طوكيو ، مدينة ميناتو …
بعد عشرين دقيقة من القيادة ، توقفت سيارة البورش الخاصة ببراندي عند احدى المنازل متوسطة الحجم .
كان المنزل ذو طابقين ، إضافة الى مرآب سيارة على الجانب ، تحيط بهما حديقة صغيرة وسور صخري به بوابة حديدية .
خرج كونان و براندي من السيارة ، وتوجها نحو باب المنزل ، ليتفاجئا بشيء غريب للغاية .
نظر الإثنان الى بعضهما في صمت ، حسب التقرير الذي قدمه لهم الضابط تاكاجي والضابطة ساتو ، لا يعيش في هذا المنزل احد غير الضحية آكيو بانزان وحده ، ولكن مع ذلك … فإن باب هذا المنزل مفتوح الآن ، ويمكن لأي شخص من الخارج الدخول اليه .
هز الإثنان رأسيهما ومشيا ببطء وحذر شديد نحو المنزل .
فجأة ، سمعا صوت خطوات شخص ما تنزل من الطابق الثاني بإتجاههما .
قلص براندي وكونان عينيهما بجدية وهما يختبئان بداخل احد الغرف ، تحديدا بالقرب من الباب .
فتح كونان ساعته المخدرة ، بينما اخرج براندي مسدسه .
رغم ان كونان لم يشعر بالإطمئنان لفعلة براندي هذه الا انه لم يتمكن من فعل شيء سوى الهمس له بصوت منخفض ونبرة جدية " لا تقتله ! "
هز براندي رأسه ببطء ، فحتى بدون تذكير كونان ، براندي لا يريد قتل أي شخص .
حتى لو كان هذا الشخص القادم مجرما او لصا ، فسيطلق على رجليه ويجعله لا يستطيع الحركة على الأكثر .
لذلك واصل الإثنان المراقبة وانتظرا قدوم هذا الشخص ، بدون معرفتهما ان شخصا اخر كان خلفهما .
مد ذلك الشخص يده ببطء نحو براندي ، وبدون علم الأخير ، ربت على كتفه بقوة وقال " مالذي تفعله هنا ؟ "
ماذا ؟
في تلك اللحظة ، وسع براندي عينيه بصدمة قبل ان يلتفت بأقصى سرعة لديه ويوجه مسدسه نحو الشخص .
عبس الشخص للحظة وعندما عرف مالذي يحدث أخيرا ، انبطح بأقصى ما لديه من سرعة ، قبل ان يمسك بذراع براندي اليمنى ويجرها نحو الأمام .
وبسهولة بالغة ، قام الشخص برفع جسد براندي فوق ظهره ، قبل ان يرميه على الأرض !
ما الذي …
" براندي ! "
حينها فقط ، التفت كونان اليهما حدق فيهما بعدم تصديق .
فتح براندي الذي كان ظهره على الأرض بالفعل عيونه وهو يحدق في الشخص بعدم تصديق أيضا .
اما الآخر ، فلم يزعج نفسه معه ابدا ، توجه نحو مسدس براندي قبل ان يحمله ببطء ويقول " ان تحوز مسدسًا كهذا تحت السن القانونية و بدون أي رخصة ، سيتم مصادرته ، ويجب عليك دفع غرامة فيما بعد ، كوروغومي نويتشي – كون ! "
ماذا ؟
انذهل الإثنان وهما يسمعان هذا الصوت الأنثوي يحدث براندي .
كان المنزل مظلما للغاية بسبب ان النوافذ مغلقة والأنوار منطفئة ، لذلك لم يستطيعا رؤية وجه هذا الشخص من قبل ، ولكن الآن عندما سمعا هذا الصوت …
" ا-الضابطة ساتو ؟!! "
لم يرد عليهما هذا الشخص وانما مد يده نحو الجدار ، كان هناك مفتاح كهربائي لتشغيل انوار الغرفة .
بمجرد ان اشتعلت الأضواء ، ظهر وجه امرأة ذات شعر اسود قصير وترتدي بدلة رسمية زرقاء امامهما .
انها حقا الضابطة ساتو !
" م-مالذي تفعلينه هنا أيها الضابطة ساتو ؟ " تحدث كونان فجأة سائلا إياها .
