48 - جريمة قتل السيدة كوراهايا (3)

في مكان ما في طوكيو …

كان فودكا وجين يتجولان بسيارة البورش A356 الخاصة بجين كالعادة .

بقي الاثنان صامتان حتى اخرج جين سيجارة واشعلها ، حينها فقط تحدث فودكا " مهمة براندي بعد ستة أيام فقط ، آنيكي ! الست مهتما ؟ "

صمت جين لوهلة ثم قال ببرود " ليس لدي أي اهتمام ، أرى انه من الأنسب ترك ذلك العجوز القذر لوحده ، ان لم ينهي المهمة بنفسه فهو مجرد غير مؤهل ! "

" وماذا عن براندي ؟ " نظر اليه فودكا وهو يسأل بفضول .

اخرج جين هاتفه وهو يقول " هيه ، انا انتظر … " ارتفعت زوايا فمه ببرود حتى ان فودكا يمكنه استشعار نوايا القتل التي تخرج من جين الان .

" رائحة الفئران التي تخرج منه تصبح اقوى واقوى مع مرور الوقت ، انت لا تعرف كم اتوق لرؤية جثته امامي يا فودكا ! "

ارتعش فودكا للحظة على الجانب ، لم يعرف لماذا جين عازم مهما حدث على قتل براندي ، وكأن بينهما عداوة عميقة لا يمكن حلها بسهولة .

حسنا ، كلما ازداد فضوله كلما ازدادت رغبته في عدم المعرفة ، شعر وكأنه شيء لن يريد ان يسمعه مهما حصل والا فستنتهي حياته فورا .

فتح جين هاتفه ليظهر له منشور به صورة لبراندي .

' محقق ، هاه ؟ '

……

وفي نفس الوقت في سيارة الضابطة ساتو ، كانت ساتو والضابط تاكاجي ينظران الى براندي وكونان بقليل من الصدمة .

" انتما ، هل اكتشفتما من هو القاتل حقا ؟ " تحدثت الضابطة ساتو بقليل من الارتجاف في صوتها ، حيث كانت تنظر اليهم بعدم تصديق ، لقد ذهبوا الى نفس المكان ، رأوا نفس الأشياء ، سمعوا نفس الكلام ، ولكنهما لم يعرفا الحل بعد ، ومع ذلك فإن هذا الشاب والطفل الصغير يقولان انهما عرفا الحل ؟ بهذه السرعة ؟

الا يبدو هذا وكأنه غير واقعي قليلا ؟

حتى المتحرين الصغار نظروا الى كونان بتساءل .

" اوي كونان ، هل عرفتما الحل حقا ؟ " تكلم غينتا مخاطبا كونان .

هز الاخر رأسه وهو يبتسم " اجل ، لو ركزتم قليلا فقط فستعرفون الحل أيضا يا رفاق ، لقد كان شيئا سهلا للغاية . "

" اذا ؟ من هو المجرم ؟ " سأل ميتسوهيكو .

ابتسم كونان بخفة وهو يقول " هي هي … ستعرفون بعد قليل … "

نظر براندي الى الضابطة ساتو وقال " سأشرح لكم ، ولكن ليس هنا ، بل في منزل القاتل ! "

منزل القاتل ؟

نظر تاكاجي وساتو لبعضهما البعض لوهلة ، ولكنهما هزا اكتافهما وركبا السيارة متوجهين نحو المكان الذي طلب منهم براندي الذهاب اليه .

" مازلت لا اصدق انكما اكتشفتما القاتل بهذه السهولة … يبدو انكما لاحظتما شيئا لم نلاحظه من قبل ، كما هو متوقع " ابتسمت الضابطة ساتو وهي تمدح الاثنان بلا توقف .

اما الضابط تاكاجي ، فقط نظر اليها لفترة قصيرة قبل ان يخفض رأسه ويتنهد مرة أخرى .

