامر؟’ بينما ينظر لكيفن الذي كان يرتجف في الارض من الآلم فكر مايك في نفسه وسعر انه تمادى اكثر من اللازم.
وعندما رفع رأسه ونظر لبقية اعضاء فريقه وبالأخص بقية الاولاد الذين سيتقاتلون معه ، كان كل من يلتقي بعيني مايك يلتفت ولا ينظر له مباشرة!.
‘انا حقا تماديت!’ تنهد مايك في نفسه وحاول مساعدة كيفن على النهوض ولكن الاخير صفع يد مايك ووقف لوحده.
بينما يتمايل يمينا وشمالا نظر كيفن لمايك وكان الخوف ظاهرا في عينيه قائلا “الا تظن انك تماديت؟ كل ما نريده هو تحديد منصب وليس القتال حتى الموت!”.
لم يعرف مايك كيف يرد حتى هو نفسه لم يعرف لماذا تمادى هكذا.
عندما كان يضرب كيفن شعر مايك بغضب كبير يعتريه ولم يستطع التوقف عن ضربه.
بعد هذا الموقف لم يواصل بقية الطلاب القتال واتفقوا على اعطاء مايك احد المناصب الخاصة ، وبعد عدة محاولات استطاعوا اقناع الفتاة ذات النظارات ان تشفي إصابات كيفن.
على عكس الاولاد الهمجين ، التفن الفتيات حول بعضهن البعض وتناقشن واتفقن على اعطاء المنصب الخاص لسيلفيا التي كانت صاحبة اعلى تقارب بينهن.
وبهذا تبقى منصب خاص واحد ومنصب القائد فارغان.