في غرفة مظلمة كان ماركوس يجلس في كرسي وامامه شاشة تعرض اختبار مايك الجاري ، وعندما فشل مايك هز ماركوس رأسه وقال “ها هو فشل اخر”.
“لا تأسف هذا امر طبيعي لا يمكن ايجاد السحرة في كل مكان” قال اليكس الذي كان يجلس بجانب ماركوس ، بينما اومأت جيسيكا ايضا برأسها متوافقة مع رأي اليكس.
نظر ماركوس للاثنين وكان يريد قول شئ في تلك اللحظة سمع صوت إسائات من الشاشة امامه.
بجانبه تغيرت ملامح اليكس وجيسيكا واصبحوا جادين.
تواصل العرض في الشاشة وكان ماركوس مركزا فيه من البداية الى النهاية ولكنه مع ذلك لم يكن لديه ادنى فكرة عن الذي يحصل فألتفت لهؤلاء الاثنين بجانبه ، كان متأكدا من انهما يعرفان الإجابة.
عند رؤية ماركوس ينظر لهما رفع اليكس يده وقال “حسنا حسنا سأشرح لك ولكن عليك جلب ذلك الولد الى هنا لأن الامر متعلق به”.
اومأ ماركوس برأسه وقال لخادم كان يقف بجانبهم “من هو هذا الفتى؟”.
تقدم الخادم خطوة للامام وصمت قليلا كأنه يتذكر شيئا وقال “اسمه هو مايك والتر ، عمره 19 عاما. اول 18 عام من حياته كانت عادية ولا تلفت الانتباه ولكن بعد ان توفى والديه اللذان كانا عائلته الوحيدة تغيرت شخصيته قليلا واصبح عنيفا جدا وحتى ان مدرسته السابقة كانت تريد ان تطرده لولا انهم راعو حالته الذهنية لكان طرد”.
توقف الخادم واخذ نفس عميق وواصل “مع ان مدرسته لم تطرده ولكنه انتقل بإرادته الى مدرسة اخرى واصبح طالبا طبيعيا. ولكننا وجدنا في منزله الات رياضية ويبدو انه يتدرب يوميا وحسب ما نظن يبدو انه ينفس عن غضبه في الرياضة”.
عند رؤية الخادم يتوقف عن الكلام سأله ماركوس “كيف مات والديه؟”.
“لقد ماتا معا بحادث سيارة” رد الخادم وكأنه تذكر شئ فقال “كان الولد يصر على ان الحادث مدبر ولكن حسب ما بحثنا يبدو انه حادث سير عادي”.
“ههه انتم حقا تعرفون كل ما تحتاجونه” قال اليكس من الجانب.
نظر ماركوس له بطرف عينه وقال “مع ان وقتنا ضيق ولكننا اجرينا بحث شامل على كل طالب سيجري الاختبار”.
في الممرات كان مايك يمشي مع الفتاة ذات النظارات.
اعطت الفتاة نظرة وقالت بنبرة باردة “انا حقا اشعر بالفضول حول امر ما هل استطيع طرحه؟”.
“يمكنك قول ما تريدين“ رد مايك.
“سابقا عندما جلبتك لغرفة الاختبار لماذا لم تتردد قبل الدخول؟ ما انك قد تجده سؤال غريب ولكن بالنسبة لي التي رأت مئات الطلاب الذين يترددون وحتى يبكون قبل الدخول فهو سؤال مهم” قالت الفتاة السؤال الذي كان في بالها.
نظر مايك اليها في عينيها وقال “ببساطة لأني لست مهتم بالامر بقدرهم” قال مايك وعندما رأى النظرة المستفسرة على وجه الفتاة واصل “مثلاً تخيلي ان ثلاثة رجال واحد فقير وواحد مليونير ، والاخير مليادير شاركوا في مسابقة والجائزة مليون دولار. برأيك ماذا ستكون حالاتهم الذهنية في وقت انتظار النتيجة؟”.
لم ينتظر مايك اجابتها وواصل “الرجل الفقير سيكون اكثرهم توترا ويليه المليونير مع انه لديه عدة ملايين ولكنه سيكون متحمسا للنتيجة ، واما المليادير لن يتوتر ولن يهتم بالنتيجة حتى لأنها لن تغير شيئا في حياته”.
“هذا مثال جميل ولكن ما الذي يربطه بوضعنا الحالي؟” لا تزال الفتاة لم تفهم مايك.
“يمكن تقسيم حالة الطلاب الذهنية ايضا الى ثلاثة ، الاكثر توترا هم الذين يأملون ان يكونوا سحرة ويشاركوا في حرب الحرية ويليهم الذين يريدون احد الامرين فقط واما شاكلتي الذين لا يهتمون بأيا من الامرين فهم لا يتوترون حتى” رد مايك بدون النظر اليها.
“بعيدا عن حرب الحرية هل تريد ان تقول لي انك لا تريد ان تكون ساحر؟” قالت الفتاة بنبرة ساخرة.
“نعم؟” رد مايك مستغربا.
“انت...اما ان تكون تحاول ان تكون رائعا واما انك مجنون” هزت الفتاة رأسها وصمتت.
