الفصل 37: وداع قصير ونقاش لا ينتهي
----------
بينما يتجه الجميع نحو الأكاديمية في الصباح الباكر، هناك من تجده قلقا للغاية بسبب اختبار الدخول وهناك من يحاول ابداء الهدوء على وجهه رغم التوتر الباد على ركبتيه...
وهناك ابناء العائلات النبيلة و العشائر الذين يبدون متحمسين، هادئين وحتى الغاضبين من بعضهم البعض.
وسط كل هذا وصل سايرو والفتاتين اخيرا الى باب دخول الأكاديمية.
"ايها السيد، ما مهية تلك التفاحة لتهديها تعويذة غالية كتلك؟؟"
نطقت سورا بعد صمتها طوال الطريق والفضول يأكل عقلها.
"لقد كانت فاكهة تستخدم في الكيمياء، ينادونها بالاكسير حيث تناول ارخص واكثر اكسير شائع يرفع ثقل اسمك بين اقرانك ويزيد طاقتك وقوة جسدك، سمعت من قبل ان شخصا وجد اكسير عمره 10 سنوات فقط جعله يخترق من النجمة الأولى الى النجمة الثانية في لحظة"
"واو هل كان بهذه الندرة حقا هذا الاكسير! "
" تلك التفاحة هي فاكهة اكسير عمرها 100 سنة"
تفاجأت كل من سورا وأنانوفا بمجرد علمهما بالثروة التي اكلها سايرو وبل لم يحدث له اي تغيير ابدا وكأنه اكل تفاحة عادية فقط…
لكن مازاد ادهاشهم هي فتاة صغيرة كانت تحمل اكسيرا ثمينا كهذا حيث كانت تنوي بيعه ببضع نحاسيات.
مازاد الطين بلة هو احساسهما الغريب تجاهها رغم كونها تبدو شقية بدون لا صقل ولا تدريب.
"على اية حال، سنفترق هنا تذكرا تعاليمي جيدا واحضيا بوقت ممتع في الاختبار، وبما انني لن اعود الا بعد بضعة سنوات لا خيار امامكما سوى النجاح في كل اختبارات الاكادمية والا ستعودون للعيش فالزقاق بدون اي مأوى"
مع ان ما قاله سايرو قاس بعض الشيء، الا انه مجرد تظاهر في النهاية، فقد ترك لهما في الخواتم مايكفي من المال والموارد لتعيشا بضعة اشهر بدون اي قلق وكل رفاهية.
شعرتا الفتاتين بالحزن من وداعهما الأول مع جهلهما المدة التي سيفترقان فيها عن سيدهما، بينما تنهمر الدموع ببطء من عيناها نظرت أنانوفا الى ظهر سايرو المغادر منادية اياه
"سيدي! هل..هل-"
ليقاطها سايرو "اتمنى في الوقت الذي اعود فيه، انني سآتي لآخذ تلميذتاي من الأكاديمية وليس مجرد خادمتين"
شعرتا الاثنان بالسعادة من كلماته، وكأن الخوف المتجسد في تركهم الى الابد قد اختفى بكلماته تلك.
" "الى اللقاء يا سيدي" "
ثم غادر سايرو بينما دخلت الفتاتين الى الأكاديمية.
………
في الجدار الشرقي للأكادمية، كل من كان مار امام الجدار متوجها الى بوابة الأكاديمية شعر بشعور خانق لم يعرفوا ماهيته ابدا.
الى ان وقف سايرو امام الجدار ليظهر باكيان الذي كان متخفي بطريقة مثالية.
"سيدي ! كنت في انتظارك"
"احسنت عملا، بالمناسبة اين ذلك الشقي جايغال؟"
"اتقصد ذلك الفتى الأنثو- احم اقصد الفتى الذي عينته البارحة؟ كان هنا قبل دقائق حيث تعرفنا على بعضنا البعض جيدا لكنه فجأة قال انه يريد ان يلقي نظرة على الأكادمية و-"
"سيدي!!"
" اه، ها هو قد اتى"
كان شون جايغال من عائلة علماء شهيرة للغاية، فقد ادرك سايرو خلفيته مباشرة بعد ان اخبره باسمه في المطعم ذاك الوقت.
عائلة جايغال، العائلة التي يقودها العقل السماوي هي عائلة من العلماء والسحرة من مختلف التخصصات لكنهم جميعهم اما من نفس الدم او من عائلات صغيرة تابعة للعائلة.
