في اليوم الموالي …

فتح براندي عينيه كالعادة على الساعة السادسة صباحا .

نهض من سريره ببطء قبل ان يأخذ حماما صغيرا ويرتدي زيه المدرسي المعتاد .

تأكد من تناول فطوره ، اعطى ستيف بعض الطعام ، قبل ان يخرج من غرفته ، متوجها الى المدرسة .

هذه المرة ، لم يوقف سيارة اجرة ولا أي شيء ، وانما قرر الذهاب مشيا ، رغم ان المسافة من هنا الى المدرسة طويلة قليلا الا انه سيأخذ اكثر من نصف ساعة بقليل .

قرر الذهاب مشيا لأنه يريد التفكير فيما قالته له تلك المرأة ، بيلموت ، ليلة الامس .

……

" لا … شخص مهم في المنظمة لديه مهمة ، نحن الاثنان يجب ان نحرص على ان يتمم ذلك الشخص مهمته بمثالية ، والا فسيكشف امر المنظمة ، يا لها من مسخرة … لا شك انك سمعت بإسمه من قبل … " تكلمت بيلموت قبل ان تنظر الى براندي .

" بيسكو ، ذلك هو اسمه الرمزي ! "

" ب-بيسكو ؟!! "

……

بيسكو …

من ما يذكره براندي ، كان بيسكو شخصا مقربا للغاية من زعيم المنظمة ، وهذا فقط يبين لنا كم هي عظيمة مكانته في المنظمة ، ربما تقترب كثيرا من مكانة العضو رقم اثنان .

كما انه ومن مظهره ، كان يعمل في المنظمة لسنوات عديدة ، ربما منذ انشائها حتى … رغم ان هذا ليس مؤكدا بعد .

في الانمي الأصلي ، كان بيسكو في مهمة أعطاها له الزعيم شخصيا ، وهي القضاء على شخص مشهور له علاقة ما مع المنظمة .

حيث يبدو ان المنظمة قد قامت برشوته ، وبما ان الشرطة تشتبه به حاليا والأدلة كلها ضده … قررت المنظمة ازالته قبل ان يدخل السجن ويقول أي كلمة بشأنهم !

ولكن …

هذا ليس ما بقلق براندي في الوقت الحالي ، بل مهمته !

بيسكو هو من سيقتل ذلك الرجل ، ولكن … براندي سيضطر للقضاء على بيسكو فيما بعد .

سواء كان ذلك بسبب الإنجازات من النظام او أوامر من المنظمة ، بيسكو سوف يموت بعد تأدية مهمته !

نظر براندي الى يده اليمنى بقليل من التوتر .

هل سيستطيع فعلها حقا ؟ قتل شخص ما .

هو لم يقتل أحدا من قبل ، كما انه ليس مستعدا بعد لأن يفعل ذلك أيضا ، ومع ذلك …

شد براندي قبضته في حيرة وقليل من القلق ، لم يعرف ماذا يفعل !

تنهد طويلا ، قبل ان يقرر نسيان الامر ، المهمة ستكون بعد 13 يوم ، هناك وفرة من الوقت له للتفكير حتى ذلك الوقت .

رفع رأسه ، فإذا به يتفاجأ بوصوله الى المدرسة بالفعل !

' هل استغرقت كل هذا الوقت للتفكير ؟! '

' حسنا ، هذا لا يهم ! '

بعدها ، هز اكتافه ودخل الى المدرسة .

……

انتهى الدوام المدرسي كالعادة ، وعندما كان براندي سيعود بسرعة الى القاعدة ، اوقفته الفتاتين ران وسونوكو ، ونظرات الحيرة على وجوههم .

" هاه ؟ عرض مسرحي ؟ " نظر براندي اليهم وملامح التعجب على وجهه .

اومأت ران برأسه قبل ان تقول بخفة " اجل ، بعد شهر من الان تقريبا … انها مسرحية مدرسية ، اختارت سونوكو ان تقوم هي بكتابة القصة ، ولكن … يبدو انها وضعت نفسها في مشكلة ، فهي لا تملك أي فكرة عن ما يجب ان تكتب ! "

هوه … لقد فهمت الامر جيدا الان !

نظر براندي الى سونوكو وابتسامة سخرية على وجهه .

