“كنت سأصل لهذه النقطة” سعل اليكس ونظر لماركوس “ولكن اولا الن تدعونا للجلوس؟ لقد تيبست عضلاتي من الوقوف”.

“هذا... بالتأكيد سأفعل” اشار ماركوس لهم سريعا بالجلوس وكان محرجا من نفسه ، بسبب الصدمات الكثيرة التي تلقاها نسى اهم اساسيات الضيافة.

جلس ماركوس في مقعد مكتبه واليكس وجيسيكا جالسان في المقعدان امامه سعل اليكس مجددا وقال “ كما كنت اقول ان كل شخص طبيعي يولد بطاقة بدائية في داخله ، ولكن مع ان بدايتنا تكون متساوية ولكن كل ما يكبر الطفل تبدأ الطاقة البدائية بالتبدد الا ان تختفي كليا ويصبح لا يستطيع ممارسة السحر ، هذا بالنسبة للاناس الطبيعين ولكن نحن...”

توقف اليكس ونظر لماركوس وواصل “هناك فئة قليلة تستطيع التحكم في طاقتهم البدائية منذ صغرهم مع انهم لا يشعرون بذلك. ومع انني قلت انهم يتحكمون بها لكن اللفظ هذا خاطئ يمكن القول انهم يحبسونها في اجسادهم فقط وعندما يبدأون في ممارسة السحر الحقيقي يبدأون اخيرا في التحكم بها”.

اخذ اليكس نفس عميق وقال “كمية الطاقة البدائية التي نحبسها في اجسادنا في طفولتنا تُحدد درجة مهارتنا السحرية والطريق الذي سنقطعه كسحرة!”.

“هذا يعني ان كمية الطاقة البدائية التي لدى السحرة غير متساوية؟” ركز ماركوس في نقطة محددة.

“نعم” اجاب اليكس “كلما كانت طاقتك البدائية اكثر كلما كنت ساحر اقوى وامهر وكلما كانت اقل كلما كنت ساحر ضعيف”.

توقف اليكس قليلا وقال “اوه ، هناك شئ مهم جدا نسيته ، في المجرة تم تصنيف السحرة الى درجات مختلفة حسب قوتهم وكمية سحرهم وتحكمهم في طاقتهم البدائية”.

”تصنيف؟ وما هو هذا التنصيف” سأل ماركوس بفضول.

“يبدأ التصنيف من الساحر المبتدئ الرتبة ثم المتدرب ثم متوسط الرتبة ثم عالي الرتبة ثم فائق الرتبة!”.

“واي درجة منقسمة الى ثلاثة مراتبة نجمة واحدة ثم نجمتين ثم ثلاث نجوم ، مثلا ساحر عالي النجمة او ساحر عالي ثنائي النجمة او ساحر عالي ثلاثي النجمة”.

“هل فائق الرتبة هي ذروة قوة الساحر؟”.

ابتسم اليكس وقال “بالتأكيد لا ولكن تم اخبارنا ان نخبركم الا هذه الرتبة فقط” لم يحاول اليكس الكذب.

“هذا...” عبس ماركوس وقال “اذا ما هي رتبتي؟”.

واصل اليكس الابتسام وقال “انت ساحر متوسط النجمة!”.

‘متوسط النجمة فقط؟’ عبس ماركوس.

لاحظ اليكس عبوس ماركوس وعزاه قائلا “لا تحزن بالنسبة لكوكب ارتقى قبل عشرة سنوات فقط انت بالفعل قوي جدا!”.

لم يشعر ماركوس بالفرح وقال بتعبير فضولي “ماذا عنك؟”.

ابتسم اليكس فقط ولم يرد وعندما رأى ماركوس هذا غير السؤال.

“بالنسبة للكواكب المنخفضة الاخرى التي سنتحداها ما هي اقوى رتبة لديهم؟” سأل ماركوس.

“اقوى شخصياتهم تصل قوتها للرتبة الفائقة!”.

انصدم ماركوس وشعر ان هذا العالم لا يحب كوكبه ‘اقوى مني بمستويين؟’ مع انه لم يفهم هذه التصنيفات بعد الا انه التقى بالعديد من السحرة في كوكبه ولديه فهم ضعيف للفرق بينهم ، شعر انه بإمكانه تلقي بعض الضربات مع الرتبة العالية واما الفائقة ستسحقه تماما.

ابتسم اليكس من جديد وقال “في العادة اي كوكب يرتقي جديدا سيخسر لا محالة في حرب الحرية ولكن بسبب ظروف خاصة تغيرت قواعد حرب الحرية لهذا العام”.

شعر ماركوس بالأمل يتصاعد في داخله وقال سريعا “ما هي القواعد الجديدة؟”.

ضحك اليكس عندما رأى تعبير ماركوس وواصل “في العادة كل مئة عام عندما تقام حرب الحرية ستكون قواعدها بسيطة جدا ، سيجلب اي كوكب اقوى خمسة اشخاص في كوكبه وستقام معارك اقصائية الى ان يتبقى متسابق واحد فقط. ولكن هذه السنة ولحسن حظكم تغيرت القواعد ، بالاضافة الى كوكبكم ارتقت عدة كواكب اخرى للدرجة المنخفضة ولكي تكون المنافسة عادلة بالنسبة لكم تغيرت القواعد”.

