الموت


اليوم كان مجرد يوم أخر من حياتي البائسة و السيئة جدا والتي لايوجد أي أحد يهتم بها في هذا العالم.


استيقظت في الصباح وكان أول شيء رئيته هو السقف المتداعي لكوخي الخشبي السيء جدا , لو لم أعش حياتي كما عشتها لضننت بالفعل أن جياتي أفضل مع هذا الكوغ الذي يوشك على الانهيار, بعد ذلك أكلت وعاء من الحساء وقطعة من الأرنب المتبقي من عشاء البارحة.


بعد الخروج من الكوخ القديم أمسكت برمحي وبدأت ممارسة كتاب فنون الرمح التأسيسية, في الحقيقة أنها مجرد حركات عادية بالرمح ولاتستحق أن تسمى فنون قتالية وهي في العادة يتم التعامل معها كأكثر الحركات و الفنون أساسا وشيوعا.


فنون الرمح التأسيسية تتضمن أربع حركات أساسية, أول حركة وأسهل حركة هي حركة تسمى (دفع الرمح) وكما يوحى من اسمها فهي مجرد دفع الرمح بشكل مستقيمي الى الأمام وبقوة وهذا التمرين أقوم به كل صباح 1000 مرة بشكل متواصل.


ثاني حركة هي أصعب قليلا من الأولى وهي حركة أساسية تسمة (استقامة الرمح) انها مجرد وضع الرمح بشكل مستقيمي مائل وصلب أمامك بحيث يمنحك فرصة لصد هجوم العدو ومنحك فرصة لشن الهجوم المضاد وهذا التمرين أقوم به 2000 مرة كل صباح.


ثالث حركة هي الأصعب وتسمة (وابل الرماح) هي تتطلب قدرا كبيرا من الدقة والقوة في الهجمات وهي مهارة اطلاق وابل من الرماح على العدوا بسرعة فائقة وببراعة وبما أن هذا التمرين هو الأصعب فأنا أتدرب عليه 5000 مرة كل صباح.


رابع حركة هي (لولبة الرمح الرمح) وهي ادارة الرمح بسرعة ويمكن استخدام هذه الحركة للدفاع أو الهجوم ومع أنها صعبة للغاية الا أني لاأزال أتدرب عليها بجهد كبير وأتمرن عليها 3000 مرة كل صباح بشكل متواصل.


يمكن لأي شخص تعلم (فنون الرمح التأسيسية) طالما انضم الى الجيش حيث يتم اجبارك على التدرب عليها ومع ذلك في الغالب الأمر يستغرق قرابة شهر لكي تتلقلم مع التدريب الشديد.


الشيء الذي يجعل (فنون الرمح التأسيسية) وهي مجموعة من الحركات العادية يمكن اعتبارها فن عسكري هو أنها لاتزال تستهلك قدرا من الجوهر الحقيقي واذا تم التدرب عليها الى مستوى الحد الأقصى فيمكن للفنان العسكري أن يجمع الزخم الذي بناه في المعركة في الرمح ليصنع هجوم نهائي قوي.


لو كان هناك شيء أفخر به في حياتي .


الأول هو وصولي لذروة المرحلة الرابعة من عالم تدريب الجسد بسن يناهز الخمسين وتحطيمي الرقم القياسي للقمامة.


في عالم الفنون القتالية هناك عوالم لاتحصى ولاتعد وأول العوالم هو تدريب الجسد يليه عالم السماء الصغرى و أخيرا السماء الكبرى وهي العوالم المعروفة في مملكة أسد السماء أما العوالم بعدها فحتى الامبراطور من الممكن أنه لايعرف.


مرحلة تدريب الجسد تنقسم الى ستة مستويات عندما يتدرب الشخص الى المستوى السادس فيكتسب قوة كبيرة وزيادة في العمر والشباب وفي العادة عندما يتدرب الشخص العادي بجد يمكنه تحقيق هذه المرحلة في الأربعينات من عمره.


ولو تدرب ارستقراطي أو شخص من عائلة كبيرة فيمكنه تحقيق هذه المرحلة في الثلاثينات من عمره.


أما الباقي فيعتمد على الموهبة, لنقل مثلا مو لي الحقير الذي سرق الفتاة التي كنت أحبها في صغري, مع أن هذا حدث عندما كان عمري 15 سنة وقد مرّ 35 سنة منذ ذلك الحين ولكن هذا تسبب في صدمة لقلبي مما جعل تدريباتي بطيئة.


