مدينة ميناتو …
قاعدة المنظمة السوداء ، موقف السيارات التحت ارضي …
في هذا الوقت ، كان موقف السيارات خاليا تقريبا ولا يوجد العديد من السيارات مركونة بالداخل ، ولكن …
كانت هناك سيارة واحدة تصدر صوت محرك فريد من نوعه .
وماذا يمكن ان تكون هذه السيارة غير سيارة البورش السوداء 356A ؟
بداخل السيارة ، كان جين وفودكا جالسان بمقعديهما .
فروم —
فجأة ، سمع الإثنان صوت محرك .
القى فودكا نظرة في اتجاه الصوت ، ليرى دراجة نارية بنفسجية اللون قد دخلت للتو الى موقف السيارات .
كانت الدراجة من نوع هارلي ديفيدسون في رود ( Harley-Davidson v rod ) .
بينما كانت سائقتها امرأة ترتدي ملابس سوداء وضيقة بالكامل ، إضافة الى خوذة بنفسجية .
توقفت السيارة بجانب سيارة البورش بالقرب من جين .
نظر جين اليها للحظة قبل ان يقول ببرود " اسرعي وقولي ما تريدين ، لدي أشياء أخرى لفعلها … بيلموت ! "
نظرت اليه المرأة قبل ان ترفع يديها لتنزع خوذتها ، حينها ظهر وجه امرأة جذابة ذات شعر اشقر بلاتيني وعيون خضراء ، إضافة الى احمر شفاه بنفسجي اللون .
بيلموت …
ضحكت بيلموت بخفة قبل ان تقول " اوه~ ؟ كم هذه قساوة منك . "
صمت جين ولم يقول شيئا ، ولكنك عينيه ازدادت حدة مع مرور الوقت .
ابتسمت بيلموت وهي ترى هذا ، ثم قالت " الا تعرف ما يحدث الآن ؟ يبدو ان براندي سيواجه وقتا عصيبا خلال هذه الأيام . "
قلص جين عينيه ونظر اليها بصمت ، ولكن علامات التعجب والتساءل ظهرت على وجه فودكا فلم يستطع مقاومة السؤال " ماذا تعنين ؟ "
" انه بسبب بيسكو ، براندي هو من انهى امره ، صحيح ؟ بفضل ذلك ، سيواجه بعض المشاكل من الآن وصاعدًا … "
نظر جين الى بيلموت وقال ببطء " هل رم على علم بهذا ؟ "
رغم ان كلام بيلموت قد كان غامضا قليلا ، الا انه تمكن فورا من معرفة ما تعنيه ، الا فودكا الذي نظر اليهما بعدم فهم .
" بالطبع ، ولكنه لم يفعل شيئا ، قال انه اذا لم تصل الأمور لدرجة موت احدهما ، فلن يتدخل ابدا " ردت بيلموت بإبتسامة .
اما جين ، فعند سماع كلامها لم يستطع مقاومة ظهور الإبتسامة الباردة على وجهه ابدا .
وهي ترى ابتسامته ، تساءلت بيلموت عن السبب ، ثم يبدو انها تذكرت شيئا ما وقالت " كما انه ارسل رساله له بالفعل ولكن اذا لم يستمع ذلك العضو للأوامر وقرر قتل براندي ، فليس لدي خيار سوى سوى التدخل وانهاء امره بنفسي … هذه أوامر رم ! "
عندها ، تلاشت الإبتسامة الباردة على وجه جين وهو يسأل " رم قال هذا ؟ "
"اجل " إبتسمت بيلموت ثم اضافت وهي تنظر اليه " يجب ان تشكرني ، لأنه بالنسبة اليك ، براندي هو — "
توقفت فجأة في منتصف حديثها ، لأنها رأت ان جين قد اخرج مسدسه بالفعل وهو يوجهه نحوها .
" انتِ تتكلمين كثيرا ، بيلموت ! " تحدث جين ببرود .
ماذا ؟
ذهل فودكا وهو ينظور الى التطور المفاجئ في الأحداث ، عن ماذا يتحدث هذين الإثنان ؟
منذ البداية الى النهاية ، لم يفهم فودكا أي شيء من حديثهما ، لذلك قرر عدم التدخل وسؤال جين فيما بعد ، ولكن الآن ، يبدو ان بيلموت كانت ستقول شيئا بخصوص براندي وجين ، ما أدى الى مقاطعتها من قبل الأخير مهددا إياها بسلاحه .
