بعد أن ودع فالدار، واصل فورد كين رحلته عبر الطريق الوعر، حيث كانت السماء الصافية تبدأ بالتحول إلى غيوم داكنة، وأصبح الطريق أكثر صعوبة. شعر كأن كل خطوة يخطوها تثقل قلبه، لكنه كان عازمًا على الوصول إلى هدفه. وبعد أيامٍ شاقة، وصل أخيرًا إلى مدينة المقاتلين.
كانت المدينة ضخمة بشكل لا يُصدق، تمتد بين تلال شاهقة وأبراج من حجر وجماد، ملونة بألوان متعددة من لافتات المحلات التجارية والإعلانات. الجميع هنا كانوا يرتدون ملابس تدريبية، والناس يمرون بسرعة كأنهم في سباق مستمر. المدينة مليئة بأصوات المحادثات الحماسية عن تدريبات العناصر والمستويات التي يمكن الوصول إليها.
بينما كان فورد كين يتجول في شوارع المدينة، شعر بأن أنفاسه تُحبس من ضخامة المكان. كانت هناك محلات تبيع أسلحة وأدوات تدريب خاصة لمستخدمي العناصر، وداخل بعضها كانت هناك كرات طاقة، مثل تلك التي خرجت من قرد الغابة الذي قتله سابقًا. كانت اللمعة في عينيه تزداد كلما مر بجانب هذه المحلات.
اقترب فورد كين من أحد المحلات التي تباع فيها كرات الطاقة، وسأل صاحب المتجر:
"بكم هذه الكرات؟"
أجاب صاحب المتجر، وهو يراقب الزبائن بنظرة متعبة: "بقطعة ذهبية."
لكن فورد كين لاحظ كرة طاقة كهربائية، برق أصفر يتألق داخلها. سأل بفضول:
"ما هي هذه؟ وما سعرها؟"
رد صاحب المتجر وهو يرفع كتفيه: "هذه كرة برق أصفر، أظن أنها شيء ثمين، لكنني لا أعلم ما فائدتها. السعر هو ثلاث قطع ذهبية."
كان مع فورد كين خمس قطع ذهبية فقط، حيث كانت تلك هي كل الأموال التي استطاع جمعها منذ مغادرته قريته. بدأ يفكر في الأمر، فقرر أن يسحب قطعة ذهبية واحدة للسكن، وسيستخدم القطع الفضية للأكل، بحيث ستتبقى له خمس قطع فضية فقط.
"حسنًا، سأشتريها، لعلني أحتاجها فيما بعد." قال فورد كين لنفسه وهو يضع القطع الذهبية على الطاولة.
وبعد أن ترك المتجر، بدأ في البحث عن مكان للإقامة. شوارع المدينة كانت مزدحمة، وكلما سأل عن مكان للسكن، كانت الأسعار باهظة. لكن أخيرًا، وبعد جولة طويلة، وجد نُزلًا صغيرًا في طرف المدينة. كان المكان بسيطًا ولكنه يكفي، فطلب غرفة لمدة شهر.
"قطعة ذهبية واحدة مقابل شهر كامل." قال صاحب النزل بابتسامة خفيفة.
بعد أن استقر في مكانه وبدأ يشعر ببعض الراحة بعد أيام من السفر، قرر فورد كين أن يركز على تدريبه. بدأ بممارسة تقنيات القتال كما علمه معلمه فالدار. لكن بعد أربعة أيام من التدريب، شعر بشيء غريب. رغم تحسن كتلته العضلية وهالته، إلا أنه لم يكن قادرًا على استخدام عنصر البرق الأرجواني الذي اختاره.
"يجب أن أطور قوة هالتي أولًا حتى أتمكن من تحويلها إلى عنصر." قال لنفسه. "لكن قوتي الحالية لا تسمح لي بذلك. يجب أن أجد طريقة أخرى للتدريب."
وبينما كان يتجول في المدينة بحثًا عن مكان أفضل للتدريب، لفت انتباهه شيء غريب. كانت هناك مدرسة كبيرة مكتوب عليها "مدرسة الروح"، وهي مخصصة لمتدربي العناصر. قرر أن يسجل فيها ليتعلم ويطور قدراته.
دخل إلى المدرسة وسأل عن التسجيل، لكن المسجل نظر إليه بتجاهل وقال: "من الواضح أمامي أنك شخص ضعيف، ابتعد عن هنا، وإلا سأضطر لطردك."
فوجئ فورد كين بالرد، ولكن قبل أن يستطيع الرد، تدخل معلم من المدرسة وقال: "توقف عن طرد الآخرين."
قال المسجل: "لكن هذا الشخص لا يملك حتى أول مستوى من مستويات العناصر."
فورد كين أجاب بثقة: "بل أنا في مستوى اختيار العنصر."
نظر المعلم إلى فورد كين مليًا وقال: "إذاً يجب عليك التسجيل. سجله يا رولنف."
رد رولنف، الذي كان يجلس في زاوية الغرفة، متشككًا: "حسنًا، سترون أنه مجرد مدعي."
"تعال بعد ثلاثة أيام. سيكون هناك اختبار للمبتدئين، وإذا تمكنت من الوصول إلى المراكز العشرة الأولى، ستنضم إلى مدرسة الروح." قال المعلم.
خرج فورد كين من المدرسة، وكان قلبه ينبض بحماس. في وسط المدينة، كان هناك تجمع ضخم من الناس يلتفون حول شخصٍ قوي. تملأ أصواتهم الشوارع:
"سيد عنصر، سيد عنصر، هذا مستحيل، هناك سيد عنصر هنا!"
نظر فورد كين إلى الشخص الذي كان مركز الاهتمام وقال: "كل هذه الجلبة من أجل مجرد سيد عنصر؟"
لكن شخصًا كان يقف بجانبه سمعه وقال: "ألا تعلم ما هي قوة سيد عنصر؟"
رد فورد كين بنبرة ساخرة: "نعم، يمكنه تدمير قرية صغيرة أو متوسطة."
"وماذا تعرف عن قوته؟" سأل الشخص بفضول.
"لقد رأيت أقوى منه بكثير." أجاب فورد كين باستخفاف.
"إذاً، أخبرني عن نفسك." قال الشخص.
ابتسم فورد كين وأجاب: "أنا فورد كين، تشرفت بلقائك." وأرجو أن نلتقي في اختبار مدرسة الروح.
قال الشخص: "أنا ليو فير، تشرفت بلقائك أيضًا. ولكن لا أظن أنك ستجدني في اختبار مدرسة الروح."
رد فورد كين بسرعة: "لا تقلق، سأعلمك كيف تصل إلى اختبارهم."
قال ليو فير بتردد: "لكنني لم أصل حتى إلى مستوى اختيار العنصر."
فورد كين ابتسم قائلاً: "إذاً دعني أساعدك في تحقيق ذلك. سنرى سوياً من هو الأقوى!"