بعد الخروج من متجر ران للأعشاب و الأدوية ، كان بيثيل واقف هناك يفكر اين سيذهب الان.

فجأة خطرت على باله فكرة'لو قمت بإدخال كوكب من الخارج إلى داخل كوني مالذي سيحدث له يا ترى'

في الأونة الاخيرة كانت تأتيه افكار مثل هذه على فترات ، بدى انه بعد ان تحول إلى كون اراد ان يلتهم الكون الذي كان فيه ، لكنه كان اكسل من ان يذهب و يبحث عن كوكب اخر و قد فكر'في المرة القادمة عندما يتحرك مقهى النفسيات سأختار كوكب لأبتلعه'

و بينما كان يفكر فتح باب مقهى النفسيات و خرج منه المالك ، الثعبان الملتف حول العالم.

بدى متفاجئ انه وجد بيثيل في الخارج و كأنه ينتضره و سأل"يبدو أنك تملك نفس تفكيري ، لقد أردت ان أذهب في جولة في أرجاء المدينة ، ما رأيك ان نذهب معا"

لم يفكر بيثيل كثيراً و قال"لنذهب"

قال ثعبان بعد السير قليلاً"إذا اين تريد ان نذهب؟"

رد بيثيل"اي مكان ، دعنا فقط نسير و نترك الأمر لأقدامنا ، سيكون أمتع هكذا ،اوه هل احضرت النقود(بلورات الأصل)؟"

قال ثعبان بإحتقار"لست غبي مثل الغراب او كسول مثل آناكسوس لأنسى هذا"(مع احترامي)

و بهذا بدأ السير أثناء مراقبة المكان من حولهم.

أثناء السير جذب كل منهما الإهتمام ، سواء من حيث الوسامة او الهالة المنبعثة منهم.

'إصتدام'

فجأة إصدمت فتاة صغيرة كانت تركض بقدم ثعبان و أسقطت الحلوى التي كانت تمسك بها في يدها على الارض و إتسخت بالتراب و لم تعد صالحة للأكل.

رفعت رأسها و إلتقت بعيني ثعبان البنفسجية و الخضراء ، مع السيجارة في فمه و الثعبان الحي حول رقبته و وجهه الصارم بدى شكله مثل شخص شرير من النظرة الأولى.

إمتلأت أعين الفتاة بالدموع لكن بالخوف أكثر ، حيث انها لم تصرخ من الخوف ، بدى انها تدرك موقفها ، فقط بدأت البكاء بصمت و خفضت رأسها.

وصل خلفها شخص يبدو في منتصف العمر و شحب وجهه بعد أن رأى المنظر أمامه، سرعان ما وصل أمام ثعبان و ركع و هو يستنجد"سيدي الخالد أرجوك إرحم إبنتي ، انها لم تقصد ان تزعج سموك اثناء تجولك ، الرجاء معاقبتي بدلا عنها"

تجمع الحشد من حولهم و بدأو بالتفرج على المشهد المنكشف حديثاً.

راقب ثعبان بفضول ما كان يحدث تحته.

لاحظ ان الرجل لم يملك أي طاقة أصل داخل جسده ما عدى طاقة أصل حياته التي تكون جوهر حياته.

يبدو انه احد الأشخاص الذين لا يستطيعون التدريب في هذه المدينة.

من طريقة لباسه و حديثه ، كان الفرق في المكانة بينه و بين المتدربين كبيرا جدا ، حسب معرفته بالحضارة يجب ان تكون هناك قوانين ضد القتل او العنف لكن ان الفرق بين شخص عادي و متدرب كبير لدرجة انهم يغضون النظر عن هذا.

كان الباب يراقب من الجانب ايضا ، لقد أراد رؤية ردة فعل الثعبان على هذا، لقد كانوا يعلمون جميعا ان مع أجسادهم الجديدة تغيرت إستجاباتهم العاطفية لعدة أمور ، قبل الإنتقال كان كل منهم شاب في الثانوية او الجامعة ، لم يرتكب اي منهم حتى سرقة او جريمة ، لكن هنا قتل كل منهم حتى فقدوا العدد.

لذالك لاحظ كل منهم هذا التغير ، إعتبره كل منهم تغير إيجابيٌ ، لأنه لولاه لكان كل منهم في تعب نفسي و صدمة بعد هذا و لن يتيكف الجميع بسرعة مع حياتهم الجديدة.

و تحت عيون بيثيل الساهرة أنزل ثعبان يده نحو رأس الفتاة.

توقع الحشد ان ينفجر رأسها او يتم قلعه او فقع أعينها ، كان نفس الشيء لوالدها الذي إزداد وجهه شحوباً لكن لم يجروءْ على قول كلمة.

لكن على عكس توقعات الجميع ربت ثعبان على رأس الفتاة بلطف ووضع إبتسامة دافئة على وجهه و قال"أنا آسف أيتها الفتاة الصغيرة ، لقد جعلت حلواك تتسخ ، هنا بعض المال ، يمكنك شراء غيرها"و بهذا اخرج خمسة بلورات من العدم ووضعها في يديها.

كانت الفتاة مصدومة لكن سرعان ما أصبحت سعيدة جدا و بدأت بالضحك ، تقدم والدها فجأة ثم عانقها بإحكام و بدأ شكر ثعبان مراراً و تكراراً.

كان للفانينَ أمثالهم عملات من حديد ، بلورة أصل منخفضة واحدة تساوي عشرة آلالف منها ، و هو ما يكفي لعائلة عادية ان تعيش بها لمدة سنوات دون جوع.

تلك الحلوى التي أسقطتها الفتاة للتو كانت تكلف عملة واحدة او أقل .

لقد أعطاهم خمسة منها دون إهتمام ، يبدو ان الحظ بجانبه لليوم ، لو إلتقى خالد ذو شخصية غريبة لتم قتله او لعنه.

بعد هذا سار ثعبان مرة اخرى مع باب نحو طريقهم.

قال بيثيل بجانبه"لقد توقعت ان تأكلها او تفجرها او شيء ما لكنك لم تفعل"

نظر إليه ثعبان بنظرة كأنه يقول أيها المجنون اللعين و قال"بيثيل كوننا أقوياء لا يعني أننا لا نملك مشاعر لعينة ، لماذا سأكل فتاة صغيرة كانت تلعب؟"

شعر الباب انه الشرير هنا لذالك إبتسم بمرارة و أكملا طريقهما.

بعد قليل وصل كلاهما لما بدى انه متجر أسلحة من ما يمكن رؤيته من النافذة.

كانت هناك أسلحة متنوعة من سيوف و فؤس و رماح و أقواس...

"تعال بيثيل لنرى ما يبدو الامر من الداخل"

تبعه باب و دخلا المتجر الفسيح الذي كان العملاء يتجولون فيه مع المرشدين .

من وجهة نظر الأخرين كان باب و ثعبان من الأشخاص الراقين من هالتهم لذالك إقتربت منهم مظيفة بسرعة ، لان على كل شيء يتم بيعه من طرفهم يأخذون عمولة عليه..

لذالك تحت مراقبة ثعبان و باب إقتربت منهم شابة جميلة و إنحنت و قالت بإحترام"مرحبا بكم ايها السادة الكرام في متجر بياو للأسلحة ، الرجاء إلقاء نظرة و أتمنى ان يعجبكم"

أوماء كلاهما و لم يقل اي منهما شيء و سارا نحو رف قريب كان عليه بضعة سيوف و بدأ تقيمها.

قالت المضيفة"هذه مجموعة سيوف النمر الأبيض ، انها تتسم بسمة الحديد و ستكون عون جيد لكل شخص متخصص في عنصر الحديد"

قال بيثيل"عود الأسنان هذا لا يبدو بذالك القوة"

رد ثعبان"أتفق معك ، انه لا يصلح حتى لوجبة"

كانت المضيفة عاجزة عن الكلام ،كان متجرهم متجر شهير حيث كان المورد الخاص بهم هو عضو في طائفة تاي شو العملاقة.

قال أحدهم ان السيف الذي كان بمستوى النواة الذهبية عود أسنان؟حتى ان الاخر قال انه لا يصلح لوجبة؟! مالذي يعنيه هذا حتى؟!؟!

لكن لم يكن دورها الرئيسي هو الشكوى ، بل جعل الزبون راضي و بيع كل ما تستطيع.

لذالك وضعت إبتسامة إحترافية و قالت"إذا الرجاء الإنتقال للعنصر التالي"

و بهذا سار عثبان و باب نحو رف اخر و اخر و اخر مع تعليقات سيئة على كل سلاح معروض ، جذبت أفعالهم إنتباه باقي الزبائن ، ضن الأغلب انهم أشخاص تم إرسالهم من متجر منافس لتخريب مبيعاتهم.

أتى القائم على المتجر بعد أن سمع الأخبار و كان الغصب يعلو محياه حيث لن يعجب اي احد ما كان يحدث لو كان في مكانه.

إقترب من ثعبان و رفيقه و سمع جملة جعلت الغضب يشتعل بقوة"هذه اللعبة الصغيرة دون فائدة"

وصل إليهم و صرخ"أيها السادة الكرام إن لم يكن اي منكم سيشتري اي سلاح فرجاء غادرا المتجر حالاً!"

تفاجئ الشخصان أمامه و نظرا إلى بعضهما و قال باب"لماذا هذا الشخص غاضب منا هكذا؟"

رد ثعبان"و ما أدراني ، لقد كنا نتجول و لم نفعل اشيء للأن"

صرخ الشخص أمامهم مرة اخرى"لم تفعلا اي شيء؟!لقد كنتما تسبان و تقومان بتسفيل كل سلاح معروض للبيع ، أنتما تخربان عملي ، من أرسلكما لفعل هذا!؟"(مع احترامي لكن الجهل نعمة)

كان ثعبان و باب في حالة إستغراب مرة اخرى و قال ثعبان"إذا انت تقول ان قطع الخردة تلك أسلحة؟"

إنفجر المالك من الغضب"أنت هو الخردة ، تلك الأسلحة القيمة بعيدة على ان تكون خردة"

لم يقل ثعبان اي شيء اخر و امسك الهواء و ظهر في يده سيف النمر الأبيض الذي كان أول سلاح رأه و قال"إذا دعني أثبت صحة كلامي"

و بهذا إلتفت للباب بجانبه و قال"بيثيل أتسمح لي"

قال بيثيل بإبتسامة"من دواعي سروري ، تفضل"

و بهذا رفع ثعبان السيف و أرجحه بقوة على ظهر باب الذي لم يتحرك.

شعر صاحب المتر بالرعب ، لقد ظن انه سيهاجمه او المتجر لكنه هاجم صديقه، كان يفكر'اللعنة إنهم إنتحاريون ، سنتنشر إشاعة ان متجري قتل الزبائن اللعنة'

لكن على عكس خياله الجامح لم يحدث اي من هذا ، لقد إنكسر السيف في لحضة لمس جسد بيثيل لعدة قطع طارت في كل ارجاء المتجر.

قال ثعبان بإبتسمارة"أترى؟ انه خردة"

قال صاحب المتحر في عدم تصديق"ه..هناك بالتأكيد مشكلة في السيف"

قال بيثيل هذه المرة"هل حقا؟" و أشار نحو فأس كبير ذو حدين و ظهر الفأس في يده ، لكنه لم يهاجم ثعبان ، بل احضر الفأس لفمه و اخذ منه قضمة كبيرة و بدأ يمضغ تحت مراقبة الأعين المرعوبة لكل من حولهم ما عدا ثعبان.

بدأ الباب يمضغ

طعامه

و سلم الباقي لثعبان الذي اخذ قضمة هو الاخر و قال"طعمها ضعيف مقارنة بتلك السفن من قبل(فصول المذبحة)"

و بهذا قال بيثيل"و الان ، هل تأكدت انك تبيع الخردة؟"

كان صاحب المتحر يتعرق من الخوف و قال بأشد نبرة من الإحترام يمكنه إستعمالها"نعم نعم انا أبيع الخردة ، المجتر بأكمله خردة حتى انا قمامة"

رد ثعبان بضحك"هاها أخيرا فهمت و الان بما أننا انتهينا سنغادر ، بما انها خردة لن ندفع أي شيء"

جاء الرد فورياً"أرجوك لا تهتم هذا كله خطئي لوضع القمامة في متجري الرجاء ان تسامحني"

لم يقل اي من الشخصين شيء و إستدارا و توجها نحو المخرج.

و بهذا خرجا من المتجر دون إهتمام او دفع ثمن ما تم كسره.

قال مضيف من الجانب"سيدي ماذا عن ثمن الأسلحة المكسورة"

لكن الرد كان صفعة و كلام قاسي"اللعنة عليك و على الثمن ، هاذان الوحشان ليس بشيء أستطيع الحديث معهما ، أكل سلاح نواة ذهبية ؟ هراء لعين ، حتى تكوين الروح لن يستطيع فعل هذا"

كان الجميع في حالة خوف'شيء أقوى من تكوين الروح ؟'اللعنة أعلى طموع لكل منهم هو الروح الوليدة بعدها يمكنهم رؤية المستقبل.

...

..

.

في هذه الأثناء كان بيثيل و ثعبان في طريقهما لإجاد شيء يثير إهتمامهما.

حتى مر من جابنهم مجموعة من الأشخاص المسرعين ، يمكن سماع حديثهم بسهولة من قبل الإثنين.