عندها فقط سمع صوت رجل شاب يقول " لقد انتهيت من تفتيش الطابق العلوي ، ساتو – سان ! "
عندها ، نظر الثلاثة بإتجاه الرجل الذي دخل الغرفة للتو .
" ا-الضابط تاكاجي ! "
نظر الضابط تاكاجي الى كونان وبراندي الذي على الأرض للحظة ، قبل ان يقول بإندهاش " ك-كونان – كون و نويتشي – سان ! مالذي تفعلانه هنا ؟ "
عند سماع سؤاله ، حك كونان رأسه بتوتر وهو يقول " في الحقيقة … "
…
" ظننتما انكما ستجدان بعض الأدلة في منزل الضحية فأتيتما الى هنا معا ؟ " سأل الضابط تاكاجي بقليل من الانذهال .
هز الإثنان رأسيهما موافقين .
ومن ما سمعاه من حديث الضابط تاكاجي والضابطة ساتو ، كان الإثنان قد تلقيا امرا من المشرف ماتسوموتو للقدوم وتفتيش منزل الضحية لنفس السبب وهو إيجاد بعض الأدلة ، ولكنهما اصيبا بخيبة امل أيضا .
قام الضابط تاكاجي بالبحث في الطابق الثاني ، بينما ساتو كانت تبحث في الطابق الأول .
" للأسف لم نجد شيئا غير كومبيوتر آكيو – سان … وحتى مع ذلك ، فهو محطم ولا نستطيع تشغيله والبحث فيه ، اعتقد انه لا يمكننا فعل شيء حتى نأخذه الى مقر الشرطة ويتكفلون هم به " تنهد الضابط تاكاجي بحزن .
كومبيوتر ؟
نظر براندي فجأة الى كونان الذي فعل المثل ، حينها ابتسم بخفة وقال مخاطبا تاكاجي " نحن الإثنان نعرف شخصا ما يمكنه اختراق لوحة الكومبيوتر وإخراج المعلومات منه بثواني ! "
حدق الضابط تاكاجي والضابطة ساتو به لفترة قبل ان يهزا رؤوسهما بموافقة .
بعدها ، قام براندي وكونان بتفتيش المنزل مرة أخيرة لوحدهما ، ولكن كما قال الضابطان قبل قليل ، لا يوجد أي شيء قد يفيد في التحقيق .
كان هناك العديد من الكتب والأوراق في سلة المهملات ، ولكن يبدو انها مجرد مقالات ومعلومات عن ناي ملكة البحر كتبها آكيو بانزان بنفسه …
فجأة ، انتبه براندي على صورة ضخمة معلقة في الجدار ، عندما اقترب اكثر ودقق فيها ، وجد انها خريطة ! خريطة للمحيط الهادئ !
" هذه … "
لم تكن مجرد خريطة عادية للمحيط ، بل كانت هناك أيضا علامات ودوائر حمراء تحيط ببعض المناطق والجزر في الخريطة .
بعد ان حدق في الخريطة لعدة ثواني ، افترض الإثنان ان هذه يمكن ان تكون خريطة للجزر التي زارها النحات هاروتو قبل موته .
بالطبع ، يمكن ان يكون هذا الاحتمال خاطئا كذلك .
اخرج براندي هاتفه والتقط صورة للخريطة ، قبل ان ينظر بجدية الى حوله .
كانت غرفة الضحية مرتبة للغاية ، حيث كان هناك سرير نوم ومكتب ، إضافة الى رف مليء بالكتب .
ولكن الإثنان شعرا انها غريبة للغاية .
وهذا لثلاثة أسباب ، أولها هو ان الضحية عالم اثار وباحث ، شعر بالفضول حول ناي ملكة البحر وقرر استكشافه ، وهذا سبب انضمامه لعائلة سوزوكي قبل خمس سنين حتى الآن ، اذا لماذا … لماذا كل الكتب والمقالات التي تتعلق بناي ملكة البحر مرمية في سلة القمامة ؟
بجدية ، حتى ان رف الكتب يبدو خاليا للغاية وليس به سوى خمس الى سبع كتب .
ثانيا ، بعد ان دقق البراندي في الخريطة ، انها تبدو جديدة للغاية ، ما يعني انها ليست نفسها الخريطة الرثة التي اعطتها الانسة هيماري لصائد كنوز عائلة سوزوكي .
