58 - حلقة خاصة : ناي ملكة البحر (5) - كل هذا بفضلك يا ستيف

برج ملك البحار .

توقفت اكثر من ثلاثة سيارات شرطة امام الباب الرئيسي للبرج ، وأمام نظرات الإنذهال لبراندي والآخرين ، هرع رجال الشرطة والأطباء الجنائيين نحو الجثة بسرعة .

التقطوا العديد من الصور لمسرح الجريمة ، قبل ان يقوموا بتحديد موقع الجثة بواسطة شريط ابيض ، بينما تم الاحتفاظ ببطاقة كايتو كيد المليئة بالدماء في حافظة بلاستيكية صغيرة ، والتي وضعها كونان في جيبه ، لم يعرف لماذا ولكنه شعر بأن هذه البطاقة ستكون دليلا مهما، لذلك قرر انه ليس الوقت المناسب لتقديمها للشرطة .

بعدها ، قام الأطباء الجنائيين بلف الجثة بقماش ابيض كبير وحملوها الى داخل السيارة ، قبل ان تنطلق السيارة متوجهة نحو مقر الشرطة .

تم ذلك بسرعة كبيرة لدرجة ان براندي حتى لم يكن لديه الوقت لإستوعاب ما يجري .

وكأنه فريق من النخبة الذين تم تدريبهم بإحترافية !

" نويتشي – كون ! انت هنا أيضا ؟ "

عندها فقط ، لاحظ براندي أخيرا ثلاثة اشخاص مألوفين لسؤالهم عن ما يجري ، المفتش ميغوري ، الضابط تاكاجي والضابطة ساتو .

" المفتش ميغوري ! " نظر اليه براندي للحظة ، قبل ان يحول انتباهه الى رجال الشرطة الذي يقومون بعملهم بسرعة وقال بإستغراب " مالذي يحدث هنا ؟ "

نظر المفتش ميغوري الى براندي ثم الى رجال الشرطة ليفهم قصده فورا ، حينها تحولت ملامحه للجدية " وردنا اتصال من ناكاموري – كون، يقول فيه ان شخصا كان يرتدي قنبلة على شكل طوق ، انفجرت تلك القنبلة ومات هذا الرجل … كما قال انه قد يكون هذا هجوما من احدى المنظمات او شيء كهذا … قلق المشرف ماتسوموتو كثيرا وقرر ارسال فرقة من الخبراء للتعامل مع الأمر إضافة لنا نحن الثلاثة . "

هجوما من احدى المنظمات ؟

نظر براندي الى المفتش ناكاموري بغرابة ، حتى كونان فعل ذلك .

لماذا يبدو هذا الأمر واقعيا للغاية بالنسبة لهما ؟

لا، السؤال هو لماذا قال المفتش هذا ؟

نظر المفتش ناكاموري اليهم للحظة قبل ان يسعل بخفة ووجه محمر قليلا " هناك سبب لهذا ستعرفونه فيما بعد ، هذا ليس مهما الان ، ما يهم هو اكتشاف هوية الضحية . "

هز ميغوري رأسه موافقا ، ثم نظر الى الآخرين وقال بجدية " هذا ليس المكان المناسب للحديث ، لذلك أتمنى الا تمانعوا مرافقتي الى مقر الشرطة "

صمت للحظة قبل ان يقول مخاطبا المفتش ناكاموري " قسم جرائم السرقة خاصتك قد انتهت مهمته هنا ، فلتترك الباقي علينا ، ناكاموري – كون . "

" لا ! ما حصل اليوم له علاقة بكايتو كيد أيضا ! " تحدث المفتش ناكاموري بنظرة جدية تعلوا وجهه .

كايتو كيد ؟

نظر ميغوري اليه بتساءل ، ما دخل كايتو كيد في جريمة القتل هذه ؟

عندها ، قرر براندي والآخرين الذهاب الى مقر الشرطة أولا ثم شرح الوضع له .

……

" قد يكون هذا مزعجا قليلا … "

بعد سماع تفسير براندي والمحقق موري إضافة الى كونان ، اغمض المفتش ميغوري عينيه ، يبدو انه في تفكير عميق .

لو كان هذا حقا من إفتعال كايتو كيد ، فسيكون الأمر صعبا قليلا ، ولكن براندي وكونان قالوا انه كان هو حقا ، حيث رآه الجميع اليوم عند بوابة البرج .

