في غرفة الانتظار كان كيفن يلقي نظرات لمايك بين الحين والاخر ، لنكون منصفين مع ان كيفن كان يتصرف بغطرسة الا انه كان يريد حقا التعرف على مايك ويتفاخر امامه بسمته الجليدية ، الا ان مايك لم يعطيه اي فرصة.
وبينما كان كيفن غارقا في افكاره فتح باب الغرفة ودخلت فتاة ذات شعر اسود كثيف وعينين زرقاويين. منذ ان دخلت الفتاة كانت تلفت يمينا وشمالا في الغرفة وكأنها وجدت ما تريده ارتفعت شفاهها في إبتسامة جميلة وبدأت التحرك نحو احد اركان الغرفة.
عندما رأى كيفن احد يفتح استرخت اعصابه وكأنه تعلم من خطأه السابق ابتسم للفتاة القادمة بينما يقول “اهلا انا كيفن ، تشرفت بمعرفتك!”.
كان كيفن ينتظر رد الفتاة ولكن مع الاسف بعيدا عن الرد لم تلفت الفتاة له حتى وواصلت السير في طريقها.
‘هذا... ’ شعر كيفن بغضب كبير عندما تجاهلته الفتاة وعندما رأى انها تتجه للفتى الاخر شعر بغضب اكبر ، في النهاية اطلق كيفن سعال بارد وجلس.
“كنت اعلم انك ستتأهل مايكي” ابتسمت الفتاة بينما تتكلم وزادها الإبتسام جمالا
فتح مايك عينيه ونظر للفتاة وابتسم لها قليلا وقال “انتِ ايضا لم تخيبي ظني كنت اعلم انكِ ستتأهلين!”.
ابتسمت سيلفيا واظهرت اسنانها البيضاء عندما سمعت ثناء مايك وقالت بنبرة فضولية “ما هي درجة تقاربك وسمتك السحرية؟”.
“هذا...” تنهد مايك عندما سمع سؤال سيلفيا واخبرها بكل الذي حدث معه.
على تعكس توقع مايك كانت سيلفيا سعيدة عندما سمعت بالامر وقالت “الا يعني هذا انك ستكون عبقري موهوب؟ وحقيقة انك ستوقظ مهارتك السحرية مباشرة الا يجعلك ذلك مميزا!”.
ارتاح مايك قليلا عندما سمع رد سيلفيا وقال “ماذا عنك ما هي سمتك السحرية؟”.
“هيهي سمتي هي النار وتقاربي فوق الجيد!” قالت سيلفيا بإبتسامة ونظرت لمايك بعمق كأنها تنتظر ثنائه.
“النار؟ يبدو ان سمتك ممتازة وستضمن لك مقعدا في حرب الحرية” قال لمايك سيلفيا بينما يبتسم لها.
“هيهي” ضحكت سيلفيا عندما سمعت رد مايك.
في الصالة وللمرة الثالثة عادت الفتاة لوحدها وهذا يعني ان احد اخر تأهل وبدأت نقاشات الطلاب من جديد.
“تلك الفتاة هل تأهلت؟” سألت فتاة بحماسة.
“هذا ينعش املي من جديد ربما نستطيع النجاح حقا” قال طالب بحماس.
وكأنه ليس هناك شئ يثير اهتمامها واصلت الفتاة منادات اسماء الطلاب.
في غرفة الانتظار فتح الباب من جديد ودخل فتى قصير وسمين ذو شعر احمر.
التفت الفتى يمينا وشمالا ووقعت عيناه على كيفن وتحرك اليه كأنه يريد محادثته.
من جهة كيفن عندما رأى الباب يفتح ودخل ذلك الفتى السمين وبدأ بالذهاب اليه ، كان كيفن في البداية يريد التحدث معه ولكن عندما تذكر التجاهل الذي حصل له من طرف سيلفيا ومايك صمت فجأة واطلق همفه حادة كأنه يهدد الفتى من الإقتراب منه.
