اتصلت ران بالشرطة بسرعة ، بينما قام براندي وكونان بإخراج الطهاة من مسرح الجريمة حتى موعد وصول الشرطة .

قدر براندي ان الشرطة ستصل في حوالي نصف ساعة تقريبا .

وهو لا يريد انتظار كل هذه المدة ، لذلك شرع بالفعل في البحث عن بعض الأدلة .

على الرغم من انه لم يثبت بعد ان هذه جريمة قتل ، الا ان براندي لا يزال مليئا بالشكوك .

' الأشخاص الوحيدون الذين كانوا بإمكانهم قتل الطاهي هم الطهاة الاخرين ، إضافة الى الأشخاص الذين كانوا في هذا الطابق … '

نظر براندي حوله ، لقد طلب من الطهاة والنادل الذين كانوا في قاعة الطبخ عندما تم اكتشاف الجثة الجلوس على الجانب ، بينما الأشخاص الوحيدون الذين كانوا في هذا الطابق غيرهم … رجل في الثلاثينيات من عمره ، وشاب وصديقته … حيث كان الطابق خالي تقريبا في هذا الوقت .

بعد ان امر مدير المطعم بإغلاقه المخارج مؤقتا بعد عناد طويل ، قائلا ان الضحية قد انتحر ، ولكن هذا ليس مؤكدا بعد الى حين قدوم الشرطة ، حيث يمكن ان يهرب المجرم من هنا … توجه مباشرة الى الطهاة والنادل الذي دخلوا الى قاعة الطبخ في وقت اكتشاف الجثة .

وعلى الرغم من ان المجرم يمكن ان يكون من الأشخاص الذين في الطوابق الأولى ، الا ان براندي ليس مجنونا كي يستجوب الجميع ، سيهتم بالاشخاص الذين في الطابق الرابع فقط ويترك الباقي للشرطة .

" اذا … ايمكن ان يخبرني كل واحد منكم ، مالذي كنتم تفعلونه قبل وقت اكتشاف الجثة ، لماذا كنتم خارج قاعة الطبخ في ذلك الوقت ، وما هي علاقاتكم مع الضحية ؟ " نظر براندي الى الستة المشتبه بهم وقال ببطء .

لحسن الحظ ، كان الطهاة يعرفون انه المحقق المشهور كوروغومي ، لولا ذلك ، لما كان يستطيع القيام بعمله بسلاسة للغاية .

" سأبدأ أولا ! " تحدث احد الطهاة فجأة .

كان هذا الطاهي هو هاغا توميو ، 24 سنة ، وكان الشخص الذي ادخل المفتاح في باب قاعة الطبخ واكتشف بعدها ان الباب مفتوح .

تحدث هاغا ببطء وهو يقول " تلك الجثة تعود لأحد الطهاة العاملين معنا ، اداشي تاتسويا ، 26 عاما ، طاهي مذهل للغاية ويعتبر السينباي خاصتنا ، انا احترمه للغاية … بالنسبة لماذا كنت افعل قبل اكتشاف الضحية ، فقد افتتح هذا المطعم قبل أيام فقط ، وعدد الطهاة ليس كبيرا ، لذلك كانت الطلبيات مكتظة للغاية في الطوابق الأولى ، وبما ان الطابق الرابع خالي تقريبا ، رأينا انه ليس هناك مشكل في مساعدة الطهاة الاخرين قليلا قبل ان نعود الى هنا … للاحتياط فقط ، عرض علينا اداشي – سينباي البقاء وحده هنا للاعتناء بالطلبيات الأخرى … ليس لدي أي عداء مع اداشي – سينباي ابدا . "

أومأ براندي قبل ان ينظر الطاهي الذي بجانبه " وماذا عنك ؟ "

هذا الطاهي هو ايتشيكورا كينجي ، 24 سنة ، طاهي .

