" لقد ربيتك بشكل جيد ، وهكذا تتحدثين معي "
انتقد شين غيوتاو فنجان الشاي على السجادة ، ثم نهض فجأة ليلوح بيديه الكبيرتين حيث أوشك ان يصل الى وجه شين شياويان .

" زوجي لدي ما أقوله لك "
فجأة ركضت امرأة جميلة على عجل ، وفي تلك اللحظة كانت كف شين غيوتاو على وشك صفع شين شياويان ،
صدمت .
" زوجي ، لا يجب أن يكون ضغط دمك أعلى "
أقنعت المرأة مراراً وتكراراً ، وفي نفس الوقت أدارت رأسها في شين شياويان :
" شياويان أهذا ما علمتك إياه ؟ ما يقوله والدك هو ما يجب فعله ، ماذا إذا كان والدك غاضبا ؟ ماذا لو عانى من ارتفاع ضغط الدم مجددا ؟ كيف يمكننا مواجهة ذلك "

في مواجهة الصفعة ، لا زالت شين شياويان تحمل ابتسامة بائسة ، بينما تنظر لهذا الاب البيولوجي الذي يربط بينها الدم فقط .
حدق شين غيوتاو في وجهها بغضب لفترة طويلة ، قبل أن يسحب يده :
" انظري لهذه الابنة العاصية ، أهذا ما علمتها "
هذه المرأة هي لين ميتشو ، التي أنجبت شين شياويان ، رغم اتباعها بإخلاص لشين غيوتاو ، إلا أنها لا زالت لا تحمل اسماً ولا هوية رسمية كسيدة لعائلة شين .
في نظر الغرباء ، فإن مكانة لين ميتشو في عائلة شين ، أفضل فقط من منصب الخدم .
بالطبع كسيدة في أوائل الربعينات فإنها مدللة لانها تُعال مثل فتاة كبيرة .
عندما سمعت لين ميتشو هذه الكلمات ، شذت على ذراع ابنتها على عجل وحثتها :
" أسرعي ، واعتذري لأبيك ، أسرعي "



" أبي..."
احمرت عيون شين شياويان وبدأت الدموع تتدفق ، ثم قالت :
" هل حقاً أوفيت في واجبك لتكون أباً في العشرين عاماً الماضية ؟ و الأن تجبرني على الزواج من حثالة عائلة سونغ ذاك ، و هذا فقط بسبب أعمالك ، هل أعبتر هذا جيد حقا ؟ "


" ماذا ؟ الزواج من ابن عائلة سونغ ؟ "
فوجئت لين ميتشو ، ثم سألت عجالة :
"هل هو سونغ شيتشنغ ؟ مهلا ، أليس لديه عقد زواج مع شين ييشيان ؟ "


" أمي عائلة سونغ على وشك الموت ، ويعتقد أبي أن الزواج من أختي لا يستحق العناء ، لذا سمح لي بالقيام بذلك "
ملأت الدموع وجه شين شياويان ، ثم قالت بحسرة ويأس لا منتهي :
" أنا مجرد هدية لرجل أعمال "


" إن لم تكوني سعيدة بهذا الزواج اخرجي من هنا ، لا توجهي أصابعك نحوي ،
شين غيوتاو لا يستطيع التعامل مع فتاة الصغيرة "
صاح شين غيوتاو بغضب ، دون ذنب أو شفقة .

" الزوج ، ربما تشعر شين شياويان بأن هذا مفاجئ جداً لفترة من الوقت ، وربما هي ليست مستعدةً عقلياً ، لذا لا تغضب سأقوم بإرشادها "
كانت لين ميتشو خائفة من المتاعب ، لذا قامت على عجل بإقناع ابنتها بالصعود الى الطابق العلوي .




"انها تصبح أصغر وأصغر..."
جلس شين غيوتاو بعنف على الأريكة ، وبدا متأملاً في فنجان الشاي على السجادة .

....

بعد دخولها الى غرفتها ، قامت شين شياويان بالاستلقاء على السرير وهي تبكي تحت اللحاف .
راقبتها لين ميتشو لفترة من الوقت ،
بعد استيعابها لهذا التغيير المفاجئ ، بدأت في إقناعها :
" شياويان لا تشعري بالحزن الشديد... فقط استمعي الى الام ،
هذا... على الرغم من أن عائلة سونغ ليست في وضع جيد الأن ، لكن كما يقول المثل ، الجمل الميت أكبر من الحصان ، وليس ظلما إن تزوجت "

" أمي ، هذا يكفي "
نهضت شين شياويان من الفراش مرة آخرى ، لتسأل والدتها :
" هل يمكنك الموافقة على فكرة ذلك الشخص ، استخدام زواج أطفاله كورقة مساومة من أجل الربح ، سواء أحببت ذلك أم لا ؟ "

" فتاة غبية ، لماذا أنت بريئة وسادجة ؟ "
لم تجب لين ميتشو على سؤالها :
" أي نوع من الحب أو العاطفة موجود هذه الأيام ، فهي مجرد أشياء خيالية ، يمكن اعتبار الزواج كوجبة ، فهو يعتمد على شروط الطرف الآخر "




" نظراً لأنك تتوهمين ظروف عائلة شين ، حتى لو لم يكن لك اسم ، فقط من أجل تمرير البطاقة المصرفية التي لا يمكن انهاؤها ، أنتي على استعدادٍ للبقاء في هذا المنزل "
كانت شين شياويان غاضبةً للغاية لدرجة انها خرجت عن السيطرة .

