بعد ان قطع الاتصال ، وقف براندي بهدوء ثم نظر الى قطعة الفخار امامه .
لقد فهم كل شيء تقريبا الان ، من القاتل ، وكيف ارتكب جريمته ، كل شيء اصبح واضحا له وضوح الشمس .
فقط …
لم يفهم بعد سبب وجود لون زيتي احمر لزج في المزهرية ، عندما لمسها كان ذلك اللون لزجا للغاية ، لدرجةٍ انه التصق باصابع يده .
ما يعني ان ذلك اللون قد تم وضعه حديثا على المزهرية ، لذلك عندما لمسه براندي ، كان اللون لم يجف بعد .
ولكن ، اذا كان القاتل هو من قام بوضع الوان زيتية على المزهرية ، فلماذا فعل ذلك ؟
هل يعقل انه يريد تخبئة شيء ما ؟
شعر براندي بالتوتر قليلا ، اذا كان الامر كذلك حقا ، فلا بد ان ذلك الشيء قد اختفى عندما قام باستخدام مزيل الألوان الزيتية على المزهرية .
" تخبئة ؟ " وسع براندي عينه قليلا ، رفع يده ونظر اليها للحظة .
كان الطلاء الأحمر لا يزال على أصابعه ، فهو قد نسي غسل يده .
صمت براندي للحظة ، قبل ان ترتفع زوايا فمه لتشكل ابتسامة قصيرة " هذا هو اذن … السبب الذي جعل القاتل يقوم بطلاء جزء صغير من المزهرية باللون الأحمر ! "
مشى خارج المخزن وتجول في المكتبة قليلا .
بعد عدة دقائق ، عندما اقترب موعد اللقاء بين براندي والطبيب ، خرج براندي من المكتبة ووقف عند الباب ، لم يعرف ما كان قصد الطبيب بأنه سيصنع دليلا اذا لم يوجد ، رغم ان الطبيب قد طلب منه صورا لموقع الجريمة و المزهرية ، والتي كان قد التقطها رجال الشرطة من قبل .
فروم ! فروم !
فجأة ، سمع براندي صوت محرك سيارة غريب جدا ، ولكنه مألوف للغاية .
نظر الى الجانب ، ليوسع عينيه بصدمة على ما يراه .
كانت سيارة سوداء مفتوحة السقف تنطلق باتجاهه بسرعة لا تصدق .
مصابيح امامية بيضوية الشكل إضافة الى صوت المحرك الفريد من نوعه ، تذكر براندي فورا لماذا شعر ان هذا الصوت مألوف للغاية ، انه صوت محرك سيارة بورش ، سيارة جين !
في خلال ثانية واحدة فقط ، وصلت سيارة بورش سوداء طويلة الى امامه قبل ان تتوقف ببطء .
كان براندي مذهولا بشكلها الرائع وسرعتها الخارقة ولم ينتبه الى الشخص الذي يركب السيارة .
" هل صدمت لهذه الدرجة ، براندي ؟ اذا اردت يمكنني ارجاعها الى المخزن فورا ! " تحدث رجل في الخامسة والعشرين من عمره ببطء الى براندي .
' هاه ؟ ' كان فم براندي لا يزال مفتوحا على مصراعيه وهو يحدق في السيارة الرائعة ، قبل ان يرفع رأسه لرؤية الشخص الذي يحدث .
لقد كان الطبيب !
هذه المرة ، وسع براندي عيونه لدرجة انه لم يستطع توسيعها مرة أخرى .
مالذي يفعله الطبيب في سيارة غالية الثمن مثل هذه ؟
المظهر وحده اكثر من كافي ليقول براندي ان هذه السيارة تقدر بالملايين !
بعد بضعة دقائق ، تمكن براندي من استيعاب الامر ، فتح فمه أخيرا ليقول بتوتر " ا-انت … هل هذه سيارتك ؟ "
نظر اليه الطبيب بغرابة ثم قال " مالذي تتحدث عنه ؟ الست انت الذي قال انك تريد سيارة سوداء مفتوحة السقف ؟ انها سيارتك … بورش 911 تيربو اس ، هل اعجبتك ؟ "
( Porsche 911 turbo S )
" ب-بورش 911 تيربو اس ؟!! " صدم براندي للغاية لدرجة انه صرخ بصوت عالي ، ما جعل ران والمفتش ميغوري الذين كانوا بداخل غرفة المدير يتفاجئون قليلا .
