فكر مايك قليلا عندما سمع سؤال ياسمين وقال “اظن ان نسبة ان تكون حرب الحرية بها قتال وقتل هي 90%”.
عبست ياسمين وقالت “لماذا تظن ذلك؟”.
“حسب ما قيل لنا عن حرب الحرية والرقاقات التي اعطيت لنا اتتذكرون ماذا قيل لنا؟ لقد تم تقسيمنا لثلاثة فرق وكل فرقة ستكون في كوكب مختلف وبالنظر لحجم الكوكب اظن اننا سنصطاد بعضنا البعض!”.
توقف مايك قليلا وقال “هل ركزتم يا رفاق مع نظرات ماركوس؟ يمكنني القول من نظراته انه متآسف جدا لأرسالنا لحرب الحرية وكأننا سنموت بالتأكيد!”.
زاد عبوس ياسمين ولكنها لم تستطع ان تختلف مع رأي مايك وكلما فكرت اكثر وجدته منطقي اكثر!.
اما بقية الطلاب فتوتروا جدا واصبحوا قلقين نحو مستقبلهم.
عندما نظر مايك للطلاب القلقين تنهد في عقله ولكنه مع ذلك واصل تحطيم معنوياتهم “كما تعلمون يا رفاق على عكس كوكبنا معظم الكواكب الاخرى لديها تاريخ مديد مع السحر ولذا حتى اذا شارك افراد من كواكبهم لم يمارسوا السحر مثلنا ولكننا مع ذلك لسنا في نفس البداية!. على عكسنا هم منذ ولادتهم يعرفون عن السحر وممارساته وانا متأكد ان معظم المشاركين سيكونون ابناء سحرة ولدوا وتربوا في احضان سحرة!”.
هذه المرة لم توافق ياسمين مايك وقالت “كيف تعرف ذلك؟”.
“اتتذكرون ماذا قيل لنا؟ ، تغيرت حرب الحرية لهذا العام لظروف خاصة! ومن جملة هذا العام تستطيع ان تعرف ان حرب الحرية ليست في عامها الاول فقط وقاموا بها على الاقل عشرات المرات! ، وهذا يثبت ان هناك كواكب شاركت في حرب الحرية اكثر من مرة!”.
نظر مايك لعيني ياسمين وواصل “كوكبنا هذا تطور قبل عشرة اعوام فقط واقترب معظم السكان من معرفة وجود السحر لولا هذه الصدفة التي ادخلتنا في حرب الحرية ، ولذا برأيك اذا اعطى كوكبنا عدة اعوام اخرى ماذا كان سيحصل؟” سأل مايك وانتظر جواب ياسمين.
تنهدت ياسمين وقالت “سيكون السحر شئ طبيعي في حياتنا وسيزداد عدد ممارسيه جدا”.
“لنفترض إذاً ان كوكبنا متطور وبه السحرة في كل مكان واردتِ ان تختارِ مشاركين لحرب الحرية. هل ستختارين من المواطنين العاديين ام ابناء السحرة؟ سأل مايك من جديد.
“سأختار بالتأكيد ابناء السحرة” صمتت ياسمين قليلا واضافت بتنهد “واذا كان هناك بين المواطنين اطفال موهوبين سأختارهم”.
تنهدت ياسمين من جديد وقالت “انت على حق لذا نحن سنتقاتل مع المواهب البارزة فقط!”.
“انا لا اريد ان احبط آمالكم ولكن اريدكم ان تستعدوا للاسوء فقط” قال مايك واضاف “لكن لا تخافوا ليس كل شئ مؤكد في هذا العالم وبالتأكيد سنجد فرصتنا للنجاة!”.
ابتسمت ياسمين وقالت “هيهي معك حق ربما تكون انت موهبة وحشية بدورك وتنقذ كوكبنا بأكمله!”.
بينما ينظر لابتسامة ياسمين لم يستطع مايك سوى التنهد وقال “اذا كنت اريد ان انصحكم سأقول لكم ان تتحدوا مع بعضكم البعض وحسب ما اظن ان هذه الرقاقات ستكون سبيلنا للنجاح وكما قالت جيسيكا ، هناك العديد من المزايا الاخرى لها وربما تضيف متغيرات عدة!”.
توقف مايك هنا وقال “هذا كل ما يدور في عقلي حاليا!”.