وسعت لين ميتشو عيينيها لتقول بغضب :
" شين شياويان كيف يمكنك قول هذا لأمك ؟ "

استعادت شين شياويان وعيها لتهمس على عجل :
" أنا آسف "

تنهدت لين ميتشو قائلة :
" طفلتي لماذا تعانيين وحدك هكذا ، نعم أنتي محقة ، الأم تعترف بأن وضعها محرج الأن ، لكن على الأقل لديك كل ما تريد ، أنتي لا تعرفين قبل 20 عاماً كيف كانت حياة والديتك قبل حملك ، كنت أعيش في الطابق السفلي وأكل الكعك وأشرب ماء الصنبور ، لولا انني لم احمل بك أمام منزل شين ، هل تعتقد أنه لا زال بإمكانك العيش بشكل جيد ، وتناول الطعام بشكل جيد ، وارتداء ملابس جيدة ، والذهاب الى مدرسة جيدة ، خالية من كل الهموم للذهاب الى مدرسة عليا ؟ "

" لكننا نعيش دون كرامة يا أمي "
قالت شين شياويان بإحباط :
" أتذكر كم تعرضت للتخويف من طرف شين ييشيان وشقيقها ، بالاضافة الى تعرضنا للتخويف و للتنمر مراراً وتكراراً ، وأخبرتي بالتحلي بالصبر وأن اكون مطيعةً كم من مرة ، لكن النتيجة هي جعلهم يشعرون بالتحسن... فعندما أذهب الى العمل فأنا لا أحب كوني طبيبة على الإطلاق... وهذا بسبب أنك قلتي أنه بعد دراسة الطب بنجاح يمكنني أن أساعد في تحسين وضعنا في المنزل ، لذا درست بجد كل يوم وأنهيت دراساتي الجامعية والماجيستر قبل ثلات سنوات ، حتى أنني تخليت عن فرصة الذهاب للدراسة بالخارج بدعوة من المستشفيات العامة ، وقبول العمل كطبيبة في مستشفى تشينغماو على مستوى السفلي... لقد عملت بجد ليلاً ونهاراً ، ليضيع شبابي... ناهيك عن التحدث عن حالتي الأن... لهذا أعتقد أن حياتي فاشلة حقاً "
" على عكسي تماماً ، انظري لحال أخي شين ييشو وأختي شين ييشيان ، فهم منذ الطفولة عرفوا فقط عن كيفية الاستمتاع ، لا يهم اذا لم يدرسوا بجد ، فقط الاب خلفهم يتبرع بالمال ويضعه لفتح الطريق أمامهم... سافروا للخارج للحصول على دبلومات وعادوا لتولي أكثرمن سبعة شركات ومستشفيات ، بدلاً من ذلك يجب علي أن أعوض مكان شين ييشيان للزواج من سونغ شيتشنغ ، ربما أنتي لا تعرفين سمعة هذا الفتى الأحمق ، فهو يعرف فقط كيفية المقامرة والقمار ، والقيام بالأعمال الشريرة في كل مكان باستبداد... أمي هل تملكين قلباً لمشاهدتي أسقط في حفرة من النار وأدمر سعادتي وعمري ؟ "


" شياويان ، الأم تعلم أن هذا ظلم كبير ، لكن إذا نظرت الى الأمر فكل هذا مقدرٌ "
أخدت لين ميتشو يد ابنتها الباردة ، وقالت :
" الى جانب ذلك ، فإن هذا النوع من المواقف شائع جداً في هذه الدائرة ، فكم عدد الأزواج والزوجات الذين يتم ترتيبهم من قبل الأسرة... وإذا لم يعش الزوجان معاً ، فسيكون لكل منهما حياةً خاصة ، عندما يقضي الرجال وقتاً بالخارج يلعبون ، سنحتفظ نحن النساء بالبطاقات المصرفية في أيدينا بقوة ، باختصار لن يتم التعامل معك بشكل سيء..."
عندما رأت ابنتها تهز رأسها باستمرار ،
من الواضح أنها لا تزال غير راغبة في الاستماع ،
تنهدت لين ميتشو أخيراً ، وخرجت لتتركها وحيدةً لتهدأ .

لكن قبل أن تغادر قالت جملة أخرى :
" إذا كنت لا ترغبين بذلك حقاً ، فإن الأم مستعدة للخروج معك "

لكن رغم ذلك علمت شين شياويان جيداً أن والدتها لن تتخلى عن حياتها الحالية المتفوقة ، وإلا لما كنا قادرين على ابتلاع كل ذلك الذل طوال العقدين الماضيين .

ليس ممكناً الهروب من هذا المصير البائس في النهاية .

فكرت شين شياويان بحزن ، وأغلقت عينيها وتركت الدموع تنزلق على خديها .


==== by Abdelbar

2021/01/24 · 921 مشاهدة · 1245 كلمة
Abdelbar
نادي الروايات - 2025