" ا-انت … اتعرف قيمة هذه السيارة ؟ " رفع براندي يده وهو يشير الى الطبيب بارتعاش .
صمت الطبيب للحظة ثم ابتسم وقال " اعتقد انها 20 مليون ين تقريبا ، 200 الف دولار … لا اعرف ، لانني حصلتُ عليها من مخزن المنظمة للسيارات ، وبمكانتي ، استطيع الحصول عليها بسهولة ! "
ماذا ؟ اذا هي من مخزن المنظمة ، هاه ؟
عند سماع حديثه تنهد براندي براحة أخيرا ، شعر بالراحة قليلا ، فهو مهما حاول ، لم تستطع تحمل فكرة ان الطبيب سيصرف 20 مليون ين عليه لمجرد تعويضه فقط .
على أي حال ، هذا فقط أعطاه فكرة تقريبية عن قوة المنظمة ونفوذها ، سيارة غالية الثمن مثل هذه توجد بسهولة في المنظمة ، وحسب كلام الطبيب ، هناك العشرات منها … بمجرد التفكير في الامر جعل جسد براندي يرتعش .
تحولت ملامح وجهه الى الاعتيادي وقال وهو ينظر الى الطبيب " اذا ؟ هل احضرت ( الدليل ) الذي قلتَ انك ستصنعه ؟ "
ابتسم الطبيب وهو ينظر بجانبة الى علبة خشبية مستطيلة ثم قال " اجل ، انه هنا ، رفقة سائل سحري سيكشف القاتل فورا ! "
سائل سحري ؟
ظهرت ملامح التعجب على وجه براندي قبل ان يمشي الى الجانب الاخر من السيارة ويفتح الصندوق الخشبي .
كان بالصندوق مزهرية زجاجية مزخرفة على الطراز الصيني وبجانبها توجد قارورة بها سائل غريب ، ما جعل براندي يتفاجأ هو انها كانت نفس مزهرية داي ، كل شيء نفسه .
هل يعقل ان تكون هذه المزهرية الاصلية ؟
نظر الطبيب الى براندي وعلم فورا بماذا يفكر ، فقال بسرعة " انها مزيفة ! "
" ماذا ؟ "
" انها مزيفة أيضا … قمتُ بشراءها صدفة قبل أسبوعين من محل اواني فخارية صغير … المزهرية الاصلية ليست في اليابان حتى … بعد ان أرسلتَ لي الصور قمت بعمل بحوثات ووجدت ان المزهرية الاصلية تباع حاليا في مزاد في فرنسا ! " مد الطبيب يده واخرج هاتفه من جيبه وهو يقول .
بعد ان انتهى من كلامه قلب هاتفه ليستطيع براندي الرؤية ، يبدو انه كان ملفا حول شخص ما .
تاكاموتو زينباي ، 42 سنة ، صاحب محل اواني فخارية .
قال الطبيب ببطء " قبل بضعة أسابيع ، شهدت طوكيو ثلاث حالات احتيال من قبل هذا الشخص ، حيث كان يستغل موهبته في الرسم ونسخ الرسومات لتبدو مثل الزخرفة الحقيقية للقطع الاثرية ، بعدها يبيعها بسعر رخيص جدا … يبدو انه تعاون مع احد المثمنين المشهورين في طوكيو ، يقومون ببيع القطع المزيفة التي صنعها بسلع رخيصة وبعد فترة يتصل بالشاري ويسأله ان يذهبا معا الى مثمن … "
صمت الطبيب للحظة ثم اكمل حديثه " بعدها يقوم المثمن بخداع الزبون ، ويرفع سعر القطعة المزيفة … وبما انه مثمن مشهور فلا احد سيكذبه … ليسرع الزبائن لبيع القطع المزيفة بشهادة المثمن وبأسعار خيالية … ثم يتقاسمون المبلغ بين ثلاثتهم بحجة ان تاكاموتو قد باع المزهرية خطأ لانه لم يعرف قيمتها في البداية ، فيجب عليه الحصول على تعويض وعلى المثمن الحصول على جزء من المبلغ ايضا … يبيع القطع بمبلغ لا يفوق 1000 ين ، ثم يكتسب اكثر من 10 ملايين عن طريق احتياله … والخاسر الوحيد سيكون هو الزبون "
" اذا … لم لم تفعل الشرطة شيئا من البداية ؟ " سأل براندي .
