طوكيو ، في مكان ما في احدى شوارع مدينة ميناتو …

نظر العديد من المارِّين الى سيارة البورش 911 تيربو اس بإنذهال ، بل حتى ان بعضهم بدأ بالذعر قليلا .

لا يمكن لومهم ، فأي احد يسمع صوت طلق ناري عالي كهذا ، سيفعل المثل .

" أ-اوي ، هل كان هذا صوت اطلاق نار ؟ "

" ا-اتصلوا بالشرطة ، بسرعة ! "

بينما في داخل السيارة ، نظر براندي بحزن الى آيريش ثم مسح دموعه ، نزع سترته السوداء وقام بتغطية جثة الآخر الدموية .

يجب عليه ان يتأكد من اقامة دفن ملائم له فيما بعد .

" آيريش … " اغمض براندي عينيه وهو يتذكر ما قاله آيريش قبل لحظات فقط .

ومع تذكره لذلك ، ازداد غضبه اتجاه جين كذلك ، لو لم يكن بسبب جين لما انتحر آيريش ابدا !

ليس هذا فقط ، بل ان جين كان يتحكم بهم طوال الوقت ، وهم كانوا يتحركون كما توقع تماما ، كما لو انهم مجرد قطع شطرنج ، بينما جين هو اللاعب .

بدأ كل شيء عندما تلقى الآخر امر قتل بيسكو من قبل الزعيم ، حينها اتى جين بهذه الخطة .

قام برفض امر الزعيم وطلب منه السماح لبراندي بقتل بيسكو ، بحجة اثبات ولاءه للمنظمة .

وعندما يقوم براندي بهذا ، فإنه سيكوّن عدوا جديدا ، وهو اخوه الذي لا صلة له بالدم، والشخص الذي كان معروفا بإحترامه لبيسكو ، آيريش .

لا شك أن جين كان متأكدا من ان آيريش سيحاول قتل براندي ، عند هذا الوقت ستحين فرصته .

اذا قام آيريش بقتل براندي ، فسيقوم جين بوضع هذا الأمر كحجة ايضا ، ويتخلص من آيريش في نفس الوقت ، رغم ان براندي لا يعرف سبب ذلك ابدا ، الا انه يمكنه التخمين ...

والعكس صحيح ايضا ، لو قام براندي بقتل آيريش ، فكل ما على جين قوله هو ان الأول خان المنظمة وقتل آيريش بدون اي سبب او بدون ان يتلقى الأمر لذلك .

ولو حصل غير ذلك ، مثل ما حدث الآن وبقي آيريش وبراندي حيين معا ، فبراندي متأكد من ان جين سيقتله هو و آيريش ، وقول ان احدا منهما قتل الآخر ، وخاف من عقاب المنظمة فأنتحر .

ولكن الآن ، فعلة آيريش هذه قد احبطت خطة جين بالكامل .

باستعمال مهارة القنص خاصته ، تمكن براندي فور رؤيته للمسدس من الحصول على معلومات مفصلة عنه .

انه نوع من المسدسات الدوارة ذات الخمس رصاصات فقط ، ومع ذلك عندما دخل آيريش الى حديقة الأزهار في البرج ، كان مسدسه معبئا بأربع رصاصات فقط ، لسبب غير معروف .

اطلق آيريش عليه من قبل ثلاث رصاصات ، والتي تسببت بجرحه ، بينما بقيت رصاصة واحدة فقط .

والآن ، استعمل آيريش تلك الرصاصة المتبقية في انهاء حياته ، ليس هذا فقط ، بل انه لم يتح ولا فرصة لجين لكي ينفذ خطته .

اذا لم يكن براندي مخطئا ، اختار آيريش اطلاق النار على نفسه عمدا في هذا المكان حيث يوجد الكثير من الناس حولهم ، وذلك لكي لا يستطيع جين الاقتراب من السيارة ابدا ، فسيكون الأمر خطيرا لو اقترب اي احد من اعضاء المنظمة الى هذه السيارة امام اعين هذا العدد الكبير من الناس .