هذه المرة ، لم يستطع براندي كبح فضوله وسأل " مالخطب أيها الضابط تاكاجي ؟ هل حصل شيء جعلك حزينا جدا ؟ "

نظر الضابط تاكاجي الى براندي قبل ان يحك رأسه ويقول " ل-لا شيء ، حظي فقط كان سيئا هذه الأيام … "

ضحكت الضابطة ساتو بخفة ثم قالت " كان تاكاجي يواجه العديد من المشاكل هذه الأيام ، أولها انه ترك مشتبها به يهرب ، بعدها أضاع دليلا لإحدى الجرائم ، ثم عندما كنا في مهمة مراقبة ، كَشَفَنَا عن غير قصد ما جعل المجرم يهرب بسرعة ، حتى انه تلقى التوبيخ العديد من المرات على يد المفتش ميغوري … اتصدق انني لو لم اكن معه في ذلك الوقت وقبضت على المشتبه به والمجرم بسرعة ما تلقى مجرد توبيخ ، بل يمكن حتى ان تخفض رتبته ! "

تنهدت طويلا وأضافت " رغم ان الدليل الذي اضاعه لم نستطع ارجاعه الا ان اعتراف المجرم يكفي ، كان حظه جيدا في ذلك الوقت … "

انذهل براندي وسأل " حتى من دون دليل ، اعترف المجرم لوحده ؟ "

نظرت اليه ساتو عن طريق المرآة وقالت " انت تعرفهما ، المجرمين من القضية في ايزو اوشيما ، ذلك الحارس الشخصي وغينزا - سان … يبدو انهما شعرا بالذنب واعترفا بعدها بفعلتهما . "

تذكر براندي قضية قصر هاتو قبل أسبوع ، امال رأسه وقال " لا أتذكر ان العم كوغورو قد قال انه وجد دليلا يدين المجرمين غير بصمات اصابعهما في الغرفة السرية ؟ "

هزت رأسها وردت ببطء " بعد تفتيش القصر مرة أخرى ، اكتشفت الشرطة حقا ان الغرف السرية متصلة ببعضها ، حيث يبدو ان الأبواب التي تربط بين الغرف هي ابواب حجرية سميكة وثقيلة ، لذلك قد يكون من الصعب تحريكها قليلا ، لو انكما انتما الاثنان جربتما حظكما ووضعتما بعض القوة في الجدار لتمكنتم من فتح الباب للغرفة السرية الأخرى … وبالطبع كانت بصمات أصابع غينزا – سان في كل مكان ، ولكن ليس هذا ما اتحدث عنه … بل الرسالة على الهاتف ، اودُّو ( おっど ) ، قبل أيام من حضوركما الى ايزو اوشيما ، كان الضابط تاكاجي موجودا صدفة في ذلك المكان ، وهو من اكتشف الرسالة على الهاتف ، ولكن بعدها وهو في طريقه ليأخذ الأدلة لمقر الشرطة ، حذفت الرسالة فجأة . "

" ح-حذفت فجأة ؟! كيف ؟ " لم تكن صدمة براندي وكونان صغيرة ، هل يمكن للاشياء الاختفاء هكذا فجأة ؟

لم يكن مفاجئا ان الأبواب الى الغرف السرية الأخرى كانت في الجدار ، حيث لم يجرب الاثنان في ذلك الوقت دفع الجدار الصلب ابدا ، رغم ان براندي قد ضربه بقوة ولم يشعر بأي شيء غير اعتيادي ، ولكن هذا منطقي اذا كانت الأبواب ثقيلة ومن الصعب تحريكها بالنسبة لشخص له بنية جسدية عادية مثل براندي … بالنسبة للالبوم والساعة الذهبية الذان وجدهما ذلك الوقت ، فبعد خروجه من المستشفى ذهب بسرعة الى القصر مرة أخرى ، لحسن الحظ لم تكن الشرطة قد اكتشفت مكان الدرج في ذلك الوقت ، اخرج الالبوم والساعة من الدرج ثم خبئهما ، وبعد رحيل الشرطة أعاد كل شيء الى مكانه .

لم يرد من الشرطة ان تأخذ الالبوم والساعة لأنه شعر انهما سيكونان دليلان مهمان لحل لغز ما جرى قبل خمس وعشرين عاما ، أراد حل هذه القضية لوحده وبدون مساعدة أي احد .

قالت الضابطة ساتو " لا نعرف ، حسب كلام تاكاجي – كون ، فلا احد قد لمس الهاتف لأنه كان في جيبه طوال الوقت ، ولكن عندما عاد الى مقر الشرطة ، تفاجئنا من ان الرسالة ليست موجودة … تفحصنا بيانات الهاتف ولكن لم نجد أي شيء ، وكأن الرسالة لم تكن موجودة ابدا منذ البداية ! "

قلص براندي وكونان عيونهما ، هذا غريب … ما قالته ساتو الان جعلهما يرتبكان .