فتح عينيه ونظر بتساءل الى براندي " ولكنني ظننت ان كايتو كيد لم يقتل من قبل ، ولم يستعمل أي أسلحة نارية ، فمالذي يحدث الآن ؟ "

بقي الثلاثة صامتين ، حتى براندي كان عاجزا عن الإجابة .

بعد فترة قال كوغورو بنظرة جدية " شخصية الإنسان يمكن تغييرها بسهولة ، ربما كان مجرد لص من قبل ، ولكن من يعرف ما اذا حدث شيء جعله يرتكب جريمة القتل البشعة هذه ، عداوة مثلا … "

نظر اليه براندي وكونان ولم يقولا شيئا ، رغم ان كلام الآخر يبدو منطقيا للغاية .

اخرج كونان بطاقة كايتو كيد ونظر اليها ، اذا كان كايتو كيد حقا سيسرق الناي اليوم عندما يكون القمر مكتملا ، عندها سيكون من الضروري حقا الغاء حفل الافتتاح .

حمل هاتفه والتقط صورة لكلتا جهتي البطاقة قبل ان يقدمها للمفتش ميغوري ، فهي ستكون دليلا مهما كذلك .

بعد ربع ساعة تقريبا ، وصلوا أخيرا الى مقر شرطة العاصمة في مدينة ميناتو في طوكيو .

نظر براندي الى المقر ، كانت اخر مرة جاء فيها الى هنا قبل عدة أيام ، في وقت قضية سلسلة الانفجارات ، عندها قررت الشرطة عقد اجتماع لمناقشة القضية .

من كان يتوقع انه سيعود الى هنا بهذه السرعة ، ولنفس السبب أيضا ، اجتماع بسبب انفجار طوق رجل ما .

حسنا… الاجتماع في الحقيقة كان بسبب كذب المفتش ناكاموري الذي قال ان احدى المنظمات هي من فجرت القنبلة ، هذا ما جعل الجميع يقلق بدون سبب .

رغم انه لم يعرف دافعه للكذب ، الا ان براندي واثق من ان ناكاموري سيتلقى عقوبة خفيفة بسبب هذا … او انه لن يتلقى ؟ هذا يعتمد على الحجة التي سيقدمها الأخير ، حتى هو كان فضوليا قليلا .

دخل الجميع الى مقر الشرطة بقيادة المفتش ميغوري ، الضابط تاكاجي والضابطة ساتو لم يكونا معهم لأن المفتش ميغوري أوكل اليهما مهمة جمع المعلومات حول الضحية ، وذلك بفحص كاميرات المراقبة والتي قامت بتصوير وجه الرجل قبل ان ينفجر الطوق ، إضافة الى سؤال بعض الأشخاص الذين كانوا حاضرين في ذلك الوقت .

بعد بضعة دقائق من المشي ، وصلوا الى باب احدى المكاتب في المقر ، نظر المفتش ميغوري اليهم وقال " انتظروا هنا لحظة ، سأشرح الأمر للمشرف أولا . "

لم يعارض الآخرين ووافقوا على البقاء هنا الى حين خروجه .

اومأ المفتش ميغوري قبل ان يطرق باب المكتب ثلاث مرات ، بعد ثواني سمع صوتا خشنا للغاية " ادخل ! "

فتح الباب ليرى رجلا ضخم البنية يدون العديد من الملاحظات في مكتب ، كان الرجل يرتدي بدلة رسمية ، إضافة الى وجود ندبة طويلة تشمل عينه اليسرى .

المشرف ماتسوموتو كيوناغا …

نظر ماتسوموتو الى ميغوري وقال " هل جمعتم ما يكفي من المعلومات ؟ يمكننا ان نبدأ الاجتماع الان اذا "

شعر ميغوري بقليل من التوتر والقلق ولم يعرف ما يقول لفترة من الوقت ، حينها فتح فمه وقال " حسنا ، ولكن … حصل تغيير في المعلومات التي حصلنا عليها … "

تغيير ؟

تفاجئ ماتسوموتو ونظر الى الاخر بتساءل .

حينها ، تنهد المفتش ميغوري وقرر قول ما اخبره براندي والاخرين من قبل .