فما هو السبب الذي جعل الضحية يشتري خريطة ضخمة للمحيط الهادئ ويقوم بتحديد العديد من المناطق عليها ؟
وثالثا ، الكومبيوتر الذي وجده الضابط تاكاجي في الغرفة ، كانت شاشة الكومبيوتر محطمة بالكامل ولا يمكن تشغيله بعد الآن ، فمن الذي قام بفعل هذا ؟
هل يعقل ان الضحية نفسه هو من قام بكل هذا ؟ لا يمكن .
اذا ، هل يمكن ان شخصا اخر قد جاء الى هذا المنزل ورمى الكتب في سلة القمامة بينما حطم الكومبيوتر ؟ لا يمكن أيضا ، فقد ذكرت الضابطة ساتو ان الباب كان مغلقا بالمفتاح عندما أتت هي وتاكاجي ، وكان يجب عليهما فتحه بالقوة .
إضافة الى ان النوافذ كانت مغلقة من الداخل بإحكام ، ولا يمكن لأي شخص الدخول بقوة الى المنزل من دون ان ينتبه عليه أي احد .
الا لو …
الا لو كان هذا الشخص هو كايتو كيد نفسه !
صمت الإثنان وهما يفكران بعمق ، بعد فترة تنهدا وقررا التفكير اكثر بعد ان يستطيعا اختراق الكومبيوتر ونقل بياناته الى كومبيوتر اخر .
حينها ، يمكنهم معرفة السبب الذي جعل المجرم يقوم بتحطيم الكومبيوتر وتمزيق الكتب التي ألفها الضحية عن الناي ثم رميها في القمامة .
وربما يمكنهم معرفة سبب القتل ثم إيجاد المجرم أيضا …
بعد ان انتهوا من البحث في المنزل ، ركب الجميع في سيارة الضابط تاكاجي والضابطة ساتو وانطلقوا .
بالنسبة لسيارة البورش المسكينة …
لم يجرؤ براندي على قيادتها وهي بهذه الحالة امام الضابط تاكاجي وساتو ، لقد تم اخذ مسدسه بالفعل من قبل ساتو ، لو تم تغريمه أيضا بسبب الإشتباه في ارتكاب حادثة سير …
لذلك ، كل ما كان بإمكانه فعله هو احضار كومبيوتره معه ، ولم ينسى أيضا ارسال رسالة الى الطبيب :
<< تحداني بعض الأشخاص الذين يغارون من سيارتي وقاموا بمحاصرتي ، ولكي انجوا منهم ، اضطررت للتضحية بالجزء الخلفي من سيارتي ، المشكلة انني لا املك نقودا لتصليحها ، لذلك ، هل يمكنك الدفع عوضا عني ؟ اوه ، الم تقل انك بارع في كل المجالات ؟ يمكنك محاولة تصليح السيارة بنفسك ، تركتها في مدينة ميناتو ، منزل العالم آكيو بانزان ، يمكنك البحث عنه بنفسك ، واذا كنتَ
فقيــــرا جدا فلا تزعج نفسك (*^ ‿ ^*) >>
هاه —
تنهد براندي براحة بعد ان ضغط على زر الإرسال ، حقا ، لماذا يضطر لتصليح السيارة بنفسه ؟
لو لم يستدعيه العجوز جيروكيتشي لما تحطمت السيارة في المقام الأول ، لذلك كان يجب عليه ان يطلب منه تعويضا .
بالنسبة للطبيب …
ألم يكن يتباهى دائما بأنه يبرع في كل المجالات ؟ يمكنه اذا محاولة اصلاح السيارة بنفسه .
مع ذلك ، فإن براندي متأكد بأن الطبيب لن يستطيع فعل ذلك ، في النهاية سيضطر ان يأخذها الى محل التصليح بنفسه والدفع من امواله .
خطة محكمة للغاية !
فقط عندما كان براندي سيطير من الفرحة تقريبا ، سمع صوت الضابطة ساتو تحدثه فجأة :
" بالمناسبة كوروغومي – كون ، من اين احضرت هذا المسدس ؟ "
هاه ؟
تلاشت ابتسامة براندي فورا وتم استبداله بتعبير متوتر .
" م-مسدس ؟ " تفاجئ الضابط تاكاجي قليلا وهو يسمع حديثها .
