في قرية نائية بعيدة عن صخب المدن، كان يعيش طفل يتيم الأبوين يُدعى "فورد كين". فورد لم يكن يملك الكثير في حياته، فقط الذكريات المبهمة لوالديه وحبّ أهل القرية البسطاء. القرية كانت مكاناً هادئاً، حيث يعيش السكان في سلام وتعاون، يزرعون ويحصدون ويتبادلون المساعدة. في كل مساء، كان الأطفال يجتمعون حول قصص المحاربين الأسطوريين، أبطال يتمتعون بقوى عناصر الطبيعة – النار، الماء، الرياح، والأرض – ويطلق عليهم "ملوك العناصر".

كان فورد كين يستمع إلى هذه القصص بانبهار، وغالباً ما يقول لنفسه بصوت خافت وهو يبتسم: "سأصبح أقوى ملوك العناصر يومًا ما!" لم يكن يعلم أن هذا الحلم سيصبح هدفه الأوحد قريباً، بعد مأساة قلبت حياته رأساً على عقب.

وفي يومٍ قاتم، وبينما كان الناس مشغولين بأعمالهم اليومية، تغيّر حال القرية تماماً. فقد ظهر فجأة قطيع من الوحوش من الدرجة الأدنى، وحوش شرسة لا تملك قوة استخدام العناصر، لكنها قوية بما يكفي لتدمير ما يعترض طريقها. كانت الوحوش تجوب القرية تلتهم كل شيء أمامها، فيما حاول القرويون الدفاع عن أنفسهم بشجاعة، لكن قوة الوحوش كانت تفوق إمكانياتهم. قُتل الكثير من سكان القرية، بينما هرب البقية في فوضى عارمة.

أما فورد، الذي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، فقد شعر بالخوف لأول مرة في حياته بهذا الشكل، هرب من الوحوش واختبأ في برميل قديم في قبو أحد المنازل. كان جسده يرتجف وعيناه ممتلئتين بالدموع، لكن داخل قلبه بدأت تنمو شعلة من الغضب. همس في نفسه وهو يضغط على قبضتيه الصغيرتين: "سأنتقم من كل وحوش هذا العالم. سأنتقم أشد انتقام."

مرت ساعات قليلة، ثم خرج فورد ببطء من القبو. كانت القرية قد تحولت إلى دمار، والمنازل محطمة، ولا يوجد صوت سوى الصدى. سار في شوارع القرية الفارغة، يبحث عن أي ناجٍ، ينادي بصوت مبحوح: "أما من أحد؟" لكنه لم يسمع شيئاً سوى صدى صوته المرتد من الجدران المدمرة. في تلك اللحظة، أدرك فورد أنه الوحيد المتبقي. الجميع قد رحل. كل من يعرفهم قد اختفى.

وقف في وسط القرية، والدموع تنهمر من عينيه، لكن وسط حزنه الشديد، شعر بشيء آخر يغلي في داخله – شعور بالعزم، إرادة الانتقام. عزم في نفسه أنه سيصبح أقوى، وسيبحث عن طريقة ليتمكن من الانتقام من الوحوش ومن كل ما يهدد السلام في العالم.

بدأ فورد في جمع ما يمكنه من الأشياء النافعة، فقد علم من القرويين أن مدينة المحاربين، التي لطالما سمع عنها من رجال القرية، كانت تبعد بضعة أيام مشياً من القرية. كان يعرف أن هذه المدينة هي ملاذ للمقاتلين الذين يسعون لاكتساب القوة. الرجال في القرية كانوا يذهبون إليها بين الحين والآخر، يبيعون أدواتهم ويعودون بقليل من القطع النقدية. فكر فورد في أنها ستكون وجهته التالية، مدينة المقاتلين هي المكان الذي قد يجد فيه طريقه نحو القوة.

تجول بين أنقاض المنازل، وجمع بعض الطعام الذي لم يُفسد، كما وجد قطعاً نقدية صغيرة، وأدوات بسيطة قد يحتاجها في رحلته. وبعينيه الممتلئتين بالعزيمة، بدأ في التفكير في الرحلة التي تنتظره، مستعداً لتحمل كل التحديات. كانت أول خطوة على طريق طويل من البحث عن الانتقام واكتساب القوة.

وهكذا، مع بزوغ فجر جديد، بدأ فورد كين طريقه نحو مدينة المقاتلين، تاركاً وراءه قرية دُمرت وذكريات حزينة، وأخذ معه في قلبه وعداً بالانتقام واستعادة السلام، عازماً أن يصبح أعظم "ملك للعناصر" عرفه العالم.

2024/11/12 · 9 مشاهدة · 502 كلمة
نادي الروايات - 2025