وحتى لو قتلوه فيما بعد عندما يغادر هذا المكان ، سيكون وقت وفاة آيريش وبراندي بعد الفحص مختلف تماما ، وهذا ما سيجعل الزعيم او رم يشكان في كلام جين .

ليس هذا فقط ، لو اتصل براندي او احد الاشخاص في الخارج بالشرطة ، فستأخذ الجثة من قبلهم ، ولن يستطيع جين تنفيذ خطته مهما عصر عقله في التفكير ، الا لو أراد قتل رجال الشرطة أيضا ، وهذا غير وارد .

بالتفكير في ذلك مرة اخرى ، شعر براندي بالحزن ، في النهاية ، كأخ اكبر لبراندي ، قام آيريش بالتضحية بحياته من اجل ان لا يموت …

فجأة ، سمع براندي صوت باب سيارته الأمامي يفتح ، ما جعله ينذهل بشدة ويلتفت بسرعة .

لا يمكن ان يكونوا اعضاء المنظمة ، صحيح ؟

ولكن عندما رأى من الذي فتح الباب ، تنهد بارتياح .

نظر الى الفتى امامه وقال بقليل من التفاجئ " ك-كونان - كون ، ما الذي تفعله هنا ؟ "

صحيح ، بعد ان سمع خبر وجود جين بالقرب منْ سيارة براندي منَ الشرطي ، أسرع كونان الى هنا مستخدما زلاجته ، قام البروفيسور من قبل بتعديلها لتعمل في الليل ايضا وزاد من سرعتها قليلا ، لذلك وصل الى هنا بسرعة .

ومع ذلك ، فقد تأكد من ترك زلاجته في مكان بعيد عن السيارة ، نزع نظاراته ووضع قلنسوة على رأسه ، سيكون من السيء لو ان احد اعضاء المنظمة يراقبون براندي من بعيد ورأوه يدخل السيارة ، خاصة ان كونان قد سمع صوت اطلاق النار قبل قليل ايضا ، رغم انه تفحص المكان مسبقا ولم يجد اي اثر لسيارة البورش الخاصة بجين ، الا ان الاحتياط واجب ، فمن يعرف ان كان هناك اعضاء آخرون هنا .

بمجرد ان دخل كونان للسيارة ، واجهه منظر الجسم المغطى بسترة سوداء ، بينما زجاج السيارة الخلفي ملطخ بالدماء .

صدم كونان ولم يعرف ما يقول لعدة لحظات ، حتى سأل وملامح الصدمة لا تزال على وجهه " ه-هل قتلته ؟ "

نظر اليه براندي وكأنه ينظر الى غبي ، قبل ان يجيب بتعجب " بالطبع لا ، ايها الاحمق … لقد اطلق على نفسه … "

انتحر ؟

لم تقل صدمة كونان هذه المرة عن صدمة براندي عندما عرف ان آيريش قد انتحر ، حدق في براندي بعيون تملأها علامات الاستفهام .

ولكن براندي هز كتفيه فقط " قال بأنه لا يريد للمنظمة قتله لمعارضة الأوامر ، وبما انه لا مهرب له ، رأى ان قتل نفسه بنفسه افضل من ان يقتله اعضاء المنظمة … لم استطع منعه في الوقت المناسب ، فقد اخذ المسدس من جيبي بسرعة خارقة . "

رغم ان كونان لم يصدق اغلب حديث براندي ، الا انه لم يمتلك الوقت لهذا ، تحولت تعابيره الى الجدية وقال بسرعة " على اي حال ، لقد قال احدى رجال الشرطة انهم رأوا شخصا بنفس مواصفات جين يقترب من سيارتك ! "

" جين ؟! " انذهل براندي لثانية ، قبل ان يشد قبضتيه بإحكام ومشاعر الغضب ظاهرة على وجهه .

