مهما فكر ماركوس لم يستطع ان يختار ، في النهاية نظر الى مايك وقال “ماذا تريد ان تفعل؟ كما قال اليكس هناك احتمال ان تكون موهبة وتفيد كوكبنا والاحتمال الاخر ان تكون بلا موهبة وتصبح تضحية بلا فائدة!. ما رأيك؟ هل تريد المخاطرة والمشاركة؟”.
نظر مايك الى ماركوس في عينيه ووضع اكثر تعبير حزين لديه على وجهه وقال بينما يشد قبضتيه “انا اتمنى حقا المشاركة ولكن ولكن...” توقف مايك كما لو ان الكلمات خانته ثم رفع صوته قليلا وقال “لكن لا استطيع المخاطرة بشئ كذلك وتعريض كوكبنا للدمار ، افضل ان يذهب طالب اخر نعلم موهبته ولا اذهب انا واضيع خانة كاملة!”.
نظر ماركوس لمايك واومأ برأسه له متأثرا وقال “في البداية كنت متردد في الاختيار ولكن بعد ان رأيت حبك لوطنك وتفانيك غيرت رأي وسأضيفك لفريق كوكبنا!”.
“ها؟” خانت الكلمات مايك ونظر لماركوس بوجه خالي من التعبيرات بينما كان يلعنه في رأسه ‘تبا تبا تبا لك حاولت ان اثني رأيك عن اختياري بالمنطق وها انت تختارني لسبب تافه كذلك؟’.
في الجهة الاخرى كان اليكس يضحك بأعلى صوته وقال “احسنت الاختيار ماركوس! هذا الفتى حقا رجل حقيقي”.
بعيدا عن اليكس حتى جيسيكا التي كانت صامتة ولم تنطق بكلمة اومأت برأسها لمايك في إشارة انها تتفق مع خيار ماركوس.
‘هذا... هل انا منحوس؟ اذا كنت لم اتكلم من البداية هل كان لن يختارنني؟’ كان عقل مايك فارغ تماما ولم يعرف كيف يرد لهم حتى.
“اذا حسم الامر انت ستنضم لفريقنا الذي سيشارك في حرب الحرية! امل ان تصنع معجزة وتنقذ كوكبنا من هذه المأساة!” قال ماركوس لمايك بينما يبتسم له.
انتهى لقاء مايك هنا وتم تحديد مصيره بأنه سيصبح مشاركا في حرب الحرية ، مع ان مايك كان يعلم ان حرب الحرية ستغير حياته ومصيره ولكنه لم يكن يعلم انها ستغير حياته لدرجة لا يتخيلها ابدا وتصبح نقطة فاصلة في حياته.
بعد انتهاء اللقاء جلبت الفتاة ذات النظارات مايك الى نفس الغرفة التي كان ينتظر فيها كيفن.
كان كيفن يجلس في احد المقاعد في الغرفة بينما كان يغلق عينيه في راحة في تلك اللحظة سمح صوت الباب يفتح ففتح عينيه ونظر للشخص الذي اتى.
ضيق كيفن عينيه الحادتين وابتسم بسخرية وقال للشخص القادم “لقد ظننت حقا انني سأكون الوحيد المتأهل من مدرستنا! واخيرا هناك متأهل اخر!” بينما يتكلم نهض كيفن وكان يريد الإقتراب من الشخص ويتحدث معه عن موهبته وسمته السحرية.
ولكن الشخص القادم لم ينظر له حتى منذ دخوله وتوجه مباشرة لاحد المقاعد وجلس بها.
“هذا...” تجمد كيفن في مكانه وانزل يده التي اراد مصافحة مايك بها.
في الجهة الاخرى كان مايك غرقا في افكاره ولم ينتبه لكيفن الذي داخل الغرفة وكان يبحث في دماغه عن مفردات جديدة يسيئ لماركوس بها في دماغه.
في الصالة على عكس المرات السابقة انتظر الطلاب لمدة اطول وشعروا ان هذا امر غريب.
