“اجتهدوا وثابروا، ولا تدعوا كلمة مستحيل تقف في طريق احلامكم وطموحاتكم”
“انتم شباب المستقبل والعالم بين ايديكم!”
من منا لم يسمع مثل هذه الكلمات في حياته؟ ، يمكن القول ان 99% من الطلاب مروا بهذا السيناريو في حياتهم. عندما تستمع لهذا الحديث اول ما يتبادر إلى ذهنك ان المتحدث يقصد فرص العمل والتوظيف وان تكون شخصا ناجحا نافعا لبلده، وهذا الاعتقاد صحيح بنسبة 100% ولن تعتقد للحظة ان المتحدث يقصد ان العالم يحتاجكم حرفيا وانكم ستنقذونه وما شابه ذلك. وهذا ما كنت اعتقده ايضا عندما كنت استمع الى معلمنا ولكن بعد ثواني انقلبت نظرتي للعالم تماما!. دعونا لا نتسرع ونأخذ الامر خطوة بخطوة ، لنغوص في تفاصيل ذلك اليوم الجنوني
رنين رنين رنين
تردد صوت منبه عالي وبعد ثواني ارتفعت يد متكاسلة محاولة ان تجده وتغلقه
“اين هذا المنبه المزعج؟” تردد صوت منزعج في الغرفة وبعد محاولات عديدة اخيراً وجد صتحب اليد المنبه واغلقه
“اخيراً” بينما تردد الصوت المنزعج في الغرفة من جديد نهضت شخصية المتكلم من على السرير بعينين سوداويتين وشعر اسود يتناغم مع تلك العينين ‘اااه يا له من صداع حاد’ تذمر الشخص بينما امسك هاتفه من على الطاولة التي بقرب سريره
‘انا ساتأخر اذا لم اسرع’ فكر الشخص بينما ينظر للوقت في هاتفه ، وهم بالذهاب الى المرحاض وقام بترتيب نفسه سريعاً وبينما ينظر لنفسه في المرآة فكر ممازحاً نفسه ‘وجهي الجميل لم يفشل في أبهاري أبداً!’
خرج الشخص من المرحاض وارتدى ملابسه المدرسية التي كانت عبارة عن قميص ابيض مع بنطال اسود وبينما يلقي نظرة من حوله فكر ‘يبدو انني اليوم لن اقوم بأي تمارين صباحية على اي حال علي الاسراع’
وعندما كان ممسكا بمقبض الباب دوى صوت عالي من معدته مذكراً له ان هناك شئ يدعى افطار في هذا العالم ‘علي ان اكل شيئا قبل خروجي’ امسك الشخص ببطنه بينما يتكلم
بعد وجبة افطار خفيفة خرج الشخص مسرعاً من منزله وتنهد وهو يمشي متأملاً في نفسه ‘اقتربت من التأخر اليوم لولا حقيقة ان منزلي قريب من المدرسة لكنت ساتأخر لا محالة’ ابدى الشخص نظرة ساهرة في عينيه بها لمسة من الحزن ‘هذا يذكرني بالوقت الذي كانت امي تيقظني به دائماً في الوقت المناسب’ هز الشخص رأسه ‘دعنا من هذا التفكير’
“انتظرني يا مايك” بينما تذكر الشخص ماضيه دوى صوت حاد يناديه ثم التفت ورأى فتى يركض بسرعة ليلحق به
“اخيرا لقد ‘شهيق’ لحقت بك” بينما يتكلم الشخص كان يأخذ جرعات كبيرة من الهواء
“لم يكن عليك ان تركض وترهق نفسك يا سام” تنهد مايك بينما ينظر للشخص الذي امامه ، بشعر اشقر وعيون سوداء وشخصية هزيلة كان سام يتنفس بصعوبة ورد “لقد لحقت بك على اي حال دعنا نسرع قبل ان نتأخر”
“لنذهب” قال مايك وبدأ بالذهاب واسرع سام في باللحاق به وبعد دقائق قليلة ظهر مخطط المدرسة امام اعينهم
“يبدو اننا لم نتأخر” قال سام لمايك بينما كانا يسيران في اروقة المدرسة ويقتربان من فصلهما
“نعم لحسن حظنا لم نتأخر” رد مايك وكانا قد وصلا بالفعل لفصلهما ومد مايك يده ليفتح الباب “صباح الخير مايك ، صباح الخير سام” سمع مايك صوت شخص يكلمه وانزل يده والتفت قائلاً “صباح الخير ويليام ، لا تقل لي انك متأخر ايضاً”
دفع ويليام نظاراته التي كانت تغطي عيناه الخضراوين وقال بطريقة رسمية “لسوء الحظ انا متأخر بالفعل”
“هاهاها” ضحك سام بسخرية وقال “لم اكن اظن انني سأعيش لأرى الطالب المثالي ويليام يأتي للمدرسة متأخراً”