هذا ال …

شعرت سونوكو فجأة بالانزعاج الشديد وهي ترى تلك الابتسامة المزعجة على وجهه براندي ، قبل ان تصرخ بقليل من الغضب والحزن " اذا كانت لديك فكرة فلتسرع وقلها ! لا تشكل تلك الابتسامة المزعجة للنظر على وجهك ! "

ايه ؟

نظر اليها براندي بغرابة قليلا ، شعر ان تصرفها هذا … غريب عن العادة قليلا ؟

ولكنه لم يعر اهتماما لهذا ، تشكلت ابتسامة السخرية على وجه براندي وهو يقول ببطء كل كلمة " لا … لماذا قبلت دور الكاتبة منذ البداية ؟ "

" ا-انت … " احمر وجه سونوكو من الاحراج لدرجة ان البخار الأبيض يمكن ملاحظته يرتفع من رأسها قبل ان تمد يدها الى براندي وهي تتحدث .

ثم التفت لران ، والدموع تملئ عينيها !

" ران ! لقد تم التنمر علي ! … لماذا حظي سيء جدا هذه الايام ؟! "

' اوي اوي ، اذا كانت ابنة عائلة سوزوكي تدعو نفسها بعديمة الحظ ، فماذا عني انا ؟ ' لم تفارق نظرات السخرية تلك وجه براندي وهو يفكر في هذا ، قبل ان يسمع الثلاثة صوت فتى شاب يتحدث اليهم .

" نيه ، سوزوكي ! ماذا عن مسرحية مرعبة ؟ مسرحية اشباح او شيء كهذا … " يبدو انه كان يخاطب سونوكو .

اسم هذا الفتى هو كازوما باندو ، 17 سنة ، يدرس في نفس الصف مع براندي والاثنتين الاخرين ، كما انه يجلس بجانبه طوال الوقت ، ولكن براندي لم يكن يملك الوقت لتكوين الصداقات في هذه الأيام ، جرائم قتل كل يوم ، وفي اليوم الذي لا يوجد فيه قضية توجد مهمة من المنظمة ، لذلك نادرا ما تحدث الاثنان مع بعضهما .

" ا-اشباح ؟ " ظهرت نظرة الرعب على وجه ران وهي تفكر بالامر .

حسنا … هذا طبيعي ، فنقطة ضعفها الوحيدة هي الأشياء المرعبة !

" او … شيء مثل لعنة هذه المدرسة القديمة ؟ "

فجأة ، ظهر صوت امرأة مخيف جدا ، شعر براندي بقليل من التعجب ، نظر حول نظر نحو مصدر الصوت … تحت طاولته تماما … يوجد امرأة ذات شعر طويل ونظرة مرعبة تعلوا وجهها .

" اللعنة ! " شعر براندي بالرعب قليلا لدرجة انه وقف من مقعده بسرعة خارقة .

نظر الى تلك المرأة ليوسع عينيه بتفاجئ بعدها .

" هانايوري – سينسي ! … ماذا انها انت فقط ؟ " تنهد براندي براحة وهو يمسك قلبه ، كان ذلك مخيفا للغاية .

كانت هذه المرأة هي هانايوري كينزاوا ، 27 سنة ، معلمة العلوم الخاصة بصف براندي .

" هل هناك أي مشكلة ، هانايوري – سينسي ؟ " امالت ران رأسها وهي تتحدث بتساءل .

خرجت هانايوري من تحت طاولة براندي ، قبل ان تقف ببطء وتقول بإبتسامة " اجل ! سمعت ان نويتشي – كون يمتلك مهارات تحقيق عالية مثل كودو – كون ، ويصادف ان هناك قضية ما اود منك حلها ! "

" قضية ؟ " قال براندي بتساءل .

ما نوع القضية التي ستعطيها له أستاذة مادة العلوم يا ترى ؟

اخذت أستاذة العلوم مقعدا لها وجلست مقابلة براندي قبل ان تبدأ حديثها .

" انها بخصوص شخص يدعى ساكاتا ناريتادا ، انتم تعرفونه ، صحيح ؟ معلم اللغة الأجنبية ! "

أومأ الأربعة جميعا برؤوسهم ، كان كازوما يشعر بقليل من الاهتمام لذلك استمع هو أيضا معهم .