بعدها تذكر جزء ان جين كان بالقرب من سيارته ، نظر الى كونان وسأل " ما الذي تعنيه ؟ "

" قال الشرطي ان جين تفحص اسفل السيارة قبل ان يغادر ، وانه قد يكون يبحث عن ساعته التي فقدها ، بسبب انه كان يسمع صوت ساعة ، وظل الصوت ينخفض تدريجيا حتى اختفى . "

اهتز براندي عند سماع هذا وتحولت ملامح وجهه الى الرعب .

هذا يعني شيئا واحدا فقط …

قنبلة !

هناك قنبلة موقوتة وضعها جين اسفل السيارة !

كيف لم يفكر في هذا من قبل ؟

جين شخص حذر للغاية ، وسيضمن ان خطته قد نجحت بأي ثمن ، لو انفجرت القنبلة وفجرت معها آيريش وبراندي ، فحتى لو انتحر آيريش ، لا تزال القنبلة ستفجر اجسادهما لأشلاء ، ولن تتاح للمنظمة فحص وقت الوفاة ، ليس هذا فقط ، بل سيعتقد اغلب اعضاء المنظمة ان آيريش هو المسؤول عن تفجير القنبلة في السيارة !

هذا …

لقد استخف بـ جين كثيرا !

لم يستمر براندي تضييع الوقت وخرج من السيارة بسرعة بعد كونان .

عند رؤية ان طفلا وفتى شاب قد خرجا من السيارة ، شعر الناس بقليل من الراحة ، ولكنهم لم يغادروا بعد ، ارادوا معرفة ما هو مصدر ذلك الصوت اولا .

انبطح براندي والقى نظارة تحت السيارة ، لينذهل بكيس ورقي مغلق ، ملتصق في السيارة بواسطة شريط لاصق .

" انها حقا هنا ! "

عندما رأى الناس براندي الذي يلقي نظرة اسفل السيارة ، انذهلوا للحظة قبل ان يتساءلوا ، هل كان الصوت الذي سمعوه قبل قليل بسبب خلل في السيارة ؟

رغم انهم ليسوا متأكدين ، الا ان عدد الناس حول سيارة براندي قد انخفض كثيرا ، ولم يبقى سوى ثلاثة الى اربعة اشخاص يشاهدون من بعيد ، وحتى هؤلاء غادروا بعد بضعة ثواني .

حاول براندي نزع الشريط اللاصق الذي يحيط بالكيس الورقي ، وحمله ببطء وحذر ، قبل ان يدخل السيارة مع كونان مرة اخرى .

قام بتمزيق الكيس ، لتظهر لهم علبة بلاستيكية مستطيلة الشكل ، بينما يوجد في اعلى اليسار شاشة صغيرة تعرض مؤقتا .

عند رؤية المؤقت ، شعر براندي وكونان ان قلوبهما قد سقطت في اعماق الهاوية .

دقيقتين !

بقيت دقيقتين فقط على انفجار القنبلة !

سيء ، لا يمكنهم فعل اي شيء في هذا الوقت .

لو كان الوقت المتبقي اكثر من هذا فيمكنهم اخذ القنبلة الى مكان خالي ورميها هناك ، ولكنهم الآن في منتصف المدينة !

هناك العديد من الناس يحيطون بهم ، والاخلاء سيأخذ الكثير من الوقت .

وحتى لو اتصلوا بالشرطة الآن فسيمر بعض الوقت حتى وصولهم ، حينها سيكون الاوان قد فات .

ماذا ؟ ما الذي يجب عليهم فعله ؟

بلع الإثنين ريقهما وهما يفكران وملامح الخوف على وجهيهما .

الحل الوحيد هو تفكيك القنبلة وتعطيلها هنا وفورا .