هزت الضابطة ساتو رأسها وهي تقول بملامح جدية " اجل ، مسدس من نوعية اف ان 571 ، بلجيكي الصنع ، سعره مرتفع في محلات بيع الأسلحة في طوكيو ، فكيف تمكنت من الحصول عليه ؟ انت قاصر ولا تمتلك أي رخصة حيازة ، كوروغومي – كون ؟ "
بدأت ملامح القلق تظهر عى وجه براندي ، تمنى لو انها قد نست الأمر وسترجع المسدس اليه في النهاية ولكن لا يبدو ان الامر بتلك السهولة .
عندها فقط ، خطرت في باله فكرة ، ابتسم ابتسامة قصيرة وقال " اه ، ذلك المسدس ليس لي ! "
" ليس لك ؟ " سألت الضابطة ساتو بتعجب .
هز براندي رأسه وأجاب " اجل ، انه المسدس الخاص ب كودو ، تعرفينه صحيح ؟ كودو شينتشي ، نسيه عندي قبل عدة أيام ، وها انا استعمله في الدفاع عن نفسي … "
" م-ماذا ؟ " صرخ كونان فجأة ونظر الى براندي بملامح عدم التصديق .
متى قمت بإعطائك مسدسًا ؟ انتظر ! انا لم التقي بك بشكلي الأصلي من قبل ابدا !
" اذا فهو كودو – كون … " صمتت الضابطة ساتو للحظة قبل ان تقول " سأطلب من المفتش ميغوري فيما بعد ان يوبخه . "
" اجل ، أتمنى ان يسرع بفعل ذلك . " هز براندي راسه عدة مرات وهو يقول بإبتسامة .
اما كونان ، فقد كان ينظر اليهما بفم مفتوح على مصراعيه ، لم يصدق ما الذي يسمع الآن .
بعد لحظة ، تحولت ملامح وجهه الى الإنزعاج وهو ينظر الى براندي .
هذا الوغد …
نظر براندي الى كونان ، لتتوسع ابتسامته اكثر واكثر ، مد يده ليربت على رأس الآخر وهو يقول " مهما كان محققا مشهورا ، يجب ان يتم توبيخه لحيازة سلاح بدون اذن ، الا توافقني الرأي يا كونان – كون ؟ "
أيها ….
ظهر وريد بنفسجي على جبهة كونان وهو يسمع حديث براندي ، تمنى لو كان بإمكانه استعمال حذائه المقوي للركلات ، وركل وجه هذا الرجل !
تمكن من اجبار ابتسامة متوترة من الظهور على وجهه وهو يقول " ا-اجل ! انت محق ، كوروغومي – نو نيتشان ! "
" ولد جيد . " هز براندي رأسه وقال ببطء .
……
بعد نصف ساعة تقريبا ، وصل الأربعة أخيرا الى المكان المحدد .
مدينة بيكا ، المنطقة 2 ، المبنى رقم 21 .
كان هذا هو عنوان منزل الدوكتور اغاسا ، وبجانبه ، يوجد مبنى ضخم اخر يبدو مثل القصر ، كان هذا منزل كودو شينتشي الأصلي .
ولكن هدف الأربعة هو منزل الدكتور اغاسا .
عندما تكلم الضابط تاكاجي عن انه سيكون من الصعب استخراج المعلومات من حاسوب محطم ، ظهرت صورة لشخص واحد يمكنه فعل هذا في كلا من عقلي براندي وكونان .
صحيح ، الدكتور اغاسا هو الوحيد الذي يمكنه اختراق الحاسوب في وقت قياسي للغاية .
في الحقيقة ، إضافة الى الدكتور اغاسا ، براندي ظن أيضا ان الطبيب سيكون مساعدة كبيرة .
ولكنه لم يهتم كثيرا لهذا الأمر .
أراد الدخول للمنزل مع كونان ، ولكن الأخير منعه ، يبدو انه ما يزال قلقا من احتمالية فعل أي شيء خطير ، ذلك اكتفى بإعطائه عنوان بريده الإلكتروني فقط ، وذلك كي يرسل له المعلومات .
بعد فترة قصيرة ، خرج كونان من المنزل وهو يهز رأسه قائلا " قال البروفيسور انه سيستغرق ربع ساعة او اقل في الاختراق ، بعدها سيقوم بنقل البيانات المهمة الى حاسوب كوروغومي – نو نيتشان ! "
بعد هذا ، لم يستمروا بتضييع الوقت اكثر وركبوا السيارة مرة أخرى .
