61 - حلقة خاصة : ناي ملكة البحر (8) - البطاقة الثانية

طوكيو ، مدينة ميناتو …

بعد عشرين دقيقة من القيادة ، توقفت سيارة البورش الخاصة ببراندي عند احدى المنازل متوسطة الحجم .

كان المنزل ذو طابقين ، إضافة الى مرآب سيارة على الجانب ، تحيط بهما حديقة صغيرة وسور صخري به بوابة حديدية .

خرج كونان و براندي من السيارة ، وتوجها نحو باب المنزل ، ليتفاجئا بشيء غريب للغاية .

نظر الإثنان الى بعضهما في صمت ، حسب التقرير الذي قدمه لهم الضابط تاكاجي والضابطة ساتو ، لا يعيش في هذا المنزل احد غير الضحية آكيو بانزان وحده ، ولكن مع ذلك … فإن باب هذا المنزل مفتوح الآن ، ويمكن لأي شخص من الخارج الدخول اليه .

هز الإثنان رأسيهما ومشيا ببطء وحذر شديد نحو المنزل .

فجأة ، سمعا صوت خطوات شخص ما تنزل من الطابق الثاني بإتجاههما .

قلص براندي وكونان عينيهما بجدية وهما يختبئان بداخل احد الغرف ، تحديدا بالقرب من الباب .

فتح كونان ساعته المخدرة ، بينما اخرج براندي مسدسه .

رغم ان كونان لم يشعر بالإطمئنان لفعلة براندي هذه الا انه لم يتمكن من فعل شيء سوى الهمس له بصوت منخفض ونبرة جدية " لا تقتله ! "

هز براندي رأسه ببطء ، فحتى بدون تذكير كونان ، براندي لا يريد قتل أي شخص .

حتى لو كان هذا الشخص القادم مجرما او لصا ، فسيطلق على رجليه ويجعله لا يستطيع الحركة على الأكثر .

لذلك واصل الإثنان المراقبة وانتظرا قدوم هذا الشخص ، بدون معرفتهما ان شخصا اخر كان خلفهما .

مد ذلك الشخص يده ببطء نحو براندي ، وبدون علم الأخير ، ربت على كتفه بقوة وقال " مالذي تفعله هنا ؟ "

ماذا ؟

في تلك اللحظة ، وسع براندي عينيه بصدمة قبل ان يلتفت بأقصى سرعة لديه ويوجه مسدسه نحو الشخص .

عبس الشخص للحظة وعندما عرف مالذي يحدث أخيرا ، انبطح بأقصى ما لديه من سرعة ، قبل ان يمسك بذراع براندي اليمنى ويجرها نحو الأمام .

وبسهولة بالغة ، قام الشخص برفع جسد براندي فوق ظهره ، قبل ان يرميه على الأرض !

ما الذي …

" براندي ! "

حينها فقط ، التفت كونان اليهما حدق فيهما بعدم تصديق .

فتح براندي الذي كان ظهره على الأرض بالفعل عيونه وهو يحدق في الشخص بعدم تصديق أيضا .

اما الآخر ، فلم يزعج نفسه معه ابدا ، توجه نحو مسدس براندي قبل ان يحمله ببطء ويقول " ان تحوز مسدسًا كهذا تحت السن القانونية و بدون أي رخصة ، سيتم مصادرته ، ويجب عليك دفع غرامة فيما بعد ، كوروغومي نويتشي – كون ! "

ماذا ؟

انذهل الإثنان وهما يسمعان هذا الصوت الأنثوي يحدث براندي .

كان المنزل مظلما للغاية بسبب ان النوافذ مغلقة والأنوار منطفئة ، لذلك لم يستطيعا رؤية وجه هذا الشخص من قبل ، ولكن الآن عندما سمعا هذا الصوت …

" ا-الضابطة ساتو ؟!! "

لم يرد عليهما هذا الشخص وانما مد يده نحو الجدار ، كان هناك مفتاح كهربائي لتشغيل انوار الغرفة .

بمجرد ان اشتعلت الأضواء ، ظهر وجه امرأة ذات شعر اسود قصير وترتدي بدلة رسمية زرقاء امامهما .

انها حقا الضابطة ساتو !

" م-مالذي تفعلينه هنا أيها الضابطة ساتو ؟ " تحدث كونان فجأة سائلا إياها .

