مغامرة في جبل بيما(2)
عندما أشرقت الشمس عند بزور الفجر و تسللت أشعتها عبر الخيمة القماشية إستفقت بهدوء وجمعتها (الخيمة), لم يكن لي أي نية في إحداث أي ضجيج فمع أن جبل بيما ليس منطقة خطرة إلا أنه لايزال هناك القليل من الوحوش المختبأة التي تقدر قاعدتها التدريبية بذروة عالم تدريب الجسد.
قبل ثلاثة أيام عندما قررت الصعود إلى الجبل وبدء البحث و الإستكشاف عن الكهف المقصود في حياتي السابقة, كنت قد مررت بنقابة المرتزقة حيث تقوم الحكومة و الجيش بتوزيع عدة مهام ليقوم الفنانين العسكريين المشتركين أو الأفراد و الخبراء الذين خرجوا لإكتساب الخبرة و المعرفة, وبذلك أكون أصبت عصفورين بحجر واحد.
كنت قد أخذت مهمة تتعلق أيضا بجبل بيما, حيث أني سأكون هنا لبعض الوقت فقررت تنفيذ بضعة مهام وأكتسب الخبرة و العديد من الفوائد الأخرى, حيث أن المهمة التي إخترتها لم تكن صعبة لتلك الدرجة ولكنها لاتزال تملك قدرا معينا من الصعوبة ومكافأتها هي أيضا لائقة جدا بالنسبة لمكافأة مهمة من ذلك المستوى.
كانت المهمة هي البحث عن زعيم الذئاب الوحشية الرمادية وأقوم بقتله وعلي أن أحضر دليلا يأكد أني قمت بإنجاز هذه المهمة, الجائزة كانت جيدة جدا ولائقة وهي 40 عملة ذهبية و تقنية عسكرية تسمى 'القبضة الطبقية' وهي تقنية ذات جودة منخفضة من خطوة الإنسان,لا, بل في قمة الجودة المنخفضة من خطوة الإنسان.
بالطبع, قدر سخيف من المال مثل 40 عملة ذهبية لن تستطيع أن تلفت إنتباهي فأنا على وشك الحصول على عدة مئات من الألاف من العملات الذهبية وهذا المقدار يعتبر بالفعل فلكي بالنسبة لبعض النبلاء والعائلات الثرية, المقدار السابق من المال عند مقارنته بالمقدار الأخير لايمكن حتى إعتباره حبة رمل في الصحراء.
الشيء الذي أثار إهتمامي هو تقنية 'القبضة الطبقية' وهي كانت في الأصل تقنية تم إيجادها من قبل العائلة الملكية في بعض الأثار التاريخية العتيقة وكان من المخطط إستغلالها بتنشأة الجنود ذوي القوة القتالية البحثة, ولكنها سرعانما تسربت و إنتشرت بين النبلاء و العائلات الثرية الصغيرة التي قامت بإستغلالها لأنفسهم, هذه التقنية غير كاملة حيث تم العثور على ثلث التقنية فقط ومن المحتمل أن التقنية الكاملة كانت ذات جودة عالية من خطوة الإنسان, أو ربما حتى دخلت عتبة خطوة الروح.
كما أنه عندما قبلت المهمة سمعت صوت النظام يقول أنه تم الحصول على مهمة جديدة, فوجئت عندما وجدتها نفس المهمة من نقابة المرتزقة فقط أن المكافأة من النظام هي 70 نقطة إنجاز, الأمر مربح, ليس أني فقط سأستلم جائزة من النقابة فقط ولكن حتى النظام.
للأسف فذكاء النظام منخفض جدا وهو في المستوى 1 وهو المستوى البدائي له, لذلك لايستطيع إنشاء مهام من تلقاء نفسه والعديد من وظائفه مختومة, بحيث أستطيع الإستفادة من جزء منها فقط وليست كل مزايا النظام.
كانت الذئاب الرمادية الوحشية هي حيونات غير إجتماعية تكره الإنخراط مع العديد من بني جنسها كان هذا يرجع بشكل أساسي لشرهها وجشعها وهي أيضا مخلوقات غير ذكية وتملك قاعدة زراعية من المرحلة الأولى المبكرة, في الحالات الطبيعية فهي من السهل جدا التعامل معها وبالنسبة إلي فهي مجرد مزارع لنقاط الإنجاز.
ولكن زعيم الذئاب الرمادية الوحشية مختلف تماما, فقط من إسمه (زعيم) والذي يمثل رتبته, فهو مخلوق نادر جدا بين أبناء جنسه, قاعدته التدريبية في ذروة المرحلة الأولى بالإضافة الى ذلك فهو يستطيع السيطرة على مايقارب من 100 ذئب رمادي وحشي, لذلك ففي كل مكان يظهر فيه دائما مايكون هناك جيش من الدئاب تتبعه كالكلاب المخلصة.
سيكون من الصعب التعامل معه, لكنه ليس مستحيل.
في هذه الأيام الثلاثة السابقة كنت قد إستكشفت بالفعل 7 كهوف ولكنهم لم يكونوا الكهف الذي أريده ولكن هذا طبيعي فجبل بيما مليء بالكهوف من جميع الأنواع, أنا أعتبر محظوظا كوني لم أدخل عن طريق الخطأ مخبأ وحش عالي المستوى, ولكني لم أيئس.
وفي هذه الأيام بالإضافة لإستكشاف الكهوف كنت أقوم بتخصيص ساعتين للزراعة وساعة لتدريب المهارات ومراقبة زعيم الذئاب الرمادية الوحشية.
ولكن اليوم يبدوا أنه سيكون يوم مميز, لايدري ما إن كان 'مميز' هو المصطلح المناسب ولكن, من يهتم.
أستطيع أن أشعر بثلاثة رجال يتبعونني منذ فترة, من هالاتهم, إثنان منهم في المرحلة الأولى المتوسطة و الأخير في المرحلة الأولى المتأخرة.
ليس صعبا على الإطلاق! لو أنهم تصادفوا مع فنان عسكري مشترك أخر لكان الأمر سهلا بالنسبة لهم ولكني مختلف, فبعد كل شيء أنا أزرع 'الكتاب السماوي غير المكتمل' و'خطوات السماء غير المكتملة' وهم تقنيات قام النظام بصنعهم خصيصا بالنسبة لي.
قمت بتنشيط 'خطوات السماء غير المكتملة' إلى أقصى حد يمكنني إخراجه وعلى الفور إكتسبت سرعة هائلة ومتفجرة ولكنها لاتزال بعيدة كل البعد عن السرعة التي ستجعلني أبدو كصورة ظلية, ولايمكنني القور إلا أن هذه التقنية مثل الهاوية التي لاقعر لها فمع أنها لازالت في الطبقة الأولى فقط إلا أن إستهلاك الجوهر الحقيقي حاد بشكل لايصدق ولايمكنني الحفاظ عليه إلا لدقيقتين.
وبعد ذلك سينفذ تماما مني وسأصبح مثل الجندي الذي تم تجريده من كل دروعه وأسلحته لاحول له ولاقوة, فبعد كل شيء الجوهر الحقيقي هو الأساس الأساسي للفنان العسكري وبدونه فالفنان العسكري ليس إلا بشري يملك جسدا قويا.
هرعت وبكل سرعة وقوة لدي نحوهم, أثناء نظري إليهم كان بمقدوري التعرف عليهم, إنهم مجموعة قطاع طرق مكونة من ثلاثتهم فقط يقومون بدعوة أنفسهم بـ 'عائلة كالر'.
إنهم مجرد قطاع طرق, لن أحس بأي شيء عند سفك دمائهم.
في البداية هم كانوا مندهشين من شدة سرعتي ولكنهم إستعادوا رباطة جأشهم في لحظة, يبدوا أنهم ليسوا سيئين لتلك الدرجة (في القتال).
احتك سيفي وسيف قادهم مما صنع شرارة حمراء عند إلتقائهما.
"لست سيئا لافتى, كل ماأود معرفته هو كيف تظن نفسك..." كان قائد عائلة كالر يتحدث بإبتسامة مبتذلة على وجهه ونغمة خبيثة ولكنني أيضا لست جيدا 'لتلك الدرجة', قمت بالبصق على وجهه لإرباكه وبالإستعانة بترك اللحظة من الإرباك قمت بإستعمال نصل سيفي كالمجرفة ورش الرمل و الحصى على وجهه وعينيه ومجددا بإستغلال هذه اللحظة من العمى قمت بقطع رأسه من رقبته وأنهيت حياته البائسة!
الكثير من الناس ستقول أن هذا هو مجرد قذارة وغش ولكنني أسميه فن الحرب, فإذا مات الشخص في سبيل مبادئه, هل المبادئ و الشرف سيعيدانه إلى الحياة؟ بالتأكيد لا!
إلتفتت لرفيقيه, سيكون من السيء أن يتخلوا عن صديقهم في منتصف الطريق, أليس كذلك؟
فبعد كل شيء أنا قتلت قائدهم وأقواهم في لحظات هؤلاء الأتباع البأساء لايملكون أي فرصة لذلك سأعطيهم موتا سريعا فبعد كل شيء أنا شخص رحيم ولا أحتفظ بالضغائن في قلبي....
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تأليف: brain
أتمنى أن أرى بعض التفاعل و التعليقات فبعد كل شيء المؤلف يألف ليس فقط ليضعها في رف الروايات المغبرة, اذا كنتم تريدون من المألفون الإستمرار في التأليف عليكن أن تدعمونهم بالتعليق على الأقل.
وأتمنى تضغطوا زر التوصية في صفحة الرواية.
*in next chapter*
