اتصلت ران بسرعة بالشرطة ، وبعد نصف ساعة تماما من وقت إيجاد الجثة ، وصل المفتش ميغوري ورجاله .

" حسبَ ما اجريناه من تحقيقات ، هذا الرجل يدعى تانابي تاكايوكي ، 37 سنة … يبدو انه صاحب هذه المكتبة ومديرها … سبب الوفاة هو طعنة في قلبه بسكين … قدر الأطباء ان وقت الوفاة كان قبل ساعة ونصف من الان ، أي قبل ساعة من اكتشاف الجثة من قبل كوروغومي – سان ، ران – سان وصديقتها … " تحدث الضابط تاكاجي الى المفتش ميغوري قبل ان ينظر الى براندي والاخرين .

هز المفتش ميغوري رأسه قبل ان يقف ويقول "هل عرفتم معنى رسالة الموت ؟ "

نظر براندي الى جثة الضحية ودقق فيها لفترة من الوقت ، كان السكين مخترقا قلب الضحية ، بينما اصبع السبابة لليد اليسرى ، يشير الى جهة الشمال الغربي من الغرفة ، بالقرب من النافذة ، حيث كانت طاولة خشبية صغيرة ومربعة الشكل ، فوقها مزهرية مزخرفة ، زخرفة من الطراز الصيني القديم .

هل يمكن ان يكون الضحية يشير الى صاحب المزهرية بذلك ؟ لا ، سيكون هذا واضحا للغاية ، والقاتل لن يكون غبيا لدرجة تركه دليلا مهما ضده كهذا .

اذا ماذا ؟

وضع براندي يده على ذقنه وهو يفكر ، قبل ان يقول مخاطبا هانا " من هو صاحب تلك المزهرية ؟ "

" ا-انه انا … " رد داي على براندي بتوتر

صمت للحظة قبل ان يقول " حصلت عليها من احد أصدقائي ، ولكنني خسرتها في قمار ضد المدير ، لذلك … هي ملكه الان ! "

لم يقل براندي والمفتش ميغوري شيئا ، مشى براندي ببطء نحو المزهرية ، مد يده وحملها قبل ان يتفحصها بحذر شديد.

كانت تبدو مزهرية عادية من الفخار ، بينما اهناك رسومات بمختلف الألوان عليها ، قلب المزهرية ، في اسفلها كان مكتوب كلمات واحرف مختلفة ، لم يفهم براندي أي من تلك الكلمات .

يبدو انها كلمات صينية .

فجأة ، شعر براندي بشيء لزج في أصابعه ، عبس قبل ان يرى جزء المزهرية الذي شعر بانه كان لزجا للغاية .

يبدو انها كانت رسمة شكل دائري باللون الأحمر ، والغريب في الامر ، حتى بعد ان نزع براندي يده من المزهرية ، كان لون احمر لزج لا يزال يلتصق باصابعه .

' هل هذا … الوان زيتية ؟ ' تفاجأ براندي قليلا من وجود شكل بيضوي احمر مرسوم بالوان زيتية على هذه المزهرية .

ماذا يعني هذا ؟

عندما راى المفتش ميغوري ان براندي كان غارقا في التفكير ، لم يرد ازعاجه والتفت الى هانا و داي قبل ان يقول " اذا ، ايمكن ان يخبرني كل منكما مالذي كنتما تفعلانه في وقت حدوث الجريمة ؟ "

هز داي رأسه قبل ان يقول " سابدا أولا … قبل وقت حدوث الجريمة ، امرني المدير بتنظيم الكتب على الرفوف واضافة بعض كتب جديدة من مخزن المكتبة ، إضافة الى وضع رف جديد للوازم الدراسية والأدوات ، واخبرني انه بعد الانتهاء يجب ان اذهب اليه للتناقش معه حول هذا الامر … لم أتوقع اننا سنجده مقتولا في غرفته … "

' لوازم دراسية ؟ ' انتبه براندي الى حديث داي ، ثم قال مخاطبا إياه " ماهي أنواع اللوازم المدرسية التي تعرضونها للبيع ؟ "

نظر اليه داي وقال باستغراب " من انت ؟ "

ماذا ؟

كان براندي متفاجئا للحظة ولم يعرف ما يقول … الا يعرفه هذا الشاب ؟

مستحيل !

