كان كيفن يتخيل انه سيجد الغرفة شديدة الظلمة وبها شخص يرتدي عباءة سيبتسم له وقت دخوله قائلا لقد كنت في انتظارك!.
لكن الواقع كان عكس توقعاته تماما. كانت الغرفة بسيطة جدا وصغيرة وبها مقعدين فقط وطاولة وكان رجل في منتصف العمر ذو جرح ممتد من اسفل عينه اليمنى الى ذقنه جالس في الكرسي الوحيد في الغرفة.
مع ان الشخص كان لديه جرح عميق في وجهه ولكنه لم يمكن مخيف او مقزز بل اعطاه جو خاص.
نظر الشخص الى كيفن واشار الى الطاولة امامه قائلا “ليس لدينا اليوم بطوله ضع يدك في الحجر السحري لنرى اذا كنت مؤهل لممارسة السحر او لا”.
“اوه” اخيرا انتبه كيفن للحجر السحري امام الرجل. كان حقا كما تم وصفه لهم ، حجر ابيض كالحليب حجمه مثل حجم القبضة وليس به اي شئ مميز ولولا تذكير الشخص لم يكن كيفن لينتبه له.
‘سأنجح سأنجح’ شجع كيفن نفسه ثم اخذ نفس عميق وجلس امام الشخص ومد يده ولمس الحجر السحري.
مرت ثانتين ولم يطرأ اي تغير للحجر السحري وعندما بدأ كيفن ييأس تحول ربع الحجر السحري فجأة الى اسود.
في تلك اللحظة ابتسم الرجل وقال “جيد انت مؤهل ، الان سنرى ما هي سمتك السحرية”.
“حقا؟” ارتفعت شفاه كيفن في ابتسامة عملاقة في لحظة وصل الى قمة حماسه وترقب لمعرفة نوع سمته.
وبعد ثلاث ثواني تحول لون الحجر السحري الى الازرق.
‘هل هو ساحر مائي؟’ تمتم الرجل في نفسه وعندما اراد اخبار كيفن بسمته بدأ الحجر السحري يخرج رياح باردة وظهرت طبقة خفيفة من الجليد عليه.
“يمكنك رفع يدك” قال الرجل لكيفن وواصل “نوع سمتك هي الجليد مع انها مشتقة من سمة الماء ولكنها قوية ايضا ولا يستهان بها”.
عندما سمع كيفن ان سمته مشتقة من سمة الماء شعر بالخيبة ولكن عندما سمع إطراء الرجل امامه وتذكر حقيقة ان ليس كل شخص يمكنه ممارسة السحر رجعت له حماسته بقوة!.
طلب الرجل من كيفن الخروج وعندما خرج كيفن وجد الفتاة ذات النطارات في انتظاره.
“يبدو انك تأهلت هنيئا لك” هنأت الفتاة كيفن وطلبت منه ان يتبعها ووصلوا الى غرفة مختلفة وطلبت من كيفن الانتظار بها حتى ينتهي بقية الطلاب من اختبارهم.
في الصالة كان الطلاب متوترين وينتاقشون بحماس.
“لقد مرت عشرين دقيقة بالفعل! هل تظنون ان هذا الفتى سيتأهل؟”.
“ومن يدري؟ ومع ذلك حقيقة انهم تأخروا كثيرا قد تكون مؤشر جيد”.
واصل الطلاب نقاشاتهم وبينما كانوا في ذروة حماسهم فتح الباب وعادت الفتاة ذات النظارات من جديد.
نظرت الفتاة لمجموعة الطلاب وعدلت نظاراتها وبدأت بمنادات الطالب التالي.
في البداية كان الطلاب مشوشين ولم يعرفوا اذا كان كيفن نجح او لا ولم تشرح الفتاة ذات النظارات الامر لهم ولكن بعد عودة الطالب الثاني للغرفة واخبرهم بحقيقة انه لم يتأهل توصل الطلاب الى استنتاج ان كل طالب يتأهل سيتم اخذه لمكان اخر.
مع ان الطالب الثاني فشل في التأهل ولكن حماس الطلاب لم يقل وكانوا يأملون في التأهل ولكن بعد فشل عشرون طالب تحطمت احلامهم الوردية.
النظرة الباردة في وجه الفتاة ذات النظارات لم تتغير وبينما تعدل نظاراتها قالت “مايك والتر”.
“يبدو ان دورك حان” نظر سام لمايك وهذه المرة لم يبتسم وقال بنبرة جادة “اتمنى لك التوفيق”.
اومأ ويليام برأسه لمايك في اشارة بأنه شجعه.