ولكن كيف سيفعلان ذلك في هذه الفترة القصيرة ؟

حدق براندي في القنبلة لعدة لحظات .

قبل ان يخرج السكينة من جيبه ويحاول بواسطتها اخراج البراغي وفتح غطاء العلبة العلوي .

" هل تستطيع تفكيك القنابل ؟ " نظر كونان الى براندي بانذهال ، لقد استنتج هذا فور ما رأى فعلة الآخر بفتح غطاء العلبة ، والتي تعني انه ينوي تفكيك القنبلة .

لم يرد براندي ابدا وإنما حدق في المكونات الداخلية للقنبلة فقط .

حينها عبس ، لم يعرف لماذا ، ولكن … شعور غريب .

شعر بالغرابة اثناء رؤيته للدارة المكونة للقنبلة ، ليقول وبغير وعي " C4 ؟ "

" ماذا ؟ " سأل كونان بعدم فهم .

بسؤال كونان هذا ، عاد براندي اخيرا الى وعيه ، حدق في مكونات القنبلة مرة اخرى .

" لا شك في ذلك ، هذه القنبلة … انها من نوعية C4 ! "

" هل تستطيع تعطيلها ؟ "

هز براندي رأسه رافضا " لا اعلم ، حتى انني لا اعرف كيف عرفتُ بأنها من نوعية C4 … "

حدق فيه كونان بغرابة ، كلام الآخر غير منطقي ابدا .

شعر براندي بالتوتر ، عرف نوعية القنبلة ، ولكن هو نفسه لا يعلم كيف عرف ذلك ، وكأنه … عرف من غريزته ؟

على اي حال ، لقد عرف ماهي نوعية القنبلة ، ولكن لا توجد طريقة لمعرفة كيفية تعطيلها ، لو قام بأي خطأ ، فقد تنفجر القنبلة مفجرة معها السيارة ، وسيتأذى العديد من الناس ، اضافة الى موته هو وكونان هنا .

" أتعرف يا براندي ؟ إن تفكيك القنابل بسيط للغاية . "

ماذا ؟

نظر براندي حوله بانذهال ، من ؟ من قال هذا ؟

ولكن … لا أحد في السيارة غيره هو وكونان .

كان الصوت الذي حدثه للتو شابًا للغاية ، ونوعا ما … مألوف .

' هل كنتُ أتوهم ؟ '

تعجب براندي ، ولكن الذي حصل في الثانية التالية جعله ينذهل مرة اخرى .

" لو فهمتَ مركبات الدارة التي تشكل القنبلة ، اضافة الى عمل كل مركب ، فسيمكنك تعطيلها بسهولة كبيرة … انظر ، مثلا في هذه القنبلة من نوع C4 … "

مرة اخرى ؟

هذه المرة ، براندي لم يكن يتوهم بالتأكيد ، لقد سمع الصوت بوضوح ، صرخ بعبوس " من انت ؟ "

نظر اليه كونان بانذهال ، مع من يتحدث ؟

ومع ذلك ، فقد واصل الصوت الكلام حتى مع صراخ براندي .

" في القنبلة ، يوجد ثلاث مكونات اساسية ، اولها المادة المتفجرة ، والتي هي في حالتنا هذه المادة C4 .

ثانيها ما يسمى ب كبسولة التفجير ، وهي الاداة المسؤولة عن اشعال المادة المتفجرة ، وذلك عن طريق حث الصواعق كهربائيًا ، كيميائيًا او ميكانيكيًا ، فتتسبب تلك الصواعق بانفجار القنبلة .

ثالثها ، الزناد ، وهو الجهاز المسؤول عن اشتغال كبسولة التفجير ، يمكن ان يكون الزناد اي شيء ، هاتف نقال ، ساعة مؤقتة ، جهاز راديو … اي شيء ، وبطبيعة الحال ، الزناد يحتوي على مصدر طاقة ايضا .