بعد الإلتفافات المعهودة اوصلت الفتاة مايك لغرفة وطلبت منه الدخول.
عندما دخل مايك للغرفة نزل عليه ضغط كبير جعله يتنفس بصعوبة.
“هل تعرف من نحن؟”.
في الغرفة تحدث الرجل الذي يجلس في المنتصف وبينما يجلس بجانبه رجل وامرأة.
عندما سمع مايك السؤال اخذ نفس عميق وهدأ نفسه وقال “انت ماركوس قائد فجر الخارقون وبجانبك جيسيكا واليكس الزوار من خارج كوكبنا”.
‘انت...لقد افسدت الجو’ لعن ماركوس مايك في ذهنه.
“هاهاها لقد وفرت علينا عناء الشرح” ضحك اليكس من الجانب وقال “لقد اتينا بك هنا لنشرح لك الامر الذي حصل معك في غرفة الاختبار”.
عندما سمع مايك هذا اضائت عينيه ، مع انه لم يكن يهتم بالسحر وما شابه ذلك الا انه كان فضولي حول ذلك الحجر المتكلم.
“من اين علي البدأ؟” تمتم اليكس بصوت مسموع ثم قال “عليك اولا ان تعرف ان الحجر السحري مع انه يعتبر الاداة رقم واحد في قياس الموهبة السحرية فيط المجرة الا ان صانعه مجهول الهوية وكل ما نعرفه هو صيغة صنعه ، ويبدو ان صاحبه وضع ذلك الصوت في صيغة صنعه ومهما غيرنا الصيغة يبقى هذا الحديث موجود”..
“اذا لماذا وضع هذا الصوت وما الذي يجعله يتفعل؟” قال مايك بلهجة فضولية.
تنهد اليكس وقال “هناك اشياء كثيرة يمكن ان تجعل الحجر يسبك او يهينك ولكن في حالتك هو سبب مختلف وفريد”.
“اولا انت تعرف ما هو السحر وما هي الطاقة البدائية اليس كذلك؟”.
عند روية مايك يومأ برأسه واصل اليكس قائلا “مع اننا لا نفهم طريقة عمل الحجر السحري مائة بالمائة ولكننا لدينا فهم تقريبي لطريقة عمله. كما تعرف ان الطاقة البدائية هي التي تحدد موهبتنا ونوع سمتنا السحرية وهي عادة تكون في حالة حركة دائمة داخل اجسادنا الا ان نبدأ بممارسة السحر ونبدأ في التحكم بها”.
“وهنا يستغل الحجر السحري حقيقة ان الطاقة البدائية تتحرك في داخلنا ويقوم بدراستها بطريقة ما ويخبرنا بموهبتنا وسمتنا السحرية”.
توقف اليكس ونظر لمايك بطريقة غريبة وقال “ولكن هناك فئة نادة جدا جدا لا يستطيع الحجر السحري دراسة طاقتهم البدائية وانت منهم” اشار اليكس لمايك بينما يتكلم.
“انا منهم؟” انصدم مايك وسأل بسرعة “ولكن لماذا لا يستطيع ذلك؟”.
تنهد اليكس وقال “للان لا نعرف ذلك ولكن يبدو انكم تستطيعون بطريقة ما اخفاء طاقتكم البدائية عن الحجر السحري!”.
“هل هذا امر جيد او سئ؟ هل يعتبر هولاء الناس مواهب بارزة او شئ كهذا” سأل اليكس بسرعة وكان يشعر ان هذه ربما تكون فرصة لكوكبهم.
هز اليكس رأسه “للاسف كل شئ يعتمد على درجة تقاربهم السحرية وسمتهم السحرية سوء كانتا جيدين او سيئين”.
عندما سمع ماركوس هذا شعر بخيبة امل.
عند روية منظر ماركوس ابتسم اليكس وواصل “ولكن هناك فائدة ايضا وهي انهم علي عكس السحرة العادين يستطيعون ايقاظ موهبتهم السحرية مباشرة بعد بدأهم في ممارسة السحر ولا يحتاجون الي مواقف خاصة او حظ!!”.
بعد سماع هذا تحمس ماركوس وفكر في نفسه ‘بما ان الحجر السحري قال ذلك الحديث هذا يثبت ان هذا الفتى لديه القدرة علي ان يصبح ساحر واذا كان لديه موهبة وسمة سحرية جيدة واذا مهارته السحرية فريدة الن يكتسح حرب الحرية هذه؟’.
انغمس ماوكوس في افكاره السعيدة ولكنه هز رأسه سريعا وتخلص من هذه الافكار ‘مع انه من المحتمل ان يكون ساحر موهوب هناك ايضا احتمال ان يكون ساحر فاشل وحتى اذا كانت مهارته السحرية فريدة فلن يستطيع الاستفادة منها بدون قوة سحرية كافية’.
نظر ماركوس لمايك بعمق وكان يفكر في خياراته.
كان ماركوس بين خيارين اما ان يخاطر ويضيف مايك لقائمة المتسابقين ويترك كل شئ للحظ او لا يخاطر بذلك المقعد ويعطيه لطالب اخر.