هز كينجي رأسه قبل ان يقول " كلامي سيكون نفس كلام هاغا تقريبا ، حيث ذهبنا لمساعدة طهاة الطوابق الأولى وتركنا اداشي – سينباي وحده ، انا احترم اداشي – سينباي كثيرا ومستحيل ان تكون لي عداوة معه … "

صمت كينجي قبل ان يقول " وعلى الرغم من انني اجد هذا غير مهم ، ولكن … اداشي – سينباي كان طاهي محترف منذ ان كان في العشرين من عمره ، حيث زار مختلف البلدان الأجنبية و فاز بمختلف بطولات الطهي فيها ، لذلك هو مشهور قليلا في الخارج ، وهذا السبب أيضا في اننا نحترمه جميعا ! "

هو طاهي معروف اذا …

تعجب براندي للحظة ثم نظر الى الطاهي الثالث .

كان هذا الطاهي يدعى يوكوتا كوروتوري ، 25 عاما ، طاهي .

عرف كوروتوري معنى نظرة براندي فورا لذلك هز رأسه بخفة وهو يقول " كلامي أيضا مثل كلام الاثنين الاخرين ، ليس هناك عداء بيني و بين اداشي – سينباي ، لماذا سيكون هناك عداء وقد التقينا قبل بضعة أيام فقط ؟ "

توقف للحظة قبل ان يكمل حديثه " كان اداشي – سينباي يقوم بتعليمنا كثيرا منذ بدأه العمل هنا ، ونقل الينا الكثير من خبراته الينا ، لذلك نحن نحترمه اكثر من أي شخص هنا … "

هز براندي رأسه بعدما سمع حديث الاخر ، ثم قلص عينيه للحظة وهو ينظر الى الطهاة الثلاثة ويقول " اذا كان اداشي ذاك ماهرا حقا مثلما تقولون ، اذا اليس من المفترض به هو من يذهب لمساعدة الطهاة الاخرين ؟ لماذا بقي في قاعة الطبخ لوحده ؟ "

هز الثلاثة اكتافهم وهم يقولون " لا نعرف ، هو من اقترح هذا في النهاية ! "

هكذا اذن …

بعدها نظر براندي الى النادل وهو يسأل " وانت ؟ "

كان براندي يشك اكثر في النادل ، حيث كان هو من احضر المفتاح ، ورغم انه وحسب كلام هاغا من قبل ، فقد كان الباب مفتوحا وليس مغلقا … الا ان فرضية تعاون هذين الاثنين ، ليست صغيرة ابدا !

كان النادل يدعى شينورو بومبا ، 22 سنة ، نادل .

تكلم النادل ببطء " ليس هناك أي علاقة بيني وبين اداشي – سان تقريبا ، فأنا اركز على عملي فقط ، وبعدما ينتهي العمل اعود الى البيت مباشرة ، رغم انني اجمع الطلبيات واقدمها له أحيانا ، الا انه لا يوجد شيء اخر غير هذا بيننا … "

اكمل حديثه قائلا " قبل ان نجد الضحية ، كنت اجمع الطلبيات من ذلك الشاب وصديقته … " نظر شينورو الى الشاب وصديقته اللذان كانا بجانبه ، ولم يعارض براندي حديثه ، لأنه يتذكر جيدا ان هذا النادل قام بجمع طلبية طاولتهم قبل قليل فقط .

بعدها ، جاء دور الرجل ذو الشعر الأسود والعينين البنيتان .

اسمه هو ، ماساكي ايجي ، 29 سنة ، مجرد زبون في هذا المطعم .

" قبل اكتشاف الجثة … كنت اتناول طعامي على تلك الطاولة هناك ، لم افعل أي شيء اخر غير هذا … " قال ايجي ببطء وهو يشير الى الطاولة التي كان يجلس فيها قبل اكتشاف الجثة .

" بالطبع … لا تربطني أي علاقة بالضحية ولم اره من قبل … "

نظر براندي بعدها الى الشاب وصديقته ، وقد كانت اجابتهما هي نفس إجابة ماساكي ايجي ، كانا في موعد في هذا المطعم ولم يروا الضحية من قبل .

فجأة ، تكلم الطاهي الثالث ، كوروتوري وهو يقول " هاي ، انت تستجوبها لانك تظن انها جريمة قتل ، صحيح ؟ اذا لماذا لا تستجوب الشخص الذي كان مع الضحية في قاعة الطبخ ؟ "

عبس براندي قبل ان يقول " من ؟ "

" انه العامل ، كيوبو ميزوديرا ، وعلى الرغم من انني أقول عامل ، الا انه يقوم بكل شيء تقريبا في المطعم ، التنظيف ، التحكم في المكيفات والمدافئ ، إضافة الى انه يمتلك مفاتيح احتياطية لكل الأبواب في المطعم … الن يكون استجوابه هو الأنسب ؟ "

وسع براندي عينيه ثم هز رأسه بسرعة موافقا ، قبل ان يدير وجهه ، ويرى كونان الذي كان يتفحص مسرح الجريمة وران تحاول إخراجه من هناك ، حيث انه اثناء وقت اكتشاف الجثة ، كانوا يجلسون على الطاولة ، وجه كونان كان مواجهًا لباب قاعة الطبخ ، لذلك لا شك انه راى شيئا ، كان ينوي طلب احضار العامل منه .

ولكن … اثناء قيام ران بحمل كونان واخراجه من مسرح الجريمة ، قفز من على يديها فجأة وركض الى الجثة ، قبل ان يصرخ بنبرة طفولية .

" اه – لي – لي ؟ اليس هذا غريبا ؟ "

تجمد براندي في مكانه ، قبل ان تهتز اذنيه وتحمر وجنتيه .

' واه ! انها ال اه – لي – لي الأسطورية ! اشهر عبارات كونان التي اردت سماعها يوما ما ! '

بعد بضعة ثواني ، هز رأسه وعاد الى طبيعته ، قبل ان يمشي نحو قاعة الطبخ ويقول " ما الغريب ؟ "

اكمل كونان بنبرته الطفولية " انظر ! الا تظن هذا غريبا ؟ طريقة مسك الضحية للسكينة ! "

همم ؟

عبس براندي ، ثم نظر الى يد الضحية اليمنى .

ليتفاجأ بأن كونان محق تماما .

حيث عندما يقوم طاهي محترف بمسك السكين ، الطريقة الصحيحة لحمله تكون بإحكام القبضة على الشفرة ما بين إصبعي الإبهام والسبابة، في حين تلف الاصابع الثلاث الباقية بخفة حول مقبض السكين.

لأن امساك السكين بهذه الطريقة يعطي تحكما وسيطرة اكبر عليه .

ولكن ، هذا الطاهي اداشي … انه يلف أصابع يده بالكامل على مقبض السكين ، وكأنه مبتدأ لم يمسك سكينا من قبل .

هذا …

اكمل كونان حديثه ببطء وهو يقول " أيضا ، الا تظن ان امر اغلاق نوافذ قاعة الطبخ ، غريب قليلا أيضا ؟ كوروغومي – نيتشان ! "

وسع براندي عينيه فجأة وكأنه اكتشف شيئا ، النوافذ ؟

نظر حوله ، وهو يرى ان كل نوافذ القاعة مغلقة حقا .

ثم أعاد تحويل نظره الى باب القاعة الذي يبدو انه في وقت اكتشاف الجثة ، كان موصدا بقوة ، ولكن هاغا وجده مفتوحا عندما ادخل المفتاح فيه .

بعد تفكير لعدة ثواني ، ارتفعت زوايا فم براندي لتشكل ابتسامة انتصار ' هكذا اذن … لقد فهمتها ، الخدعة التي استعملها القاتل في جعل الباب يغلق بقوة ، ولكنه مفتوح في نفس الوقت ! '

رغم انه لم يعرف المجرم بعد …

تذكر براندي العامل ، فأعاد نظره الى كونان قبل ان يقول " هل رأيت أي شخص يبدو كعامل يخرج من قاعة الطبخ قبل اكتشاف الجثة ؟ كونان – كون ! "

وسع كونان عينيه للحظة قبل ان يقول وهو يبتسم بطفولية " هل اذهب لأناديه ؟ "

أومأ براندي قبل ان يخفض من نفسه ويهمس شيئا لكونان " اجل ، وأيضا … اخبره بهذا عندما تناديه … "

……

بينما كان الاثنان يتهامسان ، كان ذلك الرجل ، ماساكي ايجي ، ينظر اليهما ثم يبتسم ببطء .