لتعطيل القنبلة ، كل ما عليك فعله هو نزع كبسولة التفجير بحذر من الدارة ، بالطبع يجب ان تكون خبيرا في فعل ذلك ايضا ، غير ذلك … قم بقطع الأسلاك التي تصل كبسولة التفجير بالزناد ، فبهذا لن تعمل الكبسولة مرة اخرى ، ولن تنفجر القنبلة .

يجب ان تأخذ في الاعتبار ايضا انه يمكن ان يكون هناك اكثر من كبسولة تفجير واحدة في القنبلة ، إضافة الى احتمالية وجود اسلاك مفخخة ، قطع سلك خاطئ قد يسبب في تفعيل القنبلة . "

بعد ان انتهى الصوت الشاب من الحديث ، لم يقل اي شيء مرة اخرى .

لو لم يرى براندي ان هذا الكلام كان منطقيا ، لصدق فورا انها مجرد هلوسات .

نظر الى القنبلة امامه وبلع ريقه ، لا يعرف ان كان يجب ان يثق بصوت ذو مصدر مجهول او لا ، ولكن …

ليس لديه اي خيار !

حدق في القنبلة مرة اخرى وهو يحاول معرفة اين هي المركبات الاساسية التي ذكرها الصوت ، ولم يمر وقت طويل حتى وجدها اخيرا .

كما قال الصوت الغريب قبل قليل ، هناك العديد من الأسلاك الغريبة التي تخرج من المؤقت والذي هو الزناد في هذه القنبلة ، اربعة اسلاك ملونة متصلين في الدارة ، بينما سلكين بلون ابيض وأحمر متصلين بجسم آخر .

كانت قطعة معدنية طويلة وصغيرة ، من مظهرها ، يبدو انها هي كبسولة التفجير التي تحدث عنها الصوت .

لو وصل المؤقت الى الصفر ، تقوم الكبسولة بإنتاج صاعقة كهربائية صغيرة لإشعال المادة المتفجرة .

بقي 30 ثانية فقط على وصول المؤقت للصفر ، مع ذلك …

براندي كان مترددا ، لو لم ينجح هذا وانفجرت القنبلة ، فسيموت هو وكونان ، والجميع حول السيارة .

مد السكينة نحو السلكين ، ولكنه لم يقطعهما فورا ، لقد بدأ جسده يتعرق ، ويديه ترتعشان بخفة ايضا .

الرقم على المؤقت يتناقص تدريجيا حتى وصل اخيرا الى عشرين ، بعدها خمسة عشر ثانية .

سحقا …

شد براندي اسنانه بغضب وقطع السلكين مرة واحدة وبدون اي تردد .

بــــيــــــيـــــــب —

سمع الاثنان صوت رنين طويل فجأة من القنبلة ما جعل وجوههما تشحب بشدة .

" سيء ! "

تراجع براندي نحو مقعده بسرعة وهو يغلق عينيه ويوجه يديه نحو الامام ، كونان فعل المثل .

مع ذلك ، مرت الثواني ، ولكن لم يحصل اي شيء .

اختفى صوت الرنين كذلك .

شعر الاثنان بالغرابة من ذلك ، وفتحا عينيهما ببطء .

لينذهلا وهما ينظرا الى المؤقت بصدمة .

لقد توقف !

لقد توقف المؤقت عند الرقم 15 !

تنهد براندي براحة عند رؤية ذلك قبل ان يرمي نفسه على مقعده مرة اخرى .

تبا ، شعر للحظة وكأنه سيموت .

" يبدو اننا نجحنا … " ابتسم كونان بارتياح وهو ينظر الى براندي بنظرات الإعجاب والتساؤل في نفس الوقت .

ألم يقل براندي للتو انه لا يعرف كيف يعطل قنبلة ؟

حسنا ، من ملامح وجه الآخر يبدو انه اعتمد على الحظ في فعل ذلك لذلك لم يسأل .