“هل انا الوحيد الذي يرى ان تلك الفتاة ذات النظارات والفتى الذي يدعى مايك اخذوا وقتا اطول من اللازم؟”.
“نعم نعم انت على حق حتى الطالب الذي تأهل في البداية لم يأخذ كل هذا الوقت” ردت طالبة على السؤال.
“هل هذا الفتى مميز ام هناك امر اخر؟”.
بينما يتنقاشون فتح باب الصالة من جديد ودخلت الفتاة ذات النظارات لوحدها من جديد وكأنه لم يحدث نادت الطالب التالي في الدود.
“هل هذا يعني ان ذلك الطالب نجح في الاختبار؟” سأل طالب بحماسة.
“يبدو كذلك هذا هو التفسير الوحيد”.
“تبا لماذا لا يختبروننا في نفس الغرقة فقط؟!” قال طالب بنبرة حزينة.
في احد جوانب الصالة عندما فتح الباب ورأت الفتاة تعود لوحدها اقترب قلب سيلفيا ان يطير من الفرح وتحمست جدا.
ولكن مع حماستها تردد سؤال في رأسها. ها هو مايك تأهل كما تمنيتي اذاً ما الذي سيحصل إذا لم تتأهلي مثله؟.
كلما فكرت سيلفيا اكثر شعرت بقلبها يؤلمها اكثر ، لم تعرف حقا ما الذي ستفعله اذا لم تتأهل.
بعد ان تأهل مايك اجرى 12 طالب اخر الاختبار ولم ينجح احد ومن جديد فتحت الفتاة الباب وعاد معها الطالب الذي فشل في الاختبار بينما تنظر الفتاة لورقتها وقالت “التالي سيلفيا مورياتي”.
“نعم” رفعت سيلفيا يدها وردت.
“يبدو انكِ ستجربي حظك قبلنا! اتمنى لكِ النجاح” قال سام بينما اومأ ويليام برأسه في إشارة بأنه يتمنى لها الحظ الجيد.
“امل ذلك حقا!” رد سليفيا وواصلت في عقلها ‘اتمنى حقا النجاح’.
ومن جديد تم اخذ سيلفيا من نفس الممرات حتى وصلوا الى غرفة الباب.
“ادخلي” قالت الفتاة ذات النظارات بينما تعدل نظاراتها.
“ح...حسنا” ردت سيلفيا وترددت قليلا ثم فتحت الباب ودخل منظر الغرفة البسيطة والرجل المجروح في وجهها.
“تقدمي وضعي يدك على هذا الحجر ليتم اختبارك” قال الرجل لسيلفيا.
اومأت سيلفيا بيدها وتقدمت ونظرت للحجر السحري لمسافة ثم وضعت يدها عليه كأنها قبلت مصيرها.
كل ثانية تمر كان ضربات قلب سيلفيا تزداد حدة حتى انها ظنت ان قلبها سينفجر!.
في اول ثانتين لم يحدث شئ ثم ؛ في الثانية الثالثة تحول ما يقارب نصف الحجر السحري للون الاسود!.
في تلك اللحظة قفز قلب سيلفيا وقالت للرجل بسرعة “هل هذا يعني انني مؤهلة؟”.
“هاهاها نعم دعينا نرى الان ما هي سمتك السحرية“ ضحك الرجل عندما رأى سعادة وحماس سيلفيا.
بعد ثلاث ثواني بالضبط تحول لون الحجر السحري الى الاحمر وازدادت درجة حرارته.
عند رؤية هذا ارتفعت شفاه الرجل في ابتسامة سعيدة وقال لسيلفيا بعد ان ضحك “سمتك السحرية هي النار ومع انها ليست سمة نادرة ولكن مع درجة تقاربك العالية ستجعلك ساحرة قوية!”.
دقات قلب سيلفيا ارتفعت اكثر وظهرت صورة ذلك الفتى في رأسها وفكرت بسعادة في قلبها ‘هيهي يا لي من محظوظة!’.