عندها فقط سمع صوت رجل شاب يقول " لقد انتهيت من تفتيش الطابق العلوي ، ساتو – سان ! "

عندها ، نظر الثلاثة بإتجاه الرجل الذي دخل الغرفة للتو .

" ا-الضابط تاكاجي ! "

نظر الضابط تاكاجي الى كونان وبراندي الذي على الأرض للحظة ، قبل ان يقول بإندهاش " ك-كونان – كون و نويتشي – سان ! مالذي تفعلانه هنا ؟ "

عند سماع سؤاله ، حك كونان رأسه بتوتر وهو يقول " في الحقيقة … "

" ظننتما انكما ستجدان بعض الأدلة في منزل الضحية فأتيتما الى هنا معا ؟ " سأل الضابط تاكاجي بقليل من الانذهال .

هز الإثنان رأسيهما موافقين .

ومن ما سمعاه من حديث الضابط تاكاجي والضابطة ساتو ، كان الإثنان قد تلقيا امرا من المشرف ماتسوموتو للقدوم وتفتيش منزل الضحية لنفس السبب وهو إيجاد بعض الأدلة ، ولكنهما اصيبا بخيبة امل أيضا .

قام الضابط تاكاجي بالبحث في الطابق الثاني ، بينما ساتو كانت تبحث في الطابق الأول .

" للأسف لم نجد شيئا غير كومبيوتر آكيو – سان … وحتى مع ذلك ، فهو محطم ولا نستطيع تشغيله والبحث فيه ، اعتقد انه لا يمكننا فعل شيء حتى نأخذه الى مقر الشرطة ويتكفلون هم به " تنهد الضابط تاكاجي بحزن .

كومبيوتر ؟

نظر براندي فجأة الى كونان الذي فعل المثل ، حينها ابتسم بخفة وقال مخاطبا تاكاجي " نحن الإثنان نعرف شخصا ما يمكنه اختراق لوحة الكومبيوتر وإخراج المعلومات منه بثواني ! "

حدق الضابط تاكاجي والضابطة ساتو به لفترة قبل ان يهزا رؤوسهما بموافقة .

بعدها ، قام براندي وكونان بتفتيش المنزل مرة أخيرة لوحدهما ، ولكن كما قال الضابطان قبل قليل ، لا يوجد أي شيء قد يفيد في التحقيق .

كان هناك العديد من الكتب والأوراق في سلة المهملات ، ولكن يبدو انها مجرد مقالات ومعلومات عن ناي ملكة البحر كتبها آكيو بانزان بنفسه …

فجأة ، انتبه براندي على صورة ضخمة معلقة في الجدار ، عندما اقترب اكثر ودقق فيها ، وجد انها خريطة ! خريطة للمحيط الهادئ !

" هذه … "

لم تكن مجرد خريطة عادية للمحيط ، بل كانت هناك أيضا علامات ودوائر حمراء تحيط ببعض المناطق والجزر في الخريطة .

بعد ان حدق في الخريطة لعدة ثواني ، افترض الإثنان ان هذه يمكن ان تكون خريطة للجزر التي زارها النحات هاروتو قبل موته .

بالطبع ، يمكن ان يكون هذا الاحتمال خاطئا كذلك .

اخرج براندي هاتفه والتقط صورة للخريطة ، قبل ان ينظر بجدية الى حوله .

كانت غرفة الضحية مرتبة للغاية ، حيث كان هناك سرير نوم ومكتب ، إضافة الى رف مليء بالكتب .

ولكن الإثنان شعرا انها غريبة للغاية .

وهذا لثلاثة أسباب ، أولها هو ان الضحية عالم اثار وباحث ، شعر بالفضول حول ناي ملكة البحر وقرر استكشافه ، وهذا سبب انضمامه لعائلة سوزوكي قبل خمس سنين حتى الآن ، اذا لماذا … لماذا كل الكتب والمقالات التي تتعلق بناي ملكة البحر مرمية في سلة القمامة ؟

بجدية ، حتى ان رف الكتب يبدو خاليا للغاية وليس به سوى خمس الى سبع كتب .

ثانيا ، بعد ان دقق البراندي في الخريطة ، انها تبدو جديدة للغاية ، ما يعني انها ليست نفسها الخريطة الرثة التي اعطتها الانسة هيماري لصائد كنوز عائلة سوزوكي .