" اين ستكون وجهتنا التالية ؟ " سأل تاكاجي .
فكر براندي لاحظة قبل ان يقول " المختبر ! اعتقد اننا سنجد شيئا في مختبر الضحية ! "
حتى كونان كان يمتلك نفس الفكرة ، تقريبا كل الأشياء التي وجدوها غريبة في منزل السيد آكيو ، من المقالات والكتب وصولا الى الكومبيوتر المحطم والخريطة ، كل هذه الأشياء تشترك في شيء واحد ، وهي انها أبحاث السيد آكيو عن ناي ملكة البحر .
لذلك ، فمن الطبيعي ان يذهبوا تاليا الى المختبر الذي هو مليء بابحاثه ، إضافة الى العديد من الاجهزة التي يستعملها في عمله .
السيد آكيو لم يكن عالم اثار عادي ، فقررت عائلة سوزوكي تكريمه ببناء مختبر له ، اضافة الى اهدائه كل أنواع الأجهزة التي يمكنه استعمالها في عمله .
فتح براندي حاسوبه وقرر البحث عن معلومات إضافية تخص ناي ملكة البحر والنحات هاروتو ، شعر انه كلما عرف هذه المعلومات ، كلما اقترب من معرفة حل هذه القضية .
ولكن بمجرد ان فتح كومبيوتره …
دينغ —
سمع صوت رنين منه ، يبدو ان رسالة ما وصلته للتو .
عندها فقط ، لم يتمكن من كبح نفسه وقال بصوت عالي " بهذه السرعة ؟ "
ماذا ؟
نظرت اليه الضابطة ساتو والضابط تاكاجي بإستغراب ، ما الذي يعنيه ؟
نظر براندي الى حاسوبه للمرة الأخيرة ، وعندما اكد ما يراه قال " لقد انتهى البروفيسور من اختراق الكومبوتر وقد ارسل الي البيانات فورا ! " توقف للحظة قبل ان يقول بصوت منخفض وعدم تصديق " لم تمر حتى عشر دقائق منذ رحيلنا ! "
" هل يوجد شيء مهم في البيانات التي أرسلها ؟ " سأل كونان .
نظر اليه براندي للحظة قبل ان يقوم بقراءة البيانات لهم …
على ما يبدو ، قبل ستة سنين ، كان السيد آكيو بانزان مهتما كثيرا بناي ملكة البحر وقام بالعديد من الأبحاث عنه ، كما انه حاول ايجاده بشتى الطرق ، ومع ذلك لم ينفع أي شيء .
ولكن قبل خمس سنين ونصف تقريبا ، ظهرت الفتاة المدعوة هيماري ايتسوكي ، وحكت لهم قصة لا يمكن تصديقها ابدا .
حيث قالت ( منذ ان كنتُ صغيرة ، كان والدي دائما ما يردد ان اجداده كانوا من اعظم القراصنة في العالم ، والذين كانوا يمتلكون ثروة لا تقدر بثمن … ولكن في يوم من الأيام ، اختفى ذلك الكنز، وفي نفس الوقت ، توفي جد والدي الذي كان قائد سفينة القراصنة تلك … فيما بعد ، قام اتباعه القراصنة بإنشاء خريطة لمكان اختفاء ذلك الكنز واعطوها لعائلته ، رغم انهم بحثوا وبحثوا ولم يجدوا الكنز ابدا … )
كانت الفتاة تظن ان هذه الخريطة مزيفة ، ولكن عندما رآها السيد آكيو بانزان ، اكد فورا من نوعية الورق المستعمل انها قديمة للغاية .
وبعد نصف سنة من البحث بالإعتماد على تلك الخريطة ومساعدة صائد كنوز عائلة سوزوكي ، وجدوه !
لم يتوقعوا ولو لمرة ان الكنز الذي كانت الآنسة هيماري تتحدث عنه هو ناي ملكة البحر !
كان الناي مدفونا في أعماق أراضي البحر ، ولولا الأجهزة المتطورة ، لما تمكنوا من ايجاده ابدا .
حينها ، قرر آكيو بانزان العمل لعائلة سوزوكي ويستمر في فحص الناي وجمع العديد من المعلومات عنه وعن الفتاة المدعوة هيماري .
ولكن …
اثناء بحثه ، تم شد انتباه السيد آكيو بشيء ما … طريقة وفاة النحات هاروتو !