عائلة جايغال تعتبر عشيرة مشهورة بحد ذاتها، حيث تتكون من عدة عائلات من العلماء، السحرة، المقاتلين والمشعوذين وحتى الخيميائيين، حيث تترأس عائلة جايغال العشيرة لذلك سميت بعائلة جايغال.
كل الابناء المباشرين للعائلة عباقرة حقيقيين في مجالهم، حيث لم تفشل العائلة ابدا في صنع العديد من الخبراء من كل جيل.
رئيس عائلة جايغال احد اقوى السحرة في عالم نيفيش، حيث آخر مرة سمع عنه شيء كان قبل عشرات السنين وقد قيل انه كان في ذروة النجمة التاسعة، مبجل سحري!
اما سبب اختفاءه عن الاضواء طوال الوقت فتقول الشائعات انه دخل في عزلة للاختراق للنجمة العاشرة، القديس السحري الذي يحكى عنهم في الأساطير فقط…
حيث الى الآن لا توجد شائعات تؤكد وجودهم، لكن ذكر انه في قديم الزمان كان العالم مليئ بذوي النجمة العاشرة في كل مكان.
وأشهرهم، حكيم البداية الأبدي الذي اخترع نظام تدريب الفضاء الروحي الذي يستعمله كل المقاتلين في العالم.
"اين كنت؟"
"اه، ايها السيد لقد اتيت اخيرا، حسنا لقد كنت ازور احد معارفي والذي يصادف كونه احد المعلمين في الأكاديمية وقد تأخرت بسبب مرور وقت طويل على اخر مرة التقينا فيها"
"حسنا لابأس، على اية حال هل جهزت ما اخبرتك به البارحة؟"
"اجل ايها السيد انا مستعد في اي وقت تريد"
" ممتاز، ماذا عن ماخبرتك بتجهيزه يا باكيان؟ "
" اطمئن يا سيدي اغلب الموارد جاهزة لكن موضوع الاطفال سيأخد وقتا اطول حوال اسبوعين، هل لا بأس بذلك؟ "
" توقعت ذلك، لكن تذكر ان وقتي الحالي قليل بحيث سأغادر قريبا في رحلة طويلة"
" رحلة؟ اربما ستغادر الامبراطورية؟"
" سنتحدث عن ذلك لاحقا، حاليا لدينا مهمة وهي تجهيز مكان للعشيرة"
تعرق باكيان من التوتر وسأل سايرو
" انت لم تكن تمزح البارحة يا سيدي؟! "
" ماذا؟ ما الذي تتحدثون عنه؟ لماذا باكيان يتصرف هكذا يا سيدي؟؟"
بدأ سايرو بالمشي نحو البوابة الجنوبية للعاصمة حيث كان متجها الى خارج العاصمة، وبصوت عالي وابتسامة خبيثة قال
"سترى كل شيء قريبا~"
……….
" هممم، هذا لا ينفع، بهذه الطريقة سنصل متأخرين ونضيع الكثير من الوقت"
مع انهم كان يجرون بكل طاقتهم، لكن شون كان يعيقهم بسبب قوته المنخفضة وجسده الضعيف وبالتالي كانوا يبطؤون سرعتهم من اجله.
فتوقف سايرو ليتوقف الجميع معه، بينما يلتقط شون انفاسه سأل
" هل..هاه..هاه..هل يمكنني ان اسأل عن المكان الذي سنقصده ونحن نجري بهذه السرعة يا سيدي؟"
"احد العشائر الأربعة الحارسة للإمبراطورية، عشيرة الجناح الأحمر"
"ما-ماذا؟ عشيرة المستوى الرابع، الجناح الأحمر!؟ لماذا؟"
وفي الوقت ذاته يحاول باكيان اخفاء عرقه البارد وهو يرتجف في الجنب.
" حسنا، تلك العشيرة بعيد للغاية عن العاصمة، مع انها اقرب عشيرة للعاصمة من العشائر الأربع، ولو تابعنا مسيرتنا هذه لن نصل الى بعد اربع ايام من الآن لو اخذنا استراحاتنا في منتصف الطريق"
"ليس امامنا خيار آخر سيدي، فنحن لا نستطيع الطيران مثل اولئك الخبراء ذوي النجمة الثامنة"
" احسنت يا باكيان! فكرة ممتازة! "
" هاه؟ "
" مع انكما لن تستطيعا الطيران بسمتواكما الحالي لكن هذا لا يعني انه لا يمكنكما ذلك"
اخرج سايرو زجاجة حبوب صغيرة من خاتمه
" هذه حبوب الطفو السحابية من المستوى الخامس، ابتلعاها وستستطيعا الطيران لمدة لا تقل عن 12 ساعة باستعمال القليل من المانا فقط"
" مـ-مستحيل! حبوب من المستوى الخامس؟؟ لم ارى مثلها من قبل ابدا! لا بل لم ارى حبوب من هذه الدرجة من قبل في حياتي!!"
