تعذر مايك بحجة ذهابه الى الحمام وتخلص من الثلاثي المخيف.
‘هل قاموا حقا بإخلاء كل هذا المطار من اجلنا فقط؟’ القى مايك نظرات من حوله بينما يفكر.
‘حقيقة ان هناك اناس خارقون في هذا العالم وحقيقة ان كوكبنا مهدد بالفناء ، لا اعرف حقا ايهما مخيفة اكثر’ سخر مايك في نفسه بينما يتوجه الى الة البيع التي تبيع مختلف المشروبات.
القى مايك نظرة سريعة للمشروبات ثم اخرج عملة وادخلها في الة البيع واختار مشروب البرتقال.
“منعش!!” شرب مايك نصف المشروب في مرة واحدة واخرج تنهد سعيد.
‘انا حقا احب شراب البرتقال’ انتعش عقل مايك قليلا ثم توجه الى مقعد وجلس بينما كان غارقا في افكاره.
“هل يمكنني الجلوس بجانبك؟”.
“ها؟” تشتت افكار مايك عن طريق هذا الصوت المفاجئ ورفع رأسه.
اول ما لفت انتباهه هو اللون الاحمر. فتاة ذات شعر احمر كثيف وبؤبؤين احمرين يتناغمان مع ذلك الشعر الاحمر ، كانت الفتاة تبدو في عمر الثامنة عشر وكانت ابتسامة خفيفة تعلو ملامحها بينما تنظر الى عيني مايك.
نظر مايك اليها لعدة ثواني ثم استوعب نفسه وعاود النظر امامه بينما قال“تستطيعين الجلوس حيثما تريدين”.
“شكرا لك!” تحدثت الفتاة بصوتها الرنان من جديد وجلست في المقعد بالقرب من مايك وكانت تفصلهم مساحة قليلة.
“انا ادعى صوفيا ، ماذا عنك؟” سألت الفتاة بينما تنظر لمايك بفضول.
“مايك” رد مايك بكلمة واحدة وصمت ولم يكلف نفسه عناء الالتفات حتى.
“يا له من اسم لطيف” قالت الفتاة بإبتسامة وواصلت الاسئلة “يراودني الفضول لماذا تجلس لوحدك هنا؟”.
“وانا يراودني الفضول ايضا ، لماذا تهتمين؟” نظر مايك لعيني الفتاة واجابها بنبرة منزعجة.
‘من هذه الفتاة ولماذا تسألني عن اسمي فجأة؟ ايعقل انها اعجبت بي! مع انني واثق من وسامتي ولكن لا اظن ذلك!’ كلما نظر مايك لهذه الفتاة اكثر يشعر بشعور غريب ينشأ في داخله.
‘لماذا اشعر وكأنني اخافها ، لا لا يبدو الامر وكأنني احترمها؟’ نظر مايك لعيني الفتاة الاحمرين بشدة.
“هيه...لماذا اهتم؟ يمكنك القول انها عادتي السيئة لمعرفة كل شئ عن اشيائي” لا تزال الفتاة تجيب بأبتسامتها التي لم تتغير.
“اشيائك؟” التقط مايك الجملة المهمة وفتح فمه للسؤال.
“اظن ان هذا كل شئ” نهضت الفتاة من على المقعد والقت نظرة عميقة على مايك وقالت “سنلتقي مرة اخرى ، حتى ذلك الوقت كن بخير” مع نهاية كلامها بدأت الفتاة بالرحيل بالفعل ولم تنتظر حديث مايك.
‘هل هذه الفتاة مجنونة ام ماذا؟ تجلس فجأة وتتحدث معي ثم تذهب فجأة مجددا ، وماذا تعني بأشيائي؟ هل سحرتها بوسامتي حقا؟’ بينما ينظر مايك لظهرها المتراجع كان عقله غارقا في الافكار ولكنه هز رأسه وحاول الاسترخاء ولكن في تلك اللحظة شعر وكأن هناك شخص ينظر اليه.
التفت مايك ورأى ولد ينظر له بنظرات غريبة وعندما حاول مايك التحدث اليه ذهب الولد مباشرة وكأنه يهرب.
‘غريب’ هز مايك رأسه من جديد وواصل الانغماس في افكاره.
بعض الانتظار لمدة نصف ساعة تم تجميع الطلاب من جديد وتم اخذهم بالطائرات الى مكان الاختبار.
عندما نزل الطلاب من الطائرات اول ما دخل الى رؤيتهم هي الرمال الصفراء الممتدة وكأنها بلا نهاية.
“ياه هل نحن في الصحراء؟” سأل طالب بينما يرفع يده فوق رأسه من الشمس.
“أأنت اعمى؟ بالتأكيد نحن في الصحراء! ، حتى اذا كنت اعمى ستعرف من درجة الحرارة!” رد احد الطالب وهو يمسح العرق الغزير من جبهته.
“هل انا الوحيد الذي لا يرى شي غير الرمال هنا؟ هل سنقوم بالاختبار هنا في مكاننا هذا!؟”.