نظر الى آيريش وقال مخاطبا براندي " ما الذي ستفعله الآن ؟ "

" سآخذه للمنظمة بطبيعة الحال ، لا استطيع ابقاءه في السيارة ، صحيح ؟ "

" انت محق … "

هز كونان رأسه ، وضع القلنسوة على رأسه مرة اخرى وفتح باب السيارة ناويا المغادرة " اذا ، اعتقد انه وقت ذهابي الآن . "

" اجل … " هز براندي رأسه ، يبدو وكأنه اراد قول شيء ما .

" ما الخطب ؟ "

" اه ، لا … فقط … " حك براندي خده بقليل من الإحراج ، وهو يقول " شكرا ، على اخباري بأمر القنبلة … "

انذهل كونان للحظة ، ولكنه ابتسم مرة اخرى ورد " اعتقد ان هذا يعني انني رددت جميلك . "

رددتَ جميلي ؟

تعجب براندي ، وفقط عندما اراد سؤال كونان وجد ان الآخر قد غادر واغلق الباب خلفه بالفعل .

' ما الذي كان يعنيه ؟ '

ظل يفكر في الأمر لعدة دقائق ، حتى استسلم اخيرا وقرر نسيان الأمر ، يجب عليه الآن العودة الى قاعدة المنظمة .

ولكن ، بمجرد ان شغل السيارة ، طرق شخص ما على زجاج باب السيارة بجانبه فجأة .

من ؟

انذهل براندي للحظات ، تحولت ملامح وجهه للجدية قبل ان ينزع المفتاح من السيارة ، فتح الباب وخرج بسرعة قبل ان يغلقه مرة اخرى .

سيكون من السيء لو لاحظ اي شخص جثة آيريش .

نظر الى الشخص الذي طرق الباب ، ليتفاجئ بأنه رجل شرطة !

لو كان كونان هنا لعرف فورا انه نفس الرجل الذي اخبره عن جين قبل قليل في البرج .

كان الرجل يقف امام سيارة بيضاء اللون .

" هل هناك خطب ما ؟ " سأل براندي بتوتر .

ولكن الشرطي لم يتحدث ، وإنما ابتسم بخفة فقط .

انتبه براندي عندها على السيارة البيضاء ، هذه السيارة هي … BMW Z4 !

" ب- بيلموت ؟! "

ليس هناك خطأ ، الوحيد الذي يمتلك هذا النوع من السيارة هو بيلموت ، اضافة لابتسامة رجل الشرطة تلك ، براندي على يقين انه بيلموت متنكرة .

" هي هي … "

ضحك الشرطي بخفة قبل ان يمد يده نحو اذنه اليسرى ، وينزع قناعه ببطء .

ككرييييكك —

ليظهر وجه امرأة ذات جمال ساحر وشعر اشقر بلاتيني ، اضافة الى عينين بلون اخضر فاتح .

انها حقا بيلموت !

ضغطت على احدى ازرار سترتها ، ليخرج الهواء فجأة من داخل تلك السترة ثم تتقلص ، ويعود قوام جسمها الى قوام انثى .

نظرت الى براندي بابتسامة ، ثم رفعت رأسها الى الاعلى قليلا ولكن عينيها لا يزالان على براندي " آرا — ، أرى انني تأخرت لدرجة ان أمرا غير متوقع قد حدث في غيابي ، براندي . "

( ملاحظة : آرا — هي كلمة يابانية لها معنى مشابه لكلمة أوه او آه ، ولكن تستعملها الإناث بكثرة )

لم يقل براندي شيئا ، وانما ظل يحدق فيها فقط ، لأنه من كلامها ، بيلموت كانت تعرف ان آيريش كان ينوي مهاجمة براندي في البرج .