……

بينما خارج الغرفة …

جلس براندي و كونان على مقعدين كانا بجانب مكتب المشرف ماتسوموتو ، بينما وقف كوغورو على الجانب المقابل لهما يتصفح احدى الجرائد .

دينغ —

فجأة ، سمع براندي صوت رنين طفيف من هاتفه ، نظر اليه ليكتشف ان رسالة ما وصلته .

( هل انت مشغول ؟ ما رأيك بالخروج معي في جولة ؟ )

- بيلموت -

" … "

كان براندي عاجزا عن الكلام للحظة .

لماذا تبدو رسالة بيلموت غريبة نوعا ما ؟

بعد ثانية ، عاد لطبيعته وكتب ردا بسرعة .

( اسف لا استطيع ، فانا مشغول اليوم )

حينها فقط ، لاحظ كونان ان براندي يرسل رسالة لشخص ما ، قلص عينيه وحاول بسرعة قراءة ما ارسله .

لاحظ براندي نظرات الاخر نحو هاتفه ، لم يتردد واغلق هاتفه بسرعة قبل ان يرفع اصبعه السبابة امام فمه ويقول بإبتسامة قصيرة وصوت منخفض " كن هادئا ! التهور لن ينفع في شيء … سوى تسريع وقت وفاتك ! "

تلك النظرة الهادئة والإبتسامة القصيرة ، لم يستطع كونان جمع أي معلومات منها .

ولكن حديث براندي للتو جعله يزيد من حذره طيات عديدة .

توسعت ابتسامة براندي قبل ان يقول " وأيضا … اختلاس النظر على هواتف الآخرين سيء ، الا تعرف هذا يا كونان – كون ؟ "

صمت كونان للحظة ، قبل ان يجيب بإبتسامة واسعة ونبرة طفولية " اجل ! لقد فهمت ، اعدك انني لن اعيدها مرة أخرى ، كوروغومي – نو نيتشان ! "

عند رؤية تصرف كونان ، ضحك براندي بصوت منخفض وهو يربت على شعره قائلا " هاها ! ولد جيد ! "

ضحك كونان أيضا وهو يمسك يد براندي وكأنه يريد اللعب معه ، ولكن في تلك اللحظة ، رأى الثلاثة الضابط تاكاجي والضابطة ساتو، إضافة للمفتش ناكاموري قادمين من بعيد .

" هل اكتشفتم شيئا ؟ " وقف براندي وقال بسرعة .

ابتسم الضابط تاكاجي بخفة وهو يهز رأسه " اجل ، كان بحثنا مثمرا قليلا . "

بمجرد ان انتهى الضابط تاكاجي من حديثه ، فُتِحَ باب المكتب ، ليخرج المشرف ماتسوموتو والمفتش ميغوري .

وقف المحقق موري بسرعة وحيا بسعادة المشرف ماتسوموتو ، كذلك براندي وكونان .

بعدها توجه الجميع نحو قاعة الإجتماعات ، فمن ما يبدو على ملامح وجه الضابط تاكاجي وساتو ، هذه القضية لن تكون سهلة .

جلس الجميع في مكانهم على الطاولة ، بينما جلس المشرف ماتسوموتو والمفتش ميغوري في المكتب بالقرب من اللوحة البيضاء .

لم تكن قاعة الإجتماعات مليئة عكس المرة الماضية ، حيث الأشخاص الذين هنا كانوا : براندي ، كونان ، المحقق موري ، المفتش ناكاموري ، الضابط تاكاجي والضابطة ساتو ، إضافة الى الضابط تشيبا فقط .

نظر المشرف ماتسوموتو نحو الضابطين تاكاجي وساتو وقال " لقد سمعت ما حصل بالفعل من ميغوري بفضل كوروغومي ، هل عرفتم هوية الضحية ؟ "

هز الإثنان رؤوسهما ، قبل ان يقفا ويتوجها نحو اللوحة وهما يحملا بعض الأوراق بين يديهما .

اول من بدأ الحديث هو الضابط تاكاجي ، حيث قال وملامح الجدية على وجهه " بعد العديد من البحوث والفحوصات ، الضحية هو اكيو بانزان ، 36 سنة "

" اكيو بانزان ؟ " سأل المفتش ناكاموري وملامح الإندهاش على وجهه ، فقد كان هذا الإسم مألوفا للغاية له .