حسنا ، لم يعيرا اهتماما كبيرا لهذا ، لقد قبضا على المجرمين على أي حال ، والتفكير اكثر سيؤدي الى صداع في الرأس فقط ، قالوا بضعة كلمات تشجيعية للضابط تاكاجي كي لا يشعر بالسوء أيضا .

ما جعل براندي يتفاجأ قليلا ان غينتا ، آيومي وميتسوهيكو كانوا صامتين طوال هذه الفترة ، يبدو ان القصة قد اثارت اهتمامهم وجعلتهم يتوقون للمزيد .

لسوء حظهم ، وصلت السيارة بالفعل الى المكان الذي دعاه براندي ب(منزل القاتل) .

دينغ دونغ ~

ضغط الضابط تاكاجي على الجرس ، بعد بضعة ثواني فتحت لهم امرأة ذات شعر اسود طويل وترتدي نظارات الباب .

كانت هذه المرأة هي ميوكو سي ، او كما قال براندي ، القاتل !

تفاجأت السيدة ميوكو عند رؤيتهم وقالت " هل تحتاجون شيئا ما ؟ "

ابتسم الضابط تاكاجي بخفة وقال " لا ، لا شيء ، لدينا فقط تخمين عن هوية القاتل في هذه القضية ، ونريد عرض استنتاجنا عليك يا ميوكو – سان ، لأنك كاتبة روايات غموض في النهاية . "

رفعت السيدة ميوكو حاجبا واحدا وهي تنظر اليه بغرابة قبل ان تهز رأسها وتقبل ادخالهم للمنزل .

لم يدخل براندي فورا وانما ذهب أولا لتفقد سيارة السيدة ميوكو ، نظر عبر الزجاج الى مقعد السائق والمقعد الذي بجانبه ، لتتشكل ابتسامة على وجهه .

كل شيء كان كما توقع تماما .

بعدها لم ينتظر اكثر وتبع الاخرين الى داخل المنزل .

جلس الجميع في غرفة الجلوس ، لتدخل السيدة ميوكو بعدها وتحمل في يدها صينية بها كؤوس عصير زجاجية .

وزعت على الجميع العصير ثم جلست على كرسي خشبي امامهم .

نظرت الى الضابط تاكاجي ، مدت يدها وقالت " تفضل ، يمكنك عرض استنتاجك علي . "

نظر الضابط تاكاجي بدوره الى براندي ، حيث كان ما قاله قبل قليل هو جزء من خطة براندي وليس له علم بأي استنتاج .

هز براندي رأسه ، وقف من مكانه قبل ان يقول " سأعرض انا الاستنتاج بدلا من الضابط تاكاجي ، ولكن هل يمكنني طرح سؤال عليك ، ميوكو – سان ؟ "

لم تمانع السيدة ميوكو ذلك واوأمت بموافقة .

سأل براندي بسرعة " اين هي تلك الثلاجة المحمولة والتي كانت في السيارة بجوار مقعد السائق ؟ "

" وضعتها في المطبخ ، لماذا ؟ " ردت السيدة ميوكو بطبيعية .

لم يقل براندي شيئا لفترة من الوقت ، بعدها ابتسم بخفة وقال " سأبدأ عرض استنتاجي الان … حسنا ، في رأيي ان القاتل لم بداخل المنزل ابدا في وقت موت الضحية وسقوط الخزانة عليها . "

امالت السيدة ميوكو رأسها بتساءل ، وكذلك فعلت الضابطة ساتو والضابط تاكاجي .

