الفصل 14: هيروزن ساروتوبي
--------
أنا متعب.
ذلك النوع من التعب الذي لا يتلاشى مع الراحة الليلية. إنه يثقل عظامي، ويتسرب إلى كل شق في جسدي. التعب الذي يأتي من حمل هذه القرية على ظهري لسنوات أكثر مما يهمني أن أحصيها.
أشعر بذلك مع كل نفس، وهو تذكير بأنني الآن رجل عجوز في عالم الشباب. من بقايا العصور القديمة الماضية.
لقد استمرت الحرب الثالثة لمدة أربع سنوات حتى الآن. أربع سنوات من الدم والتضحية والموت. مشاهدة أطفال كونوها يكبرون بسرعة كبيرة ويموتون بشكل أسرع.
عندما أصبحت هوكاجي، اعتقدت أنني أستطيع حمايتهم: شعبي، طلابي، هذه القرية. اعتقدت أنني أستطيع تحمل ثقل أحلامهم. لقد كنت أحمق.
طلابي، طلابي الثلاثة الأعزاء: جيرايا، تسونادي، أوروتشيمارو. كل واحد منهم يعكس جزءًا مني، وكل واحد منهم أصبح بمثابة تذكير بإخفاقاتي.
جيرايا، غريب الأطوار، الذي اختلق قناعًا من الرعونة والانحراف حتى يقلل الآخرون من شأنه ومن عبقريته. يسعى دائمًا إلى مطاردة بعض الإحساس بالأيديولوجية التي لا يمكنه فهمها تمامًا.
كنت أحسد روحه وفضوله اللامحدود. لكن الآن أتساءل عما إذا كان يهرب فقط، تاركًا وراءه أثرًا من خوفه، وتجاهل الصدمة. في بعض الأحيان، أخشى أنني، مثله، أمضيت حياتي في مطاردة أشياء لم يكن من المفترض أبدًا أن يتم القبض عليها.
و تسونادي. إنها تحمل ثقلًا على كتفيها أكبر مما ينبغي لأي شخص أن يتحمله. أخذت الحرب شقيقها نواكي ثم أخذت حبيبها دان. لقد تطلب الأمر إيمانها أيضًا، رغم أنها لم تعترف بذلك أبدًا.
بعد الحرب الثانية، اعتدت أن أراها في الظل أحيانًا، تتجول في كازينوهات القرية مثل الشبح، وتشرب الكحول مثل المدمن. بعد أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، ربما كانت كذلك الآن، على الرغم من أنها أخفتها جيدًا.
كانت تنظر إلي – بتلك العيون البنية العميقة – وأنا متأكد من أنها رأت كل الأشياء التي لا أستطيع حمايتها. أتساءل عما إذا كانت تلومني، إذا كانت تعرف كم مرة ألوم نفسي.
لقد كانت تسونادي دائمًا أقوى كونوتشي، ولكن حتى الأقوى يمكنها أن تنكسر. أنا متأكد من أنها وصلت إلى هذه النقطة منذ فترة طويلة. أتمنى أن أتواصل معها، لكن ماذا أقول؟ آسف لخسارتك؟ آسف لفشلك كسينسي(أستاذ) الخاص بك؟
لقد فقدت ما يكفي من عائلتي وأصدقائي لأدرك أن الكلمات هي وسائل راحة فارغة.
وبعد ذلك هناك أوروتشيمارو.
رائع، مدفوع، بارد. اعتزازي – أو على الأقل كان كذلك. لقد كان ألمع نجم بين الثلاثة. معجزة رأى كل شيء على أنه لغز يجب حله. لكن الآن، عندما أنظر إليه، أرى ظلامًا لا أستطيع الوصول إليه. ظلام لست متأكدًا من أنني مجهز لدخوله.
لقد شاهدته ينمو من نينجا شاب واعد إلى شيء آخر. شيء لا أستطيع فهمه، ناهيك عن السيطرة عليه. ليس بعد الآن. إنه الشخص الذي يجعلني أتساءل عما إذا كنت قد ارتكبت خطأ. إذا، من خلال رعاية عبقريته، وغض الطرف عن بعض هواياته الأكثر... مراوغة، فقد أطعمت وحشًا سينقلب علينا جميعًا يومًا ما.
ليس العدو خارج هذه الجدران هو الذي يبقيني مستيقظًا في الليل. إنهم الأعداء في داخلي، أولئك الذين فشلت في فهمهم أو إنقاذهم. تلك التي ربما أكون قد خلقتها.
لقد أثرت هذه الحرب علينا جميعا.
كونوها تنزف بينما القرى الأخرى تدور مثل النسور، تنتظر اللحظة المناسبة للضرب. الطفيليات، الكثير منهم.
أقول لنفسي إنني أقاتل من أجل السلام، من أجل المستقبل، من أجل عالم حيث يمكن للأطفال أن يكبروا دون أن يتعلموا القتل. لكنني أعلم أنها كذبة. لا يوجد شيء اسمه السلام. ليس للرجال مثلي، على الأقل.
لدي الكثير من الدماء على يدي، ولا أعرف ما إذا كان أي وقت سيستغرق غسلهما.