القى اليكس نظرة لجيسيكا الصامتة وقال “جيسي هل تريدين شرح القواعد الجديدة لهم؟”.

‘جيسي؟’ غضبت جيسيكا وكانت ستتشاجر معه من جديد ولكنها هدأت نفسها وقالت لماركوس “القواعد الجديدة كالأتي...” اشارت جيسيكا بأصبع واحد “اولا يجب على اي كوكب مشارك ان يجلب 75 متسابق لا اكثر ، لا يهم اذا كانوا اقل المهم ان لا يكونوا اكثر.” رفعت جيسيكا اصبعين وواصلت “ثانيا يجب على جميع المتسابقين ان تكون اعمارهم ما بين 16-20.” رفعت جيسيكا ثلاثة اصابع وقالت “ثالثا واخيرا يجب على جميع المتسابقين ان يكونوا يستطيعون ممارسة السحر ، وعندما اقول يستطيعون اقصد انهم لديهم الموهبة ولكن لم يمارسوا السحر ابدا ولم يمتصوا حتى ذرة من المانا في حياتهم!”.

ركز ماركوس مع الشروط وكانت جيدة حتى الشرط الثاني ولكنه عبس في الثالث وقال “اعذروني على سؤالي ولكن اذا لم يبدأوا بممارسة السحرة كيف سنعرف انهم لديهم القدرة على ذلك؟”.

ضحك اليكس وقال بفخر “نحن نستطيع معرفة ذلك!” مد اليكس يده وظهر حجر شديد البياض في يده وقال “هذا يدعى بالحجر السحري وهو مشهور جدا في الكون لأنه يستطيع قياس التقارب السحري ونوع السمة السحرية”.

‘يستطيع معرفة ذلك’ نظر ماركوس للحجر الجميل في يد اليكس وشك في ذلك.

ابتسم اليكس والقى بالحجر السحري نحو ماركوس وقال“ جربه كل ما عليك ان تلمسه واذا كان لديك تقارب سحري يتحول لون الحجر الى اسود وشدة السواد تحدد درجة موهبتك ، وبعد ثواني يتحول لونه وشكله الى حسب سمتك ، مثلا اذا كانت سمتك ماء سيتحول لونه للازرق وسيصبح ملمسه رطب واذا كانت نار سيتحول لونه للاحمر و سيصبح ملمسه حار!”.

التقط ماركوس الحجر في يده ونظر اليه بترقب وبعد ثواني تحول ما يقارب نصف الحجر للون الاسود.

“امم” اومأ اليكس برأسه ‘تقارب جيد وماذا عن سمته؟’ تسأل اليكس واتته الاجابة ، في غضون ثلاثة ثواني تحول نصف لون الحجر الى احمر.

“اذا سمتك هي النار” اومأ اليكس برأسه وواصل “سمة النار جيدة جدا وقوية”.

اتت ماركوس فكرة مفاجئة وقال “هل يستطيع هذا الحجر معرفة نوع المهارة الخاصة؟”.

نظر اليكس في عيني ماركوس وتنهد وقال “للاسف لا يستطيع المهارة الخاصة هي موهبة تختلف من ساحر لاخر ويتم ايقاظها عادة بالصدفة او بالحظ ولا يستطيع هذا الحجر السحري معرفتها”.

طرق اليكس على الطاولة بأصبعه وقال “غير هذا الحجر سنعطيك 20 حجر اخر لكي توسع نطاق بحثك”.

اخذ ماركوس نفس عميق وحاول تهدئة نفسه وقال “إذاً متى ستقام حرب الحرية هذه؟ وكم لدينا من وقت؟”.

“سعال سعال ...” سعل اليكس بحرج وقال “اسبوع واحد”.

‘اسبوع واحد؟’ انصدم ماركوس وسأل سريعا “كيف سأجمع المتسابقين او علي القول هؤلاء الاطفال واقنعهم ان يذهبوا ليخاطروا بحياتهم في غضون اسبوع؟!”.

“سعال... كان يجب ان يكون لديكم ثلاث اشهر للتجهيز ولكن حصلت بعض المشاكل ونحن في طريقنا واخرتنا ولذا لديكم اسبوع واحد فقط!”.

“هذا ...” كان اليكس غاضب جدا ولكن كان يعلم جيدا انه لا يستطيع فعل شئ.

“تنهد” في النهاية اخرج تنهد عميق وارتخى جسده بطريقة غريبة واصبح ينظر للامام بعينين فارغة.

“انا ...” كان اليكس يريد ان يعزيه ولكن في النهاية صمت ووقف قائلا “سنذهب الان وسنأتي لك بعد اسبوع واتمنى ان يكون فريقك مكتمل” نظر اليكس لجيسيكا الجالسة واختفيا فجأة بنفس الطريقة الساحرة التي ظهرا بها.

في المقابل نظر ماركوس للكرسين الفارغين امامه وشعر وكأن كل شئ حدث له في الدقائق السابقة عبارة عن حلم او بعبارة اصح كابوس!.

‘كان يجب ان تكون الايام والسنين القادمة من اسعد الاوقات في حياتي ولكن ...’ القى ماركوس نظرة على الحجر السحري في يده ثم العشرين الاخرى التي ظهرت فجأة في الطاولة وتنهد ‘لكن يبدو انها ستكون ايامي الاخيرة’.

2025/01/26 · 8 مشاهدة · 1096 كلمة
نادي الروايات - 2025