اكمل براندي حديثه قائلا " اولا ، احتاج القاتل الى قطعتين كبيرتين جدا من الجليد بحجم رجل خزانة على الأقل ومفك براغي … يجب ان يكون القاتل قد علم بأن كوراهايا - سان لن تكون في المنزل في ذلك الوقت وستتأخر بسبب بعض الاعمال في الشركة "

" لذلك استغل هذه الفرصة واقتحم غرفة الضحية قبل نصف ساعة على الأقل من وقت عودة كوراهايا – سان ، لا بد ان يكون قد امتلك مفتاحا احتياطيا للشقة او شيء كهذا والا فلن يمكنه الدخول ابدا ، كما يجب ان يكون قد وضع شكلا من اشكال التنكر حتى لا يتعرف عليه الاخرين ، شعر مستعار مثلا او شيء كهذا … بعد الدخول الى الغرفة اسرع المجرم في اخراج الكتب من الخزانة ، ثم وضعها على الأرض وشرع بإزالة الرِّجلين الاماميتين للخزانة بواسطة مفك البراغي ، بعدها وضعها على الجانب ، شغل مكيف الهواء حتى يكون الجو في الغرفة باردا جدا ، ثم أعاد الخزانة لطبيعتها ووضع الكتب فيها ، ولكن بدلا من الرجلين الاماميتين تلك ، وضع قطعتين من الجليد في مكان كل رجل ! "

" كان يحتاج لتشغيل المكيف في البداية ليضمن بقاء الجو في الغرفة باردا وبذلك لن تذوب قطع الجليد بسرعة قبل قدوم الضحية للمنزل … بعد هذا ، أعاد الكتب بداخل الخزانة وقام بتخبئة الرجلين الاصليتين على الجانبي الأيمن والايسر من الخزانة … " نظر براندي الى آيومي ثم أضاف " سمعت من آيومي – تشان ان كوراهايا- سان عندما تقرأ كتابها المفضل فمن عادتها ان تقف امام خزانة الكتب وتقرء الكتاب بصمت ، رغم انني لا اعرف سبب هذا … وسمعت أيضا ان كوراهايا – سان لديها حب كبير لذلك الكتاب وكل يوم تقراه كاملا ولكنها تعيد قراءته مرة أخرى في اليوم التالي ، لن تمل من قرائته مهما كان عدد المرات التي فعلت ذلك فيها . "

" لا بد ان المجرم قد استغل عادة الضحية في الوقوف امام خزانة الكتب تلك ، وقبل بضعة دقائق فقط من عودة كوراهايا – سان الى الفندق ، عشرة دقائق او نحو ذلك ، اطفئ الضحية مكيف الهواء ، وشغل المدفأة والتي كانت قريبة من خزانة الكتب قليلا … "

عندما وصل استنتاج براندي لهذا الحد ، قرر كونان الوقوف أخيرا او ان الأول سيسرق كل الأضواء لوحده .

تكلم كونان بنبرة طفولية " بعدها وبأقصى سرعته أزال تنكره وعاد الى شكله الطبيعي ، وتظاهر بأنه قد طرق باب منزل الضحية ولكنها لم تفتح له فرحل فورا قبل ان تستطيع الضحية رؤيته . "

اكمل كونان كلامه قائلا " وكما قالت آيومي – تشان من قبل ، بمجرد عودة الضحية من العمل فإنها تقف امام خزانة الكتب وتقرأ كتابها المفضل بعد ان أغلقت باب الغرفة جيدا ، لا شك ان الضحية لم تنتبه ان المدفأة كانت مشتعلة وكان جل تركيزها على الكتاب الذي تقرأه ، بينما كان الجليد يذوب ببطء مع كل ثانية تمر ، وعندما ذاب نصف الجليد او حتى كله ، سقطت خزانة الكتب تلك على كوراهايا – سان ، مسببة لها ضربة حادة في رأسها والموت الفوري ! "

تشكلت ابتسامة انتصار على وجه كونان وهو يلتفت الى السيدة ميوكو ويقول بجدية " والشخص الوحيد الذي اعترف بنفسه انه يعرف عادات الضحية ومواعيد عملها ، إضافة الى انها روائية وتذهب للشركة أحيانا فلها علم بالمشاكل التي تواجه الضحية وانها ستتأخر اليوم … ليس أحدا سوى انتِ ، ميوكو سي – سان … او ربما يجدر بنا القول ايتها القاتلة ؟ "

" … "

صمت .

في الحقيقة ، كان كل من السيدة ميوكو ، براندي ، ساتو وتاكاجي صامتين وهم ينظرون الى كونان بإندهاش .

