مع نهاية كلام بيثيل، ظهر خمس أشخاص من العدم، بوجوه بدا عليها عدم الفهم قبل أن تتحول إلى نظرة حذر ومراقبة كل ما حولهم. من وجهة نظر المقهى، كان كل عضو، بما في ذلك بيثيل نفسه، يراقب "المدعوين" من طرف الباب، رغم أنه حتى هو لا يعرف من هم.
ظهر أمامهم مجموعة من خمسة أشخاص: فتاتين و شابين، و رجل في منتصف العمر. كان لكل منهم ملامح وجه خلابة تعطي هالة من التفوق على بقية الكائنات.
و بينما كان الأعضاء الثلاثة عشر يراقبون، كان الآخرون في نفس الوقت المكان الذي وصلوا إليه بحذر وصدمة كبيرة، لكن لم تظهر على وجه أي منهم خصوصاً بعد ان استشعر كل منهم حالته الجسدية الحالية.
في العادة، بعد أن يبلغ أي كائن مستوى السمو ويتلقى بقية عرفه هدية الكون، يحصل السامي نفسه على هدية وهي تسريب من أصل الكون. ما هو أصل الكون؟ مصدر طاقة الأصل التي تحرك الكون بأكمله، بما يعني أن الكائن السامي يملك كمية لا نهائية من الطاقة ليستعملها بلا أي قلق من أن تنفذ، وهذا الاختلاف الأكبر بين السامين ومن خلفهم.
بالطبع، لا يعني تسريب أصل الكون أن الشخص لن يتعب، بل سيفعل بعد قتال ما أو بذل جهد في أحد مناطق الكون الخطرة. إن استمر القتال حتى مع طاقة لا تنتهي من الكون، فإن الجسد سيتعب وكذلك الإرادة للشخص.
و في نفس الوقت، يحتاج الجسد إلى هذه الطاقة لأن السامي يحتاج إلى كمية مجحفة لكي يعمل جسده، الطعام وغيره لن تكفي جسده ليتحرك حتى. نفس الأمر كذلك على مستوى التعالي والتفرد، إن كان تسريب أصل الكون على مستوى السمو يشبه رافد صغير، فإنه في مستوى التعالي يصبح مثل نهر عظيم، وكذلك في المستوى التفرد يتحول إلى بحر من أصل الكون.
لكن الآن شعرت ميليسا والحكيم والبقية منهم بالخوف بعد أن شعروا بالعلاقة مع الكون والتسريب تختفي. بعد فترة بدون التسريب، سيفقدون دعهم على قوتهم من ناحية القوانين ببطئ خصوصاً و أن هذا المكان عازل للكون وتضعف وظائفهم الفكرية كذلك، حتى الجسد بعد فترة سيفنى بدون طاقة، لكن طبعًا الوقت هنا يتم قياسه بمليارات السنوات، لكن الدخول في قتال سيقلل الأمر بسرعة، وهو ما قد يكون واردًا أن يحدث في هذا المكان الغريب مع 13 شخصًا غير معروفين.
انتظر.... 13 شخص؟؟ المكان يشبه المطعم... هل يمكن أن يكون؟ مع مستوى كل منهم ككائن ذو بعد خامس استغرق تحليل كل هذا والتفكير فيه جزء لا يذكر من ثانية.
و في نفس الوقت، وصل البقية إلى نفس الاستنتاج مع خبرة ذكرياتهم من أجسادهم الجديدة. فجأة، قبل أن يقول أي منهم كلمة، صرخ أحد أعضاء المقهى، كان تانغ: "أوه، الجميع، مرحبًا! لقد مرت خمسة أشهر لعينة تقريبًا."
ردت ميليم: "بالفعل، مرت بسرعة، كيف كان حالكم؟" وأضاف ثعبان: "تباً! لم أصدق أن خمسة أشهر مرت."
و تحدث كل منهم بإبتسامة، كان الخمسة الجدد غير موجودين. فكرت ميليسا والبقية: 'خمسة أشهر؟ أي خمسة أشهر؟ لم يمر بضع ثوانٍ منذ أن ظهروا وبدؤوا فجأة يتحدثون عن الأشهر؟'
بعد أن رأوا كيف يتم تجاهلهم، كان عليهم فقط الصمت حتى ينتهوا من الحديث، لكن كان لأحدهم رأي آخر. سار الحكيم مباشرة نحو أقرب كرسي قبل أن يرتمي عليه وهو يقول: "الكبر شيء متعب بالفعل." طبعًا، إن كان شخصًا في مستوى التفرد يشعر بكبر السن فقد كانت حياته مجرد هراء لعين.