في الأيام القليلة الماضية ، كان براندي هو من يحتل صدارة القنوات التلفزيونية في طوكيو ، كيف لا يعرف هذا الشاب شيئا عنه ؟

" انه كوروغومي نويتشي – كون ، محقق الثانوية الذي ظهر قبل أسبوع ، الا تعرفه ؟ فهو مشهور قليلا ! " قلص المفتش ميغوري وهو يقول ببطء الى داي .

ليجيب داي بقليل من التوتر " ل-لا … كنتُ متعبا في الآونة الأخيرة لانني احتاج المال من اجل علاج اختي الصغرى ، فطلبت العمل لساعات إضافية من المدير ، ومنذ ذلك الوقت ، وانا لم اشاهد التلفاز ابدا ، لانني لا امتلك هاتفا حديثا بسبب انه غالي ، كما انني انام فورا بعد الانتهاء من عملي في المكتبة ، لذلك لا تسنح لي الفرصة ابدا لمشاهدة التلفاز … "

وأضاف بعد بضعة لحظات صمت وهو ينظر الى براندي " توجد في مكتبتنا العديد من الأدوات المدرسية … اغلبها مخصصة لمحبي الرسم والفنون فقط ، مثل الألوان بمختلف أنواعها ، فرش تلوين واوراق وكتيبات رسم … مهلا لحظة ، كيف سيساعد هذا في حل القضية ؟ "

" لقد كان مجرد سؤال ليس للعلاقة بالقضية "

" هكذا اذن … " أومأ المفتش ميغوري برأسه ، ثم نظر الى هانا وقال " وماذا عنكِ ؟ "

تحدث هانا ببطء وتوتر وهي تقول " لقد كنتُ جالسة في مكاني ولم اتحرك منه ابدا … بالنسبة لقبل وقت حدوث الجريمة ، فقد كنت افعل ما افعله عادة ، كان المدير في غرفته في ذلك الوقت ، ثم خرج ليتفقد أحوال المتجر ، بعد ذلك أمر داي بترتيب الكتب والذهاب الى غرفته بعد الانتهاء … ولكن يبدو انه وصلته رسالة من احد ما ، كانت تبدو عليه تعابير الدهشة والفرحة في نفس الوقت ، ثم توجه الى غرفته بعد ان قال لي ( سوف يتصل بي شخص مهم ، تأكدي من ان لا يزعجني احد ، حتى اخرج من الغرفة بنفسي ) … "

صمتت للحظة قبل ان تقول " بعدها ، اردت مساعدة داي في عمله لانني رأيت انه يعمل كثيرا وبجد في الأيام الأخيرة ، ولكنه رفض . "

نظر المفتش الى الضابط تاكاجي وقال " فلتحضروا ذلك الشخص الذي اتصل به المدير الى هنا ! "

عند سماع الاخر ، لم يستطع الضابط تاكاجي فعل شيء سوى حك رأسه بتوتر وهو يقول " في الحقيقة … لقد فتشنا الهاتف من قبل وعرفنا هوية المتصل ، اتصلنا به ، ولكن … عند سماع انا من الشرطة ظهر القلق في نبرته واغلق الهاتف مباشرة ! "

صمت للحظة واكمل حديثه " طلبت من بعض الرجال في المقر تتبع مكان الاتصال وارسال اشخاص الى هناك قبل قليل فقط ، وهم في طريقهم "

بعد سماع كلامه ، عبس براندي قليلا ، سأل داي بضعة اسألة سريعة ، قبل ان يخرج من الغرفة ببطء ، أراد معرفة كيف تبدو المكتبة أولا .

في البداية ، كانت المكتبة مربعة الشكلة ابعادها بضعة امتار ، يمكن القول انها متوسطة الحجم .

للمكتبة باب زجاجي واسع وعريض ، وهو الباب الرئيسي الذي يدخل منه الزبائن للمكتبة .

بالقرب من ذلك الباب ، في الزاوية ، يوجد على ما يبدو انه منطقة الاستقبال حيث كانت هانا جالسة هناك ، كان تلك المنطقة محيطة بشريطين طويلين ( بار | bar ) من الرخام ، يشكلان علامة L مقلوبة للاعلى .

يوجد باب خشبي صغير ملتصق في البار ، حيث يمكن لاي شخص الدخول الى تلك المنطقة والخروج منها بسهولة ، وفي الداخل يوجد كرسي خشبي وهو حيث كانت هانا جالسة ، وكومبيوتر مكتبي يبدو انه متصل بكاميرات المراقبة في المكتبة ، إضافة الى جهاز محاسبة .

' كاميرات مراقبة ؟ ' تعجب براندي قليلا ، لما لم تتفحص الشرطة هذه التسجيلات ؟

دخل الى منطقة الاستقبال ومد يده الى لوحة المفاتيح ، أراد معرفة ما حدث قبل ساعة ونصف الان من خلال ما سجلته كاميرات المراقبة .

ولكن بعد فترة ، علم سبب عدم اهتمام الشرطة بهذه الكاميرات ، لانه لا توجد كاميرا في غرفة المدير ولا غرفة الموظفين ولا المخزن ، ما يعني انها بدون فائدة تقريبا .

نظر الى المكتبة مرة أخرى ، كانت الرفوف الخشبية الموضوع عليها الكتب مرتبة جيدا ، وفي الجانب الاخر من المكتبة يوجد ثلاث أبواب خشبية .

الباب الأول عند الزاوية وهو غرفة المدير ، الباب الذي جانبه ، غرفة الموظفين ، إضافة الى باب المخزن على الجانب الاخر .

' هناك نوافذ في كل من هذه الغرفة الثلاثة ، ما يعني ان داي – سان ، يستطيع ارتكاب الجريمة لو خرج من واحدة من تلك النوافذ ثم اقتحم غرفة المدير ، ولكن … عندما وصلنا انا وران وسونوكو الى المكتبة كانت فارغة تقريبا ، ما يعني ان هانا تستطيع أيضا ارتكاب الجريمة … رغم ان ما يوجد في كاميرا المراقبة يثبت عكس ذلك ، حيث كانت هانا جالسة في مكانها طوال الوقت "

" ولكن … اننا في العصر الحديث ، ويمكن لاي شخص ان يقوم بتزييف تسجيل على كاميرات المراقبة … "

كان براندي متوترا للغاية بخصوص هذه القضية .

ررررررريييييننننننغغغغ !

فجأة ، صدى صوت رنين هاتفه في المكتبة الفارغة ، مد براندي يده لاخراج هاتفه ورؤية من المتصل .

الطبيب ؟

' لماذا قد يتصل بي هذا الشخص الان ؟ ' ظهرت ملامح الانزعاج على وجه براندي كلما فكر كيف قام الطبيب بتسجيله في ثانوية تيتان دون علمه ، تشه ، وكأن رأيه ليس مهما في المنظمة ابدا !

ولكن …

على الرغم من ان براندي يشعر بالانزعاج فهو لا يزال يرد على الاتصال ، من يعرف ربما يكون امرا من المنظمة او مهمة جديدة .

" مرحبا ؟ " تكلم براندي بلا مبالاة وقليل من الانزعاج .

" يو ، براندي ! … كيف كان اول يوم لك في المدرسة ؟ " تحدث الطبيب بنبرة سعيدة وحماسية قليلا .