"كما هو متوقع من سيدي، ان تمتلك حبوب نادرة كهذه، مع انني لم اسمع ابدا عن حبوب تجعلك تطير"
" مهلا، لماذا لست متفاجئ؟؟ انها من المستوى الخامس بحق الجحيم"
" حسنا، انا من عائلة جايغال بعد كل شيء، فقد رأيت حتى حبوب من المستوى السادس"
" ماذا؟!!!!"
فقد باكيان صوابه من الأشياء التي كانت تحدث امامه، في حين سايرو ابتلع الحبة وطفى في الجو.
" ستشعور بالغرابة في اول مرة تطفون فيها لكن مع الوقت ستعتادون على ذلك، لدي ما يكفينا من الحبوب حتى نصل، لننطلق"
……..
بينما هم في منتصف الطريق سأل شون سايرو عن المكان الذي حصل فيه على هذه الحبوب المذهلة بعد عانى طويلا ليعتاد على الطفو في الجو.
" لقد صنعتها بنفسي"
كان رد سايرو لشون صادما مما جعل باكيان يلمح تعبيراته المتوترة ثم سأله…
" مع انني ادرك كم هي رائعة حبوب المستوى الخامس لكن هل هناك ما يميز حبوب الطفو هذه لهذه الدرجة؟"
ابتلع شون ريقه…
"كونها تجعلك تطفو في الجو هو ما يجعلها مميزة، فحبوب من هذا النوع لم يستطع اي خيميائي ايجاد وصفة مناسبة لصنعها…
وهنا اتكلم عن خيميائيين من المستوى السادس على الأقل"
" بذكرك لهذا…اذا كان حتى الخيميائي المبجل من قبل الجميع لم يستطع صنع حبوب كهذه…
اذن كيف صنعها سيدنا؟ "
فكر شون بعمق لكنه استسلم عن محاولة ايجاد تفسير لسؤاله ليغير كلامه فجأة حول الخيميائيين.
" اجل…يتم تبجيل الخيميائيين من قبل جميع الاعراق فمهما كان عرق او مكانة الخيميائي سيتم التعامل معه باحترام يليق به فبعد كل شيء يرجع الفضل لهم في كوننا نستطيع التفوق على خطر الوحوش والا كنا لننقرض منذ العصور القديمة…"
في الوقت ذاته كان سايرو يستمع لكلامهم فقاطعهم قائلا
" الشيء الذي يجعل الخيميائي مميز عن صناع الكنوز وغيرهم من فناني القتال هو الحبوب المنقذة للحياة، تخيل وجودك وسط ساحة معركة مميتة حيث لحظة سهو بسيطة تُفقدك او تنقذ حياتك التي تعتز بها ونفذت منك الطاقة وسط القتال، فهذه اللحظة الشخص الذي يمتلك حبة جمع الطاقة سينجو لانه سيوفر الوقت الذي يجلس فيه ويتأمل لجمع الطاقة لوقت طويل…"
مع ان كلام سايرو صحيح الا انه ينطبق على الجميع الا هو ذات نفسه، فمن غيره يستعمل تقنية تجمع الطاقة من حولك حتى وانت نائم؟
" معك كل الحق سيدي، فقد تذكرت اسطورة قديمة تحكي عن قديسين سحريين حيث تقول ان قتالهم قد حسم بسبب امتلاك احدهما لحبة جمع طاقة من المستوى الأول…."
استمروا بالحديث هكذا فيما بينهم غير مدركين للمسافة التي قطعوها وكأنهم رفاق قدامى قد التقوا لأول مرة…
ومر الوقت…ثم اقتربت الشمس من الغروب…
ليصلوا اخيرا الى وجهتهم!
-------------
ثرثرة بدون فائدة:
سلام! لي فترة طويلة ما رفعت اي فصل من عودة بشري اولا و من كل اعمالي الاخرى ثانيا…
اعذاري كثيرة، احتجت لراحة طويلة بعد احداث الصيف المشتعلة لكن اظن انكم غير مهتمين بالتفاصيل صحيح؟
في كم فصل جاهز بس ما ادري اذا بنزلهم بشكل يومي او لا، نشوف ارائكم اول
سلام~
تأليف: Souhayl TP