عندما رأى الفتى تصرف كيفن شعر بالحيرة ثم التفت لمايك سيلفيا ولكن على عكس كيفن لم يلتفت ذلك الاثنين للنظر له وبالأخص تلك الفتاة ، كان يستطيع الجزم بأنه اذا اخبرها احد ان باب الغرفة فتح لخالفته الرأي!.
نظر الفتى السمين من حوله بحزن وثم جلس في احد اركان الغرفة.
بعد ذلك الفتى دخلت فتاة اخرى الغرفة ومن جديد تجاهلها كيفن ولم يلقي لها مايك وسيلفيا نظرة ، اما ذلك الفتى السمين بعد ان تجاهله الجميع دخل في حالة حزن ولم يلقي بالا لما حوله.
في النهاية جرت تلك الفتاة لها كرسي وجلست في احد اطراف الغرفة بحزن شديد.
وكأنها اصبحت حلقة زمنية مفرغة! بعد تلك الفتاة دخل ولدين اخرين ولكنهما حصلا على نفس المعاملة وجلسا لوحدهما في احد اركان الغرفة.
ومن جديد فتح باب الغرفة ودخل فتى ذو شعر اشقر وابتسامة غبية على وجهه الغرفة وبدأ التوجه نحو احد اركان الغرفة.
عندما رأى الطلاب الباب يفتح ارتفعت على شفاههم إبتسامة خبيثة وكانوا يتوقون الى رؤية ذلك الوافد الجديد يتم تجاهله. نعم بعد ان تم تجاهلهم اصبحوا يجدون قليلا من الخلاص في رؤية الاخرين يتم تجاهلهم ايضا!.
ولكن مع الاسف ذلك الفتي الاشقر لم يهتم بهم وتوجه مباشرة الى احد اركان الغرفة...
“يو انتما الاثنان معا من جديد!” ابتسم سام بتلك الإبتسامة الغبية التي يملكها بينما يتكلم مع مايك وسيلفيا.
“انت... هل تأهلت حقا؟” نظر مايك لسام بغرابة.
“لماذا تقولها بغرابة هكذا؟ هل كنت تظن انني لن اتأهل!؟” قال سام بغضب.
“نعم” لم يراوغ مايك وقال “لم اكن اضع ذلك في حساباتي حتى!”.
“انت...” لم يعرف سام ماذا يقول.
“فوت... هاهاها” على الجانب لم تستطع سيلفيا كتم ضحكتها.
“على اي حال ما هو تقاربكم وسمتكم السحرية؟” تجاهل سام ضحك سيلفيا وسأل.
عندما سمع سام ان سيلفيا حصلت على سمة النار شعر بقليل من الغيرة ولكن عندما سمع قصة مايك فتح فمه واتسعت عيناه بينما ردد هكذا اذاً ثلاثة مرات.
“كنت اعرف ان كوكبنا سيظهر منه بطل الرواية الذي سيكتسح حرب الحرية! ولكنني لم اكن اظن انه سيكون انت مايك!” قال سام بحماسة عالية.
ولم ينتظر جواب مايك وواصل “حقيقة اننا لا نعلم نوع سمتك او درجة تقاربك حتى الا يجعلك ذلك نوع البطل الموهوب الذي لا يعلم احد موهبته حتى هو بذات نفسه!! ، وثم فجأة يكتشف موهبته العملاقة ويبدأ في اكتساح الاخضر واليابس!!” واصلت مخيلة سام في التجول في الكون الشاسع بلا حسيب او رقيب.
عندما نطر مايك لسام الذي يواصل تخيلاته شعر بأنه مضحك جدا ولكن بعد مدة عبرت فكرة رأسه ‘ماذا اذا كان سام على حق وكنت...’ هز مايك رأسه سريعا وشعر انه بدأ يصبح تافه.
“ماذا عنك ما هي سمتك؟” قال مايك بعد ان هز رأسه.
“سمتي هي الارض” رد سام بوجه محرج.
“هذا...هل هذه سمة حتى؟ هل ستصبح عامل بناء ام ماذا؟” قال مايك بوجه غريب.
“بوفت هاهاها” من جديد لم تستطع سيلفيا ان تكبح ضحكها.