" لانه قبل أسبوعين … عندما اكتشفت الشرطة الحقيقة ، اختفى المثمن وتاكاموتو من طوكيو فجأة ، ولم يعرف احد اين هما … " قال الطبيب ببطء .
فجأة ، سمع الاثنان صوت رجل بجانبهما وهو يقول " امممم … لقد فهمت ما يجري تقريبا ، ولكن … بقي شيء يحيرني ! "
هاه ؟
التفت براندي بسرعة الى الرجل الذي كان بجانبهما وبدون ان ينتبها ليقول بصدمة " ا-المفتش ميغوري ! منذ متى وانت هنا ؟ "
" منذ ان صرخت ب ( بورش 911 تيربو اس ) … اتيت لاتفقد ان كان ما تقوله صحيحا ، ولكنني انجذبت لحديثكما حول عملية الاحتيال وعلاقتها بالجريمة الحالية … " تحدث المفتش ميغوري وهو يمشي حول سيارة البورش ببطء ، يبدو انه معجب كبير بهذا النوع من السيارات .
بعد فترة من المشي والتفكير ، توقف المفتش ميغوري ، نظر الى الطبيب قبل ان يقول " اذن ؟ من انت ؟ "
' سيء ! ' شعر براندي بالتوتر قليلا ، لم يتوقع ان المفتش ميغوري سيسأل هذا السؤال مباشرة .
بينما الطبيب ، فقد نظر للمفتش لفترة قبل ان يبتسم ويقول " من انا ليس مهما ابدا ، صحيح أيها المفتش ؟ ولكن اذا كنتَ مصرا على معرفة اسمي … يمكنك مناداتي ب الدكتور واتسون ( واطسون ) ، مجرد شخص لديه معرفة طفيفة في الطب ! "
' واتسون ؟ ' نظرت ران التي تبعت المفتش ميغوري الى الطبيب بنظرة غرابة ممزوجة بنظرة تساءل .
صمت المفتش ميغوري للحظة قبل ان يقول " حسنا اذا ، سأناديك واتسون – سان فقط … " ثم نظر الى براندي وهو يقول " فهمتُ من حديثكما قبل قليل ان المجرم الحقيقي قد تم خداعه من قبل هذا المحتال ، تاكاموتو وزميله المثمن ، لشراء المزهرية المزيفة ، ثم اتصل المثمن ب المجرم والذي اشترى المزهرية ، وخدعه ، ولسوء حظ المجرم ، فهو لم يشاهد التلفاز او يقرأ الجرائد من أسبوعين ، لانه كان مشغولا في عمله لذلك لا يعرف بانه قد اشترى شيئا مزيفا … فتم خداعه بسهولة ! اليس كذلك ؟ "
هز براندي رأسه وهو يقول " اجل … ولكن المجرم قال بأنه خسر المزهرية في قمار ضد الرئيس ، لو افترضنا ان الاتصال من المثمن قد وصله بعد ذلك ، فنستنتج ان المجرم قد توسل المدير من اجل المزهرية ، ولكن المدير رفض بحزم ، فلم يجد خيارا سوى قتله ، واخذ المزهرية بعد ان تنهي الشرطة التحقيق ! ما يعني … المجرم شخص واحد فقط … من كان بإمكانه الخروج من المخزن من النافذة والدخول الى غرفة المدير من النافذة أيضا ، ثم قتله ، ليس هناك شخص غير داي – سان ابدا ! "
لم ينفي المفتش حديث الاخر بل قال " كلامك منطقي ولكن … هل لديك دليل ؟ فيمكن بسهولة لاي احد مثل هانا – سان ان يقتل المدير ويلصق التهمة بداي – سان … "
لم يرد براندي عليه ، نظر الى قارورة السائل التي كانت في العلبة الخشبية ثم ابتسم فقط ، وبعد بضعة ثواني ، بدأ بشرح ما اكتشفه للمفتش .
……
في غرفة المدير .