فما هو السبب الذي جعل الضحية يشتري خريطة ضخمة للمحيط الهادئ ويقوم بتحديد العديد من المناطق عليها ؟

وثالثا ، الكومبيوتر الذي وجده الضابط تاكاجي في الغرفة ، كانت شاشة الكومبيوتر محطمة بالكامل ولا يمكن تشغيله بعد الآن ، فمن الذي قام بفعل هذا ؟

هل يعقل ان الضحية نفسه هو من قام بكل هذا ؟ لا يمكن .

اذا ، هل يمكن ان شخصا اخر قد جاء الى هذا المنزل ورمى الكتب في سلة القمامة بينما حطم الكومبيوتر ؟ لا يمكن أيضا ، فقد ذكرت الضابطة ساتو ان الباب كان مغلقا بالمفتاح عندما أتت هي وتاكاجي ، وكان يجب عليهما فتحه بالقوة .

إضافة الى ان النوافذ كانت مغلقة من الداخل بإحكام ، ولا يمكن لأي شخص الدخول بقوة الى المنزل من دون ان ينتبه عليه أي احد .

الا لو …

الا لو كان هذا الشخص هو كايتو كيد نفسه !

صمت الإثنان وهما يفكران بعمق ، بعد فترة تنهدا وقررا التفكير اكثر بعد ان يستطيعا اختراق الكومبيوتر ونقل بياناته الى كومبيوتر اخر .

حينها ، يمكنهم معرفة السبب الذي جعل المجرم يقوم بتحطيم الكومبيوتر وتمزيق الكتب التي ألفها الضحية عن الناي ثم رميها في القمامة .

وربما يمكنهم معرفة سبب القتل ثم إيجاد المجرم أيضا …

بعد ان انتهوا من البحث في المنزل ، ركب الجميع في سيارة الضابط تاكاجي والضابطة ساتو وانطلقوا .

بالنسبة لسيارة البورش المسكينة …

لم يجرؤ براندي على قيادتها وهي بهذه الحالة امام الضابط تاكاجي وساتو ، لقد تم اخذ مسدسه بالفعل من قبل ساتو ، لو تم تغريمه أيضا بسبب الإشتباه في ارتكاب حادثة سير …

لذلك ، كل ما كان بإمكانه فعله هو احضار كومبيوتره معه ، ولم ينسى أيضا ارسال رسالة الى الطبيب :

<< تحداني بعض الأشخاص الذين يغارون من سيارتي وقاموا بمحاصرتي ، ولكي انجوا منهم ، اضطررت للتضحية بالجزء الخلفي من سيارتي ، المشكلة انني لا املك نقودا لتصليحها ، لذلك ، هل يمكنك الدفع عوضا عني ؟ اوه ، الم تقل انك بارع في كل المجالات ؟ يمكنك محاولة تصليح السيارة بنفسك ، تركتها في مدينة ميناتو ، منزل العالم آكيو بانزان ، يمكنك البحث عنه بنفسك ، واذا كنتَ

فقيــــرا جدا فلا تزعج نفسك (*^ ‿ ^*) >>

هاه —

تنهد براندي براحة بعد ان ضغط على زر الإرسال ، حقا ، لماذا يضطر لتصليح السيارة بنفسه ؟

لو لم يستدعيه العجوز جيروكيتشي لما تحطمت السيارة في المقام الأول ، لذلك كان يجب عليه ان يطلب منه تعويضا .

بالنسبة للطبيب …

ألم يكن يتباهى دائما بأنه يبرع في كل المجالات ؟ يمكنه اذا محاولة اصلاح السيارة بنفسه .

مع ذلك ، فإن براندي متأكد بأن الطبيب لن يستطيع فعل ذلك ، في النهاية سيضطر ان يأخذها الى محل التصليح بنفسه والدفع من امواله .

خطة محكمة للغاية !

فقط عندما كان براندي سيطير من الفرحة تقريبا ، سمع صوت الضابطة ساتو تحدثه فجأة :

" بالمناسبة كوروغومي – كون ، من اين احضرت هذا المسدس ؟ "

هاه ؟

تلاشت ابتسامة براندي فورا وتم استبداله بتعبير متوتر .

" م-مسدس ؟ " تفاجئ الضابط تاكاجي قليلا وهو يسمع حديثها .