أكملت هانايوري حديثها بنبرة قلقة " في الحقيقة ، ذلك الشخص اصبح يتصرف بغرابة مؤخرا … صار ولسبب ما يخاف بسهولة ، كما اصبح مكتئبا جدا ، حتى ان بعض طلابه قلقوا وسألوني عن سبب هذا … "

شعر براندي بالاهتمام ولم يتمكن من مقاومة السؤال " وماذا كان سبب هذا ؟ "

" رسالة بريدية ! " اجابت هانايوري وهي تنظر في عينيه .

رسالة بريدية !

أصيب براندي بالصدمة لدرجة انه كاد يسقط من كرسيه .

نظر اليها وقال " الم يتم رفضه من صديقته فقط ؟ لذلك أصيب بالاكتئاب ؟ "

" لا ! " هزت هانايوري رأسها رافضة قبل ان تضيف " ساكاتا – سان لا يمتلك أي صديقة ، كما انه لم يأتي للمدرسة منذ أسبوع ، إضافة الى انني اشعر بالقلق من تلك الرسائل البريدية … "

قلص براندي عينيه وهو يستمع لحديثها ، قبل ان يتنهد بإستسلام ويقول " حسنا … اعطيني عنوان منزله ، سأذهب لزيارته انا وهؤلاء الثلاثة ونتحقق من الامر "

' انا أيضا معكم ؟ ' شعر كازوما بالتعجب ورفع يده مشيرا لنفسه باصبع السبابة ، لماذا هو أيضا سيذهب ؟ رغم انه شعر بقليل من الاثارة في ذلك …

" لا ، لن تضطروا للذهاب وحدكم ! "

فجاة ، سمع الخمسة صوت رجل ما ، فأستدارو ليتفاجئوا .

كان هناك رجلين وأمراة واحدة يقفون بجانبهم .

تعرف عليهم براندي فورا ، حيث كانوا معلمين جميعا .

الأول والذي تحدث هو شيزاكي كونو ، 28 سنة ، معلم الرياضيات لصف براندي .

بجانبه ، كيتارو شينجي ، 27 سنة ، معلم اللغة اليابانية .

بينما المرأة بجانبها ، سينجو ايكو ، 27 سنة ، معلمة التاريخ .

" ماذا ؟ " نظر براندي الى شيزاكي بتساءل ، لم يفهم ما عناه الاخر بحديثه .

ابتسم شيزاكي وهو يجيب ببطء " اليوم يصادف انه عيد ميلاد ساكاتا ، لذلك سنزوره جميعا ! كما اننا احضرنا العديد من الهدايا ، فربما نستطيع ابعاد هذا الاكتئاب عنه … "

هكذا اذن …

" حسنا اذن ! " وقف براندي من مقعده ببطء وهو يقول ، أراد الإسراع ، فهو لديه عمل ما في قاعدة المنظمة فيما بعد .

……

بعدها ، ذهب الأساتذة الأربعة لأخذ هداياهم من قاعة المعلمين .

حيث احضرت هانايوري صندوقا مغلفا إضافة الى أربعة بالونات ملونة ، خضراء ، صفراء ، زرقاء ووردية .

بينما شيزاكي احضر صندوقا يحتوي على كعكة عيد ميلاد كبيرة .

كيتارو جلب معه تذاكر مباراة للاعب كرة القدم المشهور راي .

بينما سينجو ايكو ، جلبت صندوقا مغلفا أيضا ، إضافة الى بعض الورود المختلفة الألوان .

خرج الثمانية من المدرسة ، وتوجهوا نحو موقف الحافلات الى منزل ساكاتا .

" واو ! " لمعت عيون براندي وهو يرى منزل ساكاتا الواسع امامه .

تذكر فجأة منزل المبرمج كوسوموتو ، ان تصميمهما مشابه للغاية وكأنهما صنعا من قبل نفس الشخص .

دينغ دونغ ~

ضغطت هانايوري على زر الجرس ، وانتظرت .

مرت خمس دقائق ، ولم يرد أي احد بعد .

شعرت بالغرابة فضغطت مرة أخرى .

مرت خمس دقائق أخرى ، مازال احد لم يرد .

