الميراث (3)


على سفح جبل صغير داخل حدود الآكاديمية العسكرية كانت وانغ تشينغهونغ تزلس بوضعية تأملية بعد أن قامت بإستهلاك المكافأة التي حصلت عليها من المسابقة المبتدئين و لكن و لسبب ما فمنذ شهر, و بالتحديد منذ أن خسرت أمام لين مينغ فهي لم تعد تستطيع التركيز بسهولة على زرعتها لأنها كانت أول مرة تخسر فيها أمام شخص في نفس جيلها.


بالطبع فهي لا تحمل أي من مشاعر الغضب أو الكراهية تجاه لين مينغ و لكن السبب الذي جعلها تفكر به كثيرا هو أنها خسرت أمامه على الرغم من أنها كانت أقوى منه في جميع النواحس تقريبا, فجسدها كان أقوى من جسد لين مينغ, هي كانت تملك بنية الزعيم العسكري بينما هو يملك بنية جسدية عامة فقط, كما أن موهبتها عالية من الرتبة الرابعة بينما لين مينغ يملك موهبة عالية من الرتبة الثانية فحسب.


كما أنها كانت تملك ميزة إستخدام الرمح بينما لين مينغ بيديه المجردتين فقط, و لا ننسى أن زراعتها كانت أعلى منه, و على الرغم من أنه دخل في حالة الهيجان إلا أنها كانت متأكدة من أنها لازالت أقوى منه لذلك فهي لم تستطع أن تفهم ما هو السبب الذي يجعلها تخسر أمامه لذلك فهي حاولت مرارا و تكرارا أن تفكر في هذه المسألة و لكنها لم تصل قط إلى تفسير منطقي.


خصوصا أنه بدا و كأنه يعرف نقاط ضعفها كضهر يده فهو حاول إستهداف نقاط ضعفها بإستمرار, إستنتجت أنه من الممكن أن لين مينغ كان يملك كنزا أو فنا غامضا يساعده على معرفة نقاط ضعف الأخرين و لكنها نفت ذلك على الفور فإذا كان هناك مثل هذا الكنز فيجب أن يكون على مستوى كنوز الأرض على الأقل, و في عصرنا الحالي لا يوجد أحد يستطيع صناعة كنز خطوة الأرض حتى بين القوى و الطوائف الكبرى مثل قلعة اليشم الأبيض و التي تستطيع صناعة كنوز خطوة الروح على الأكثر.


لذلك فالنتيجة المنطقية الوحيدة هي أن الأمر كان مجرد مصادفة أو أن لين مينغ يملك إدراكا مذهلا, و لكنها لم تستطع تقبل الأمر بسبب موهبة و خلفية لين مينغ و التي هي أقل من المتوسط بكثير, لذلك فهي قد قررت أن تدعي أن الأمر كان مجرد حظ بشكل مؤقت, و فقط عندما أرادت أن تستمر في الغرق بأفكارها قاطعه صوت وانغ تونغفاي من خلفها قائلا:


"أختي, لا يجب عليك أن تدعي ذهنك يتشتت و أن تركزي على زراعتك أما بالنسبة لمسألة خسارتك في المسابقة فكل ما عليك فعله هو أن تصبحي قوية بما فيه الكفاية لهزيمة لين مينغ و رد الدين, فبموهبتك و قدرك العظيم فلن يكون الأمر صعبا على الإطلاق"


بعد أن سمعت وانغ تشينغهونغ كلام وانغ تونغفاي أرادت الرد عليه و لكنه أكمل كلامه مقاطعا لها "كما أنه إذا أردتي متابعة حلمك فلا يجب عليكي أن تدعي أن شيء يهدد بسكينتك و هدوئك, أنسيتي أنكي قلمي ذات يوما أن بلدا صغيرا كمملكة أسد السماء لن يكفيك؟ و قلتي أيضا أنكي ستتابعين مسار الزراعة الغير محدود لتهربي من لعنة الوقت و الموت؟ لذلك عليك التركيز على زيادة قوتك قبل أن تتكن دائرة الزمان و الوقت من التغلب عليك"


نظرت وانغ تشينغهونغ إلى وانغ تونغفاي بذهول بسبب ما قاله قبل أن تستبسم و تفرك شعره بينما تقول " هيهي, لم أكن أدرك أنك كبرت بما فيه الكفاية لتقول مثل هذا الكلام المليء بالحكمة" بينما كان وانغ تونغفاي يملك على وجهه نظرة جرو بينما قال بظلم "أختي..."