هزت الضابطة ساتو رأسها وهي تقول بملامح جدية " اجل ، مسدس من نوعية اف ان 571 ، بلجيكي الصنع ، سعره مرتفع في محلات بيع الأسلحة في طوكيو ، فكيف تمكنت من الحصول عليه ؟ انت قاصر ولا تمتلك أي رخصة حيازة ، كوروغومي – كون ؟ "

بدأت ملامح القلق تظهر عى وجه براندي ، تمنى لو انها قد نست الأمر وسترجع المسدس اليه في النهاية ولكن لا يبدو ان الامر بتلك السهولة .

عندها فقط ، خطرت في باله فكرة ، ابتسم ابتسامة قصيرة وقال " اه ، ذلك المسدس ليس لي ! "

" ليس لك ؟ " سألت الضابطة ساتو بتعجب .

هز براندي رأسه وأجاب " اجل ، انه المسدس الخاص ب كودو ، تعرفينه صحيح ؟ كودو شينتشي ، نسيه عندي قبل عدة أيام ، وها انا استعمله في الدفاع عن نفسي … "

" م-ماذا ؟ " صرخ كونان فجأة ونظر الى براندي بملامح عدم التصديق .

متى قمت بإعطائك مسدسًا ؟ انتظر ! انا لم التقي بك بشكلي الأصلي من قبل ابدا !

" اذا فهو كودو – كون … " صمتت الضابطة ساتو للحظة قبل ان تقول " سأطلب من المفتش ميغوري فيما بعد ان يوبخه . "

" اجل ، أتمنى ان يسرع بفعل ذلك . " هز براندي راسه عدة مرات وهو يقول بإبتسامة .

اما كونان ، فقد كان ينظر اليهما بفم مفتوح على مصراعيه ، لم يصدق ما الذي يسمع الآن .

بعد لحظة ، تحولت ملامح وجهه الى الإنزعاج وهو ينظر الى براندي .

هذا الوغد …

نظر براندي الى كونان ، لتتوسع ابتسامته اكثر واكثر ، مد يده ليربت على رأس الآخر وهو يقول " مهما كان محققا مشهورا ، يجب ان يتم توبيخه لحيازة سلاح بدون اذن ، الا توافقني الرأي يا كونان – كون ؟ "

أيها ….

ظهر وريد بنفسجي على جبهة كونان وهو يسمع حديث براندي ، تمنى لو كان بإمكانه استعمال حذائه المقوي للركلات ، وركل وجه هذا الرجل !

تمكن من اجبار ابتسامة متوترة من الظهور على وجهه وهو يقول " ا-اجل ! انت محق ، كوروغومي – نو نيتشان ! "

" ولد جيد . " هز براندي رأسه وقال ببطء .

……

بعد نصف ساعة تقريبا ، وصل الأربعة أخيرا الى المكان المحدد .

مدينة بيكا ، المنطقة 2 ، المبنى رقم 21 .

كان هذا هو عنوان منزل الدوكتور اغاسا ، وبجانبه ، يوجد مبنى ضخم اخر يبدو مثل القصر ، كان هذا منزل كودو شينتشي الأصلي .

ولكن هدف الأربعة هو منزل الدكتور اغاسا .

عندما تكلم الضابط تاكاجي عن انه سيكون من الصعب استخراج المعلومات من حاسوب محطم ، ظهرت صورة لشخص واحد يمكنه فعل هذا في كلا من عقلي براندي وكونان .

صحيح ، الدكتور اغاسا هو الوحيد الذي يمكنه اختراق الحاسوب في وقت قياسي للغاية .

في الحقيقة ، إضافة الى الدكتور اغاسا ، براندي ظن أيضا ان الطبيب سيكون مساعدة كبيرة .

ولكنه لم يهتم كثيرا لهذا الأمر .

أراد الدخول للمنزل مع كونان ، ولكن الأخير منعه ، يبدو انه ما يزال قلقا من احتمالية فعل أي شيء خطير ، ذلك اكتفى بإعطائه عنوان بريده الإلكتروني فقط ، وذلك كي يرسل له المعلومات .

بعد فترة قصيرة ، خرج كونان من المنزل وهو يهز رأسه قائلا " قال البروفيسور انه سيستغرق ربع ساعة او اقل في الاختراق ، بعدها سيقوم بنقل البيانات المهمة الى حاسوب كوروغومي – نو نيتشان ! "

بعد هذا ، لم يستمروا بتضييع الوقت اكثر وركبوا السيارة مرة أخرى .

" اين ستكون وجهتنا التالية ؟ " سأل تاكاجي .

