الفصل الثالث: هل أنا حقًا قديس السيف؟
القتال كان في ذروته. الأرض تحت قدميه ترتجف بفعل الضربات الهائلة التي كان راينهارد يوجهها نحو ريغولوس ، بينما كان الأخير يتفادى الهجمات ببراعة، مبتسمًا وكأنه يتلاعب به. كان سيفه يتألق وسط العتمة، ولكن تلك اللمعة كانت تخفي وراءها قلبًا محطّمًا.
لكنه شعر بشيء غريب في قلبه.
"هل أنا حقًا قديس السيف؟" تمتم بتلك الكلمات في ذهنه بينما كانت يده تتصلب على مقبض سيفه. "هل حقًا أستحق هذا اللقب؟"
كان سؤاله يعصف بروحه مثل عاصفة هوجاء. أعين ريغولوس التي لا تظهر فيها أي علامات للخوف أو الاحترام، فقط اللامبالاة الكاملة، كانت تذكره بذلك الشك الذي كان يختبئ في قلبه. هل حقًا كان هو الذي اختاره القدر ليكون حاميًا للعالم؟
لقد قتل ، وكان هذا غير قابل للمحو. وكان فشلًا في أن يكون هناك في الوقت المناسب لمن يحتاجه.
كانت بياتريس و إميليا قد فقدتا الحياة من عينيها ، وكان سوبارو قد قُتل. كانت تلك الأحداث تقف أمامه كأشباح لا تتركه ليُقِرَّ بما فعله.
كل تلك الأرواح التي ذهب ضحيتها، والمأساة التي تراكمت فوق قلبه، جعلت سؤاله يزداد وضوحًا في عقله: هل كان هو من اختار هذا الطريق؟ أم أن هذا اللقب كان مجرد شرف مزيف اختطفه القدر منه؟
"أنت حقًا ضعيف، كما هو حال الجميع هنا. لا يوجد أحد يستطيع أن يقف أمامي." قال ريغولوس ضاحكًا، بينما كان يحاول أن يُزعزع ثقة راينهارد. "أنظر إليك، مع كل تلك القوى، وفي النهاية، أنت فقط تعبير عن الفشل. "
كلماته كانت تقطع في قلبه كالسكاكين. شعور بالضياع اجتاحه، وكأن قداسته كانت مجرد خدعة اختارها العالم ليضفي عليه وزنًا زائفًا.
كان بإمكانه أن يشعر بكل تلك الأرواح المفقودة تُصرخ في عقله، تطلب العدل، تطلب الثأر. لكن في الوقت نفسه، كان هناك شعور آخر يغزو قلبه. شعور بعدم اليقين، شك في حقيقة نفسه.
"هل أنا حقًا الشخص الذي ينبغي أن يقود هذا العالم؟ هل أستحق حمل هذا اللقب؟" قالها بصوت منخفض، تكاد كلمات الشك تغطي كل حرف من حروفه.
ثم، على الرغم من أن سيفه كان لا يزال في يده، توقف .
ريغولوس تقدم خطوة نحو راينهارد، وقال باستهزاء: "أنتِ إذًا عرفت الإجابة، أليس كذلك؟ أنت لست قديس السيف، ولا حتى بطلًا. كل ما أنت عليه هو شخص يرتدي ثوب البطولة، لكن من الداخل، أنت ضعيف . ضعيف للغاية."
ولكن لم يكد ريغولوس يكمل كلماته، حتى شعر بشيء يتغير في الأجواء.
نظر حوله، وإذا به يرى أن راينهارد قد عاد للتحديق فيه بتصميم لم يره من قبل. تلك اللحظة، كان هو نفسه قد قرر أن يوقف كل شيء. لم يكن سيفه هو الذي يحدد من هو . لم يكن اللقب هو ما يعبر عن قوته أو وجوده. ما كان يهم هو اختياراته، وقراره في تلك اللحظة.
راينهارد رفع رأسه وقال بصوت هادئ، لكنه ثابت: "قداسة السيف لا تعني الكمال، ولا تعني أنني خالٍ من الخطأ. لكنني سأظل أقاتل من أجل من ماتوا. سأظل أقاتل حتى لو كانت النهاية هي خسارتي."
بينما كان ريغولوس يحاول ابتسامة ساخرة، شعر بتلك الكلمات تتغلغل فيه كالرصاص.
"لذا، حتى لو كنت تعتبرني ضعيفًا ، فإنني سأظل أقاتل."
وهنالك، وسط الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، جاء القرار الأخير.
"لن أتراجع"
سوف أنهي طائفة الساحرة مهما كلف الأمر