اعاد هذا السؤال الطلاب للواقع وبدأوا يلتفتون يمينا وشمالا بحثا عن اي بناء.
“انتم تبحثون في المكان الخاطئ” قال دانيال للطلاب وتقدم امامهم مسافة عدة اقدام ورفع يده اليمنى امامه.
“هذا...ماذا يفعل” تفاجئ الطلاب من منظر دانيال امامهم وازدادت مفاجئتهم عندما بدأت يد دانيال التي رفعها تتوهج باللون الازرق الشديد.
لم تنتهي مفاجئتهم هنا وبعد ثواني بدأت الارض تهتز بصورة ملحوظة بالاخص المكان امام دانيال.
“ما الذي يحصل الارض تهتز بنا!” سألت احدى الطالبات بخوف.
“هذا...يا رفاق انظروا هناك!” اشار احد الطلاب للارض امام دانيال التي بدأت تتحرك وانشقت كأنها فم وحش جائع.
“نحن الان جاهزون” انزل دانيال يده وقال للطلاب ان يتقدموا.
اول ما دخل الى ناظر الطلاب هي الفتحة العميقة التي اصبحت مكان الرمال ، وعندما دققوا النظر استطاعوا رؤية سلالم ممتدة مؤدية للاسفل.
“انزلوا اولا” اشار دانيال للفتحة بينما يتكلم.
توتر الطلاب قليلا عندما اخبرهم بالنزول ، كان منظر الفتحة الذي يبدو وكأنه فم وحش مخيف جدا في ناظرهم ، لكن في النهاية لم يستطع احد الطلاب كبح فضوله ودخل للفتحة وبدأ النزول.
عند رؤية هذا لم يتردد بقية الطلاب واصبحوا ينزلون بالترتيب.
اخر من تبقى هو دانيال ، قبل ان يدخل رفع يده من جديد وعندما توهجت وبدأت الارض بالاهتزاز قفز في داخل الحفرة وبعد ثواني من قفزه انغلقت الفتحة وعادت الارض لطبيعتها وكأنه لم يحدث شئ.
عند وصل الطلاب الى نهاية السلالم بدأ الامر وكأنهم دخلو الى بعد اخر.
دخلوا الى غرفة ذات سقف عالي جدا مملوئة بالممرات وكأنها متاهة عملاقة ولكنها مع كل ذلك تعطي شعور بالنظام والترتيب.
مع ان الغرفة ليس بها اي مصابيح لكن كان بإمكان الطلاب رؤية كل شئ امامهم بوضوح وكأنهم في الخارج.
بينما ينظرون الى حولهم ويستكشفون الغرفة سمع الطلاب صوت دانيال من خلفهم.
“هذا احد مقرات فجر الخارقون السرية وستجرون اختباركم السحري هنا” بعد قول هذا نظر دانيال للاشخاص الذين كانوا معهم من البداية وانحنى قليلا وقال “شكرا لمجهودكم يا رفاق”.
اومأ بقية الرجال بإبتسامات على وجوههم واخذوا احدى الممرات واختفوا من انظار الطلاب
“اما انتم فأتبعوني” قال دانيال للطلاب وبدأ بالتحرك لممر مختلف من الرجال الاخرين.
كان تخطيط مقر فجر الخارقون فريد من نوعه حقا.
كان كل ممر مملوء بالغرف والالتفافات ، في البداية كان الطلاب مركزون ولكنهم في النهاية شعروا بالغثيان من كثرة الالتفافات التي قاموا بها.
بعد المشي لعدة دقائق وصل دانيال اخيرا الى باب واخبر الطلاب ان يدخلوا.
كان داخل الباب صالة كبيرة مملوئة بالمقاعد وعلى العكس من الممرات المخيفة كانت الغرفة جميلة ومزينة وبها اضواء.
“خذوا راحتكم هنا وسيأتي احد بعد قليل ويأخذكم لغرفة الاختبار” قال دانيال للطلاب واغلق الباب من خلفهم.
انتظر الطلاب في الصالة ما يقارب العشر دقائق ثم فتح الباب من جديد ودخلت فتاة جميلة تبدو في العشرينات من عمرها ترتدي بدلة نسائية وممسكة بكومة من الاوراق في يدها.
عدلت الفتاة نظارتها باصبعها وقالت “كل ما انادي اسمه سيتبعني وسيجري الاختبار في غرفة مختلفة”.
توقفت الفتاة قليلا وقالت “كيفن هاردي”.
“نعم” رفع طالب ذو شعر اسود وعينين حادتين يده.
“اتبعني” قالت الفتاة وبدأت بالتحرك نحو الخارج ، واتبعها كيفن.
لم يأخذ الامر وقت كثير وبعد قليل من الالتفافات وصلوا الى باب غرفة واشارت الفتاة لكيفن بالدخول.
تردد كيفن لعدة ثواني ثم مد يده وفتح الباب.