اما سيلفيا كانت متوترة وقالت بنبرة لينة “اتمنى لك التوفيق مايكي”.
القى مايك نظرة للثلاثي المخيف الذي اصبح جاد ثم اومأ برأسه لهم وقام من مقعده متوجها للمخرج.
اخذت الفتاة ذات النظارات مايك لغرفة الاختبار وطلبت منه الدخول.
اومأ مايك برإسه ومد يده مباشرة وفتح الباب ودخل واغلقه ورائه.
‘انت... الا يجب عليك التوتر قليلا؟’ نظرت الفتاة للباب المغلق ولثانية واحدة فقدت برودتها.
على مدار يومين كانت هذه الفتاة هي المسؤولة عن ارشاد الطلاب لغرفة الاختبار ، في البداية وجدت الامر ممل وحاولت التخلص منه ولكن بعد فترة وجدت متعة في الامر وهي عندما يقف الطلاب امام غرفة الاختبار كانوا يتوترون للغاية ويدخلون في حالة هلع حتى ان هناك بعض الفتيات الصغيرات بكن من الخوف.
كانت تستمتع حقا بمناظرهم وهم متوترون وخائفون ولذا ؛ حقيقة ان مايك دخل الغرفة مباشرة اغضبتها وجعلتها تفقد رباطة جأشها ، كأنها ولد صغير سلبت مصاصته منه.
لم تكن تعلم الفتاة ان سبب عدم تردد مايك ليس بسبب كونه ذو شخصية قوية او ذو قلب حديدي! ، انما فقط بسبب حقيقة انه لا يهتم اذا كان يستطيع ممارسة السحر!. وإذا كان لا يهتم بالنتيجة فلماذا يزعج نفسه بالتردد والقلق؟.
بعد دخول مايك للغرفة طلب منه الرجل التقدم ووضع يده على الحجر السحري.
اومأ مايك برأسه للرجل وجلس في الكرسي ومد يده واضعا لها فوق الحجر السحري.
على العكس الفتاة في الخارج لم يغضب الرجل من برودة مايك ولكن ابتسم له وهتف له في قلبه وتمتم بشئ كهكذا يجب على الرجال ان يكونوا.
مرت ثانية منذ ان وضع مايك يده على الحجر السحري ولم يحدث اي شئ! وثم كلمح البصر مرت ثانتين ولم يحصل شئ!.
وعندما مرت الثانية الثالثة لم يحدث شئ ايضا!.
انتظر الرجل قليلا وعندما مرت 5 ثواني هز رأسه وقال لمايك “مع الاسف انت لست مؤهل لممارسة السحر”.
انصدم مايك قليلا ، مع انه لم يكن يريد ان يصبح ساحرا ولكن مع ذلك هذا الامر آلمه قليلا.
في النهاية اومأ مايك برأسه للرجل ونهض ذاهبا للباب لكي يخرج ولكن في تلك اللحظة دوى صوت من خلفه.
تبا تبا تبا اللعنة عليكم جميعا!.
لماذا لا تنقرضون من هذا الكون الشاسع؟.
سواء كنت رجلا او مرأة او اي كائن اخر لا يهم ، اريد ان اقول لك اللعنة عليك!!.
التفت مايك مستغربا يريد ان يعرف لماذا يسبه هذا الرجل بلا سبب ولكن عند التفافه وجد الرجل صامتا وينظر اليه بوجه غريب.
في تلك اللحظة عرف مايك ان الصوت لم يخرج من الرجل ولكن من الحجر الابيض الصغير على الطاولة.
‘هذا...هل تم سبي عن طريق حجر؟ ، هل يجب علي ان اغضب؟’ لم يعرف مايك ماذا يفعل في تلك اللحظة.
بعد ان سب الصوت مايك بعشرات اللغات واللهجات المختلفة صمت ولم يعد يخرج صوت من الحجر السحري.
التفت مايك للرجل محاولا ايجاد جواب لهذه الظاهرة ولكنه وجد الرجل ينظر له ايضا بإستغراب.
تواصل هذا الصمت المحرج لعدة ثواني ثم فتحت الفتاة ذات النظارات الباب وقالت “لقد طلب مني ان اخذك لمكان اخر لهذا...” صمتت الفتاة فجأة عندما رأت مايك والرجل الاخر ينظران لها بشدة.
‘يا لك من رائعة’ شكر مايك الفتاة في عقله سرا بينما اخذ الرجل الاخر نفس عميق ، لم تكن هذه الفتاة تعلم انها انقذتهم من موقف محرج جدا!.