لقد فعل هذا لانه كان يريد فقط ان يجذب انتباهم و في نفس الوقت لانه يعرف ان من بمكنه اختطاف جسده الى هذا المكان يمكنه قتله كذلك لذلك افضل شيء يمكنه القيام به هو ان يبقى هادئ و في نفس الوقت لقد علم بهوية من جلبه هنا
أخيرًا، إلتفت بقية أعضاء المقهى مرة أخرى للزوار بعد أن انتهوا من التحية بينهم. قال ثعبان: "إذا أيها السادة الكرام، من أنتم؟"
ردت يوكي: "اللعنة؟ تقوم بخطف شخص ما من عقر داره ثم تسأله من أنت؟ ما هذه الوقاحة؟"
فكر أعضاء المقهى لثانية قبل أن يومئ كل منهم برأسه في اتفاق. لذلك، أمسك ثعبان برأسه بكل هدوء قبل أن ينزعه من مكانه بلطف في إشارة للتحية، وهو يقول: "أعتذر عن التأخير في التحية، مرحبًا بكم في مقهى النفسيات، أنا المالك ثعبان الملتف حول العالم."
فكر أوديسيس والبقية: 'أي مجنون لعين يخلع رأسه مثل القبعة للتحية.'
وأكمل البقية من بعده. أمسك تانغ برقبته، وهو يرفع نفسه في الهواء ويقول: "أنا تانغ، مالك القبو في هذا المقهى."
قام ثعلب بثني ذيوله، وهو يقول: "أنا أدعى أزاتوث، مرحبًا بكم."
أمسك الغريفين بعينه قبل أن يخرجها بلطف ويقول بإبتسامة: "أنا غريفين الطقس، شكرًا للزيارة."
أمسك باب بوجهه قبل أن ينزعه ويكشف وجهه الحقيقي القبيح ويقول بإبتسامة مرعبة: "أنا بيثيل إبراهيم أو السيد باب، الأقوى هنا والشخص الذي قام بدعوتكم لهذه الليلة."
أمسك ناتسو من الجانب كتفه قبل أن ينزعه ويقول: "أنا ناتسو، النادل في هذا المقهى، رجاءً لا تترددوا في طلب أي شيء."
أمسك تشونغ بصدره، وهو يخرج غصن شجرة على شكل ضلع ويقول: "أنا تشونغ ميونغ، سعدت بلقائكم."
نزع آناكسوس أحد قرونه وقال: "أنا آناكسوس، رجاءً لا تقوضني إن رأيتني نائمًا."
خرج صوت من ذلك الكائن الأسود عديم الملامح تقريبًا: "أنا تمساح الشاي أو لبيب، الطباخ هنا."
قامت ميليم بإمساك حافة فستانها وهي تقول: "أنا ميليم إبراهيم، سيدة الأدوية والسموم هنا."
وكانت هذه التحية الطبيعية بينهم جميعًا.
نزع ثلاثي الغراب والكيلين وكينتارو أذنًا وقدمًا وعمود فقري على التوالي كبادرة للتحية قبل أن يكتمل تعريف أعضاء المقهى.
كانت ميليسا والبقية عاجزين عن الرد لهذا التقديم "المبدع"، حتى الحكيم الأكثر هدوءًا ظهرت في عينيه ملامح الصدمة و كان عليه أن يعترف أنها المرة الأولى التي يرى فيها شيء بهذه الغرابة.
ثم قال ثعبان: "إذا أيها السادة الكرام، رجاءً عرفوا عن أنفسكم الآن."
إنحنت ميليسا قليلًا مع إمساك حافة ثوبها وقالت: "أنا ميليسا، حاكمة المملكة السماوية والملك الحالي لعرق السماء المقدس."
وعلى جانبها، إنحنت يوكي قليلًا وقالت مع إمساك العصا خاصة بها: "أنا يومي يوكي، الحاكم الحالي لعرق الماجوس المقدس والماجوس الأعظم بينهم."
وبجانب يوكي، قال نيرو: "أنا نيروين بريكر، يمكنكم مناداتي نيرو للإختصار، الحاكم الحالي لعرق الدلافين السماوية المقدس وحارس المعرفة وأمين مكتبة العالم."
وعلى جانب نيرو، قال التنين: "أنا أوديسيس، أحد ملوك عرق التنين، تنين الحرب."
وأخيرًا، ألتفت الجميع إلى الحكيم في انتظار تقديمه، حيث قال فقط أربع كلمات: "أنا حكيم الإنسانية العظيم."
"ها! لماذا لا تخبرنا إسمك؟" كان هذا رد
"أفضل أن يناديني الجميع بالحكيم فقط."
"لماذا؟ هل اسمك به خطب ما؟" كان هذا قول نيرو، لأن حتى سابقًا في فضاء الفكر والوعي الجماعي لم يتم ذكر اسم هذا الصديق بجانبهم.
صمت الحكيم لبضع ثوانٍ قبل أن يقول: "أنا أدعى لاندجير راميس ترانك سيان غرانديا سيريس مازوكا أغاريس كرونوس يوريشتغن هاوزين ماترياش أدريس دون أولاف... إترما."
وأخيرًا، بعد دقيقة كاملة من التقديم، انتهى الحكيم من قول اسمه. خيم الصمت على المكان بينما كان الجميع يستوعب الاسم الطويل.