كان الضابط تاكاجي لا يزال يستجوب هانا وداي ، فإذا به يرى المفتش ميغوري يمشي رفقة براندي ونظرة جدية تعلو وجههما .
وقف بسرعة وهو يقول " أيها المفتش ميغوري … قمتُ باستجواب هذين الشخصين مرارا وتكرارا ولكنهما ينكران ارتكابهما للجريمة ، بالنسبة لرجال الشرطة الذين ذهبوا الى اخر شخص اتصل به تاكاموتو – سان … لا يوجد أي اخبار منهم بعد "
" اخبرتكم اننا بريئين ، ايمكنك تركنا نذهب الان ؟ فلدي عمل لاقوم به في النهاية ! " وقف داي وهو يتحدث بصوت عالي .
نظر براندي للحظة الى داي قبل يقول بصوت عالي الى المفتش ميغوري " أيها المفتش … اعتقد ان كلام الضابط تاكاجي صحيح … هذان الاثنان بريئان . "
" ماذا ؟ هل هذا صحيح ؟ نويتشي – كون ؟ " سأل المفتش ميغوري بنظرة متفاجئة قليلا .
أومأ براندي برأسه ولكنه لم يرد عليه .
بدلا من ذلك ، ذهب الى الطبيب الذي كان عند الباب يحمل المزهرية التي احضرها معه في يده ، امسك بالمزهرية ثم التفت الى داي وقال " يمكنك اخذ هذه المزهرية الثمينة معك … فانا والشرطة لا نريد تحمل مسؤولية تحطيمها ، إضافة الى انها كانت ملكك قبل ان تخسرها في قمار ، لذلك بعد موت المدير ، ستعود اليك … "
وسع داي عينيه بفرحة ، تشكلت عليه ابتسامة واسعة قبل ان يقول بفرح " ش-شكرا لك ! "
هز براندي رأسه وهو يرى داي يتفحص المزهرية ، قبل ان يستدير ويلتفت الى المفتش ثم قال " لنذهب ! هذان الشخصان بريئان ولا يوجد ما يمكننا فعله … "
" ح-حسنا … " تردد المفتش في البداية ولكنه هز رأسه بعد ثانية .
عندما كان رجال الشرطة سيخرجون من الغرفة ، صرخ داي فجأة قائلا " ا-انتظر لحظة ! "
" ماذا ؟ " التفت براندي وهو ينظر الى داي بغرابة .
" هذه ليست مزهريتي ! انها مزيفة ! " صرخ داي بتوتر وقلق .
" ماذا قلت ؟ " سأل المفتش بصوت عالي ومتفاجئ .
نظر داي الى المفتش ثم الى براندي " ا-انت ، لا يمكن ان تكون قد قمتَ بتبديل مزهريتي باخرى مزيفة عندما اخذتها قبل قليل معك ، صحيح ؟ "
تشكلت ابتسامة انتصار على وجه براندي عندما سمع حديث داي ، لقد تأكد الان تماما من ان داي هو القاتل ، قال وهو يمثل الخوف والتوتر " مالذي تعنيه بكلامك ؟ هل لديك دليل على ان هذه المزهرية مزيفة ؟ لا ، من المقام الأول ، اخذتُ مزهريتي معي منذ اقل من نصف ساعة ، كيف ساستطيع تبديلها بواحدة مزيفة وانا لم ارها سوى اليوم ؟ "
صمت براندي للحظة ثم أضاف " ايمكنك اخباري كيف عرفت ان هذه المزهرية مزيفة ؟ "
" اجل ! الدليل هو … " فجأة ، توقف داي عن الكلام وكأنه احس بشيء خاطئ هنا .
" ما الخطب ؟ لماذا لا تتحدث ؟ "سأل المفتش ميغوري.
" ه-هذا … " توتر داي ولم يعرف ما يقول .