نظر ويليام لسام عابسا ولكنه لم يرد
“دعونا ندخل ” فتح مايك باب الفصل ودخل ثم لحق ويليام به
“ممل” قال سام وهو يتبعهم
‘اخيرا’ جلس مايك في مقعده وفكر في نفسه ساخرا ‘ها نحن نبدأ روتيننا المدرسي المعتاد’
بعد دقائق من دخول مجموعة مايك دخل شخص في منتصف العمر الفصل وصمت جميع الطلاب
القى الشخص نظرة من حوله وقال “اليوم سنخرج من إيطارنا الدراسي قليلا وسنتحدث عن احلامكم وطموحاتكم ونظرتكم للعالم” صمت الشخص وواصل “يمكن القول ان جميع الاشخاص في هذا العالم لديهم وجهات نظر مختلفة لرؤيتهم للعالم ، هناك من يرى ان العالم قاسي وهناك من يراه جميل وعادل ، بإختصار هناك العديد من وجهات النظر”
“ولكن حديثنا اليوم ليس عن وجهات نظركم ولكن عن ماذا تريدون ان تقدموا لعالمكم ولأي درجة تستطيعون التضحية من اجله“
“من يسمع لهجتك سيظن انك ستقول لنا اننا سننقذ العالم او اننا نستطيع تغير مصير العالم” سخر احد الطلاب وحاول بقية الطلاب ان يكتموا ضحكهم وفي النهاية انفجروا ضحكا
ابتسم المعلم فجأة وقال “اذا اخذنا كلامك بجدية وسألتكم هذا ، اذا كان بإمكانكم انقاذ هذا العالم او تغير مصيره ولكن عليكم ان تخاطروا بحياتكم من اجل ذلك ماذا ستفعلون؟”
صمت جميع الطلاب ولم يرد احد
“جيد ، جيد جدا” زادت ابتسامة المعلم وقال “سأخذ صمتكم كأنه موافقة”
صمت المعلم لعدة ثواني وقال بطريقة جادة “اجتهدوا وثابروا ، ولا تدعوا كلمة مستحيل تقف في طريق احلامكم وطموحاتكم”
“انتم شباب المستقبل والعالم بين ايديكم!”
“لا الكلمة الصحيحة هي ان العالم يحتاجكم” صحح المعلم نفسه بينما ينظر لطلابه الذين كانو مندهشين
“هاهاها” لم تستطع احدى الطالبات ان تكتم ضحكتها وقالت “لم اكن اظن انه لديك حس دعابة جيد هكذا يا معلم”
“دعابة؟” قال المعلم بطريقة استفسارية ثم نظر لساعته وقال “على اي حال سيأتي شخص بعد قليل ليشرح لكم الامر اكثر” بعد ان قال هذا خرج المعلم مباشرة
“هذا المعلم...لا تقل لي انه جاد؟” قالت احدى الطالبات بصوت قلق
“هاهاها” ضحك احد الطلاب ورد على الفتاة “دعينا من المعلم لا تخبريني انتِ انكِ صدقتي هرائه عن حاجة العالم لنا؟ ، انا متأكد من انه سيأتي بعد قليل ليضحك علينا اذا انطلت علينا الخدعة”
“هذا صحيح سيأتي بعد قليل ليضحك علينا بالتأكيد”
في فترة خروج المعلم تناقش الطلاب في ما بينهم ووضعوا مختلف الاحتمالات حتى ان بعضهم وضعوا بعض الرهانات ثم بعد دقائق عاد المعلم ومعه رجل اخر يرتدي بدلة رسمية مع تجاعيد خفيفة في وجهه
“سعال سعال” نظف المعلم حلقه ثم اشار الى الشخص الذي بجانبه وقال “هذا هو السيد دانيال وكما اخبرتكم هو الذي سيشرح لكم الامر الذي تحدثنا عنه بالتفصيل” بعد ان قال المعلم هذا اومأ برأسه لدانيال ثم انصرف من الغرفة تاركا الطلاب ودانيال لوحدهم
نظر دانيال لمجموعة الطلاب وقال “مرحبا جميعا انا ادعى دانيال وكما قال معلمكم سأتولى شرح الامر لكم”
اومأ الطلاب برؤوسهم ردا على التحية ثم واصل دانيال قائلا “لقد اخبرني معلمكم انه لمح لكم ان عالمنا في مشكلة واننا بحاجة لمساعدتكم ، وهذا الامر صحيح وليس مزحة كما تتخيلون وانا سأشرح لكم الامر الان لذا استمعوا لي جيدا”
اخذ دانيال نفس عميق ثم نظر للطلاب بعمق وقال “قبل ما يقارب العشر سنوات حدثت طفرة في كوكبنا واصبحت جزئية نادرة جدا من البشر يملكون قوة خارقة للطبيعة ويستطيعون فعل اشياء تتحدى منطق البشر بكثير واطلق على هذه الفئة فيما بعد بالخارقون!”
لم يعطي دانيال الطلاب وقتا ليستوعبوا هذا وواصل سريعا “يمكنني التخمين انكم الان تفكرون لماذا لا يعلم احد بشأن الخارقين ولماذا سمعتم بهذا لأول مرة؟ ، الاجابة بسيطة جدا ، بسبب الحماسة المفرطة!”
انصدمت مجموعة الطلاب كانوا ينتظرون سببا رائعا او مخيفا ولكن ماذا تعني الحماسة المفرطة؟
هز دانيال رأسه بحسرة وقال “بسبب طبيعة البشر بالتفاخر بالأشياء والطمع للتميز تم القبض علئ جميع الخارقون وتم حبسهم جميعا في منشآت سرية في مختلف دول العالم واصبحوا فئران تجارب”
تنهد دانيال وقال “لو لم يتفاخر هؤلاء الخارقون بقواهم الخارقة واصبحوا يتحدثون بها في كل مكان ويستعملون قواهم بعبث ، لم يكن سيعلم احد بتميزهم ولن ينتهي بهم الامر كفئران تجارب”
“على اي حال بعد ان علمت الدول المختلفة عن وجود الخارقون فعلوا المستحيل ليحصلوا على بعضهم ويدرسونهم ، وبالفعل تم القبض على معظم الخارقين وتم حبسهم واصبحوا يجرون عليهم مختلف التجارب الانسانية واللا انسانية كذلك”
نظر دانيال للطلاب ليتأكد انهم مصغون مع انه لم يكن بحاجة لذلك. كان الطلاب منغمسون بعمق في القصة بالفعل! “لحسن حظ الخارقين ان الدول المختلفة اساءت تقدير قوتهم وإمكانياتهم ولهذا السبب بالضبط بعد ان اخفى قوته لسنين تمكن احد الخارقين من الهرب وصنع مجزرة في جميع اماكن سجون الخارقين! وقام بتحريرهم جميعا وقام بتعين تفسه قائدا لهم وقام بإنشاء منظمة سميت فجر الخارقون!”.
توقف دانيال من جديد والقى نظرة على الطلاب الذين كانت ملامحههم تجمع مختلف الاحاسيس المختلطة.
“على اي حال بعد ان تم إنشاء تلك المنظمة بدأت بإحتضان جميع الخارقون وتقوم بتدريبهم على التحكم بقوتهم وتطويرها. وبهذا صنعوا جيش من الخارقين ، الذين كان بإمكانهم غزو العالم اجمع!” ظهرت نظرة عميقة في عيني دانيال وواصل قائلا “كان قائد فجر الخارقون ينوي كشف حقيقة وجود الخارقين للعامة ويخبر الجميع بمعانتهم وكان ينوي تغيير حكومة العالم بأكملها!” تنهد دانيال وواصل “ولكن اتت مشكلة ودمرت جميع خططه وبسبب هذه المشكلة بالضبط انا اتكلم معكم عن هذا”.
ترقب جميع الطلاب ليعرفوا ما هي المشكلة التي خارق لا يستطيع حلها ولكن بعد انتظارهم لمدة لم يتكلم دانيال لذا حثه طالب منهم “ما هي هذه المشكلة بالضبط؟”.
“اوه” صوت الطالب اخرج دانيال من خياله وثم اعاد نظره للطلاب وقال بصوت ساخر “المشكلة التي جعلت قائد فجر الخارقون لا يستطيع حلها كانت عبارة عن زيارة مفاجئة!”.
زيارة؟ تفاجئ الطلاب حتى ان بعضهم ظن ان دانيال يمزح معهم.
اخذ دانيال نفس عميق وقال “زيارة من حضارة مجرية! اطلق الزوار على انفسهم إتحاد السحرة!”.