فكر براندي لاحظة قبل ان يقول " المختبر ! اعتقد اننا سنجد شيئا في مختبر الضحية ! "

حتى كونان كان يمتلك نفس الفكرة ، تقريبا كل الأشياء التي وجدوها غريبة في منزل السيد آكيو ، من المقالات والكتب وصولا الى الكومبيوتر المحطم والخريطة ، كل هذه الأشياء تشترك في شيء واحد ، وهي انها أبحاث السيد آكيو عن ناي ملكة البحر .

لذلك ، فمن الطبيعي ان يذهبوا تاليا الى المختبر الذي هو مليء بابحاثه ، إضافة الى العديد من الاجهزة التي يستعملها في عمله .

السيد آكيو لم يكن عالم اثار عادي ، فقررت عائلة سوزوكي تكريمه ببناء مختبر له ، اضافة الى اهدائه كل أنواع الأجهزة التي يمكنه استعمالها في عمله .

فتح براندي حاسوبه وقرر البحث عن معلومات إضافية تخص ناي ملكة البحر والنحات هاروتو ، شعر انه كلما عرف هذه المعلومات ، كلما اقترب من معرفة حل هذه القضية .

ولكن بمجرد ان فتح كومبيوتره …

دينغ —

سمع صوت رنين منه ، يبدو ان رسالة ما وصلته للتو .

عندها فقط ، لم يتمكن من كبح نفسه وقال بصوت عالي " بهذه السرعة ؟ "

ماذا ؟

نظرت اليه الضابطة ساتو والضابط تاكاجي بإستغراب ، ما الذي يعنيه ؟

نظر براندي الى حاسوبه للمرة الأخيرة ، وعندما اكد ما يراه قال " لقد انتهى البروفيسور من اختراق الكومبوتر وقد ارسل الي البيانات فورا ! " توقف للحظة قبل ان يقول بصوت منخفض وعدم تصديق " لم تمر حتى عشر دقائق منذ رحيلنا ! "

" هل يوجد شيء مهم في البيانات التي أرسلها ؟ " سأل كونان .

نظر اليه براندي للحظة قبل ان يقوم بقراءة البيانات لهم …

على ما يبدو ، قبل ستة سنين ، كان السيد آكيو بانزان مهتما كثيرا بناي ملكة البحر وقام بالعديد من الأبحاث عنه ، كما انه حاول ايجاده بشتى الطرق ، ومع ذلك لم ينفع أي شيء .

ولكن قبل خمس سنين ونصف تقريبا ، ظهرت الفتاة المدعوة هيماري ايتسوكي ، وحكت لهم قصة لا يمكن تصديقها ابدا .

حيث قالت ( منذ ان كنتُ صغيرة ، كان والدي دائما ما يردد ان اجداده كانوا من اعظم القراصنة في العالم ، والذين كانوا يمتلكون ثروة لا تقدر بثمن … ولكن في يوم من الأيام ، اختفى ذلك الكنز، وفي نفس الوقت ، توفي جد والدي الذي كان قائد سفينة القراصنة تلك … فيما بعد ، قام اتباعه القراصنة بإنشاء خريطة لمكان اختفاء ذلك الكنز واعطوها لعائلته ، رغم انهم بحثوا وبحثوا ولم يجدوا الكنز ابدا … )

كانت الفتاة تظن ان هذه الخريطة مزيفة ، ولكن عندما رآها السيد آكيو بانزان ، اكد فورا من نوعية الورق المستعمل انها قديمة للغاية .

وبعد نصف سنة من البحث بالإعتماد على تلك الخريطة ومساعدة صائد كنوز عائلة سوزوكي ، وجدوه !

لم يتوقعوا ولو لمرة ان الكنز الذي كانت الآنسة هيماري تتحدث عنه هو ناي ملكة البحر !

كان الناي مدفونا في أعماق أراضي البحر ، ولولا الأجهزة المتطورة ، لما تمكنوا من ايجاده ابدا .

حينها ، قرر آكيو بانزان العمل لعائلة سوزوكي ويستمر في فحص الناي وجمع العديد من المعلومات عنه وعن الفتاة المدعوة هيماري .

ولكن …

اثناء بحثه ، تم شد انتباه السيد آكيو بشيء ما … طريقة وفاة النحات هاروتو !

مهما بحث وبحث ، لم تكتب السجلات التاريخية أي شيء عن كيف مات هذا النحات او اين دفن ابدا .