" غريب ، هل هو ليس في البيت ؟ " تساءل كيتارو .

صمت الجميع للحظة وهم يفكرون في ما يجب فعله ، اذا كان ليس في البيت حقا فكل ما يمكنهم فعله هو التراجع والعودة في وقت اخر .

" لدي فكرة ! " فجأة ، ضربت سينجو ايكو كفها وهي تقول بصوت عالي .

أكملت حديثها وهي تقول " ماذا لو جعلنا الامر مفاجأة له ؟ "

" مفاجئة ؟ " نظر اليها الجميع بعدم فهم ، مالذي تعنيه بمفاجئة .

هزت ايكو رأسها قبل ان تقول بإبتسامة " سنختبئ في منزل ساكاتا – سان ، وحين يعود ، سنفاجئه بحفلة عيد ميلاد !! "

تردد الاخرين قليلا قبل ان يوافقوا أخيرا .

" يبدو هذا رائعا ! ولكن … كيف سندخل الى المنزل ؟ " تحدثت سونوكو بحماس .

" هي هي … "

لم تفعل ايكو شيئا سوى الضحك بخفة قبل ان تمشي ببطء نحو باب سور المنزل ، كان على جانبي الباب مزهريتين صغيرتين ، حملت احدى المزهريات ورفعتها ، ليظهر مفتاح ابيض صغير تحتها .

نظرت ايكو اليهم وابتسمت قبل ان تقول " ساكاتا دائما ما يحتفظ بمفتاح احتياطي تحت مزهريته ! "

ثم لم تنتظر ودخلت الى المنزل ، يتبعها الاخرين أيضا .

بينما براندي ، بقي في مكانه ينظر اليهم بغرابة .

' تقتحمون بيوت الناس … وتسمون أنفسكم معلمين ؟ '

بينغ !

سمع براندي صوتا في هاتفه ، فمد يده ليخرجه من جيبه .

رسالة ؟

لم يعرف براندي من قد يرسل له رسالة في هذا الوقت ، هل هو الطبيب ؟ بيلموت ؟ ام جين ؟

فقط عندما كان سيفتح الرسالة ليقرأها …

" كياااااااااااااهههههه !!! "

سمع صوت ران وسونوكو الذي تردد في البيت بالكامل .

" مالذي يحدث ؟ "

لم يتردد براندي وركض بسرعة الى الداخل ، بعد ان وضع هاتفه في جيبه .

من ما سمعه ، يبدو ان الصراخ قادم من الطابق الثاني للمنزل ، اسرع الى هناك بأقصى ما لديه .

رغم انه تعجب في طريقه عن كيف هو مظلم هذا المنزل ، فالنوافذ مغلقة جميعا ، والانوار مطفئة ، هل كان ساكاتا هذا شخصا منعزلا او شيئا كهذا ؟

ولكنه لم يفكر في ذلك كثيرا واكمل طريقه نحو الغرفة التي اجتمع فيها الجميع .

" ه-هذا … "

عندما وصل ، وسع براندي عينيه بصدمة وهو يشاهد المنظر امامه .

احمر !

كانت جدران هذه الغرفة حمراء للغاية ، بينما توجد اثار للدماء في كل مكان .

وفي منتصف الغرفة … جثة رجل ذو بنية متوسطة ، مستلقي على الأرض .

وسكين طبخ عملاقة مخترقة جسده في منتصف صدره ، إضافة الى العديد من الثقوب التي سببتها الطعنات في جسده .

بينما بحيرة من الدماء تسيل من جسده .

ولكن … ليس هذا ما شد انتباه براندي .

بل الجدار على يمينهم .

على ذلك الجدار ، يوجد كلمات كبيرة حمراء قرمزية ، تبدو وكأنها مكتوبة بالدم .

" ملك الغرفة الحمراء … سيعود لينتقم من الجميع ؟! "

" ك-كيااااااااااااهههه ! "

بمجرد سماع كلماته ، صرخت ران و ايكو وسونوكو مرة أخرى بخوف ورعب .

———————————-

نهاية الفصل 37

أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل.

2020/07/05 · 2,628 مشاهدة · 2075 كلمة
Brandy
نادي الروايات - 2024