لكن لا أستطيع التفكير بهذه الطريقة. ليس الآن. الأكاديمية على وشك أن تبدأ فصولها الدراسية القادمة، وهؤلاء الأطفال - الجيل القادم - سوف يتطلعون إلي اليوم. سيرونني على أنني الهوكاجي القوي غير القابل للكسر، الرجل الذي يحرس القرية بإرادة حديدية.
لا يمكنهم رؤية الشك والخوف والإرهاق. عليهم أن يؤمنوا بأن المستقبل يستحق القتال من أجله، حتى لو لم أكن متأكدًا منه بنفسي.
هناك عدة طرقات على بابي، رمز أعرفه جيدًا. أشعلت التشاكرا الخاصة بي تقديرًا، وانفتح الباب.
تظهر إحدى أعضاء الأنبو، وقناعها يلمع من أشعة الشمس التي تطل من النافذة خلفي. إنها تتحرك بصمت، كالظل، لكني أعرفها من الطريقة التي تحمل بها نفسها.
تنحني قليلاً، وهو إجراء شكلي لا يحتاجه أي منا حقًا، لكن التقاليد هي الغراء الذي يجمع القرية معًا، لذا يجب أن يبقى الغراء.
"هوكاجي-ساما"، تقول بصوت محايد، كما لو أنها يمكن أن تكون واحدة من عدد لا يحصى من الأشخاص الذين يعيشون في هذه القرية. "من المقرر أن يبدأ حفل الأكاديمية خلال ثلاثين دقيقة. لقد تم تأكيد موعد التحدث الخاص بك."
أومئ برأسي معترفًا بذلك. للحظة، فكرت في سؤالها عن شعورها، وعن رأيها في هذه الحروب المتتالية والأطفال الذين نحن على وشك إرسالهم إليها. لكنني أعرف الإجابة بالفعل.
إنها جندية. إنها تفعل ما يقال لها لأن هذا هو ما يعنيه أن تكون شينوبي في كونوها. كلنا نتحمل أعباءنا بهدوء. نحن جميعا نرتدي أقنعتنا.
"شكرًا لك. سأكون هناك قريبًا،" أقول بدلًا من ذلك، وتختفي بالسرعة التي أتت بها، وتتركني وحدي مع أفكاري مرة أخرى.
آخذ نفسًا من كيسيرو، وهو مزيج جديد من التبغ أهدتني إياه بيواكو بمناسبة عيد ميلادي الأسبوع الماضي، وهو يوم جاء ثم ذهب مثل كل الأيام الأخرى. إنه حلو ومهدئ.
يجب أن أتذكر أن أشكرها - أنا متأكد من أن هذا لم يكن رخيصًا، ولن يكون هذا المال مصدر قلق على الإطلاق.
بدأت الشائعات تنتشر داخل القرية حول اثنين من العباقرة الصاعدين الذين سينضمون إلى الأكاديمية اليوم.
واحد، اوتشيها - متوقع. لن أتفاجأ إذا تم تناقل بعض التقنيات السرية في عشيرتهم التي قامت بتنمية العبقرية قبل الولادة.
الآخر... ياماناكا. الآن، هذا غير متوقع.
اوتشيها، أستطيع أن أرى. العبقرية بالنسبة لهم مثل الفصول في كونوها - متكرر. ثابت. لكن ياماناكا... آخر عبقري أتى من تلك العشيرة كان إينويتشي، وحتى مواهبه تتضاءل مقارنة بالعبقرية التي تظهر من الأوتشيها.
[المترجم: sauron]
أخفض نظري إلى المكتب، إلى كومة الملفات الشخصية الأنيقة. أقلب أصابعي بين الصفحات حتى أصل إلى الاسم الذي أبحث عنه — شيسوي أوتشيها.
###
الاسم : شيسوي اوتشيها
العمر: 5
تاريخ الميلاد: 22 نوفمبر، السنة 54
الارتفاع: 112 سم
الوزن: 17 كجم
الآباء: كاغامي أوتشيها (متوفى)، هاي أوتشيها
مجالات المواهب المحتملة: إمكانية عالية لفتح الشارينغان. معروف بمهاراته الاستثنائية في التايجتسو والشوريكينجتسو. مواهب النينجتسو غير معروفة، على الرغم من أن الشائعات تشير إلى قدرة كبيرة تنتظر الظهور.
###
شيسوي اوتشيها.
طفل واعد – يكاد يكون واعدًا جدًا.
كان والده، أحد أصدقائي المقربين، وهو شخص أثق به في حياتي، رجلاً أحترمه بشدة. أوتشيها نادر كان ولاؤه للقرية ثابتًا.
لم يكن موته لعشيرته فقط بل لكونوها نفسها. والآن يقف ابنه ليحمل نفس الإرث.
لقد أظهر الصبي بالفعل مستوى غير عادي من الذكاء بالنسبة لعمره، إلى جانب موهبة متأصلة في التايجتسو والشوريكينجتسو التي تنافس الأطفال الأكبر منه بعدة سنوات.
وبعد ذلك هناك الشارينغان.
هناك دائما الشارينغان. تلوح في الأفق مثل الظل على أي اوتشيها.
إنها تمنح قوة عظيمة ولكنها تتطلب ثمنًا باهظًا، وقد أخبرني كاغامي بكل شيء عنها. لقد رأيت الكثير من الأطفال مثل شيسوي الذين يتم دفعهم إلى العظمة قبل أن يكونوا مستعدين، كل ذلك بسبب تلك الهدية اللعينة.
الإمكانيات موجودة، لكن الإمكانيات يمكن أن تكون أمراً خطيراً في أيدي الشباب.
تنهدت، وأغلقت ملف شيسوي الشخصي، وانتقلت إلى الملف التالي.
###
الاسم: ساتوشي ياماناكا
العمر: 5
تاريخ الميلاد: 22 نوفمبر، السنة 54
الارتفاع: 113 سم
الوزن: 18 كجم
الآباء : إينويتشي ياماناكا، إيكو ياماناكا
مجالات المواهب المحتملة: غير معروفة. يشاع أنه ذكي للغاية، على الرغم من قلة المعلومات حول ساتوشي. اشتهر بموهبة فنية استثنائية، كما يتضح من اللوحات التي رسمتها الأمهات أكيميتشي ونارا. ولا تزال المجالات المحتملة الأخرى غير واضحة في هذا الوقت.
###
ساتوشي ياماناكا.
تجعد حاجبي قليلاً وأنا أحدق في الصفحة. هناك القليل جدًا هنا، تقريبًا عن عمد. يبدو الأمر كما لو أن ياماناكا قد أغلقوا صفوفهم حول الصبي، مع الحفاظ على أي معرفة عنه، وقدراته، وتقدمه، تحت حراسة مشددة.
أنا أفهم الغريزة، وخاصة من إينوتشي. لقد أظهر دائمًا علامات الحماية، لكن هذا المستوى من السرية... إنه أمر غريب.
ومع ذلك، فإن الشائعات لديها طريقة للتسلل عبر الجدران الأكثر حراسة. الهمسات ترسم صورة لصبي يتجاوز عمره بكثير.
ذكاء حاد وذكي عندما يتعلق الأمر بالرسم. وقد أشادت كل من عائلات أكيميتشي ونارا، المعروفتين بأذواقهما المميزة، بعمله علنًا.
ولكن هذا هو المكان الذي تنتهي فيه المعلومات.
أنا - القرية، ليس لدي أي شيء ملموس عن قدراته القتالية أو مهاراته أو أي علامات تشير إلى نوع الشينوبي الذي قد يكون عليه. من النادر، خاصة بالنسبة لشخص يدخل الأكاديمية في هذا العمر، أن يكون لغزًا كبيرًا. وهذا في حد ذاته أمر مقلق.
أنقر بإصبعي على الصفحة، وأتأمل.
لقد كانت ياماناكا دائمًا عشيرة تتميز بالمهارة والبراعة. ويطلقون على تقنية عشيرتهم الجديدة، الهمس،... المزايا الإستراتيجية التي منحتها لنا كانت لا يمكن التغلب عليها، على أقل تقدير. يعتمد أسلوبهم على العقل، وعلى السيطرة، وربما هذا هو المكان الذي تكمن فيه إمكانات ساتوشي الحقيقية.
لكن من النادر، نادرًا جدًا، أن يتم التحدث عن ياماناكا بنفس الطريقة التي يتم بها التحدث عن الأوتشيها عندما يتعلق الأمر بالعبقرية.
الغرفة هادئة، باستثناء حفيف الورق الناعم عندما أغلق الملفات الشخصية. طفلان ولدا في نفس اليوم. كلا المعجزتين بطريقتهما الخاصة.
شيسوي، العبقري المنتظر. ساتوشي، الغموض غير المتوقع.
أقف، وأشعر بثقل رداء الهوكاجي يستقر على كتفي. إنني أشعر بأنهم أثقل مما كانوا عليه من قبل، كما لو أنهم أيضًا يحملون ثقل كل حياة ضائعة، وكل قرار يتم اتخاذه.
آخذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء. واليوم سأرتدي القناع مرة أخرى. اليوم، مثل أي يوم آخر، سأكون الهوكاجي الذي يريدونني أن أكونه.
خارج النافذة تستيقظ القرية. يضحك الأطفال، ويصرخ التجار القلائل الذين يجرؤون على السفر خلال هذه الفترة الحربية، وتنبعث رائحة الخبز الطازج من خلال نافذة مكتبي المتشققة.
للحظة، يبدو الأمر وكأنه سلام تقريبًا.
لكنني أعرف ذلك بشكل أفضل.
وتستمر الدورة، والعجلة تستمر في الدوران.
وأنا معها.
========================
[المؤلف] وجهة نظر من الصديق القديم هيروزن. لقد أحببت دائمًا رؤية الأفكار الداخلية للشخصيات الأخرى. إنها تجعل القصة تبدو أكثر حيوية. قد يكون أنا فقط، رغم ذلك. آمل أن تستمتع.