تساءل عن ماهو الشيء المهم الذي كانت بيلموت ستقوله وجعل رفيقه غاضبا لهذه الدرجة .
نظرت بيلموت الى مسدس جين لفترة ، قبل ان تبدأ ابتسامة بالتشكل على وجهها مرة اخرى " هوه ~ ؟ وماذا ان استمريت بالحديث ؟ انا فضولية حقا . "
لم يتحدث جين ، ولكنه بقي ينظر اليها ببرود ومسدسه موجه نحوها .
بعد فترة ، أعاد مسدسه وقال بإبتسامة باردة " همف … لا يهم ، رغم انني لا اعرف ماذا يخطط له رم ، الا ان براندي سيموت … حتى اذا لم يمت … فسأكون اكثر من سعيد ، لأنه ستتسنى لي اكثر من فرصة لقتله فيما بعد ! "
نظرت اليه بيلموت قبل ان ترتدي خوذتها ، لوحت بيدها وهي تقول " اذن يمكنك الإستمتاع بمشاهدة صراع الاخوة هذا من بعيد ، بينما انا أقوم بتنفيذ الأوامر ، أتمنى لك حظا سعيدا في محاولتك لقتل براندي يا جين ! "
فروم — فروم —
بمجرد ان انهت حديثها ، قادت بيلموت دراجتها النارية وخرجت من موقف السيارات هذا .
……
وفي الوقت نفسه ، في سيارة براندي …
كان براندي ينظر بعدم تصديق الى الصغير الذي يوجه نحوه ساعته المخدرة قائلا بإبتسامة " لا تتحرك ، والا فسأخدرك فورا ... وانت تعلم اكثر مني انك عندما تستيقظ ، ستكون خلف القضبان ، براندي ! "
هذا …
لم يعرف براندي ما يقوله لفترة طويلة .
ارتعشت زوايا فمه للحظة ، قبل ان يبتسم بإنزعاج ويقول " الا تظن انك تجاوزت حدودك قليلا ؟ "
حقا ، لم يعد براندي يتحمل هذا ابدا .
أولا وضعت جهاز تعقب وتنصت علي ، والأن دخلت سيارتي بدون اذن .
ما القادم ؟ اقتحام منزلي والتفتيش في اغراضي ؟ الم تبقى أي ذرة من الخصوصية في هذا العالم ام ماذا ؟
ماذا ؟
تحولت تعابير كونان الى التعجب وهو يسمع حديث الاخر ، لم يفهم ما يعنيه .
نظر اليه وهو يقول بتعبير واثق وابتسامة قصيرة " واصل قيادة السيارة ببطء و أجب على اسئلتي في نفس الوقت ، براندي . "
التفت براندي الى الأمام ، قبل ان يقول بنفس الإبتسامة التي على وجه كونان " الا تظن انك متهور قليلا ؟ ماذا لو كان هناك اشخاص من المنظمة يراقبونني من بعيد ؟ "
" لا حاجة للقلق . " تكلم كونان بصوت منخفض قليلا قبل ان يلتفت يمينا وشمالا وهو يضيف " نوافذ سيارة البورش هذه مظللة من الخارج ، كما انني طفل في السابعة من عمري فقط ، طولي قصير ولا يمكن لأي احد رؤيتي بوضوح وانا مختبئ تحت النافذة . "
ثم نظر الى المقعد الذي امامه والذي بجانب مقعد السائق الذي يجلس عليه براندي ، و يقول " بينما هذا المقعد يقوم بالتغطية عني من الأمام ، يمكنني توجيه ساعتي المخدرة نحوك وانا مطمئن البال . "
عند سماع حديثه ، سأل براندي " ماذا لو اخذتك الى احد قواعد المنظمة وانت لا تعرف ، ثم تخلصت منك هناك ؟ "
رد كونان وتعبيره لا يزال كما هو " ستؤدي لي خدمة بهذه الطريقة . "
ماذا ؟
نظر اليه براندي بتساءل ، لم يفهم ما قصده الاخر بكلامه .