اومات الضابطة ساتو قائلة " اجل ، هو عالم آثار وباحث مشهور قليلا ، يبدو انه بدأ بحوثا حول ناي ملكة البحر ، والذي تم وضعه في برج ملك البحار من قبل سوزوكي جيروكيتشي – سان ، بِنِيَّة تحدي اللص الشهير كايتو كيد وهزيمته "

حمل الضابط تاكاجي ثلاث صور من يده وقام بإلصاقه على اللوحة البيضاء ، كانت الصورة الأولى هي صورة رجل يرتدي نظارات ومئزرا ابيض ، هذا الرجل كان آكيو بانزان ، الرجل الذي تم تحويل وجهه الى كتلة لحم هذا اليوم .

بينما الصورة الثانية كانت لتمثال حورية البحر وناي ملكة البحر ، اما الثالثة ، فهي صورة لشاب يرتدي بدلة بيضاء ويضع نظارة عين واحدة .

كايتو كيد …

أكملت الضابطة ساتو حديثها قائلة " بدا آكيو بانزان بالعمل لعائلة سوزوكي منذ خمس سنوات ، في اليوم الذي تم إيجاد ناي ملكة البحر فيه بالتحديد ، حيث يبدو انه مهتم للغاية بهذا الناي ، سمعنا انه يقوم ببحث اخر أيضا ، ولكننا لم نتمكن من معرفة ما هو … سبب الموت كان قنبلة على شكل طوق ، دخل الضحية الى البرج راكضا وهو يتوسل صارخا بأن ينقذه احد ما ، وبعدها نطق بكلمتين فقط قبل ان تنفجر القنبلة ، ( انه الضوء ) "

" بالنسبة لكايتو كيد ، فأشك ان احد هنا لا يعرفه ، لذلك سأدخل مباشرة في الموضوع ، كان هذا اللص دائما ما يسرق الجواهر الثمينة ويذهل الجمهور بإستخدام سحره ، إضافة الى تقديم بطاقات تحدي أولا قبل القيام بسرقته . "

وقف المفتش ميغوري بعدها وقال ماشيا نحو الضابطين " كايتو كيد لم يؤذي أي احد من قبل ، ولكن اليوم ولسبب ما ، تم إيجاد بطاقة له ملصقة على ظهر الجثة . "

وهو يقول هذا ، اخرج بطاقة كايتو كيد وعلقها على اللوحة البيضاء ، حتى يمكن للجميع رؤية محتواها .

ثم أضاف " وبعدها ، لاحظ نويتشي – كون شخصا غريبا يراقبهم من بعيد ، وعندما لحقه ، تبين ان هذا الشخص كان حقا كايتو كيد . "

حل صمت على القاعة ، حيث لم يجد أي احد ما يقوله .

فتح الضابط تشيبا فمه أخيرا وقال " هل تقصد ان كايتو كيد هو من قتل آكيو – سان ؟ "

عند سماع حديث الآخر ، اغمض المفتش ميغوري عينيه وهو يهز رأسه " لا نعرف هذا بعد ، ولكن … كل الأدلة هنا بالفعل تشير ضده "

لم يقل الآخر أي شيء ، فهذا صحيح في النهاية .

" ولكن … الا تجدون هذا غريبا ؟ "

ماذا ؟

التفت الجميع الى كونان الذي تحدث للتو .

لقد اعتادوا بالفعل على وجوده معهم هنا وهناك ومساعدتهم في التحقيق ، لذلك لم يقولوا أي شيء بخصوصه ، رغم انزعاج كوغورو قليلا .

" ماذا تعني ؟ كونان – كون " سأل المفتش ميغوري .

عندها ، رد براندي بدلا من كونان وقال " آكيو بانزان – سان هو مجرد عالم آثار وباحث يعمل لدى عائلة سوزوكي مؤقتا ، لا اجد في الحقيقة أي سبب مقنع ليقتله كايتو كيد . "

هز كوغورو رأسه وقال " اجل ، انا أيضا … ما لم يتم تأطيره من قبل شخص ما … "

وافق براندي وكونان كوغورو في الرأي ، فلن يكون من الغريب لو تم تأطير كايتو كيد من قبل احد اعدائه الذي سرق منهم ، ولكن …

" رأى الجميع ان كايتو كيد كان في موقع الجريمة في ذلك الوقت ، من المستحيل ان تكون صدفة … " تحدث المفتش ناكاموري بنبرة جدية ، بها بعض من عدم التقبل .