عند سماع حديث الطبيب ، ازداد براندي انزعاجا وغضبا لدرجة انه كان سيحطم الهاتف تقريبا ، لحسن الحظ ، تمالك نفسه ، تنفس قليلا قبل ان يرد ببرود " ليس من شأنك ! "

" ل-لا تكن هكذا … اعرف انك غاضب مني لتصرفي بدون اذنك ، ولكن … انها أوامر من المنظمة ، لم يكن بيدي خيار ، صحيح ؟ " قال الطبيب بتوتر قليلا .

تنهد براندي طويلا ثم قال " حسنا اذن … كتعويض على خداعي ، اريد سيارة ، ويجب ان تكون من السيارات الحديثة والسريعة ، ذات لون اسود ، بسطح قابل للفتح أيضا ، اذا كنت امتلك هذه السيارة بحلول الغد … فسأفكر في مسامحتك ! "

" ا-انت … ! " كان الطبيب منصدما لدرجة انه كان سيسقط هاتفه ، تعويض ؟ حسنا ، سأعوض عن خداعك ، ولكن … لم يتوقع ان يكون براندي جشعا لهذه الدرجة .

صمت الطبيب لبضعة دقائق قبل ان يقول " انت … هل تعرف القيادة ؟ "

" سأتعلمها قريبا ! " رد براندي بحزم .

عندما راى إصرار براندي في نبرة كلامه ، يبدو ان الطبيب قد قرر الاستسلام أخيرا حيث قال " حسنا … ستجدها غدا في موقف السيارات الخاص بالفندق الذي تعيش فيه ! … على أي حال ، اين انت ؟ "

" آه … كنتُ ذاهبا مع زميلة لي لمنزلها ، ولكننا واجهنا جريمة قتل في احدى المكتبات … " قال براندي ببطء .

' زميلة لك ؟ منزلها ؟! ' صمت الطبيب لدقائق لم يعرف ماذا يقول ، ثم تنهد أخيرا وقال " براندي ، اعرف انه من حقك ان تكسب أصدقاء ، وانا سعيد لهذا ، ولكن … الا تظن انك سريع للغاية ؟ كما انك مازلت قاصرا للغاية لفعل هذه الأشياء مع الفتيات ؟ "

تعجب براندي من حديث الطبيب ، لم يفهم ما يعنيه الاخر ابدا فقال " مالذي تعنيه ؟ والد تلك الفتاة هو كوغورو النائم ، المتحري المشهور ، فكان لدي بعض الاهتمام لمعرفته فقط … "

" ه-هكذا … اذن … ع-على أي حال ، ايعقل انك لم تعرف كيف تحل القضية ؟ اخبرني التفاصيل ، ربما استطيع مساعدتك . "

" … لدي تخمين عن هوية المجرم ، ولكن الدليل … لم اجد أي دليل يشير اليه في الوقت الحالي … بالنسبة للقضية ، فما حدث هو … " بدأ براند شرح ما حدث منذ ان وصلوا الى المكتبة بالتفصيل ولم يهمل أي شيء كما اخبر الطبيب بتخمينه عن هوية المجرم .

" اممممم … لقد فهمتُ تقريبا ما حدث ! اذن انت تقول ان رسالة الموت التي تركها الضحية هي اصبع سبابة يشير الى المزهرية ، صحيح ؟ كما انك اكتشفتَ على ما يبدو انه منطقة ما تم رسمها بلون زيتي في تلك المزهرية وكان اللون الزيتي لزجا للغاية عندما لمسته لدرجة انه التصق باصابعك قليلا … اليس كذلك ؟ " تحدث الطبيب وهو يفكر .