بعيدا عن كل هذا, كان مو لي قد إنتهى للتو من نزال مع أحد التلاميذ القدامى في الأكاديمية الذي كان يملك نفس زراعته, بينما كان قلبه يحترق بالغضب و الحقد تجاه كل من لين مينغ و وانغ تونغفاي, و هو قد نسي بالفعل عن أي شيء متعلق بالأخلاق و المبادئ و لم يعد يهتم بأي شيء غير أن يستطيع تحقيق إنتقامه تجاههما.


و بما أنه لا يستطيع حتى أن يلاحظهما حاليا بسبب ان وانغ تونغفاي يتدرب في عزلته و لين مينغ خرج من الأكاديمية مؤقتا, و لكنه يعرف يقينا أنه يستطيع أن يقابلها في إختبار الترتيب بعد شهر من الأن لذلك فكل ما يسطيع أن يفعله هو الصبر و زيادة قوته, بالطبع فهو لن يقاتل بنزاهة و سيستخدم كل الطرق الممكنة للإنتقام.


أثناء التفكير بكم المقدام الذي سيجعل كل من لين مينغ و وانغ تونغفاي يعانون منه ضهرت إبتسامة شريرة على وجهه الوسيم و تمتم بصوت خافت "لين مينغ, وانغ تونغفاي...فقط إنتظرا و سأجعلكما تعانون لدرجة أنكم ستتوسلون لي لكي أقتلكم, فقط إنتظروا"



و الذهاب لتلك القرية في السابق, و بسبب الشكايات بسبب الإختفائات التي تحصل لكل من يقترب منها فقد قررت الآكاديمية إرسال بعض تلاميذها الرئيسيين للتحقيق في هذه القضية و من بين هؤلاء التلاميذ كان صاحب المرتبة التاسعة و صاحب المرتبة الثانية عشر و صاحب المرتبة الثلاثين, و السبب الذي جعل الأكاديمية ترسل هذه المجموعة على الرغم من الفرق بين الهائل بين قوتهم هو أن عملهم الجماعي شبه مكتمل و كل واحد فيهم يكمل ثغرات الأخر لذلك فلأنهم غير مدركين للخطر الوشيك فبرأيهم بهذه المجموعة هي أكثر من كافية للتخلص من بعض قطاع الطرق الذين يملكون زراعة عالية قليلا.


فور دخولهم نطاق القرية فهم لم يحسوا بأي خطر و كان كل شيء طبيعي للغاية بإسثتناء الجو المهجور و القرية الخالية من أي أثر للحياة لذلك فهم قرروا التفرق مؤقتا و إذا وجد أحدهم أي شيء فعليه أن يستدعي الأخرين بسرعة تجنبا لأي مخاطر و لو كانت صغيرة و لكن قبل أن يتمكنوا من الإتفاق على شيء معين فقد أحسول بخطر كبير و عدة ضغوط ضعيفة تسقط عليهم.


و لم يدركوا الأمر حتى وجدوا نفسهم محاصرين من عدة جهات, كان هؤلاء الأشخاص الغريبين يملكون عيون حمراء براقة بلون قرمزي زاهي إلاأحدهم الذي كان يملك شكلا غريبا حيث أنه كان يملك جسدا أسود بالكامل و شعر رمادي مع نفس الأعين الحمراء, بينما كان يرتدي بدلة معركة باللون الأصفر, و فقط عن طريق رؤية إبتسامته الشريرة جعلهم يرتعشون بالخفاء.


هم حتى لم يفكروا أن هناك إحتمالية لنجاتهم إذا قاتلوا لذلك فخيارهم الوحيد هو الهروب و لكنهم محاصرين من جميع الجهات بالفعل, هم لم يريدوا حتى التفكير بما قد يحصل لهم, و في هذه اللحظة قال الطفل الكلمة التي جعلهم يخافون كثيرا " هجوم " لم يستطيعوا حتى التفكير بالهروب الأن و كل ما عليهم فعله هو القتال حتى يفوزوا او يموتوا.



عند العودة للين مينغ الذي دخل للتو للميراث فهو كان يعاني من بعض الدوار لأنه و على ما يبدوا قد تم نقله من العالم الحقيقي إلى هذا العالم الصغير الصناعي, هو لا يعرف كيف يمكن أن يتم صناعة عالم بالكامل و لكن و على حسب ما قاله سلف قلعة اليشم الأبيض فهو لم يستطع أن يصنع حتى قطعة أرض في ذروته لذلك فيبدوا أنه يجب أن تكون ذو زراعة أعلى عدة عوالم من السماء الكبرى و إستيفاء عدة شروط لصناعة عالمك الخاص.