“شكرا لك لقد استفدت حقا” اعطت ياسمين مايك ابتسامة جادة بينما تتكلم.
وبالتزامن مع ياسمين شكر بقية الطلاب مايك واشادوا به.
بعد مايك اعطى عدة طلاب نظريات وافكار اخرى كانت مفيدة بنفس قدر نظريات مايك.
استمر نقاش الطلاب ساعة كاملة ثم انتهوا وعادوا لغرفهم.
عندما عاد مايك الى غرفته لم يعد يفكر ولم يفعل اي شئ وسقط مباشرة في سريره نائما.
في الصباح الباكر تردد صوت عالي في غرفة مايك يخبره ان يتوجه نحو الميدان بعد نصف ساعة.
استيقظ مايك من النوم وكان لا يزال متعبا وبسرعة قام بالاستحمام وارتدى ملابس خاصة تم تجهيزها لهم والتي عبارة عن قميص اسود مع بنطال اسود وجميعهم بهم تشكيلات باللون الاحمر.
كان مايك يظن ان الفتاة ذات النظارات ستقود الطريق لهم من جديد ولكن عندما خرج مايك وجد انوار تضيئ الممرات ومع واسهم تشير له للإتجاهات التي يجب ان يسلكها.
اتبع مايك الاسهم نحو الميدان وفي الطريق وجد عدة طلاب وشاركوه الطريق.
اكتشف مايك ان الطلاب يرتدون نفس نوع ملابسه ولكن لون التشكيلات تختلف لكل فريق ويتحدون في اللون الاسود ، ففريق مايك تشكيلاته كانت باللون الاحمر والفرق الاخرى كانت باللون الابيض والازرق”.
وصل مايك للميدان ووجد الطلاب يقفون حسب مجموعاتهم وكان قائد الفريق يقف في الامام وخلفه المناصب الخاصة الثلاثة ثم بقية الفريق.
عندما وصل مايك وحد معزم فريق حاضرا ووقف في مكانه مع وويليام وسيلفيا التي اعطته ابتسامة لطيفة.
بعد دقائق وصل جميع الطلاب ثم نظف ماركوس حلقه وقال بصوت جاد “انتم ستذهبون بعد دقائق لتخوضوا حرب الحرية! ، اعلم اننا لم نقم بالإستعدادات الكاملة وانها قد تكون انانية مني ولكنني اتمنى حقا ان تعودوا فائزين وسالمين!”.
بعد انتهاء ماركوس من الحديث تقدم اليكس وقال بينما ينظر له “اعلم انه لديك كلام طويل لتقوله ولكن ليس لدينا وقت كافي”.
اومأ ماركوس برأسه وواصل اليكس بينما ينظر للطلاب “الان سأخذكم لتخوضوا حرب الحرية. في الخطة كان يجب علي ان اخذكم في مركبة خاصة وسترون في تلك الرحلة عجائب الفضاء! ولكن للاسف لا استطيع ذلك بسبب ضيق الوقت وسأستخدم طريقة خاصة لنقلكم مباشرة للمكان المحدد!”.
شعر الطلاب بالاسف ولكنهم ظلوا صامتين.
اومأ اليكس برأسه نحو ماركوس واخرج لفافة ذهبية من يده والتي اعطت وهج ذهبي غامق وواصل للتوجه حتى غلفت اليكس وجيسيكا وجميع الطلاب باللون الذهبي!.
تبدد اللون الذهبي ولم يعد يوجد احد في مكانهم وكأنهم اختفوا من الوجود والدليل الوحيد على وجودهم هو الجملة التي خرجت من فم اليكس وظلت تتردد.
وداعاً!.
القى ماركوس نظرة لمكان الطلاب الفارق امامه ولم يستطع سوى التنهد.
على الجانب تقدمت الفتاة ذات النظارات وقالت “لقد ذهبوا حقا!”.
القى ماركوس نظرة عليها وتنهد من جديد وقال “نعم. الان مصير كوكبنا بأكمله يقع على اكتافهم!”.
ملاحظة المؤلف : وبهذا ينتهي اول مجلد بالرواية الذي يعتبر شرح بسيط للرواية وعالمها. ويأتي بعد هذا المجلد الثاني بعنوان (حرب الحرية) ويعتبر نقطة مفصلية في حياة البطل