بعد أن جمع فورد كين المؤن التي يحتاجها، وغادر القرته المنكوبة بدموع وحزن، بدأ طريقه نحو مدينة المقاتلين، المكان الذي يطمح للوصول إليه كي يصبح أقوى ويحقق انتقامه. لم يكن لديه سوى سيف بسيط وطعام يكفيه ليومين. ورغم خوفه مما قد يصادفه في هذا الطريق، فإن عزمه على الانتقام كان أكبر من أي خوف.

بينما كان يسير عبر الطريق الضيق المؤدي للمدينة، رأى فجأة ظلاً يتحرك بين الأشجار، قبل أن يظهر أمامه مخلوق شبيه بالقرد لكنه ذو أنياب حادة ونظرة شرسة، إنه "قرد الغابة"، أحد الوحوش الأدنى في هذا العالم.

تسارعت نبضات قلب فورد كين، وشعر بالتوتر والخوف يجتاحانه، لكنه تماسك وأمسك بسيفه بقوة. فهذه المواجهة ستكون أول معركة حقيقية يخوضها في طريقه نحو الانتقام والقوة. هجمت عليه القردة، موجهة ضربة بيدها نحو وجهه، لكنه رفع سيفه ليصدها، رغم القوة التي شعر بها خلف ضربة القرد. حاول فورد كين الهجوم بدوره، وأخذ خطوة للأمام موجهًا سيفه نحو صدر القرد، جرحه جرحًا خفيفًا، إلا أن القرد لم يستسلم.

بعد معركة عنيفة، استجمع فورد كل قوته وركز ضربته النهائية، موجهاً السيف بكل ما تبقى من قوته نحو جسد القرد، ليشقّه نصفين بعد معاناة وصراع. وقف يلهث، شعر بالإجهاد لكن في داخله كان يشعر بشعور غريب من الرضا والقوة. وبعد انتهاء القتال، رأى شيئًا غريبًا يظهر من جسد القرد، إنها "كرة طاقة الحياة".

كانت كرة صغيرة متوهجة، وبدأت بالوميض كأنها تناديه. تذكر فورد كين القصص التي قرأها عن كيفية امتصاص هذه الكرات واستخدامها لتعزيز القوة. وبحذر وفضول، بدأ في محاولة امتصاصها، وعندما نجح في ذلك، شعر بتدفق طاقة جديدة في جسده، وكأن جسده قد تجدد بالكامل.

واصل فورد طريقه نحو مدينة المقاتلين، واثقًا الآن من قدرته على مواجهة الأخطار. لكن، وبعد أن قطع نصف الطريق، توقف فجأة. فقد شعر بهالة قوية تقترب، هالة هائلة تثير الخوف والرعب، كأنها جبال تضغط عليه من كل اتجاه. ظهر أمامه رجل غريب الهيئة، ذو نظرات قوية وجسد يبدو وكأنه جزء من الطبيعة ذاتها.

تحدث الرجل بصوت عميق، قائلًا: "ابتعد عن هذه المنطقة، فالوحوش تزداد خطورة هنا، وقد يكون البقاء خطرًا عليك."

حاول فورد ألا يظهر ضعفه، رغم شعوره بالرهبة، وأجاب بشجاعة: "لا تقلق، أنا في طريقي إلى مدينة المقاتلين."

ابتسم الرجل ابتسامة مليئة بالثقة والاهتمام، وسأله: "ولماذا تريد الذهاب إلى هناك؟"

أجاب فورد بصدق وعزيمة: "أريد أن أصبح أقوى، وأنتقم من كل وحوش هذا العالم."

نظر إليه الرجل بتمعن، ثم قال: "أنت تمتلك عزيمة قوية رغم صغرك. حسنًا، اسمي فالدار، أنا أحد أعمدة هذه القارة، وأحد مستعملي عنصر الماء. ومستواي هو قديس عنصر."

أحس فورد بالدهشة، فهو للمرة الأولى يلتقي بشخص بهذا المستوى من القوة، وسأله بشغف: "ما هي مستويات العناصر؟ وهل أنت في أعلى مستوى ممكن في هذا العالم؟"

أجابه فالدار بهدوء: "هناك مستويات متعددة للعناصر. يبدأ المقاتل بـ:

1. اختيار العنصر - حين يختارك العنصر بنفسه.

2. متدرب العنصر - حيث تتأقلم مع العنصر وتبدأ في استخدامه.

3. سيد عنصر - حين تتقن العنصر وتصبح قادرًا على التحكم به.

4. سيد عظيم لعنصر - عندما تطور العنصر إلى أقصى حد ممكن.

5. قديس عنصر - في هذا المستوى، يتحول العنصر من حالته العادية إلى اندماج مع الجسد والروح.

تابع فالدار: "ولكن في هذا العالم الواسع، لا يمكن لأي شخص أن يجزم بأنه الأقوى."

طلب فورد كين منه أن يعلمه كيفية الارتقاء، وأن يبدأ بتعليمه كيف يمكن أن يختاره عنصر معين. وافق فالدار على ذلك، وبدأ في تعليمه بعض الأساسيات عن القتال واستخدام الطاقة.

بعد ذلك، جاء وقت اختيار العنصر. قال فالدار: "لكي يختارك عنصر، عليك أن تجلس وتتأمل بعمق، وتنشر هالتك حتى يستجيب لك العنصر الذي يناسبك."

جلس فورد كين وأغمض عينيه، وبدأ بالتأمل بتركيز شديد. مرت الساعات، وبعد يوم كامل من التأمل، فجأة، انطلق شعاع برق من السماء، برق ذو لون أرجواني، وضرب جسد فورد كين بقوة. شعر فورد كأنه يسبح في بحر من القوة والقدرة، وكأنه يعبر نحو عالم جديد من الإمكانيات.

استيقظ فورد ليجد فالدار يقف أمامه، وعلامات الدهشة على وجهه، قال: "لم أتوقع أن يختارك عنصر مميز."

وتابع فالدار شارحًا: "العناصر تتنوع في ندرتها، وهي:

1. عنصر طبيعي - كالعناصر الخمسة الأساسية.

2. عنصر متطور - يتطور من عنصر طبيعي.

3. عنصر مميز - يختلف في اللون عن الأصل، وله قدرات خاصة.

4. عنصر أسطوري - عنصر فريد يظهر للمرة الأولى في العالم.

"قد تكون في طريقك لتصبح ملك عنصر في المستقبل."**

نظر إليه فورد كين بإعجاب وسأله: "هل ملك العنصر أقوى من قديس العنصر؟"

أجابه فالدار: "هما في نفس المستوى، لكن ندرة العنصر تحدث فرقًا كبيرًا."

نظر فالدار إلى السماء وأردف قائلاً: "حان وقت مغادرتي، أتمنى أن أراك مرة أخرى."

قال فورد كين بصوت هادئ لكنه ملؤه الاحترام: "أتمنى أن نلتقي مرة أخرى، يا معلمي."

وودّعه فالدار، بينما واصل فورد كين رحلته نحو المدينة، حاملاً في قلبه عزماً جديداً وشعوراً بالقوة، بعد أن اختاره عنصر البرق الأرجواني، وهو الآن على يقين أنه سيتقدم في طريقه ليحقق حلمه الكبير.

2024/11/12 · 5 مشاهدة · 768 كلمة
نادي الروايات - 2025