تنهد المشرف ماتسوموتو ثم قال وهو ينظر الى الضابطة ساتو " هل هذا كل شيء ؟ "

ردت ساتو بقليل من التأسف " اجل ، هذا ما وجدناه مفيدا في الوقت الحالي ، ولكن … بمجرد ان علمنا هوية الضحية ، لم يكن من الصعب معرفة العديد من المعلومات التي تخصه ، مثل عنوان منزله ، افراد عائلته ، رقم هاتفه والعديد من المعلومات الأخرى … "

وهي تنهي حديثها ، كان الضابط تاكاجي قد وزع الملفات التي تحتوي على بيانات الضحية على الآخرين .

اومأ المشرف ماتسوموتو برضى ، قبل ان يقول وهو ينظر الى الجميع " بما ان هذا كل شيء للآن ، فسينتهي الاجتماع هنا ، استخدموا مهاراتكم في اكتساب اكبر قدر من المعلومات المفيدة للمساعدة في حل هذه القضية . "

بعد ان انتهى كلامه الذي يشير للجميع بالانصراف ، لم يواصل براندي البقاء هنا وخرج هو والمحقق موري وكونان ، كل منهم ذاهب الى مكان ما .

اما براندي ، فسيعود الى الفندق ، قرر ان سيارته و كومبيوتره سيكونان مساعدة كبيرة له في حل هذه القضية .

فقط عندما كان المفتش ناكاموري سيخرج هو أيضا ، شعر بيد ما تمسكه من كتفه ، التفت ليتفاجئ بالمشرف ماتسوموتو ينظر اليه بجدية .

" أتمنى ان تعطيني تفسيرا مقنعا بخصوص ( الهجوم من قبل احدى المنظمات ) والذي سبب لنا قلقا لا ضرورة له ، ناكاموري ! "

……

بعد نصف ساعة من المشي ، وصل براندي أخيرا الى شقته .

" ووف ! ووف ! "

كالعادة ، بمجرد ان فتح باب غرفته ، رحب به كلبه ستيف بقفزة كانت ستسقطه لو لم يتجهز لها .

" هاهاها ! لقد عدتُ يا ستيف " ضحك براندي بخفة قبل ان يضع ستيف ارضا ، ويبدأ بحك رأسه له .

كان ستيف يبدو مستمتعا للغاية ، كما شعر براندي أيضا بالراحة وهو يلمس شعره الكثيف .

ستيف هو كلب من نوع جيرمان شيفارد (الراعي الألماني)، كما انه من مظهره ، عمره ليس اكثر من اربع سنوات ابدا ، بل يمكن اقل حتى .

فجأة ، ستيف الذي كان يستمتع بيد براندي ، قد ظهرت ملامح العدوانية على وجهه .

" جررر ! ووف ! ووف ! جررر ! " تراجع ستيف عدة خطوات وهو ينظر الى براندي بعدوانية .

ماذا ؟

تفاجئ براندي قليلا من تصرف ستيف ، ما خطبه ؟

اقترب نحو ستيف ببطء وهو يمد يده نحوه ، حينها لاحظ ان عدوانية ستيف متوجهة نحو يده وليس هو .

جرب مد يده اليسرى نحو ستيف ، وقد كان الامر على ما يرام ، ولكن يده اليمنى … وكأن بها خطبا ما يجعل ستيف عدوانيا للغاية .

وقف براندي وهو يلمس يده بغرابة ، هل هناك شيء ما بها ؟

حينها ، تجمد في مكانه .

كان القميص الذي ارتداه براندي طويلا قليلا ، لذلك لم يكن لديه خيار سوى طي اكمامه في السابق ، ولكن الأن عندما لمس ذراعه ، سقط شيء من كم يده اليمنى .

وقد رأى ما هو ذلك الشيء بوضوح للغاية .

جهاز تنصت … وجهاز تعقب !

هذا …

اندلع جسم براندي بالعرق البارد ، متى تمكن ذلك الصغير من وضع هذين الاداتين ؟

لا ، هذا ليس المشكل الان ، المشكل ان كونان قد تمكن من معرفة مكان عيشه !

