“وهكذا وصلنا الى هنا” قال دانيال ونظر لمجموعة الطلاب وواصل “اظن انكم تعرفون هذا بالفعل ولكن انتم مرشحون للانضمام لحرب الحرية هذه ، بما ان الوقت ضيق جدا لم نستطع ان نختار الطلاب بعناية او حتى اخذ رأيهم وتركنا كل شئ للحظ فقط واخترنا طلاب مدارس عشوائيين من جميع انحاء العالم ، وانتم وقع عليكم الدور في بلدكم”.

“ستتبعونني الان الى الخارج وستأتي سيارات لتأخذكم الى المطار ومن هناك ستأخذون طائرة الى مكان الاختبار” قال دانيال كل هذا دفعة واحدة وخرج.

اما الطلاب فكانوا في حالة صدمة شديدة وكان الصمت يعم ارجاء الصف الى ان تدارك طالب نفسه وخرج من الفصل وتبعه بقية الطلاب بصمت.

‘هذا...سريالي جدا’ فكر مايك في نفسه ‘هل كل هذا حقيقي حقا؟ اذا كان كل هذا عبارة عن مزحة فلن تكون مضحكة ابدا!!’ هز مايك برأسه وتبع بقية الطلاب.

‘يبدو انه ليس فصلنا فقط’ نطر مايك للاروقة الممتلئة بالطلاب واتته فكرة فجأة ‘ماذا اذا كان كل هذا حقيقي واصبحت حقا استطيع ممارسة السحر او ايا كان ، هل يجب علي المشاركة في حرب الحرية هذه؟’.

بينما كان يمشي في اروقة المدرسة كان مايك بالفعل في تفكير عميق ‘هذه الحرب هل علي المشاركة فيها؟ لا السؤال الصحيح هل اريد ذلك؟ لا ادري اذا كنت استطيع ممارسة السحر ام لا ولكن سواء كنت استطيع او لا لن اشارك في هذه الحرب’.

‘هل يجب علي ان اخاطر بحياتي من اجل الاخرين او ما يسمى السلام العالمي؟’ شد مايك يديه واخذت المشاعر تفيض في داخله ‘في ذلك الوقت عندما كنت في امس الحاجة الى المساعدة هل وقف احد الى جانبي؟’.

ارتفعت شفاه مايك في ابتسامة ساخرة ‘على اي حال ليس هناك داعي للتفكير الكثير سأتكيف مع الوضع عندما يحين الوقت فقط’.

في ساحة المدرسة تجمع الطلاب في مجموعات كثيرة واصبحوا يتنقاشون فيما بينهم بأصوات عالية ، كان يبدو وكأن مهرجانا سيبدأ.

“انتبهوا” تردد صوت واضح في مسامع الطلاب والتفتوا للنظر لصاحب الصوت.

كان دانيال يقف امام مجموعة من الرجال الذين يرتدون بدلات رسمية مثله ، نظر للطلاب المشتتين امامه وقال بصوت مسموع للجميع “ستأتي مجموعة من السيارات لتقلكم الى المطار”.

توقف دانيال واصبحت نبرة صوته حادة ورسمية “لم نخبركم بهذا سابقا لأننا نريد اختباركم ونظن ايضا انكم اشخاص عاقلين ، ولكن خيب بعضكم املي بالفعل ، كل ما اخبرناكم به حقيقة ويعتبر سر يؤثر على جميع سكان كوكبنا ونحن في الوضع الراهن لا نريد ان ينتشر الامر بين المواطنين لكي لا يدخلوا في حالة ذعر بلا فائدة”.

ارتفع صوت دانيال اكثر وواصل “ولكن بعض الاغبياء حاولوا نشر الامر بين الاخرين وكأن الامر مزحة مضحكة!. هل الامر مزحة حقا؟ بما انكم لا تعرفون اذا كان مزحة ام حقيقة اذا لماذا تخاطرون بنشر الذعر بين المواطنين ، ماذا اذا كان الامر حقيقة وكنت السبب في جعل كوكبنا يخسر هذه الحرب وكنت السبب في فناء كوكبنا؟”.

هدأ دانيال نفسه ونظف حلقه ثم قال “كما قلت كان هذا اختبار بسيط جدا لمعرفة درجة جديتكم ولكن بالفعل فشل الكثيرون به وتم ارسالهم للحبس بتهمة محاولة الإخلال بالسلام العالمي”.

توقف دانيال عن الحديث واصبح ينطر للطلاب الذين كانوا في حالة صدمة

“تم حبس بعضنا بالفعل؟ متى حصل ذلك” سأل طالب بصوت.

“هيه يستحقون ما حصل لهم” استهزأ احد الطلاب.

“حسب حديث هذا الشخص يبدو انهم حاولوا نشر الامر بهواتفهم ولكن كيف عرفوا بأمرهم؟”.

“هل انت احمق ام ماذا؟” قال احد الطلاب بصوت غاضب “اذا كان هذا الامر حقيقة ستكون جميع دول العالم متحدة معا لمحاولة النجاة من هذا ، وهل تظن ان تعقب او التحكم بهواتفنا امر يحتاجون للقلق بشأنه؟”.

“اه انت على حق” خدش الطالب الذي سأل رأسه بيده وكان محرجا من نفسه.