' ايه ؟ '

عندها فقط ، علم كونان بأنه قد اظهر الكثير ، اللعنة ، لقد تغلب عليه حبه للتحقيق وغريزته كمحقق .

ضحك بصوت عالي ثم قال " هذا ما قد يفكر به أي شخص سمع كلام كوروغومي – نو نيتشان قبل قليل ! صحيح ، كوروغومي – نو نيتشان ؟ "

نظر اليه براندي بعيون سخرية للحظة ، قبل ان يهز رأسه وينظر الى السيدة ميوكو.

" ما قاله هذا الطفل هنا صحيح ، ميوكو – سان ، انت هي القاتلة ! "

" … " لم تتحدث السيدة ميوكو لعدة دقائق ، ولم يتحدث فيها أي شخص اخر أيضا .

رفعت السيدة ميوكو رأسها ، نظرت الى براندي وقالت وهي تعدل نظاراتها بيدها " استنتاجك منطقي وتحليلك رائع جدا ، ولكن … لا يمكن بناء استنتاجاتك هكذا فقط بدون أي دليل ، صحيح ؟ "

قبل ان تنهي كلامها بالفعل ، كان براندي قد قال بسرعة وحزم " الدليل هو تلك الثلاجة المحمولة . "

" ماذا ؟ " ملأت نظرات التساءل والحيرة وجه السيدة ميوكو ، لم تفهم ما دخل الثلاجة المحمولة في الامر .

هز براندي رأسه وقال " علبتي البلاستيك اللتين ضعيت فيهما الكعك ، كانوا في الأساس العلب التي وضعتي فيها قطع الجليد بداخل الثلاجة المحمولة ، حتى لا تذوب بفعل الحرارة … لقد شككت فيك منذ البداية لأنه من الغريب ان يضع احد ما الكعك في علب بلاستيكية مثل تلك ، يبدو انكِ بعدما ارتكبت جريمتك وضعتي قطع الكعك في العلب بدل رميها ، أنت اردت ان يكون هذا دليل براءتك … ولكنه اصبح دليل ادانتك بدلا من ذلك ، وذلك بسبب انه لو كان شخص اخر ، لنقل حبات الكعك من الثلاجة المحمولة الى الثلاجة العادية او اكلها بسرعة ، ولكنك بدلا من ذلك ابقيت على الكعك كما هو حتى وصلنا الى منزلك وطرحنا عليك أسئلة ، كان من حسن حظك انني طرحت سؤال تفتيش الممتلكات التي اخذتها معكِ عندما ذهبت لزيارة الضحية ، حتى اذا لم اطرحه ، واثق انك كنت ستفعلين ذلك وتطلبين منا تفتيش ممتلكاتك … وبعد مغادرتنا ، ظننتِ انه لم يعد ضروريا ، وضعتِ حبات الكعك في الثلاجة العادية في المطبخ وهذا يفسر ان الثلاجة المحمولة ليست في سيارتك حاليا ، بل في المطبخ ، لأنك نقلتها بعد مغادرتنا مباشرة ونسيتها هناك . "

لم تقل السيدة ميوكو شيئا ، ولكن براندي بإمكانه رؤية ذراعيها ترتجفان ، رفعت رأسها وقالت ببطء " كل شيء قد قلته للتو كان صحيحا أيها الفتى الشاب ، انا القاتلة … "

تساءلت الضابطة ساتو لماذا قد تقتلها ، فمن حديث آيومي والاخرين عن السيدة كوراهايا ، يبدو ان الأخيرة كانت طيبة جدا ولم تفعل أي شيء قد يجعل الاخرين يكرهونها لدرجة قتلها .

" لأنها سخرت مني … ومن الرواية التي استغرقت أسابيع لكتابتها ، قالت بكل قسوة ( لا انصحك بنشر هذه الكوميديا ابدا ، فأنتِ ستجعلين نفسك اضحوكة فقط … ولكنني سأحب اخذ هذه الرواية وقرائتها كل يوم بإبتسامة ) … كانت تسخر مني ، بالنسبة لي ، ان يقول احد عن الرواية التي كتبتها بشق الانفس انها لا تستحق النشر هو أسوأ شيء في حياتي ، حتى انها قالت انها تريد ان تقرأ روايتي كل يوم وهي تضحك بصوت عالي … لم اكن اريد قتلها ، اردت فقد ايذائها قليلا ، لم أتوقع ان يحدث شيء مثل هذا "

بدأت الدموع تنزل ببطء من وجه السيدة ميوكو ، كيف تجرؤ على تسمية نفسها بكاتبة روايات غموض بعد ان ارتكبت جريمة قتل ؟

عبس براندي للحظة واحس بان هناك شيء خاطئا في القصة ، فطلب من السيدة ميوكو استعارة الرواية التي ضحكت عليها الضحية ، ولم ترفض الأخرى ابدا .

