قبل ان تنتهي مدة الساعة انتهى فريق مايك من توزيع مناصبه.

حصل كل من مايك وسيلفيا وويليام على مناصب خاصة ، وكانت ياسمين قائدتهم.

بعد دقائق انتهى الفريقين الاخرين ايضا ، وعلى عكس فريق مايك كان قادة الفرق الاخرى ولدين ، كان يبدو عليهما الذكاء والهدوء.

“لقد انتهيتم اخيرا” وقف ماركوس امام الفرق الثلاثة وابتسم وواصل “غدا هو اليوم الاخير لكم في هذا الكوكب وستذهبوا وتشاركوا في حرب الحرية!”.

تنهد ماركوس هنا وقال “انتم لا تزالون صغار ولكن انتهى بكم الامر ان تحملوا مسؤولية كل سكان هذا الكوكب!. لأكون صريحا معكم السبب الذي جعلنا نأخذكم من مدارسكم ولا نعلن المشكلة التي يواجهها كوكبنا هو خوفنا من ردة فعل المواطنين. نحن نعلم انه ليس هناك اي والدين سيقبلان بمخاطرة ولدهما بحياته ابدا ، لذا يمكنكم القول اننا قمنا بخطفكم حتى!”.

انحنى ماركوس قليلا وقال بجدية “نعدكم اننا سنخبر اسركم ولن نخفي اي شئ عنهم ، ونحن كلنا آمالاً ان تعودوا سالمين!”.

تأثر الطلاب حقا بحديث ماركوس.

كان يملؤوهم القلق من ردة فعل عائلاتهم وماذا سيحصل لهم اذا حصل لهم شئ.

ولكن بعد ان سمعوا حديث ماركوس وتذكروا اُسرهم التي تنتظرهم عرفوا حجم المسؤولية على اكتافهم وحزموا العزم على ان ينتصروا في هذه الحرب!.

‘تنهد’ تنهد مايك في رأسه ولا إراديا اخذته الذكريات وارجعته لذلك اليوم.

على طاولة صغيرة كان يجلس ثلاثة اشخاص ويتناولون الطعام.

كان الاصغر فتى في عمر السابعة عشر ذو شعر اسود وعينين اسودين.

بجانيه رجل في منتصف العمر لديه قليل من الشعر الابيض في رأسه الذي زاده جمالا.

الاخير كانت إمراة جميلة تبدو في الثلاثينات من عمرها تملك شعر اسود كثيف وعينين اسودين ، تتملك نفس ملامح الفتى الصغير كأنه نسخة منها.

بينما يلعب بالملعقة في يده نظر الفتى للرجل بجانبه وقال “ابي لمذا يجب علي ان اساعد اشخاص لا اعرفهم حتى؟ ، الا يكفي ان اهتم بالمقربين لي فقط؟”.

ابتسم الرجل وقال “مايك لقد اخبرتك بهذا كثيرا وسأعيده مجددا طالما تتملك القدرة عليك ان تساعد اي شخص تجده في حاجة للمساعدة!”.

لم يتزعزع مايك وقال “لماذا؟”.

لم تختفي ابتسامة الرجل وواصل “الا تركز مع حديثي؟ لقد قلت لك طالما تمتلك القدرة! ، عليك ان تعرف جيدا ان عملك الطيب الذي تقوم به لن يختفي ابدا. وحتى اذا لم تحصل على شئ في مقابله الا يكفيك انك ساعدت شخصا وجعلته سعيدا؟ ، يوما ما عندما تكون في قمة الحاجة الى المساعدة ويقف احد ما الى جانبك ستعرف كم هو جميل الإحسان للآخرين!”.

“الان سأريكم كيف يتقاتل السحرة واشرح لكم قليلا عن ماهية السحر وسأجيب عن اي سوال لديكم”.

‘هاه؟‘ صوت ماركوس اخرج مايك من تفكيره العميق وارجعه للواقع ، ابتسم مايك قليلا وفكر ‘يبدو انه علي ان ابذل جهدي!’.

بعد ان انتهى ماركوس من الحديث دخل رجل وإمراة من احد ابواب الميدان.

كانت المراة تملك شعر اسود قصير لافت للنظر وترتدي رداء يغطي كامل جسدها.

على الجانب كان الرجل يملك شعر شديد البياض يبدو انه ولد به ، وكان يرتدي بدلة رسمية وكأنه كان ذاهبا الى حفل رسمي ، اكثر ما يلفت النظر هو سيفه الذي ممسكا به في يده اليسرى.

وقف الشخصين في مقابل بعضهما البعض وكان يفصلهما عدة امتار.

انتظر ماركوس قليلا ثم قال “قتال!”.

مع إنتهاء حديث ماركوس سحب الرجل سيفه من غمده ومع كل خطوة يخطوها كان سيفه يتوهج باللون الازرق.

على الجانب الاخر رفعت المرأة يداها في الهواء واتخذت وضعية كأنها تحمل قوس وسهم في يدها.

وعندما ظن الطلاب انها مجنونة ، ظهرت شرارة حمراء في الهواء ثم بدأ يتشكل قوس وسهم من لهب في يديها!.

عنندما اكتمل سهم اللهب في يدها اطلقته مباشرة نحو الرجل! وبدأ يتشكل سهم اخر في مكانه!.

واصل الرجل المشي كأنه يتمشى في فنائه الخلفي ولم يتأثر ، وعندما اقترب السهم من تمزيق قلبه ، رفع الرجل سيفه على مهل وقام بقطع السهم بسلاسة!.

بعد قطع السهم بسيفه المتوهج بدأت اقدام الرجل بالتوهج باللون الازرق ايضا وزادت سرعة الرجل كأنه يتزلق في الارض.

با! با! با!

اطلقت المرأة ثلاثة اسهم متتالية.

تفادى الرجل السهم الاول وقام بقطع الاخرين واقترب من المرأة بسرعة!.

رفع الرجل سيفه اعلى رأسه وكأنه يريد ان يقطعها رأسيا قام بأنزال سيفه سريعا.

رفعت المرأة يداها امامها سريعا وبدأ يتشكل درع من لهب امامه وقام بصد ضربة الرجل.

لم يتأثر الرجل وبعد القطع الرأسي استخدم القطع الافقي وواصل ضرب الدرع بمختلف الوضعيات.

كراك! كراك!

بدأ الدرع في التصدع وعبست المرأة قليلا ثم رجعت خطوة سريعة للوراء واشارت للدرع الذي بقى واقفا في مكانها السابق.

بوم!

انفجر درع اللهب وغطت سحابة لهب كبيرة الرجل بكامله.

“لا!” صرخت احدى الطالبات بأعلى صوتها بينما تغير تعبير الطلاب الاخرين.

‘هيه’ ابتسم ماركوس ولم يقل شئ.

بعد ثواني انطفئت النيران واختفى سحاب الدخان وتقدم شكل رجل من الداخل!.

خرج الرجل ذو الشعر الابيض من سحابة الدخان ولم يبدو على جسده اي إصابات!.

اذا دقق الشخص يمكن ان يرى ان جسد الرجل يغلفه لون ازرق بالكامل.

“لنكتفي بهذا القدر! ، شكرا على جهودكم” قال ماركوس بينما يبتسم.

اومأ الرجل والمرأة برأسهما لماركوس وذهبا ، منذ البداية الى النهاية لم يقولا اي كلمة!.

2025/01/26 · 6 مشاهدة · 791 كلمة
نادي الروايات - 2025