عندها جاءته فكرة .

هل يعقل ان يكون القراصنة قد رموا النحات خارج السفينة وتركوه يموت غرقا مثلما رمى الناي في المحيط ؟

ظلت هذه الفكرة عالقة في رأسه لسنوات عديدة ، بحث وبحث وبحث ، حتى أخيرا وقبل شهر من الآن ، عندما وظف السيد آكيو بعضا من الأفراد النخبة في البحر من مجموعة سوزوكي لمساعدته ، وجد شيئا !

على بعد عدة كيلومترات من المكان الذي وجدوا فيه الناي ، كان هناك هيكل عظمي متآكل ، مدفون بين التربة في أعماق المحيط الهادئ !

هذا …

كان السيد آكيو متحمسا للغاية ، وهرع لفحص الهيكل العظمي بمجرد ان دخل مختبره .

بعد بضعة أيام ، تأكد تماما ان وقت موت صاحب هذا الهيكل العظمي هو قبل ثلاث مائة سنة على الأقل ، أي في القرن الثامن عشر !

ليس هذا فقط ، يقال ان النحات هاروتو ، كان اصبعه السبابة في يده اليسرى مقطوعا ، وهذا بسبب خطأ ما ارتكبه احدى المرات اثناء كونه قرصانا ، ما أدى الى قطع اصبعه بالكامل .

بينما هذا الهيكل العظمي لا يمتلك اصبعه السبابة كذلك !

هذا الإستنتاج جعل السيد آكيو يطير من الفرحة ، هذا يعني بأن الهيكل العظمي الذي وجدوه ، كان حقا هيكل النحات هاروتو .

لقد كان محقا ! النحات قد مات غرقا حقا !

بعد ان عرف هذه الحقيقة ، خطرت فكرة على بال السيد آكيو قبل أسبوع من الان فقط ، هرع الى اخذ عينة من الحمض النووي الخاص بالهيكل العظمي ، ومقارنته بالحمض النووي الخاص بالانسة هيماري .

وللمفاجأة ، نتائج الفحص اثبتت ان هناك علاقة وراثية بين الآنسة هيماري والنحات !

……

كان براندي يقرأ المعلومات بهدوء ، رغم ان صدمته لم تكن صغيرة ابدا .

فحص الحمض النووي الخاص بالهيكل العظمي والانسة هيماري ، ثم وجد ان هناك علاقة حقا بين الإثنين …

فقط عندما كان يفكر ان كانت الانسة هيماري تكذب ام لا ، ظهرت هذه البيانات وجعلت كل شكوكه تختفي تماما !

نظر من نافذة السيارة ، ليتفاجئ بأنهم وصلوا الى المختبر بالفعل ، حيث كان على شكل مبنى ضخم مستطيل الشكل ذا لون ابيض وأسود .

" هل نواصل الذهاب للمختبر حتى بعد معرفة هذا ؟ " سألت الضابطة ساتو .

فكر براندي للحظة قبل ان يقول " اجل ، لو كان ما هو مكتوب في الكومبيوتر حقيقي ، فهذا يعني ان الهيكل العظمي للنحات لا يزال داخل هذا المختبر ، يمكننا فحص الحمض النووي أولاً ثم تقرير ماذا سنفعل تاليا … "

عندما قال هذا ، لم يتردد براندي ، اغلق حاسوبه وخرج من السيارة متوجها نحو المختبر .

ولكن …

بوووم —

دوى صوت انفجار ضخم في المدينة .

بينما تجمد براندي في مكانه ، يحدق في المختبر الذي التهمته النيران فجأة .

" ما الذي يحدث ؟ "

صرخ كونان والضابطان ، وهما يخرجان بأقصى سرعة لهما من السيارة .

كان براندي لا يزال يحدق في المختبر امامه ، حتى شعر بشيء ما فجأة يضرب وجهه .

هاه ؟

انذهل براندي للحظة ، امسك بالشيء الذي ضرب وجهه وحدق فيه بإندهاش .

هذه …

كانت بطاقة بيضاء صغيرة ، مرسوم عليها وجه مبتسم يرتدي قبعة طويلة …

بطاقة كايتو كيد ؟!!!!

—————-

نهاية الفصل 61

أتمنى ان تكونوا استمتعتوا بالفصل .

2020/08/29 · 1,936 مشاهدة · 3156 كلمة
Brandy
نادي الروايات - 2024