"في دار قمار الحجارة يتواجد الأن سيد القمار الكبير لان ، هذا حدث نادر ان حصلنا على اشارة منه قد نحصد ثروة اليوم لنذهب!"

"نعم ، انه خبير في هذا و اغلب ما يفتحه يكون فيه كنوز"

"إنطلقوا..."

نظر بيثيل و ثعبان لبعضهما و بإتفاق صامت دون كلام إتبعا المجموعة أمامهم.

كان الإثنان بخطوان بطبيعية لكن الغريب هو ان كل خطوة تكون بالضبط خلف المجموعة المسرعة.

كان بيثيل يقوم بثني الفضاء دون تعب لجعل تتبعهم أسهل ، كان الإثنان أكسل من يسألا عن الأمر ، ما دام هناك أشخاص مسرعون فهذا يعني ان هناك شيء يحدث.

بعد بضع دقائق وصل الأشخاص أمامهم أمام مبنى كبير ذو صقف مرتفع ، كان ذو طوابق متعددة ، كانت اللافتة فوق المدخل معلقة بكل وضوح ، كان مكتوب قاعة أحجار المقامرة.

بعد الوصول للمكان المنشود لم يهتم ثعبان و باب بالأخرين و دخلا القاعة ، كان المكان فسيح مع عديد الصخور و الحجارة المتناثرة في كل مكان ، كان عديد الأشخاص يقلبون الصخور و يتناقشون حولها.

لاحظ كل منهما ان بعض الأحجار تحتوي على أشياء مثل حبوب ، بيض ، أسلحة ، بلورات أصل بجودة مختلفة و غيرها من الأشياء المختلفة...

بعد قراءة لافتة المتجر و رؤية الأحجار و ما داخلها فهم كل منهما بذكائهما العظيم.

كان الجميع هنا يقامرون على الأحجار و قد يجدون كنوز او سيخسرون ، لكن هذا كان جوهر المقامرة.

بعد دخولهما بقليل أتى ما بدى انه عامل في المكان و إنحنى نحوهما و قال"مرحبا بكم أيها السادة الكرام الرجاء التجول في المكان و بدأ إختيار ما يعجبكم ، بعد الشراء يمكنك فتحها بنفسك او ان تطلب من فاتح القاعة ان يفعلها"

أوماء باب برأسه و قال"ماذا عن السعر؟"

رد المضيف كأنه معتاد على هذه الأسئلة و كل أنواع العملاء"حجارة الطابق الأول تساوي 100 بلورة أصل منخفضة الجودة ، الطابق الثاني 1000 بلورة أصل ، الطابق الثالث 10000 بلورة أصل منخفضة الجودة او بلورة أصل متوسطة واحدة و هكذا"

لم يقل بيثيل اي شيء اخر و سار مع صديقه الجيد بجانبه نحو الساحة أمامهم و بدأ التجول أثناء مراقبة الأحجار.

صادفا فجأة حشد من الأشخاص المجتمعين حول رجل بدى انه في الستينات من عمره لكن كل مزارع له عمر طويل لذالك من الغباء الحكم على العمر من الجسد وحده.

أقترب ثعبان و بيثيل من الحشد ، كان كل منهما هنا من أجل الإثارة او المتعة لذالك من الطبيعي التجمع مع حشد.

قال المضيف من الجانب "هذا هو سيد المقامرة الكبير لان ، له خبرة غنية في فتح حجارة القمار ، انه الان وصل إلى مستوى الروح الوليدة ، فقط من خلال الإعتماد على المقامرة سواء ثروته أو أسلحته أو غيرها ، لذالك له سمعة طويلة الأمد و حينما يأتي إلى القاعة يطلب الجميع إشارته"

كان المضيف محترف و يمكن ملاحظة خبرته الغنية حيث يتكلم و يفسر حاجة العملاء في وقته.

لكن على عكس توقعه الذي ظن ان الضيفين سيطلبان من الكبير لان المساعدة مثل الباقي لكن قال الشخص ذو الثعبان بتكاسل فجأة"ذالك العجوز هناك سيكون أعمى إن اختار هذا الحجر"

________________________________

إختفى الشغف ولولا طلب بعض الأشخاص لم اكن سأكتب ، قد اكتب فصل في يومين او ثلاثة و هكذا.

طبعا اقول هذا للمتابعين

اوه و شيء اخر ، التجول مزال مستمر فقط طال الأمر لذالك تركته للفصل القادم.

2024/02/05 · 90 مشاهدة · 2078 كلمة
نادي الروايات - 2025