سحقا !

رمى براندي بسرعة الجهازين على الأرض قبل ان يسحقهما بقوة برجله ، بذلك تحطم الاثنين تماما ولم يعد بإستطاع كونان سماع أي شيء .

كان وجه براندي ممتلئا بالانذهال ، نظر الى حطام الأداتين لفترة قبل ان يعرف أخيرا متى خبئ ذلك الشقي هذه الأشياء في كم يده وهو لا يعرف .

كان ذلك عندما ربت على رأسه في مقر الشرطة ، حينها امسك كونان بيد براندي وكأنه يريد اللعب معه ، ولكنه في الحقيقة خبئ وبصمت أداة التنصت واداة التعقب .

ظن براندي ان كونان يتصرف بطفولية فقط ولم يعره أي اهتمام كبير …

كان يجب عليه ان يكون حذرا ، والان تمكن الاخر من معرفة أي يعيش .

' هل يجب ان انتقل الى مكان اخر ؟ '

بعد فترة ، نفى براندي هذا القرار ، لن يضره معرفة الاخر لمكان عيشه .

المشكل انه لم يشعر بالاخر عندما خبئ الجهازين ابدا .

ما يعني … لو اتصلت بيلموت او الطبيب ، او حتى جين به ، وسمع كونان حديثهم .

فلا يمكن لبراندي تخيل العواقب ابدا .

بعدها حول نظره الى الكلب الذي اصبح يهز ذيله بفرحة هنا وهناك ، ابتسم وربت على رأسه .

" لو لم يكن بفضلك لما عرفت بأمر الجهازين يا ستيف ! "

" ووف ! ووف ! " وكأنه فهم كلام براندي ، قفز ستيف بفرحة وهو ينبح .

بعد فترة ، جلس براندي على الاريكة وتعبير الجدية يعتلي وجهه .

يبدو انه يجب ان يطلب من المنظمة جهازا لكشف أدوات التنصت والتعقب .

ستيف كان كلبا عدوانيا للغاية اتجاه الغرباء ، لذلك عندما شم رائحة غريبة عن رائحة براندي المعتادة الا وهي رائحة كونان والتي كانت على الجهازين ، اصبح عدوانيا فورا .





لو لم يكن الأمر كذلك ، لما تمكن براندي من اكتشافهما ابدا !





كما يجب ان يزيد من حماية اجهزته الالكترونية كالهاتف والكومبيوتر ، رغم انه يظن ان هذا بلا فائدة .

وهذا بسبب الدكتور اغاسا ، لو سقط هاتفه في يد كونان ، فكل ما يمكن ان يفعله الاخر هو اعطاءه للبروفيسور فيتم اختراق هاتفه بسهولة وتقع العديد من ارقام الهواتف في أيديهم .

لتجنب هذا ، لدى براندي خطة بالفعل ، ولكنها ستحتاج بعض الوقت .

تنهد بعمق قبل ان يحمل كومبيوتره ويتصفح بعض الأخبار .

كانت اخبار الانفجار تنتشر بسرعة بفضل الناس الذين كانوا في البرج اليوم ، حتى ان هذا اصبح الموضوع الأول في مواقع التواصل الاجتماعي .

ضحك براندي بخفة وهو يقرء المقالات ، الاخبار تنتشر بسرعة حقا ، حتى ان العديد من الناس بالغوا في الامر وهم ينشرونها .

البعض قال ان هذا عملا إرهابيا ، والبعض الاخر قال ان الرجل قد أراد الانتحار ولكنه غير رأيه وطلب المساعدة في النهاية ولكن الاوان فات .

فقط عندما كان براندي سيخرج من الموقع ليبحث عن معلومات تخص آكيو بانزان ، تفاجأ بمنشور قد تم وضعه للتو ، ما جعله يفتح فمه بصدمة .

<< خبر صادم !! بسبب الحادثة اليوم ، تناقشت الشرطة مع مستشار مجموعة سوزوكي ، سوزوكي جيروكيتشي ، وقرروا تأجيل حفل افتتاح ناطحة السحاب الى ما بعد بضعة أيام ! >>

هاه ؟

———————-

نهاية الفصل 58 .

أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل.

2020/08/25 · 2,138 مشاهدة · 3112 كلمة
Brandy
نادي الروايات - 2024