سمعت أنه حقق المرحلة السادسة من تدريب الجسد في عمر العشرين و خطى الى المرحلة المبكرة من السماء الصغرى في عمر الثلاثين وهو الأو في المرحلة المتوسطة من السماء الصغرى.


وهو الأن من أكبر نصراء الامبراطور.


بينما قمامة مثلي لا أزال في المرحلة الرابعة من تدريب الجسد في عمر الخمسين...موهبتي أقل من المتوسط.


"أنا....أنا...أنا"


فتحت فمي وأردت أن أصرخ بكل مافي قلبي من حزن ومأسي وأسب هذا العالم الظالم ولكن الكلمات لم تود أن تخرج من فمي أو ربما أني لم أجد الكلمات المناسبة, شاهدت أعدائي يصبحون شخصيات عظيمة, شاهدت أصدقائي يصبحون لاشيء أكثر من موتى تحت التراب, شاهدت ذلك المتسول الذي أصبح تاجرا كبير, شاهدت هذه المملكة يتم تدميرها , شاهدت الكثير من الأشياء بينما أنا لازلت مجرد نملة في هذا العالم.


حتى لو لعنت فالأمر لن يتغير أبدا, ولن يعود الناس الموتى أبدا, حياتي ستزداد سوءا يوما بعد يوم وكل مابوسعي هو أن أحاول البقاء على قيد الحياة.


أقفلت فمي وعدت لأكرر التدريب مجددا, فكرت في كثير من الأحيان أن أمارس مهارة زراعة وقتال أخرى الا أنني لم أفعل.


كل الخبرة التي أملكها هي من مهارة الرمح التأسيسية و طريقة الزراعة (3 طرق للحقيقة) كما أن جسدي اعتاد غريزيا على تقنية الرمح التأسيسية وجوهري الحقيقي اعتاد على 3 طرق للحقيقة.


"اللعنة...اللعنة...اللعنة"


لم أعد أستطيع التحمل بعد الأن لذا صرخت باللعن و الشتم بينما سيلا الدموع تتدفق من عيناء على بشرتي العجوزة فحتى لو صرخت لن أخسر أو أكسب أي شيء.


أردت أن أصبح سيد فنون قتالية منقطع النظير , أردت أن أعيش حياة غنية وسعيدة, ضننت أنه لو مارست التدريب كل يوم سأستطيع التفوق على موهبتي السيئة ولكنني كنت غبي.


بعد تدمير الممالك ال36 و الطائفة المسؤولة عنها من قبل الحرب الهجوم الوحشي الشرس وجدت أن جميع المدن تدمرت والناس أصبحوا نادرين لذا بنيت كوخا في الغابة وتدربت على الرمح الى مالانهاية.


عند البحث في أنقاض العائلة الماالكة والأكاديميات العسكرية وجدت عدة كتيبات زراعة وقتال وحركة مامجموعه 147 كتاب منخفض المستوى و 80 كتاب متوسط المستوى و 1 كتاب ذو مستوى عالي من رتبة انسان ومع ذلك فمعظم الأسلحة و الحبوب تدمرت لذا لم أجد أي شيء.


بسبب موهبتي فالتدرب على هذه الكتب التي جمعتها لن يكسبني أي شيء وسيستغرق سنين طويلة حتى أستطيع التعود عليهم لذا فكل ما بوسعي هو الاستمرار مع فنون الرمح التأسيسية و 3 طرق للحقيقة.


فجأة, خرج نمر غريب يملك ذيلين حادين من احدى الشجيرات في الجوار, هذا سيء! هذا الوحش في المحلة السادسة من تدريب الجسد!


في العادة عندما ألتقي بوحش مثل هذا فأنا سأهرب على الفور مع ذيلي بين ساقي ولكن ليس الأن, هذا الوحش هو النمر ثنائي الذيل الذي يتميز بسرعته الشديدة فالهروب مثل رمي نفسي في الينابيع الصفراء...


أمسكت رمحي بحزم بينما أنا أستعد للأسوء.


توقعت أني على الأقل أستطيع جرحه مرة أو مرتين ولكنه كان قوي للغاية.


اندفع فجأة نحوي و في لحظة واحدة....طار رأسي بعيدا.


قبل أن يختفي وعيي الخاص الشيء الوحيد الذي كان في تفكيري هو الندم.


الندم لكوني ضعيفا.


كان هذا هو موتي الأول وليس الأخير


----------------------------------------


2018/06/16 · 1,618 مشاهدة · 977 كلمة
brain
نادي الروايات - 2024