" اجل … كانت منطقة دائرية صغيرة ملونة بالاحمر ، عندما لمستها كانت لا تزال لزجة ولم تجف بعد … سألتُ داي عن ماهية تلك المزهرية ، ولكنه قال ان صديقه لم يعرف ماذا تكون ، وحتى هو لم يعرف أيضا في البداية ، ولكن بعد ان خسرها في مباراة قمار ضد الضحية ، اكتشف أخيرا ما هي ، صدفة فقط ، حيث يبدو انها كانت قطعة اثرية من الصين قديما … قيمتها تبلغ اكثر من عشرين مليون ين ! " رد براندي ببطء .

" قطعة اثرية … ؟ " صمت الطبيب للحظة ، يبدو انه تذكر شيئا ما قبل ان يبتسم ويقول " هل يوجد في مخزن تلك المكتبة مزيل الوان زيتية ؟ "

" ماذا ؟ اجل ، اعتقد انه يوجد ، في ماذا ستحتاجه ؟ " تساءل براندي وهو يفتح باب المخزن ويتفحصه .

" سنقوم بتجربة … فلتقم بتفريغ علبتين كبيرتين من سائل مزيل الألوان الزيتية في دلو كبير ، وبعدها قم بغطس المزهرية في ذلك الدلو ، حينها سنرى … ما هي قيمة تلك المزهرية الحقيقية ؟ "

" قيمة المزهرية الحقيقية ؟ مالذي تتحدث عنه انا لا افهم شيئا ! " على الرغم من ان براندي قال هذا ، الا انه لا يزال يذهب الى غرفة المدير ، حمل المزهرية خلسة واخذها الى المخزن .

لحسن الحظ ، كان هناك دلو كبير ، قام بإفراغ قارورتين من سائل مزيل الألوان الزيتية في الدلو قبل ان يضع المزهرية في في الدلو .

" انتظر بضعة دقائق ، ثم اخرج المزهرية مرة أخرى من الدلو " تحدث الطبيب ببطء عبر الهاتف .

فعل براندي هذا ، انتظر عشرة دقائق ، قبل ان يمد يده ويمسك بالمزهرية ، ليوسع عينيه بصدمة .

كانت المزهرية التي اخرجها من الدلو مختلفة تماما ، لا ، يمكن القول عنها انها أصبحت الان مجرد قطعة فخار بدون أي الوان وزخرفة .

" مالذي يحدث ؟ لقد تمت إزالة كل الزخرفة التي كانت موجودة في المزهرية ؟ " شعر براندي بالقلق قليلا ، كانت قيمة هذه المزهرية ليست منخفضة وبما انه قام بتخريبها ، فهل سيضطر لدفع ثمنها أيضا ؟

" عرفت ذلك … لا تقلق ، فبما ان كل الرسومات على المزهرية قد ازيلت بفعل مزيل الألوان الزيتية ، فهذا يعني ان تلك المزهرية مزيفة ، وليست حقيقية ! " تحدث الطبيب بابتسامة .

ماذا ؟

" مزهرية مزيفة ؟ اوي ، اتقصد بأن … " يبو ان براندي قد عرف حل هذه القضية أخيرا .

" اجل ، انها عملية احتيال ! لو كان كل شيء حقا مثلما افكر فيه الان ، فسيكون المجرم هو ذلك الشخص الذي خمنته انت ! "

صمت براندي لفترة من الوقت ، لم يتوقع ان تكون المزهرية مزيفة ابدا .

" ولكن … حتى لو عرفنا انه هو القاتل ، اين هو الدليل ؟ طلاء المزهرية والذي كان دليلي الوحيد قد اختفى الان … " قال بتساءل .

" هيه ! اذا لم يكن هناك دليل … فلنصنع واحدا فقط ! سأساعدك في فعل هذا ، سيستغرق الامر مني نصف ساعة فقط ، أيها المتحري الشاب ! "

—————————————

نهاية الفصل 23

أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل .


هناك فصل اخر اليوم .

2020/06/18 · 2,936 مشاهدة · 2432 كلمة
Brandy
نادي الروايات - 2024