43 - الفصل 39: ذهبي وفناء!

الفصل 39: ذهبي وفناء!

-----------------

الصمت…

كان هذا هو الرد الوحيد الذي حصل عليه كل من باكيان وشون حين سألا السؤال الذي ظل يخيم على الأجواء منذ أن خطا سايرو داخل أراضي هذه المنطقة الملعونة.

منطقة عشيرة الجناح الأحمر.

سؤال بسيط…

لكن في جوهره كان يحمل وزن فضول هائل

"لماذا هذه العشيرة بالذات، يا سيدي؟"

لكن لم تكن هناك أي إجابة…

ولا حتى تعبير واحد على وجهه الذي يخون نواياه…

كانت نظراته زجاجية، كأنها لا ترى الحاضر…

بل تنظر إلى ما وراء جحيم من الذكريات.

خطى سايرو الى الأمام نحو عشيرة الجناح الأحمر…

ومع كل خطوة كان يخطوها نحو بوابة العشيرة كان شيء ما ينهار من على حمله المليء بالحقد…

ختم المشاعر الذي صنع من قبلهم سيختفي اليوم باستعمال دمائهم…

شون ابتلع ريقه…

أما باكيان فكان يعرف ان سيده سايرو الذي لم تتغير ملامح وجهه ابدا، عندما ابتسم، فهذا يعني انه لم يكن يتكلم بالهراء…

……

قرب مدخل العشيرة، وقف فنان قتالي نحيف البنية، لكنه ذو هالة لابأس بها حيث تلمح على انه في النجمة الثانية.

كان من الواضح أنه من الحراس الحماة لمدخل العشيرة.

تحرك الحارس بسرعة حين لاحظ تقدم "سايرو" غير المبالي وكأن المكان لا يسكنه أحد…

رفع يده للأمام وصرخ…

"توقف أيها الغريب، هذه أرض عشيرة الجناح الأحمر، قل سبب تقدمك الى عشيرتنا العظيمة أو عد من حيث أتيت!"

لكن خطوات سايرو لم تتوقف.

رفع الحارس قبضته متجهزًا للهجوم.

لكن ما لم يستطع ملاحظته، هو أن الزمان نفسه قد بدا وكأنه يبطئ حول جسد سايرو…

اخرج سايرو سيفه الشفاف من داخل غليونه…

"توقفني؟ موتك سيكون أول ما يغسل به حقدي المثير للشفقة تجاهكم."

لم يُنهِ سايرو جملته حتى تفكك جسد الحارس في لحظة، دون حتى أن يرفع الحارس سيفه، دون أن ينفذ تقنيته، دون احداث اي صوت…

مات فقط، كأنه لم يوجد قط.

شيوخ العشيرة أحسوا بالطاقة التي فقدت اثر موت الحارس في مصفوفة حراسة المدخل…

سبعة منهم على الأقل، ارتعدت قلوبهم في اللحظة ذاتها…

في ثوانٍ معدودة، تجمع أكثر من عشرة شيوخ فوق مدخل العشيرة، كلهم في مراحل متقدمة من النجمة الرابعة والخامسة…

“من المخلوق الدنيء الذي يجرؤ على خلق المتاعب في أرض عشيرة الجناح الأحمر؟!”

لكن ما رأوه هناك، جعل بعضهم يتراجع بخطوة لا إرادية…

جثة الحارس الأول المنثورة الى قطع على الأرض، وجثة الثاني المقطوعة الرأس…

اي شخص يستطيع فعل هذه المذبحة في ثوان لفناني قتال من النجمة الثانية بديهي انه هائل القوة واسمه يحمل من الوزن الذي لا يتحمل الإساءة اليه…

"من…تكون؟!!"

رغم سؤالهم لسايرو لكنه لم يرفع رأسه حتى.

كل ما فعله هو رفع سيفه للهواء بينما ينظر لراحة يده الأخرى الفارغة…

مع انها كانت نظيفة بلا شك لكن سايرو رأى دماء عليها، دماء ليست له بل لشخص غيره…

التفت لينظر الى اليد التي تحمل السيف…

سيف لم يكن فيه أي لمعان، لا ذهب ولا فضة…

بل كان بلا لون… كأنه مكون من الفراغ.

سيف هش يبدو كانه سيتحطم من أبسط تلويحة لكنه سيف اختير بعناية من سايرو لأجل هذا اليوم…

همس سايرو الى نفسه…

"أظن أنها ستكون آخر مرة أضحي فيها بعداد حياتي، أعوام من عمري ستذوب مقابل لحظة واحدة من نية سيفي الخاصة، لكن لا بأس، أعد نفسي انني لن افعل هذا مجددا، وسأعتمد على قوتي الخالصة وحسب…"

ببطء، رفع سايرو سيفه مجددا نحو السماء…

أغمض عينيه، وبدأت خطوطٌ ذهبية ترتسم في الفضاء من حوله، كما لو أن العالم نفسه أصبح لوحًا للريشة التي في يده.