جلس هو وكونان بجانبه يقرآن القصة ببطء وروية.

بعد بضعة دقائق فقط ، وضع الاثنان يدهما على فمهما ، احمرت وجنتيهما للحظة وانتفخت في نفس الوقت ، سيء ، ارادا كتم ضحكتهما ولكنهما لم يستطيعا .

بواهاهاهاهاهاهاها !

ضحك الاثنان بشدة حتى انه يمكن رؤية الدموع تخرج من عيونهما .

" م-مالذي يضحك لهذه الدرجة ؟ " احمر وجه السيدة ميوكو كثيرا من الخجل لدرجة انها صرخت بغضب ، هل قصتها سيئة لهذه الدرجة حقا ؟

" سيء ! سيء للغاية ! الان فهمت معنى الجملة الأخيرة من كلام الضحية وهي تقرأ روايتك ! بواهاهاها … " حتى وهو يتكلم ، لم يستطع براندي مقاومة الضحك ابدا .

ظهرت عروق على جبهة ساتو من الانزعاج ، وقفت من مكانها وتوجهت نحو الاثنين ببطء .

بوم ! بوم ! بوم !

رمت لكمة على رأس كل واحد منهما وصرخت " ايمكنكما اخذ الامر بجدية ؟! "

بسماع كلام الضابطة ساتو ، لم يتردد الاثنان وعدلوا من جلستهم وهم ينظرون الى السيدة ميوكو بملامح جدية .

تكلم كونان فجأة " ميوكو – سان ، هذا لا ينفع ابدا ، روايتك ، انها … انها … "

لم يستطع إيجاد الكلمات المناسبة لوصفها حقا .

اما براندي الذي كان صريحا على عكس الأول ، فقد رمى الرواية على الطاولة وقال بإنزعاج وهو يحك رأسه " انها رائعة ، مضحكة ، سخيفة ومذهلة في نفس الوقت ، ولكنني اتفهم لماذا قالت الضحية انها لا يجب ان تنشر في قسم قصص الغموض والا ستصير اضحوكة للناس . "

كان كونان عاجزا عن الكلام للحظات ، واو ، يا لك من طليق اللسان يا كوروغومي – نو نيتشان ، حقا !

هز رأسه ثم نظر مرة أخرى الى السيدة ميوكو قائلا " ميوكو – سان ، اتفهم لماذا قالت الضحية انها ستحب قراءة روايتك كل يوم بإبتسامة ، هذا بسبب ان البطل الرئيسي لديه صفات مشتركة مع بطل كتابها المفضل ، دكتور جيكيل وسيد هايد ، حيث في روايتك ، البطل هو شخص لديه انفصام بين شخصية شريرة وشخصية طيبة ، بينما في الكتاب الأصلي للدكتور جيكيل والسيد هايد ، حصل نفس الشيء ، فقط انه تناول عقارا صنعه ليصنع شخصية لديها جانب شرير منه ، وشخصيته الاصلية التي لديها الجانب الطيب فقط … ومع ذلك … لا اعرف كيف اقولها ولكن … كمية الكوميديا والرومانسية فيها كبيرة للغاية لدرجة انها لم تعد تسمى رواية غموض . "

تجمدت السيدة ميوكو في مكانها ، قبل ان تسقط الدموع بلا توقف من عيناها .

" اهههههههه ! " صرخت بألم وندم ، قبل ان تفقد وعيها من الصدمة على يدي الضابط تاكاجي .

' يا لها من ذريعة لقتل شخص ما ، حقا . ' تنهد براندي بحزن عليها ، وفي نفس الوقت سخرية ، لم يتوقع يوما ان أحدا ما سيقتل شخصا اخر فقط بسبب انه قد سخر من عمله ، يا لها من سخافة .