قالت ميليسا من الجانب: "اسمك، أليس طويل قليلًا؟"
"أنتم من سأل، ولست أنا. لهذا أفضل أن يتم مناداتي بالحكيم، وأيضًا ليس خطأي أني حصلت على هكذا اسم." قال الرجل في منتصف العمر هذا بوجه هادئ مما جعل البقية منهم يشعرون أنه صحيح منطقي.
"لا علينا، من أين أنتم، أيها السادة؟ و تحديداً من اي كون او مجال خارجه قد قدمتم" قال الثعبان وهو يكسر الصمت وسأل عن الشيء المهم هذه المرة.
"انتظر!" قالت ميليم بسرعة قبل أن يتمكن البقية من الرد. "أسماء كل منكم تبدو مألوفة، كذلك المناصب الخاصة بكم، كل منكم يحمل اسم صديق ما."
"أيه؟ بعد التفكير لثانية يذكرني كل منهم ما عدى التنين بأحدهم." قال تانغ بعدها.
"صحيح، أولائك الحمقى الذين لم يتم إرسالهم معنا في البداية." قال الثعبان بعد أن فكر.
"أوي يا رأس السحلية، من تدعو بالحمقى؟" ردت يوكي فجأة بعد أن قاله.
"من يتجرأ على قول أنني سحلية، سأكل جدك اليو... ها؟ انتظر لثانية، لماذا تفاعلت مع ذكرياتي؟" غضب الثعبان فجأة قبل أن يهدأ بعدها في استفهام.
قال نيرو هذه المرة: "لأننا، يا أخي ثعبان، نحن من ذكرتهم وقد وصلنا للتو قبل أن يتم اختطاف كل منا من قبل باب هنا..."
لم يكد نيرو ينتهي من كلامه قبل أن يرى زاوية عينه شكل بشري يرتمي على اثنين من زملائه ويعانقهم قائلاً: "يوكي، ميليسا!؟"
"ميليم، اختي الصغيرة، كيف حالك؟"
"إذا يا سيدة السم، أنت تتذكريننا؟" قال كلا من ميليسا ويوكي على التوالي أثناء تبادل المشاعر بينهم.
نهض البقية من الأعضاء كذلك أثناء التقدم للترحيب بإخوتهم القدامى.
"حسنا حسنا حسنا من لدينا هنا؟" تقدم الثعبان و الابتسامة ترتفع على وجهه
"يالا الهول نيرو، و إيرور هنا كذلك. يبدو أن المكان لن يخلو من المتعة بعد الآن." أثناء الضحك وتبادل الذكريات، تقدم باب نحو أوديسيس وقال بتسأل: "بيدرو؟"
ضحك التنين ورد: "هاها، هذا أنا يا أخي. لو تعرف كم اشتقنا الحديث القديم قبل أن تختفي."
"حديث؟ حسب ذاكرتي كنا نتحدث كل اسبوعين بسبب ان احدهم يعيش مثل الكلاب في الجامعة بسبب تخصصه"
"يا رجل، لا تذكرني حتى..."
"المكتبة المتحركة، أخيرًا تحقق حلمك، كم كتاب لديك هناك؟"
"لقد فقدت العد بالفعل، كل فترة أسرق بعض الأعراق في تراثها وأرميها في الداخل لأقرأها بعد مدة."
"الفيلسوف العجوز، لقد أصبحت عجوزًا أخيرًا، كيف حالك مع الكبر؟"
"من الصعب أن تكون كبيرًا في السن بالفعل."
"بالمناسبة، يا غراب، اذكر أنك تريد أن تخرج روح..."
"الحياة سعيدة بالنسبة لنا الآن، بعد أن تخلينا عنها، هاها!" نطق الغراب بجملة من الهراء مقاطعًا كلام نيرو بسرعة قبل أن يكمله، كاد أن يفضح الماضي المظلم خاصته.
وأخيرًا، بعد نصف ساعة من استعادة الذكريات السعيدة، اثناء الجلوس على طاولا تكفي لكل منهم للجلوس براحة مع إمتلائها بكل اصناف الطعام و المشروبات للاحتفال بلم الشمل .
وأخيرًا، سأل بيثيل أهم سؤال نسيه الجميع: "كيف وصلتم هنا؟ أجسادكم من هذا الكون، أرواحكم هي التي نزلت في الكون، صحيح؟"
صمت الجميع و ترددت يوكي قبل ان تجيب: "نعم، صحيح. لقد قام فضاء الفكر ابن اللعينة بخطفنا من حياتنا و أرسلنا هنا."
"أوه؟" انطلق تعجب واضح من كل أعضاء المقهى، حيث يذكرون أن نفس الفضاء هو من أعطاهم أجسادهم وقوتهم، ويذكرون أنه قال شيء عن هذا.
قال ثعبان ما فكر الجميع فيه: "هل قام بتحقيق رغبة كل منكم كذلك؟ أذكر أن ذلك المكان قال إنها شيء نادر الحدوث لأنه يتطلب وقتًا لجمع فوة الفكر من الفراغ أو شيء ما."
نظر الخمسة إلى بعضهم بتردد قبل أن يقول نيرو في النهاية: "في الواقع، لقد أرسلنا هنا لنقوم بقتل كل منكم!"