تحدث كونان وهو يشير الى نظاراته " اترى هذه النظارات ؟ بها جهاز تعقب وتنصت ، بمجرد ان أقول كلمة محددة ، فسيتم ارسال موقعي الحالي الى رفيقي ، ثم بعدها يتم ارسال الموقع مرفقا برسالة صوتية أنشأتها بإستعمال صوتي الحقيقي ، بها معلومات عنك وعن المنظمة الى مركز الشرطة ، ماذا تظن سيحصل بعد هذا ؟ "
صمت براندي ولم يتحدث .
للحظة ، شعر كما لو انه هُزِمَ بالكامل .
عند رؤية ملامح وجه براندي ، صرخ كونان بفرحة في قلبه لنجاح خطته .
رسالة بها معلومات عن المنظمة ؟ رفيقي ؟ هراء !
هذا كان مجرد كذب لضمان ان براندي لن يفعل له شيئا في الوقت الحالي ، وقد نجح !
رغم ذلك ، فهو لا يزال حذرا ويراقب براندي ، خائفا من ان يجد الاخر طريقة مخفية لإرسال رسالة الى رفاقه .
منذ دخوله الى هذه السيارة ، كان كونان وكأنه قد دخل الى كهف الأسد ، يجب عليه ان يكون حذرا للغاية والا فسيحدث ما لم يتوقعه .
" انت عضو في منظمة إجرامية ، ما الهدف من عملك كمحقق ؟ " بدأ كونان بطرح سؤاله الأول .
تنهد براندي بإرتياح ، اذا كان هذا السؤال فهو يملك إجابة عنه بالفعل .
تحولت ملامح وجهه للجدية وهو يقول " لأن هذا هو حلمي . "
حلمك ؟
تعجب كونان من إجابة براندي ، كان هذا غريبا نوعا ما .
شخص ما يعمل في المنظمة السوداء ، وهي منظمة إجرامية ، ولكنه يحلم دائما ان يكون محققا يحقق العدالة … هل هذا يحمل أي معنى ؟
طرح كونان سؤاله الثاني قائلا " اذا لماذا انضممت الى المنظمة ؟ "
" لأن هذا هو حلمي . "
" لماذا قتلت بيسكو ؟ "
" لأن هذا هو حلمي . "
" لماذا تريد القبض على كايتو كيد بهذه الشدة ؟ "
" لأن هذا هو حلمي . "
" … "
كان كونان عاجزا عن الكلام امام براندي هذه المرة حقا .
قال وعلى وجهه قليل من ملامح الغضب " أيمكنك ان تأخذ الإستجواب على محمل الجد ؟ "
التفت اليه براندي وقال ببطء " ما رأيك ؟ "
ظهر وريد اخضر على جبهة كونان فجأة ، اقسم بداخله انه اذا كرر براندي نفس الإجابة ، فسيخدره ويأخذه الى مركز الشرطة فورا .
بعد فترة من الصمت ، تنهد بعمق قبل ان يقول بملامح جدية وهو ينظر الى براندي " هل تعرف المنظمة بأمر تقلصي ؟ "
فكر براندي للحظة قبل ان يقول بإبتسامة قصيرة " انا حائر ، سؤالك هذا صعب الإجابة عليه ، ولكن يمكنك الإطمئنان ، في الوقت الحالي … "
بسماع حديثه ، شعر كونان وكأن ثقلا كبيرا قد تلاشى من على ظهره ، ما يعني انه لو تمكن من هزيمة براندي ، فسيعود كل شيء لطبيعته ولن تعرف المنظمة بأمرهما ابدا ، ولكن … إجابة براندي هذه ، رغم انها ازالت عنه عبئا الا انها لم تشعره بالراحة بالكامل .
مالذي يعنيه الأخر بأن سؤاله صعب ؟
بدأ كونان بالتوتر قليلا .
نظر الى براندي ثم سأل مرة أخرى " ما هو هدف منظمتكم ؟ "
رد براندي ببساطة " سؤالك هذا لا يمكنني الإجابة عليه . "
هذا صحيح ، حتى لو أراد براندي الإجابة فهو لا يمكنه .
لأنه هو نفسه لا يعرف الإجابة عن هذا السؤال .