مهما بحث وبحث ، لم تكتب السجلات التاريخية أي شيء عن كيف مات هذا النحات او اين دفن ابدا .
عندها جاءته فكرة .
هل يعقل ان يكون القراصنة قد رموا النحات خارج السفينة وتركوه يموت غرقا مثلما رمى الناي في المحيط ؟
ظلت هذه الفكرة عالقة في رأسه لسنوات عديدة ، بحث وبحث وبحث ، حتى أخيرا وقبل شهر من الآن ، عندما وظف السيد آكيو بعضا من الأفراد النخبة في البحر من مجموعة سوزوكي لمساعدته ، وجد شيئا !
على بعد عدة كيلومترات من المكان الذي وجدوا فيه الناي ، كان هناك هيكل عظمي متآكل ، مدفون بين التربة في أعماق المحيط الهادئ !
هذا …
كان السيد آكيو متحمسا للغاية ، وهرع لفحص الهيكل العظمي بمجرد ان دخل مختبره .
بعد بضعة أيام ، تأكد تماما ان وقت موت صاحب هذا الهيكل العظمي هو قبل ثلاث مائة سنة على الأقل ، أي في القرن الثامن عشر !
ليس هذا فقط ، يقال ان النحات هاروتو ، كان اصبعه السبابة في يده اليسرى مقطوعا ، وهذا بسبب خطأ ما ارتكبه احدى المرات اثناء كونه قرصانا ، ما أدى الى قطع اصبعه بالكامل .
بينما هذا الهيكل العظمي لا يمتلك اصبعه السبابة كذلك !
هذا الإستنتاج جعل السيد آكيو يطير من الفرحة ، هذا يعني بأن الهيكل العظمي الذي وجدوه ، كان حقا هيكل النحات هاروتو .
لقد كان محقا ! النحات قد مات غرقا حقا !
بعد ان عرف هذه الحقيقة ، خطرت فكرة على بال السيد آكيو قبل أسبوع من الان فقط ، هرع الى اخذ عينة من الحمض النووي الخاص بالهيكل العظمي ، ومقارنته بالحمض النووي الخاص بالانسة هيماري .
وللمفاجأة ، نتائج الفحص اثبتت ان هناك علاقة وراثية بين الآنسة هيماري والنحات !
……
كان براندي يقرأ المعلومات بهدوء ، رغم ان صدمته لم تكن صغيرة ابدا .
فحص الحمض النووي الخاص بالهيكل العظمي والانسة هيماري ، ثم وجد ان هناك علاقة حقا بين الإثنين …
فقط عندما كان يفكر ان كانت الانسة هيماري تكذب ام لا ، ظهرت هذه البيانات وجعلت كل شكوكه تختفي تماما !
نظر من نافذة السيارة ، ليتفاجئ بأنهم وصلوا الى المختبر بالفعل ، حيث كان على شكل مبنى ضخم مستطيل الشكل ذا لون ابيض وأسود .
" هل نواصل الذهاب للمختبر حتى بعد معرفة هذا ؟ " سألت الضابطة ساتو .
فكر براندي للحظة قبل ان يقول " اجل ، لو كان ما هو مكتوب في الكومبيوتر حقيقي ، فهذا يعني ان الهيكل العظمي للنحات لا يزال داخل هذا المختبر ، يمكننا فحص الحمض النووي أولاً ثم تقرير ماذا سنفعل تاليا … "
عندما قال هذا ، لم يتردد براندي ، اغلق حاسوبه وخرج من السيارة متوجها نحو المختبر .
ولكن …
بوووم —
دوى صوت انفجار ضخم في المدينة .
بينما تجمد براندي في مكانه ، يحدق في المختبر الذي التهمته النيران فجأة .
" ما الذي يحدث ؟ "
صرخ كونان والضابطان ، وهما يخرجان بأقصى سرعة لهما من السيارة .
كان براندي لا يزال يحدق في المختبر امامه ، حتى شعر بشيء ما فجأة يضرب وجهه .
هاه ؟
انذهل براندي للحظة ، امسك بالشيء الذي ضرب وجهه وحدق فيه بإندهاش .
هذه …
كانت بطاقة بيضاء صغيرة ، مرسوم عليها وجه مبتسم يرتدي قبعة طويلة …
بطاقة كايتو كيد ؟!!!!
—————-
نهاية الفصل 61
أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل .