' لا يمكنهم ان يمنعوني من الخروج من هنا للتجول … صحيح ؟ '
بعد ان نزع براندي الابر التي تحقن الدم في جسمه ، فهو يشعر بانه لا يحتاجها ، وقف ومشى بطء نحو باب الغرفة .
مد يده وفتح الباب قبل ان يسمع صوتا يحدثه " الى اين انت ذاهب ؟ "
تفاجأ براندي قليلا ، نظر الى صاحب الصوت ليرى ان الطبيب هو من كان يحدثه .
" اريد الخروج للتجول قليلا . "
" التجول ؟ " تعجب الطبيب قليلا .
" الا يمكنني ؟ " سأل براندي بسرعة .
كان قلقا من ان المنظمة لن تتركه يخرج حتى يستعيد ذكرياته ، اذا كان الامر كذلك حقا ، فسيكون هذا سيئا .
" لا … انه ليس هكذا ، بل على العكس ، فبخروجك ، ربما ترى شيئا يمكنك من استعادة ذكرياتك ، لذلك لن يمنعك احد ، فقط … اذا ذكرت شيئا عن المنظمة في الخارج … فستنتهي اللعبة بالنسبة اليك . "
وهو يقول الجملة الأخيرة ، تحولت نظرات الطبيب الى البرود ، بالطبع ، فهم براندي قصده ، وهز راسه بخفة ، لم يكن غبيا لدرجة انه سيفتح فمه حول هذا الامر .
" يمكنك الخروج في أي وقت تريد ، تفضل هذا الهاتف . " بعد ان قال الطبيب هذا ، اخرج هاتفا اسود من جيب مئزره .
' هاتف ؟ '
" انه لتلقي الأوامر من المنظمة ، هاتفك قد قمتَ انت بتدميره قبل ان تقوم المنظمة باحتجازك ، لذلك هذا بديل عنه ، فانت لا تملك المال اللازم لشراء هاتف ، صحيح ؟ "
" اه … اسف لاتعابك … " حمل براندي الهاتف ونظر اليه للحظة قبل ان يقول هذا .
" لا بأس ، فقد تاكد من عودتك بسرعة … هناك بعض الملابس التي تناسب مقياسك بداخل الخزانة في الغرفة ، تذكر ما قلته لك … اذا خرجت كلمة عن المنظمة من فمك ، فربما سوف تتحول الى أشلاء بدون ان تعرف كيف حدث هذا . " عندما قال هذا ، مشى الطبيب مبتعدا بسرعة .
لم ينتظر براندي ودخل الغرفة ، مثلما قال الطبيب كانت هناك مجموعة من الملابس التي تناسبه ، غير ملابسه بسرعة وغسل وجهه قبل ان يخرج من الغرفة .
اضطر للتجول لبضعة دقائق وسأل بعض الأشخاص حتى يعرف اين المخرج .
فتح باب المخرج ، ليرى جدارا ثانيا يبعد عنه مترين تقريبا ، يبدو انه في زقاق ما ، مشى الى الامام حتى يخرج من الزقاق ، ليواجهه مستشفى ضخم .
حول نظره الى البناية التي خرج منها ، لقد كانت بناية ضخمة للغاية عكس ما بدت عليه عندما كان في الداخل .
تنهد ثم واصل المشي ، أولا يجب عليه ان يعرف أي هو .
بعد بضعة دقائق من المشي ، قرر براندي اخراج هاتفه وتصفح اخر الاخبار .
لمفاجأته ، كان هناك خبر واحد يتصدر الصفح ، هذا الخبر جذب اهتمامه ايضا .
( احتراق فجائي لشركة ادوية ، السبب ما زال لم يكشف بعد )
بالطبع ، لم تكن شركة الادوية تلك غريبة عنه ، فقد كانت قاعدة أخرى للمنظمة والتي كانت شيري تقوم باجراء التجارب على عقار aptx-4869 فيها .
ولكن الان بعد ان هربت شيري ، من الطبيعي للمنظمة ان تقوم بمحو كل ما قد يهددها .
' كما هو متوقع من المنظمة السوداء … تتصرف سريعا ولا تنتظر ثانية . '
ابتسم براندي بخفة ، قبل ان يطفئ هاتفه ، تذكر قائمة الإنجازات الثانوية في النظام ، كان هناك انجاز يطلب منه ( قتل بيسكو ) صحيح ؟
ما يعني انه لن يمر وقت طويل قبل ان يلتقي بشيري ، لا ، اسمها الحالي هو هايبارا آي ، اليس كذلك ؟
حينها … سيتأكد من رد تلك الضربة على رأسه ، اللعنة ، حتى وهو يمشي ، مازال يشعر بالالم القادم من مؤخرة راسه .