عندما دخل للميراث فهو قد وجد نفسه داخل كهف صغير مع بركة نقية بها عدة أسماك و يبدوا أن مدخل الكهف يحمل طبقة ذات لون أخضر, عندما سأل النظام فقد قال له أن هذه المنطقة داخل الكهف لا يستطيع الوحوش الدخول لها لذلك فهي منطقة أمنة يمكن الدخول لها مجددا إذا أحسست بالخطر, و يبدوا أنها لضمان سلامة الأشخاص داخل الميراث.


عندما خرج لين مينغ من المطقة الخضراء ضهرت صورة شفافة لرجل أمامه و بدأ بالتحدث "أهلا بالشخص الذي دخل الميراث, أولا, لا داعي لأن تتكلم إلا إذا طلبت منك ذلك لأني مجرد رسالة ظلية مصممة للإستجابة لكلمات و جمل معينة لذلك لا تتعب نفسك, و سأشرح لك كل قواعد و قوانين الميراث"


"أولا, هذا الميراث ينقسم لثلاثة إختبار و أنت حاليا دخلت للإختبار الأول و هو بسيط جدا حيث في هذه السهول هناك عدة شياطين منخفضة المستوى و التي تتراوح زراعتها بين المرحلة الثالثة إلى المرحلة الرابعة و كل ما عليك فعله هو قتل مئة شيطان و ستمر للإختبار الثاني ثم الثالث"


"ثانيا, الموت هنا يعني الموت الحقيقي لذلك عليك العودة للمنطقة الخضراء في كل مرة أحسست بالخطر أو كنت على حافة الموت كما أن سرعة الزراعة في هذا العالم هي أضعاف ما في العالم الحقيقي لذلك لا تخجل و إخدم نفسك و على الرغم من أن طعم لحم الشياطين مقزز للغاية فأكلهم يمكنه مساعدتك حقا على الرغم من أن الزيادة في القوة هي طفيفة جدا لكن لا تخجل"


"ثالثا, الوقت هنا هو أبطئ من العالم الحقيقي بإثني عشرة مرة, مثلا فإثني عشر عاما هنا هي عام واد في العالم الحقيقي كما أن جسدك لايتأثر بالوقت هنا و يتبع الوقت في العالم الحقيقي لذلك لن ينموا جسدك أسرع مع الوقت هنا, و أتمنى لك التوفيق حقا, وداعا"


و بعد ذلك إختفت الصورة الظلية بعد قولها عدة أشياء تاركة لين مينغ واقفا بالقرب من الكهف, بعد أن نزل واجه مجموعة من ثلاثة شياطين طولهم قرابة 1,40 متر مع جسم ذهني و جلد أحمر قذر و أعين دائرية مقززة و أسنان مدببة تشبه الحيونات و من تصرفاتهم فقط عرف لين مينغ أنهم ليسوا مخلوقات ذكية لذلك إندفع إليهم بعد إخراج رمحه و طعن أحدهم في صدره و قتله على الفور و قام بإدخال رمحه في خاتمه المكاني بسرعة و أخرج سيفه و قطع رأس الشيطان الأخر بسرعة بينما طعن الشيطان الأخير في قلبه, و لكنه لم يتلقى أي نقاط إنجاز بما أنه قال للنظام أن يمنحه النقاط مجتمعة بعد الإختبار الأول.


لقد قتل للتو ثلاثة شياطين في المرحلة الثالثة بسهولة و لكن هذا فقط لأنه إستعمل هجوم مفاجئ و لكنه لا يزال فخورا بالأمر كما أن التعامل مع هذه الشياطين أسهل من البشر بسبب أنه لا يبدوا أن بمقدورهم إستعمال التقنيات القتالية لذلك فهو قد قرر الوثوق بكلام الصورة الظلية بشكل مؤقت.


نظر إلى الجثث الثلاثة على الأرض قبل أن يحس بألم في معدته لأنه لم يتناول شيئا قبل المجيء إلى الميراث و تمتم بصوت خافت "هل علي ححقا أن أكل لحم هذه المخلوقات بينما أنا هنا؟" في البداية فهو لم يريد و لكنه لم يستطع التحمل و لعن السلف لأنه لم يخبره أنه سيأكل هذه الشياطين و قرر سداد الدين له مرتين بعد الخروج.


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تأليف:brain

مجددا فكل ما عليكم فعله هو قول شكرا و التوصية.

2018/08/24 · 1,206 مشاهدة · 1576 كلمة
brain
نادي الروايات - 2024