ابتسمت بيلموت وهي ترى صمته ، قبل ان تلتفت نحو سيارتها وتقول :

" get in the car , i have something to ask you "

( اصعد السيارة ، اريد سؤالك عن شيء . )

تعجب براندي ، ماذا تريد بيلموت سؤاله ؟

" ماذا عن السيارة ؟ "

" سيأتي احد ما ليأخذها الى المنظمة فيما بعد ، لا تهتم . "

القى براندي نظرة اخيرة على السيارة ، قبل ان يفعل ما قالته بيلموت .

بمجرد ان ركب السيارة ، انطلقت بسرعة خارقة كالصاروخ !

" اذا … ما الذي تودين سؤالي عنه ؟ " سأل براندي .

" الا تظن نفسك باردا قليلا … " نظرت اليه بيلموت وهي تقول .

حدق فيها براندي بغرابة للحظات ، قبل ان يسأل اخيرا ما كان يزعجه " انت تبدين سعيدة ، هل حدث شيء ما ؟ "

" اوه ، هل اكتشفت ذلك ؟ " صمتت بيلموت للحظة ثم اضافت بابتسامة " لقد تنكرت على شكل شرطي وذهبت للبرج فقط لكي امنع آيريش من القيام بأي شيء متهور ، انها أوامر من رم ... لكن ، من كان يتوقع ان اكتشف حقيقةً جعلتني ابتسم ؟ "

حقيقة ؟

نظر اليها براندي بتوتر ، هل تتكلم عن كونان وأنه يعرف هويته ؟

اراد قول شيء ما ولكن بيلموت كانت قد سبقته بالفعل .

" لقد رأيت ما فعلته قبل قليل من بعيد ، لم اتوقع انك قد تكون خبيرا في تعطيل القنابل ، هذا مفاجئ قليلا . "

" ألم اعرف كيفية تعطيل القنابل قبل فقداني للذاكرة ؟ "

ردت بيلموت ببطء " سؤالك صعب الإجابة عليه نوعا ما ، لنقل فقط … انتَ كنتَ خبيرا في تعطيل القنابل ، ولكن كل خبرتك قد ضاعت فجأة ، ما رأيك ؟ "

" تكلمي بوضوح . " نظر اليها براندي بتعجب ، ما تقوله بيلموت غير مفهوم ابدا .

" لا ، لم تعرف اي شيء عن القنابل . "

اذا فبراندي السابق ليس له اي خبرة في تعطيل القنابل ، هاه ؟

بالتفكير في ذلك ، ما كان ذلك الصوت الغريب الذي سمعه في السيارة قبل قليل ؟

لقد كان يبدو صوت رجل شاب ، وهو يعرف اسمه الرمزي براندي ايضا .

وهو يفكر في هذا ، قاطعت بيلموت قطار أفكاره فجأة " لدي سؤال ، ولا ادري ان كنتَ تستطيع الإجابة عنه ام لا ، ايها المتحري الصغير …

رجل شاب في منتصف العمر ، اصيب بجروح خطيرة جراء حادث ما وهو على بعد ساعات من الموت ، كل العمليات الجراحية والادوية لم تنجح معه .

فما هو الحل ، لإبقائه على قيد الحياة ؟ "

هذا هو سؤالك ؟

اندهش براندي لعدة ثواني ولم يعرف ما يقول ، نظر الى بيلموت بتعابير معقدة .

ما هو المغزى من هذا السؤال ؟

" هل هناك طريقة لإبقائه على قيد الحياة ؟ " سألت بيلموت مرة اخرى .

صمت براندي ولم يتحدث لعدة دقائق ، شعر بالضياع ، ما هو هدف بيلموت من طرح هذا السؤال ؟

ورغم قلقه في الداخل ، الا انه اجاب بابتسامة قصيرة " يجب عليه القيام بعملية جراحية خاصة . "

" هوه ؟ اي نوع من العمليات ؟ " سألت بيلموت .

" زراعة العقل ! "

ماذا ؟

نظرت بيلموت الى براندي المبتسم بملامح منصدمة .