فجأة ، توقف براندي في مكانه ، لأنه انتبه لبرج احمر طويل يبعد عنه بضعة عشرات الأمتار .
' هذا … برج طوكيو ! '
صدم براندي قليلا ، وجود برج طوكيو هنا ، يعني انه حاليا في حي ميناتو في طوكيو .
ولكن ليس هذا ما صدمه ، فحسب معرفته من حياته السابقة ، مقر شرطة طوكيو الرئيسي يقع في حي ميناتو أيضا ، كيف يمكن للمنظمة ان تبني قاعدتها في مكان خطير كهذا ؟
بعد فترة ، عاد الى هدوئه السابق ، فالمنظمة ليست غبية لتبني قاعدتها بالقرب من مقر الشرطة ، ما يعني انهم يمتلكون خططا للهرب اذا تم كشفهم او الشك بهم .
تنهد براحة قليلا ، هو الان عضو من المنظمة ، لو امسكته الشرطة ، فسيكون هذا خطيرا جدا .
بعد هذا واصل التجول لنصف ساعة أخرى ، حاليا ، كانت الساعة الخامسة تقريبا ، قرر براندي العودة الى قاعدة المنظمة ، قبل ان يجذب انتباهه ، تجمع لسيارات الشرطة والاسعاف ، حول فندق ضخم .
' مالذي يحدث ؟ '
تساءل بداخله ثم مشى نحو ذلك الفندق .
سأل احد الموظفين عن سبب وجود سيارات الشرطة هنا ، لترد عليه موظفة الاستقبال قائلة " يبدو انهم وجدوا امرأة ما مشنوقة في غرفتها . "
مشنوقة ؟
" ما هو رقم غرفة تلك المرأة ؟ "
" انها الغرفة 304 ، على ما أتذكر " اجابت الموظفة .
عند سماع اجابتها ، مشى براندي نحو المصعد بسرعة وصعد للطابق الذي توجد فيه تلك الغرفة .
وصل بعد عدة ثواني ، كما توقع ، كانت الشرطة تملئ المكان ، وكانت الغرفة 304 سهلة الايجاد كون رجال الشرطة يدخلون ويخرجون منها .
اقترب قليلا لانه شعر بقليل من الاهتمام .
كان باب الغرفة مسدودا بشريط اصفر يمنع الناس من الدخول .
لم يهتم براندي بذلك الشريط وعبر من اسفله ، ليصدم بالمنظر الذي ارعبه كثيرا .
كانت جثة امرأة ، تبدو في الثلاثينيات من عمرها ، شعرها اسود ، معلقة في منتصف الغرفة وحبل سميك يلف عنقها .
وكان بعض الأطباء ينزلونها قبل أن يبدأو بفحصها .
بمجرد رؤية هذا ، ارتجف جسد براندي قليلا ، قبل ان يغطي فمه بيده ويركض الى دورة المياه ، هذه المرة الاولى له التي يرى فيها جثة حقيقية ، بالطبع سيشعر بالقليل من الغثيان .
" انت ، كيف دخلت الى هنا ؟ هذا المكان ليس للصغار امثالك فلتخرج فورا من مسرح الجريمة ! " تحدث رجل يرتدي معطفا وقبعة بنيا اللون ، إضافة الى شاربه الفريد من نوعه ، عرف براندي هويته فورا .
جوزو ميغوري او المفتش ميغوري ، انه المفتش المسؤول عن جرائم القتل التي تحدث في طوكيو .
" آررغغه … انا اسف ، كنت فضوليا قليلا فقط … " رد براندي وهو ينظر الى المفتش ميغوري باعتذار قبل ان يمشي ببطء نحو باب الغرفة ، لقد أراد التصرف مثلما يتصرف المحققين ، من كان يتوقع ان يحدث هذا .
' اجنبي ؟ ' تفاجئ المفتش ميغوري قليلا عندما نظر الى وجه براندي ، فبسبب عيون الأخير الزرقاء الفاتحة ، اعتقد انه اجنبي ، ولكن من الواضح ان براندي يتحدث اليابانية بطلاقة ، هل يمكن انه نصف اجنبي ونصف ياباني ؟
على أي حال ، هذا ليس من شأنه ، ما يهم الان هو القضية .