عند رؤية تردد داي ، ابتسم براندي ومشى الى داي قائلا " بالطبع لا يمكنك قول شيء … لأنك لو فعلت ، فستكشف للجميع … حقيقة انك انت قاتل المدير ، داي – سان ! "
وسع داي عينيه بصدمة اندلع العرق في جبهته وقال بتوتر " م-مالذي تقوله ؟ لم افهم أي شيء ! "
" اذا دعني اشرح لك … أولا ، بدأ الامر عندما اشتريتَ المزهرية بسعر رخيص من احدى محلات بيع الأواني الفخارية ، ظننتَ انها مجرد مزهرية ولم تهتم بها ، لذلك تجرأتَ وراهنت بها في احدى مباريات القمار ضد المدير ، فخسرتها … ولكن بعد بضعة ايام فقط … وصلك اتصال من صاحب المتجر يسألك فيه عن المزهرية ويخبرك فيها انها قطعة اثرية صينية قديمة ، تبلغ قيمتها اكثر من 20 مليون ين ، في ذلك الوقتِ كنتَ مصدوما للغاية ، لأن عشرين مليون ين … مبلغ اكثر من كافي لعلاج مرض اختك الصغرى ! "
اكمل براندي حديثه قائلا " بعد ذلكَ ترجيت المدير ليعيد اليك المزهرية وحتى انك عملت اكثر من اللازم في الأسبوعين الأخيرين … ولكنكَ اكتشفتَ ان كل عملك كان بلا فائدة … لذلك استغليت هذه الفرصة اليوم ، وقررت قتل المدير … عن طريق الخروج من نافذة المخزن ، توجهت الى نافذة غرفة المدير ، لا شك ان بعض قطرات الدم قد طارت في وجهه ويديك … لذلك خرجتَ من النافذة مرة أخرى ، وتوجهت الى نافذة غرفة استراحة الموظفين ، حيث يوجد هناك حمام ، بعد ان غسلت وجهك ويديك ، وقمت بتنظيف جسدك من الدم ، خرجت بنفس الطريقة وعدت الى المخزن … لم يتمكن أي احد من رؤيتك لان الزقاق الضيق الذي توجد فيه النوافذ ، كان محجوبا بواسطة شاحنة تعود لاحد عمال المتجر المجاور … اليس كذلك ؟ داي – سان ؟ "
عند سماع حديث براندي ، لم يستطع داي التوقف عن الارتجاف ، قال بغضب وتوتر " ا-انت ! اذا كان ما تقوله صحيحا ، فهل لديك دليل ؟ لا يمكنك قول أي شيء فقط بدون دليل ! "
دليل ؟
ابتسم براندي ، ثم نظر الى الطبيب الذي يقف عند الباب وقال بلهجة تشبه لهجة سيد نبيل يأمر مساعده " واتسون ، فلتحضر مزهرية السيد داي ليراها الجميع ! "
" … " صمت الطبيب ولم يرد ، ومع ذلك ، فقد انطلقت هالة حادة من عينيه وهو ينظر الى براندي .
ارتعش جسد براندي لثانية واحدة ، عندما راى تلك العيون ، شعر وكأنه يقف امام جين مرة أخرى ، مخيف !
احم !
سعل بخفة بقليل من الاحراج ثم قال بلهجة مختلفة تماما عن الأولى " س-سيد واتسون ، هل يمكنك احضار مزهرية السيد داي ليراها الجميع … من فضلك ؟ "
قال الجملة الأخير بتردد شديد .
' واتسون ؟ ' يبدو ان سونوكو أيضا انتبهت الى ان هذا الاسم مألوف للغاية ، ظهرت ملامح استغراب على وجهها ، ولكنها اختفت بعد فترة وهي تنظر بابتسامة الى براندي ، آه ، لقد بدأت بالفعل تخيل ان براندي اصبح زوجها !
خرج الطبيب من الغرفة وعاد بعد بضعة دقائق ، وهو يحمل معه قطعة فخار بلا الوان او زخرفة ، مجرد قطعة فخار خام .
نظر داي الى قطعة الفخار هذه باستغراب ، لقد قال براندي للطبيب ان يحضر له مزهريته ، فلماذا يحضر له قطعة الفخار هذه ؟
تكلم براندي وهو يمسك القطعة الخام من يد الطبيب مخاطبا داي " داي – سان ، لقد قمتَ بقتل المدير من اجل اخذ المزهرية ، صحيح ؟ ولكن … يؤسفني ان اخبرك انك وقعت ضحية عملية احتيال ، والمزهرية التي اشتريتها انت ، لم تكن حقيقية ابدا ! "
" م-ماذا قلت ؟ " تحدث داي بصوت عالي وهو منصدم من اجابة الاخر .