……

بعد هذا ، اخذت الضابطة ساتو والضابط تاكاجي السيدة ميوكو معهما الى مقر الشرطة .

أراد براندي العودة بسرعة الى قاعدة المنظمة ، لم يتبقى سوى ستة أيام على مهمته ، ولكن عندما كان على وشك المغادرة ، اوقفه كونان فجأة .

تساءل براندي عن ما يريده الاخر منه ، ولكن يبدو ان كونان يريد ان يتحدث الاثنان على انفراد ، فلم يمانع براندي ابدا .

مشى الاثنان بعيدا عن الأطفال ، قبل ان ينظر براندي الى كونان ويقول " ما الخطب ؟ "

تردد كونان للحظة قبل ان يقول بملامح جدية وقليل من الاحراج " ه-هاي ، كوروغومي – نو نيتشان ، انت … هل ، هل هنا شيء ما بينك انت وران ؟ "

عفوا ؟

وقف براندي في مكانه ولم يتحدث حتى استوعب الامر أخيرا ، نظر الى كونان قبل ان يبدأ بالضحك بصوت عالي .

قال بإبتسامة " حسنا ، ولكن قبل ان اجيب على سؤالك ، يجب ان تجيب على سوال أولا . "

" ما هو سؤالك ؟ " تردد وكان قبل ان يقول .

ارتفعت زوايا فم براندي ، وقف ببطء وقال " انت ، انت لست طفلا عاديا ، اليس كذلك ؟ فأنت ذكي للغاية بالنسبة لسنك إضافة الى انك دقيق الملاحظة … كونان – كون ، من انت ؟ "

وسع كونان عينيه بتفاجئ ، قبل ان يبتسم هو أيضا بفخر ويقول بثقة " ايدوغاوا كونان ، متحري ! "

انذهل براندي للحظة ، ثم ابتسم مرة أخرى ، يبدو انه بدأ يحب هذا الصغير امامه قليلا .

" متحري ، هاه ؟ "

هز كونان رأسه ببطء والابتسامة لا تزال على وجهه ، قبل ان يتذكر الموضوع الأساسي ويقول وهو يهز يديه " الن تجيب على سؤالي ؟ "

حك براندي رأسه بتوتر ، لم يعرف كيف يقول هذا له ، ولكنه بدأ بشرح الامر له .

عندما كانوا على الشاطئ ، سألته ران عن تلك المرأة التي قال براندي ذات يوم ان شينتشي يتحدث عنها .

ولم تدعه يذهب حتى يخبرها ، وفي مواجهة قوة ران ، لم يستطع براندي فعل شيء سوى قبول الإجابة على سؤالها ، ولكن من اجل ان تعرف الإجابة ، فإنه سينادي ران بإسمها وحده فقط ، لا يوجد أي لقب إضافي مثل سان او كون ، وهي ستفعل المثل أيضا .

لأن براندي صراحة لم يحب إضافة القاب مثل هذه الى أسماء زملائه في المدرسة واقربائه ، انه معتاد على مناداتهم بأسمائهم فقط ، فقبلت ران ذلك بسرعة .

عندها ، لم يستطع براندي فعل شيء سوى الكذب عليها ، وقال ( لقد كان يتحدث عنكِ يا ران ، رغم انه اخبرني الا افتح فمي ولكن اعتقد انه يجب عليكِ ان تعرفي بالامر ) .

" م-مالذي فعلته ؟! " صرخ كونان بصدمة وجنتيه محمرتين .

اذا لهذا السبب كانت ران سعيدة طوال الوقت ؟!

على الرغم من انه أراد حقا قول شيء لبراندي ، ولكنه لم يعرف ماذا يقول ، يشكره لمساعدته ؟ يوبخه لكذبه ، لأن كونان يقسم انه لم يلتقي ولو لمرة مع براندي ؟ او المغادرة بدون قول أي شيء ؟

بالطبع ، اختار كونان الخيار الثالث بدون أي تردد ، ومع ذلك … فقد تأكد من شكر براندي في داخله …

——————————

نهاية الفصل 48 .

أتمنى ان تكونوا استمتعتم بالفصل.

2020/07/22 · 2,453 مشاهدة · 3624 كلمة
Brandy
نادي الروايات - 2024