نظر المفتش ميغوري نحو احدى الرجال بجانبه ، كان الرجل اسمرا قليلا ذو شعر اسود ، انه واتارو تاكاجي او كما يدعى ، الضابط تاكاجي .
" من هي الضحية ؟ "
اخرج تاكاجي مذكرة صغيرة من جيبه وهو يقول " نونوكا اسامي ، 28 سنة ، وجدت مشنوقة قبل حوالي ربع ساعة ، يقدر الاطباء ان توقيت الوفاة كان ما بين الرابعة الى الرابعة والنصف "
" ما بين الرابعة الى الرابعة والنصف ؟ هل يوجد أي مشتبه بهم او أقرباء للضحية هنا ؟ "
" اجل … هناك ثلاثة أصدقاء للضحية … " وهو يقول هذا ، تراجع تاكاجي على الجانب ليكشف عن رجلين وامراة واحدة يقفون خلفه بتوتر وقلق .
الرجل الذي على اليمين ، ياماموتو سيندو ، 29 سنة .
بينما الرجل الذي بجانبه يدعى سونودا شوسوي ، 28 سنة .
بينما المرأة هي تسوكودا جينكو ، 28 سنة .
قال تاكاغي وهو ينظر الى الثلاثة .
" سوف نستجوبكم لفترة من الوقت ، ارجوا الا تمانعوا هذا . " نظر المفتش ميغوري اليهم وهو يتحدث ببطء .
" استجواب ؟ الم تنتحر آسامي ؟ " قال سونودا شوسوي بقليل من ملامح التوتر .
" نحن لا نعرف ان كان انتحارا ام لا بعد ، لذلك حتى نتوصل الى النتيجة ، فسوف تبقون انتم الثلاثة معنا هنا . " هز المفتش ميغوري رأسه .
' انتحار ؟ '
بينما براندي من على الجانب يحدق بهم بتساءل ، ثم يبدو وكأنه تذكر شيئا ونظر الى المكان الذي شنقت فيه الجثة مرة أخرى .
كان حبل المشنقة مربوطا على مروحة السقف بعناية ، اذا كان انتحارا فهذا يعني ان الضحية هي من قامت بربطه هناك .
بعدها انتبه الى الكرسي الخشبي الذي كان موضوعا اسفل الجثة ، انذهل قليلا ثم نظر الى الشرطي الذي بجانبه .
" عذرا ، هل يمكنني سؤالك شيئا ؟ " همس براندي بصوت منخفض الى الشرطي .
" ماذا تريد ؟ " رد الشرطي بتعجب .
رفع براندي ذراعه وأشار لذلك الكرسي الخشبي قائلا " ذلك الكرسي … هل كان واقفا هكذا عندما اتيتم ؟ "
" الكرسي ؟ … اجل ، لقد وجدناه هكذا ، لماذا ؟ " لم يفهم الشرطي لماذا قد يسأل هذا الشاب عن الكرسي .
' كان الكرسي واقفا عندما أتوا … ولم يكن ملقيا على الأرض ؟ '
في العادة عندما ينتحر شخصا ما شنقا من على الكرسي ، فمن الممكن لساقيه ان يضربا الكرسي ، ما يجعله يسقط على الأرض ، ولكن … هذا الكرسي لم يكن ساقطا عندما أتت الشرطة …
مع ذلك … هذا ليس كافيا لتأكيد ما اذا كان هذا انتحارا ام لا .
الطريقة الوحيدة هي …
نظر براندي الى جثة المرأة التي انزلها أطباء ووضعوها على الأرض قبل ان يقوموا بتغطيتها بغطاء ابيض .
مشى ببطء نحو الجثة ، انبطح ومد يده ، ليزيل الغطاء الأبيض من على الجثة ويكشف عن رأسها .
عند رؤية هذا … ابتسم براندي بخفة .
لقد كانت هناك علامات ازرقاق على عنق الضحية والتي تدل على اختناقها بالحبل ، ولكن … كان هناك شيء اخر .
تلك العلامات تأخذ شكل الحبل الذي التفت حول عنق الضحية ، ومع ذلك هذه المرة ، تبدو هناك أيضا علامات على مقاومة الضحية اثناء الشنق .
ما يعني … هذا ليس انتحارا ، بل هي جريمة قتل !
——————————————————————
نهاية الفصل الرابع .
ارجوا ان يكون الفصل مفهوما وان تكونوا استمتعتوا بقراءته .