" اذا لم تصدقني ، فيمكنني ان أريك … الدليل الذي يثبت بأن قطعة الخام هذه هي المزهرية المزيفة التي اشتريتها انت من المحل والتي قتلت المدير من اجلها … " قال براندي ببطء .
بينما صمت داي ، فقد كان فضوليا وخائفا في نفس الوقت لمعرفة الحقيقة ، لانه في النهاية ، مصيره ومصير اخته يعتمد على هذا .
عند رؤية ردة فعل داي ، هز براندي رأسه ، قبل ان يخرج قارورة صغيرة من جيبه ، كانت القارورة التي احضرها الطبيب الى جانب المزهرية .
وضع قطعة الفخار الخام فوق طاولة ، وبعدها فتح قارورة السائل ، وافرغها فوق قطعة الفخار .
بعد ثواني قليلة ، بدأت العديد من النقاط تتوهج في قطعة الفخار ، توهجا ازرق سماوي … بينما ظهرت علامة غريبة في احدى المناطق .
كانت العلامة بحجم رأس اصبع و تتكون من عدة خطوط منعرجة فوق بعضها البعض .
" ه-هذا … " حتى المفتش تفاجأ قليلا من ما يراه ، لقد فهم الامر كليا الان .
" لومينول … " قال براندي ببطء .
ثم أضاف " سائل كيميائي تستخدمه الشرطة في الكشف عن الدماء التي تم مسحها من مسرح الجريمة ، حتى لو مضى على ذلك اكثر من عشر سنوات … لانه عندما يتفاعل اللومينول مع احدى مكونات الدم ، فهذا سيجعله يتوهج اما بلون ازرق او بنفسجي ، والان … هناك العديد من المناطق تظهر توهجا في قطعة الفخار هذه ، إضافة الى هذه العلامة الغريبة . "
نظر براندي الى داي واكمل حديثه " بعدما قتلتَ المدير ، امسكتَ عن طريق الخطأ بالمزهرية واصابعك ملطخة بالدماء ، وهذا نتج عنه طباعة بصمتك على المزهرية ، لم يكن لديك أي شيء لمسح الدم من المزهرية ، قطعة قماش مثلا … لذلك ، ولاخفاء الامر ، ذهبت للمخزن ثم قمت بطلاء مزهريتك ، تحديدا فوق البصمة بلون احمر زيتي ، وذلك لاخفاء لون الدم ، وبعدها ستستخدم مزيل الألوان الزيتية لازالته ، ولكن … سأخبرك انك لم تكن لتنجح ، لأن مزهريتك هي مزيفة ، مجرد قطعة فخار تم طلاء بالوان زيتية لتصبح مثل القطعة الاصلية تماما ، لو استخدمت مزيل الوان زيتية ، فسترى شكل مزهريتك الحقيقي ، والذي يظهر الان ، لا الوان ، لا رسوم ، لا زخرفة … مجرد قطعة خام ، تلطخت بدماء شخص اعماك بصرك لقتله … "
فتح داي عينيه بصدمة وهما يرتعشان بخوف ، تراجع بضعة خطوات ، قبل ان تخذله رجلاه ، ويسقط على الأرض .
لقد فقد الوعي … نتيجة الصدمة النفسية التي تعرض لها .
……
بعد ذلك ، تم اخذ داي الى مقر الشرطة .
بينما ان هاتف تاكاجي أخيرا ، يبدو ان رجال الشرطة قد قبضوا على الشخص الذي اتصل بالمدير قبل موته .
وللمفاجأة ، كانوا شخصين وليس واحدا .
ظن براندي ان يكون هذين الشخصين هما المحتال والمثمن ، حيث تظاهروا بالخروج من طوكيو بينما كانا يختبئان في احدى الفنادق الصغيرة .
وقد كان ظنه في محله ، تم اخذ الرجلين أيضا لمقر الشرطة ، القيام بعمليات احتيال عديدة ، ومساعدة داي في قتل المدير بشكل غير مباشر .
" أغلقت القضية ! "
————————————
نهاية الفصل 24
أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل
تأخرت لانني حاولت جعله طويلا قدر الإمكان لتعويضكم ، فأعتذر .