بدا كأن كل شيء توقف…

الهواء تجمد…

أصوات الطيور خفت…

ثم بدأت بشرة سايرو البهية تفقد لونها البراق وكأن تلك الخطوط الذهبية تستنزف حياته…

بدأ سايرو بالتمايل يمينا وشمالا، يتبع حركات معقدة لكن من بعيد تبدو وكأنها رقصة وداع…

كان يأدي رقصة سيف نادرة الوجود.

زهرة برقوق بدأت بالتفتح وسط الغيوم…

ثانية، ثالثة، مئة، ألف…

في لحظات قليلة، تجسدت شجرة برقوق ذهبية في السماء، ضخمة بشكل لا يصدق، أغصانها تمتد لعشرات الأميال، جذعها يشع بالنور، وأزهارها تتناثر كأنها شظايا من شمس تذبل…

كانت ترسم نفسها فوق العشيرة، بِرقة ساحرة وجمال قاتل.

أزهارها لم تكن عادية، بل مشبعة بـ نية سيف العدم الذهبي… أقوى نية سيف عرفها الكون في المستقبل البعيد والذي أصبح ماضي سايرو الحالي…

〔قانون العدم الذهبي - نية سيف العدم الذهبي〕

⟦زهرة الذهب الجالبة للفناء⟧

كل شيخ من شيوخ العشيرة حاول أن يتحرك… لكن لا أحد استطاع.

المانا في أجسادهم لم تعد تستجيب لهم…

قلوبهم ترتجف…

أرواحهم تتآكل تحت ظغط نية السيف هذه…

"ما… هذا النوع من القوة؟! إنها تتجاهل القوانين السماوية فما بالك بالمصفوفات الدفاعية!"

أحد الشيوخ بدأ في رسم تعاويذ دفاعية عالية المستوى، لكن أصابعه تجمدت فجأة…

كل من في العشيرة، شيبًا وشبانًا، شعروا بـشيء يزحف من الشجرة الذهبية الهائلة نحوهم…

"عشيرة الجناح الأحمر؟ كنت قد نسيتكم في مرحلة من حياتي لكن اول ما وطأت قدمي هذا العالم مرة أخرة تذكرت أنكم سلبتموني حريتي وما كان عزيزا على قلبي وقتها، وهبتموني لعنة جعلتني اصبح اقوى مع الوقت…"

صمت سايرو لبعض الوقت، ارتفعت البهجة والسرور على محياه ثم اكمل…

"الآن، جئتكم شاكرا لما فعلتموه، تذوقوا من من تذوقته وكونوا بانتظاري في الجحيم! "

وبدأت أزهار البرقوق الذهبية في السقوط.

واحدة ثم العشرات ثم الآلاف.

عندما لامست أول زهرة سقف دفاعات مقر العشيرة، لم يكن هناك صوت انفجار…

بل فقط صمت محزن.

كل ما كان موجودا، تم محوه.

مبانٍ، سيوف، أرواح، ذكريات… حتى صرخات الألم لم تجد وقتًا لتسمع…

العشيرة التي كانت منذ لحظات قوة عظمى ذات تاريخ عريق، أصبحت أثرًا يرثى له.

………

"شون" و"باكيان" شهدا كل شيء…

الصدمة رسمت على محياهم وهم ينظرون الى الفناء الذي يحدثه سيدهم…

لكن لم يتكلما، لم يتقدما، لم يتنفسا بعمق.

فقط شاهدوا بصمت ومن بعيد…

رجل استخدم قوته ليحرق جراحه القديمة… بشجرة من ذهب.

"اخيرا…أشعر براحة مديدة بعد افراغ ذاك الغضب المكبوت داخلي"

ميمين التي كانت تحاول التكلم وانتقاد سايرو لم تفعل، كأنها ارادت ان ترى هذا الحادث هي ايضا…

مع انها لم تكن سببا في ما حدث له في حياته الأولى، لكن الذنب كان ولايزال يلازمها…

فقررت في الأخير ان تشاهد هي ايضا في صمت.

استدار سايرو وعيناه الذهبيتان لا تحملان أي ندم فقط الفخر…

من اليوم فصاعدا لن يوجد ما يقيد مشاعر سايرو الحقيقية ولا مخططاته…

"تحركوا، هذا المكان سيصبح قاعدة عشيرتنا من الآن فصاعدا~"

ختم المشاعر الذي كان في أحد الأوقات بساط احمر دموي يرشد طريقه…

اختفى الى الأبد.

---------------

تأليف: Souhayl TP

2025/07/15 · 4 مشاهدة · 992 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2025