قلص كونان عينيه ، ظل يفكر لعدة دقائق وفقط عندما كان سيفتح فمه لطرح سؤال اخر سمع براندي يقول له " لو كنتُ مكانك لتوقفت عن طرح الأسئلة بالفعل . "
هاه ؟
نظر كونان اليه بعدم فهم ، لماذا ؟
ما زالت الإبتسامة القصيرة على وجه براندي وهو يقول " اخبرتك من قبل ، اليس كذلك ؟ التهور فقط سيسرع من وقت وفاتك . "
تحولت تعابير كونان الى الجدية فجأة .
صحيح ! كلام براندي صحيح تماما !
في المرة الماضية عندما وضع جهاز التعقب والتنصت في سيارة جين ، علم انهم سيغتالون شخصا ما في فندق هايدو ، فتهور وذهب الى هناك مع هايبارا بدون أي خطة مسبقة ، وبسبب هذا ، تم كشف هويته من قبل براندي .
إضافة الى كلام براندي قبل قليل عندما سأله هل تعرف المنظمة بأمر تقلصه …
وسع كونان عينيه فجأة ، هل يعني براندي انه وضع خطة ليتسرب خبر تقلصهما الى المنظمة لو حصل له شيء ما ؟
بالتفكير في ذلك ، بلع كونان ريقه .
ما يعني ، حتى لو قام بأخذ براندي الى مركز الشرطة ، فسيسرع من وقت كشفه فقط …
نظر براندي الى كونان وابتسم بداخله ، تم خداع كونان بنجاح !
والآن ، رغم ان كونان لا يعرف ان كان ما قاله براندي حقيقة ام لا ، ولكنه يعرف حقيقة واحدة ، بدون خطة محكمة ، لن يستطيع فعل أي شيء لبراندي .
وكذلك براندي ، حيث انه لن يعلم ما إن كان كونان يخفي شيئا ما في جعبته مثلما قال حول موقع قاعدة المنظمة قبل قليل ، لذلك لن يستطيع فعل أي شيء لكونان .
ما يعني ، الطرفان متساويان ، لا احد يستطيع فعل او قول أي شيء حول الاخر .
بمعرفته لهذا ، قال كونان وهو يغلق ساعة التخدير " الى اين نحن ذاهبان ؟ "
رغم انه اغلق ساعته ، الا انه بقي على اتم الإستعداد لأي حركة مشبوهة من براندي .
" انا محقق ، لذلك من الطبيعي ان أحاول بذل جهدي في حل هذه القضية . "
صمت كونان للحظة قبل ان يضع يده على ذقنه وهو يسأل " ما رأيك في هيماري – سان ؟ "
" في الحقيقة ، هي تظهر لي اكثر شبهة من البقية ، كلام العجوز بشأن خريطة الناي التي تم تقديمها من طرفها ، إضافة الى والدها الذي كان دائما ما يردد ان اجداده كانوا قراصنة … هذا غير منطقي ابدا ! لو قُتل النحات هاروتو ايتسوكي حقا على يد القراصنة بعد ان رمى الناي في البحر ، اذا من اين ظهرت الخريطة ؟ " أجاب براندي بهدوء .
صمت للحظة ثم أضاف " ليس هذا فقط ، عندما قال العجوز جيروكيتشي انها ( المالكة الحالية والاصلية للناي ) جعل شكوكي بها تزداد طيات عديدة … لو قلنا ان هدف هيماري – سان من البداية هو الناي ، فيكفي حصولها على هذا اللقب فقط ويصبح ملكها بكل سهولة … اليس هذا منطقيا اكثر ؟ "
هز كونان رأسه ثم رد وهو ينظر الى براندي " اجل ، بما ان الجميع سيصدق ان الناي ملك لجدها النحات ، فهذا يعني انه ملكها الأن … إضافة الى الضحية ، آكيو بانزان ، قال الضابط تاكاجي والضابطة ساتو انه قد انضم الى مجموعة سوزوكي في نفس اليوم الذي وجدوا فيه الناي … "
" ما يعني ان المكان الوحيد الذي مكننا إيجاد الإجابة فيه هو … "
" منزل آكيو بانزان والذي توجد فيه كل أبحاث ! "
كان هذا ما يفكر فيه الإثنان ، منزل آكيو بانزان سيكون فيه كل الإجابات عن اسئلتهم ، ولكن …
كلا المحققين عدوين ، هل سيقوم الثنائي بالعمل مع بضعهما حتى وهما يعرفان حقيقتهما ؟!
——————-
نهاية الفصل 60 .
أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل .