الفصول 78 - إجتماع المجلس
------
العاصمة، مملكة أراكنيس
في قلب عاصمة مملكة أراكنيس، كانت هناك قلعة الملك المهيبة، وهي عبارة عن هيكل مهيب يهيمن على الأفق.
كانت القلعة، المحاطة بنهر اصطناعي يتلألأ تحت ضوء الشمس، تحفة معمارية وتصميمية، تعكس ثروة المملكة وقوتها.
القلعة نفسها ترتفع مثل جبل ضخم، يبلغ ارتفاعها الشاهق حوالي 500 متر، ونصف قطر مترامي الأطراف يبلغ 50 ألف متر مربع.
تم تزيين الجدران الأمامية للقلعة بتماثيل الأبطال الأسطوريين والملوك والأوصياء الثلاثة لمملكة أراكنيس، وقد تم نحت ملامحهم النابضة بالحياة بمهارة لدرجة أنها بدت جاهزة للحياة في أي لحظة. قوتهم لا مثيل لها.
كانت الجدران الحجرية السميكة، التي لا يمكن اختراقها تقريبًا، تلتف حول القلعة مثل الحصن، وتحمل أسطحها الخشنة علامات معارك لا حصر لها خاضها وانتصر فيها.
كان الهواء المحيط بالقلعة مشحونًا بهالة من المناعة، وهو إعلان صامت بأن هذا معقل لا ينبغي العبث به.
لم تكن قلعة الملك مجرد مقر للملكية؛ لقد كان رمزًا لقوة مملكة أراكنيس التي لا تنضب والحكم الذي لا يتزعزع لملكها. لقد كان وجود القلعة في حد ذاته يثير الرهبة والخوف، وهو دليل على تراث الملوك الذين حكموا من قاعاتها لأجيال عديدة.
.....
بالمرور عبر الحديقة الواسعة، حيث تتفتح الزهور النابضة بالحياة بكل الألوان التي يمكن تخيلها، نجد مشهدًا من الترفيه الملكي. امتلأ الهواء بضحكات الأمراء والأميرات المبهجة، بعضهم يطارد بعضهم البعض في ألعاب مرحة، بينما انخرط آخرون في مبارزات ودية، وتتصادم سيوفهم الخشبية في عروض حماسية للمهارة.
وكان من بينهم عدد قليل من الأمراء الشباب الشجعان، الذين يرتدون دروعًا لامعة، يتنافسون بدقة الفرسان المتمرسين، وكانت حركاتهم رشيقة ومنضبطة. كان الجمال الهادئ للحديقة، بأسوارها المشذبة بدقة ونوافيرها المتلألئة، تناقضًا صارخًا مع الأجواء المتوترة التي تنتظر داخل القلعة.
وصلنا إلى قاعة مجلس الملك، وهي غرفة كبيرة يقع فيها عبء مصير المملكة. وكانت القاعة ضخمة، وسقفها المرتفع مدعوم بأعمدة رخامية شاهقة، وجدرانها مزينة بالرايات التي تمثل مختلف بيوت ومناطق المملكة.
كانت الغرفة مليئة بأقوى الشخصيات في المملكة - المسؤولين والنبلاء والوزراء - جميعهم مجتمعون لمناقشة مسائل ذات أهمية كبيرة. في أقصى نهاية القاعة، خلف عرش الملك الكبير، جلس الجنرالات الحراس الثلاثة، وكان وجودهم وحده بمثابة تذكير بقوة المملكة.
كان الهواء في قاعة المجلس مليئا بالتوتر. وكانت وجوه المجتمعين مهيبة، مما يعكس خطورة الوضع الراهن. كان الجو خانقًا تقريبًا، كما لو أن الغرفة نفسها لا تكاد تحتوي على القوة الهائلة للحاضرين.
كانت كل شخصية تجلس على الطاولة الطويلة تبث هالة من السلطة الساحقة، ومجرد وجودها يحني الهواء من حولها. كان هؤلاء أفرادًا يمكن لقوتهم أن تتحدى قوانين الطبيعة ذاتها، وكانوا قادرين على إعادة تشكيل العالم بإرادتهم وحدها.
في أقصى نهاية الطاولة الطويلة، كان يجلس ملك أراكنيس على عرش مهيب. كان رجلاً يبلغ من العمر 70 أو 80 عامًا، وشعره الذي كان نابضًا بالحياة أصبح الآن خفيفًا ومهترئًا بمرور الوقت.
ومع ذلك، على الرغم من علامات التقدم في السن، لم يخفت الضوء في عينيه. وتحدثت تلك العيون الحادة والفطنة عن الحكمة والخبرة التي جاءت من أكثر من أربعة عقود من الحكم.
كانتا عيون ملك نجا من عواصف لا تعد ولا تحصى، وكانت معرفته عميقة، إلى حد أبعد بكثير مما يمكن أن يدعيه أي من رعاياه.
عندما ساد الصمت الغرفة، تحدث الملك أخيرًا، وكان صوته يحمل ثقل السلطة والحزن على الأحداث الأخيرة.
بدأ بنبرته المهيبة: "لقد سمع هذا الملك بالكارثة التي حلت بمدينة أركاديا". "المدينة التي كانت مزدهرة وحيوية ذات يوم أصبحت الآن أرضًا جوفاء ومظلمة، وخالية من أي حياة. كان هناك ما لا يقل عن 200،000 روح داخل أسوارها... والعشائر النبيلة... ولكن، للأسف..."
توقف الملك، وخرجت تنهيدة عميقة من شفتيه بينما استقرت خطورة الخسارة على الغرفة. "فليمنحهم الله الخليقة السلام في السماء."
ثم حول نظره، وعيناه حادتان وثاقبتان وهما مثبتتان على المستشار الجالس على الجانب الأيمن من الطاولة.
"الآن، نود أن نسمع التقرير الكامل عن الحادث. أيها المستشار، ماذا لديك لتقوله في هذا الشأن؟ هذا الملك يود أن يسمعه".
كان صوت الملك، رغم هدوئه، يحمل طابعًا يطالب بالحقيقة. حبست الغرفة أنفاسها في انتظار كلمات المستشارة.
وقد لفت المستشار، رئيس وزراء المملكة، انتباه كل شخصية قوية في الغرفة بينما كان يستعد للتحدث.
وعلى الرغم من الضغوط الهائلة التي كانت عليه، ظل صامدًا، على الرغم من أن هزة خفيفة كشفت عن قلقه الداخلي.
وقف من مقعده، وسرعان ما تجولت عيناه في الغرفة، ولاحظ وجود المشير، والجنرالات الثلاثة الكبار، ووزير المالية، ووزير العدل، ووزير الخارجية، وعدد قليل من بطاركة العائلات الأرستقراطية البارزة. وحتى ممثل من إمبراطورية كايروس. وكانت المسؤولية الملقاة على عاتقه هائلة.
مع انحناءة احترام لجميع الحاضرين، بدأ المستشار قائلاً: "يا صاحب الجلالة، مما جمعناه حتى الآن، فإن الأحداث التي أدت إلى الكارثة في مدينة أركاديا مثيرة للقلق العميق. قبل وقوع الكارثة، كانت المدينة متورطة في حالة من الفوضى". معركة شرسة ضد هياج الوحوش، والتي نعتقد الآن أنها كانت مدبرة من قبل قوى شيطانية.
قاتل المدافعون ببسالة، متحدين ضد التهديد، وأثناء الصراع، واجهوا عملاقًا من نوع الظلام يبلغ طوله حوالي 200 متر. وكان هذا المخلوق غير معروف تماما بالنسبة لهم. اللورد لونجوس إيمبريون، سيد المدينة، قاد الهجوم وهزم العملاق في النهاية، لكن ذلك جاء بتكلفة هائلة.
توقف المستشار مؤقتًا، وكانت تعابير وجهه قاتمة وهو يتابع. "ثم، بعد ساعة أو نحو ذلك، حدث شيء أكثر فظاعة بكثير. وفقًا للناجين القلائل الذين تمكنوا من الفرار من أراضي المدينة، ظهر ظل هائل - مخلوق شيطاني بحجم لا يمكن تصوره - يبدو غاضبًا.
كان المخلوق ضخمًا جدًا لدرجة أن فمه وحده يمكنه أن يبتلع سلسلة جبال بأكملها. وفي ثوان معدودة، التهمت المدينة بأكملها. ولم يكن لدى المواطنين، الذين أخذوا على حين غرة، الوقت للرد، ناهيك عن فهم ما كان يحدث. وفي غمضة عين، تحولت أركاديا إلى حفرة مجوفة ومظلمة - فراغ ازدهرت فيه الحياة ذات يوم.
أنهى المستشار تقريره بانحناءة، ثم انتصب وهو يضيف: "هذه هي كل المعلومات التي تمكنا من جمعها حتى الآن، يا صاحب الجلالة. ونظرًا للظروف، ربما تكون لديك فكرة عن عمل من هذا". قد يكون."
مع إيماءة أخيرة من الملك، جلس المستشار في مقعده، وتصاعد التوتر في الغرفة بينما كان الجميع ينتظرون رد الملك.