اما كونان ، فقط هز رأسه وفعل ما طلب منه براندي تماما ، بعد بضعة دقائق فقط ، جاء ومعه شخص ما .

كان ذلك الشخص هو ، كيوبو ميزوديرا ، 26 سنة ، عامل .

اول ما فعله ميزوديرا هو الركض الى قاعة الطبخ بسرعة ، ليصدم بجثة اداشي الدموية فوق الكرسي !

" اداشي … لا ، مستحيل ! من قد يرتكب مثل هذه الجريمة الشنعاء ؟ " صرخ ميزوديرا بصدمة وحزن قبل ان ركض الى جثة الضحية .

لحسن الحظ ، امسكه براندي من ذراعه اليمنى قبل ان يخرب الاخر مسرح الجريمة .

" اه … انت ! مالذي تفعله ؟ اتركني ! " تأوه ميزوديرا للحظة قبل ان ينظر الى براندي بغضب وهو يحاول افلات يده منه .

ومع ذلك ، فقد افلت براندي ذراعه قبل ان يكمل حديثه ، ثم قال ببطء " انا محقق خاص ، ايمكنك اخباري ما هي علاقتك بالضحية وماذا كنت تفعل قبل وقوع الجريمة ؟ "

محقق خاص ؟

تعجب ميزوديرا قليلا ولكنه وافق بعد مدة .

ذهب الاثنان الى خارج القاعة ، ثم بدأ براندي الاستجواب .

" على الرغم من اننا قد التقينا قبل بضعة أيام فقط ، الا انني و اداشي استطعنا ان نكون أصدقاء جيدين ، لهذا صدمت عند معرفتي بأنه قتل … بالنسبة لما كنت افعله قبل وقوع الجريمة … فقط كنت انظف قاعة الطبخ ، حيث كان الطهاة الاخرين ليس هناك ما عدا اداشي ، بعد ان انهيت التنظيف ، توجهت مباشرة للطوابق السفلية لتنظيفها هي الأخرى … فقط … اذكر ان هاغا – سان هو من اقترح فكرة مساعدة الطهاة من الطوابق الأولى ، بما ان الطابق الرابع خالي تقريبا . " تحدث ميزوديرا ببطء .

" هكذا اذن … " أومأ براندي برأسه قبل ان يضيف " اذا ، يمكنك الانتظار هناك مع المشتبه بهم أيضا ، حتى موعد وصول الشرطة ، لا نستطيع ترك أي احد يغادر المطعم ، وهذه هي مسؤليتي … لذلك … امل الا تمانع ! "

وافق ميزوديرا فورا قبل ان يتوجه الى المكان الذي جلس فيه الطهاة والاخرين .

بينما كونان وبراندي … فلم يستطيعوا كبت الابتسامة القصيرة التي ظهرت على وجوههم ابدا .

علامات خدش عديدة على ذراع الضحية ، طريقة مسك السكين الغير صحيحة ، إضافة الى الخدعة التي استعملها القاتل في صنع جريمة الغرفة المغلقة …

إضافة الى اقوال المشتبه بهم ، لو اخذنا كل هذا في الاعتبار …

' لا شك في ذلك … القاتل هو ذلك الشخص ! '

———————————-

نهاية الفصل 34

أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل.

فصل اخر سأبدأ بكتابته بعد ساعتين وتوقيت النشر اليوم ولكن الساعة غير معلومة .

2020/06/30 · 2,605 مشاهدة · 1971 كلمة
Brandy
نادي الروايات - 2024