هز براندي رأسه وقال " أليست هذه هي الإجابة على سؤالك ؟ كل ما علينا فعله هو نقل عقل هذا الرجل الى جسم شخص اخر صحي للغاية ، مع انني أشك في ان شخصًا ما سيدع شخصا آخر يستحوذ على جسده ، كما ان التكنولوجيا الحالية للأرض لم تصل لهذا الحد …

انه مثل انتقال الأرواح ، روح الرجل الذي على شفا الموت ستنتقل لتعيش في جسد صحي .

على أي حال ، انا لست طبيبا ، لذلك قد لا تكون الاجابة الصحيحة عن سؤالك . "

صمتت بيلموت للحظات ، قبل ان تقول اخيرا بابتسامة " انت محق ، لم يكن علي طرح هذا السؤال عليك … ان اجابتك خاطئة ، ففي النهاية ، لا يمكن لأي احد القيام بعملية لزراعة العقل حيث نسبة النجاح هي مئة بالمئة ، ما يعني ان هناك احتمال موت الرجل جراء العملية … وانتقال الأرواح امر مستحيل تماما . "

هز براندي كتفيه وقال بنفس الابتسامة " انت محقة … أشياء مثل الانبعاث الى الحياة من جديد او انتقال الأرواح … لا توجد الا في الروايات والقصص الخيالية . "

لم تقل بيلموت اي شيء اضافي ، استمرت بالقيادة بصمت ، وبراندي كذلك .

مع ذلك ، فهو لم ينتبه … ان ابتسامة بيلموت قد توسعت قليلا .

' كنتُ سأقول نفس الشيء …

لو أن الحقيقة لم تظهر نفسها امامي ! '

————————-

نهاية الفصل 69 .

أخيييرااااا — !!!

انتهينا من سلسلة ناي ملكة البحار !

الفصل القادم سيكون بعنوان : جريمة قتل في منزل الزبونة .

وهو الفصل الذي سيكشف فيه خدعة كايتو كيد التي تمكن من خلالها من سرقة الناي بدون ان ينتبه عليه اي احد .

في رأيكم ، كيف فعل هذا ؟

شكرا للداعمين على باتريون لهذا الشهر :

- المتحري العظيم سعد سعد / Saad Saad

لقد تم نشر الفصل 70 على باتريون بالفعل ، وسينشر الفصل 71 اليوم اذا انتهيت من كتابته او غدا .

اضافة الى انني قد قمت بتأليف رواية جديدة ، تم نشر عشرة فصول منها دفعة واحدة على موقع باتريون ... سيتم نشرها على نادي الروايات عندما اصل الى عدد معين من الفصول .





إسم الرواية : One Piece : King System

اسم الرواية بالعربية : ون بيس : نظام الملك

وصف الرواية :

فوكس كين ، فتى ياباني في العشرين من عمره ، في سبيل منعه من اخذ منصب رئيس اعمال عائلة فوكس القادم ، قام الاخ التوأم لـ كين ، فوكس دان بقتله في يوم زفافه .

ولكن يبدو ان موت كين لن يكون بهذه البساطة ، حيث حصل له شيء لم يكن متوقعا ابدا ... الانتقال الى عالم آخر !!

ليكتشف فيما بعد ان القدر يخبئ له شيئا اعظم بكثير ...

يا ترى كيف سيعيش بطل قصتنا حياته الجديدة ؟ وهل ستوجد هناك طريقة للانتقام من اخوه التوأم دان ؟

تابعوا لتعرفوا .

تصنيف الرواية : مغامرات ... اكشن ... رومانسية ... غموض ... عائلة_ذات_خلفية_غامضة ... كوميديا ... دراما .


اعتذر على التأخير بسبب الدراسة ...

2020/10/22 · 3,021 مشاهدة · 3880 كلمة
Brandy
نادي الروايات - 2024