تجاذب الطلاب اطراف الحديث ووضعوا مئات الاحتمالات بوجوه متحمسة ، غريبة هي طبيعة البشر مع انهم يجب عليهم القلق على مصير كوكبهم اذا كان الامر حقيقي ولكنهم مهتمين اكثر بالسحر والقوة الخارقة للطبيعة ، هل هذا لأنهم صغار؟ ام انها حقا طبيعة البشر وتأثره وعشقه للمجهول.

كان مايك يقف وحيدا ينظر لكل هذا وكان يحاول تنظيم وترتيب افكاره ولكن تردد صوت في مسامعه تركه يخرج من تفكيره.

“مايك مايك”.

بدون ان يلتفت كان يعرف بالفعل من هو المتحدث

اقتربت فتاة ذات شعر اسود كثيف وملامح وجه بريئة. اكثر ما يلفت الانتباه فيها هو عينيها شديدتا الزُرقة ، كانت تلوح بيدها لمايك مع ابتسامة خفيفة على وجهها.

“اهلا سيلفيا” حياها مايك بوجه غريب وطارت فكرة بسيطة في رأسه ‘مايك فقط؟’.

“اهلا مايك” ردت سيلفيا التحية وواصلت “يا له من يوم غريب من كان يظن اننا سنمر بمثل هذا اليوم الجنوني! ، هل تظن ان كل هذا حقيقة؟”.

نظر مايك في عينيها لثانية ثم تنهد وقال “كل الاشياء تشير الى ان هذا حقيقي ، لا اظن انهم سيفعلوا كل هذا لمجرد مزحة فقط”.

تبدلت ملامح سيلفيا من القلق الى الحماسة سريعا وقالت “إذاً هل تظن اننا سنكون مؤهلين لممارسة السحر؟”

نظر مايك لتعبيرها المتحمس ولم يكن يريد ان يخيب ظنها ولكنه في النهاية قال الحقيقة “اظن انه احتمال بعيد ، حسب القصة التي حكوها ولنا وطبيعة السحر الفريدة ، اظن ان احتمال ان نكون سحرة ضعيف جدا”.

لم تقل حماستها كما توقع مايك وقالت “مع انه ضعيف ولكنه موجود!”.

نظر مايك لوجهها المتحمس ولم يعرف ماذا يقول.

انتظر الطلاب ما يقارب نصف ساعة ثم اتى اسطول من السيارات الفخمة ليقلهم!.

قال دانيال للطلاب بينما يركب اول سيارة “اركب السيارة التي تعجبك”.

تحمس الطلاب وتدافعوا للركوب مع انهم يعلمون انهم سيركبون على اي حال ولكنهم مع ذلك يتدافعون وكأن الاماكن محدودة!.

بعد بعض الجهد ركب مايك احدى السيارات وكان على يمينه سيلفيا وعلى شماله ويليام وسام.

“واخيرا استطعنا الركوب مايكي” قالت سيلفيا بينما تبتسم لمايك.

“مايكي؟” تنهد مايك وقال “ظننت سابقا انك توقفت عن مناداتي بهذا الاسم كما قلت لك”.

‘سابقا؟’ فكرت سيلفيا لثانية وتذكرت انها نادت مايك بأسمه فقط سابقا ، توترت سيلفيا واعتذرت سريعا “انا اسفة جدا ، كنت قلقة سابقا ومتوترة ولذا لم انتبه انني ناديتك بأسمك فقط سابقا ، سامحني رجاء سأحرص على مناداتك مايكي دائما!!”.

عندما رأى ملامح وجهها ونبرتها الجادة انصدم مايك وشعر انه سيصاب بألم في رأسه وقال بحسرة “لقد اخبرتك مرارا ناديني مايك فقط”.

ابتسمت سيلفيا وقالت “حسنا مايكي”.

“انتِ!...” تنهد مايك ، لم يعرف حقا ماذا يقول ثم التفت ليجد بعض المساعدة ، ورأى سام ينظر له بأبتسامة عريضة ، بينما يمسك ويليام بقلم ويكتب في شئ.

زاد فضول مايك وقال لويليام “ماذا تكتب؟”.

“الحقائق!” رد ويليام بكلمة واحدة.

“اي نوع من الحقائق؟” ارتفع فضول مايك وسأل مجددا.

نظر ويليام لمايك ثم لسيلفيا وتبدلت نظراته بينهما ورد بكلمتين هذه المرة “الحقائق المخفية!”.

“هذا...” من جديد لم يعرف مايك ماذا يقول ، نظر لسيلفيا التي تبتسم له ثم سام الذي لديه ابتسامة عريضة بينما كان وجه ويليام جاد بدون مشاعر.

تنهد مايك وشعر ان الم رأس كان يزداد شدة وتنهد مفكرا في نفسه ‘يبدو انها ستكون رحلة طويلة جدا’.

بعد ساعة وصل الطلاب للمطار وبدأوا بالخروج من السيارات.

خرجت سيلفيا من احدى السيارات وتبعها مايك ثم ويليام وسام.

عندما خرج مايك من السيارة اخذ نفس عميق وشعر وكأنها اول مرة يتنفس في ها في حياته ثم القى نظرة للثلاثي المخيف الذين ينظرون اليه جميعا. شعر ان ابتساماتهم مخيفة جدا!.

‘انا لن اركب معهم نفس الطائرة! ، مستحيل ان افعل ذلك!’ عبرت فكرة قوية رأس مايك.

2025/01/26 · 7 مشاهدة · 1138 كلمة
نادي الروايات - 2025