إعادة تجسد – الفصل الأول
--------------------------

مئات الناس على الأحصنة الذين سدوا طريقنا كانوا سيافين. أنا لم أرهم أبداً من قبل، رغم أنني سافرتُ في هذا الطريق عدة مرات. فقط بالتحدث إليهم كنتُ استطيع اكتشاف ما إذا كانوا مجموعة قطاع طرق مشكلين حديثاً أم أنهم جائوا من بعيد من أجل الحمولة.

"جينبيونج"

"أوامرك، سيدي."

"اتبعني مع حقيبة النقود."

"نعم سيدي."

"بقية المرافقين المسلحين، تفحصوا أسلحتكم واستعدوا لأسوأ سيناريو. جميع الحمالين، اتبعوا أوامر الحمال الرئيسي."

الحمال الرئيسي كان يعني الحمال الأكثر خبرة بين الجميع والمخضرم بينهم جميعاً.

وذلك كان أنا.

بعد الانتهاء من تعليماته، اتجه جايبوليوم جيوم-را دو نحو العدو راكباً حصانه مع مرافق مسلح صغير وسريع يدعى جينبيونج.

"هل سنكون بخير؟"

حمالي المباشر منخفض الرتبة سألني بحذر.

ليس الكثير من قطاع الطرق سيتسببون بمشكلة بعد رؤية علم مملكة التنين السماوي في جولغانغسيونج. بالإضافة، كان جايبوليوم من يقود الشحنة بنفسه.

المرافق المسلح الذي بلغ الستين هذا العام كان رمز الرجل العظيم القديم، الذي كان مشهوراً بكونه أعظم قائد للمرافقين المسلحين.

"إذن أي مشاكل يمكن حلها."

"متأكد من أن هذا سيحدث."

"لكن لا أحد يعلم. الجميع، جهزوا سيوفكم الصغيرة."

ماذا يستطيع أن يفعل الحمالين إذا قاتلوا؟ لكن عندما يكون كلا الطرفين في نزاع، موت شخص واحد سيكون خسارة.

كان حينها. ومض ضوءان فضيان من معكسر العدو.

في نفس الوقت، رؤوس جايبوليوم وجينبيونج اللذين ذهبا للتفاوض سقطت من أكتافهما، وكأنها كذبة ما.

"أيها المجانين!"

انطلق مئات الأعداء على الأحصنة تجاهنا، جاعلين الأرض تهتز.

سحب جميع المرافقين المسلحين سيوفهم وهاجموا الأعداء أيضاً.

أسوأ سيناريو حاولنا تجنبه قد حدث.

"هجوم!"

كانت قوة العدو شديدة جداً لدرجة أن حتى جايبوليوم أمكن انتزاع رأسه بأرجحة واحدة، ومال توازن القتال في لا وقت.

تناثرت الدماء في الهواء واللحم كان في كل مكان.

تم خفض خمسين حارس مسلح إلى خمسة أو ستة فقط.

وعدد الحمالين وأنا تم خفضه إلى عشرة. كان الجميع لديه سكين، لكنهم كانوا مرعوبين للغاية لدرجة أنهم لم يجرؤوا على التفكير في الهجوم حتى.

الحمالين الصغار الذين كانوا في أول مهمة لهم ارتجفوا بينما تبولوا في سروايلهم.

لقد تم ضرب أحدهم للتو بسكينة تعويذة والتي حطمت صدره.

"اللعنة!"

هذه نهاية القتال. لقد فعلتُ كل ما عليّ فعله كمرافق مسلح وكحمال رئيسي.

لم يكن هناك معنى من المقاومة أكثر من ذلك.

رميتُ السكينة وهربتُ إلى الحمولة المعبأة.

ثم صحتُ بتشنج نحو الأعداء المسلحين.

"أوقفوا هذا يا أبناء العاهرات!"

ثم أخرجتُ جرة كبيرة في زاوية الحمولة ورميتها بشدة بقدر الإمكان تحت العربة.

تحطمت الجرات مع صوت زجاج متحطم وملأت رائحة الزيت ساحة المعركة.

كانت جرة ممتلئة بزيت دائماً ما أحملها في الأنحاء لأصنع مشاعل.

أخذت قطعة ورق بسرعة من جيبي وأشعلت النار فيها. انطلق الشرر الاصفر والدخان فوق رأسي.

"إذا لم توقفوا هذا القتل، سوف أحرق هذه الحمولة. تراجعوا أيها الحمقى!"

أوقف قطاع الطرق قتلهم للحظات وتراجعوا ببطء.

في تلك الأثناء، كان جميع المرافقين المسلحين قد ماتوا وفقط 10 ناجين بما فيهم أنا والحمالين الآخرين من كانوا متبقيين.

"لماذا تلعن الان؟"

سار قاطع طريق يبدو صغيراً جداً نحونا ببطء بينما يضع سكينة دموية على كتفه.

"العاهرات عديمي الفائدة يمكنهم الذهاب بعيداً. الزعيم فقط من يمكنه الخروج."

"ابن العا..."

"توقف!"

قاد رجل عجوز كالحشرة حصانه تجاهي.

منظر العيون المشرقة على وجهه المرعب جعلني أرتجف.

كان نفس الرجل الذي قتل جايبوليوم وجينبيونج بهجوم واحد.

"ماذا تريد؟"

"دع بقية الناس يذهبون."

"بواحدة من عشرة حمولات كرهينة؟"

"بالحكم من الوضع، يبدو أنك تعلم ما ننقله. نعم، هذا صحيح."

هذه كانت كتب السيد وانج اينيب، وبينها كانت تمائم كونفوشيوسية قديمة يصل عمرها لآلاف السنوات.

"هناك لفة من الخيرزان، مفترض أنها كُتبت وحُبكت بواسطته هو شخصياً. الان، أي حمولة تعتقد أنني أملك الان؟"

تصلب وجه الحشرة مثل الصخرة.

"الان أنت تميل للتفاوض قليلاً؟"

"النار يمكن إخمادها بسرعة."

خطوتُ على أحد الصناديق الخشبية وسحقته. ثم أمسكتُ لقة شبيهة بالخيرزان وهددتُ بإشعالها.

"هل الأحمق الذي أرسلكم أخبركم أن بإمكانكم جلب نسخة نصف محروقة من التمائم؟"

"أنت سريع البديهة."

"كنتُ سريع البديهة طوال حياتي."

ثم استقرت عيناه على ساقي اليسرى الصغيرة لبعض الوقت.

"هل أنت أعرج؟"

"أوقف هذا الهراء. ماذا ستفعل!"

كانت الورقة نصف محروقة في يدي. كان عليّ السماح للحمالين بالهرب بسرعة بقدر الإمكان.

كان وجه الرجل الذي يشبه الحشرة موجه نحو قطاع الطرق. تنحى الأعداء جانباً وحرروا الحمالين.

نظراتهم المتهادة جذبت عيني.

"اسمعوني. من الان فصاعدا، هؤلاء الناس سيطاردوكم حتى النهاية للتخلص من الشهود وقتلكم جميعاً.

لا تهربوا كمجموعة. اهربوا نحو الجبال والأنهار حتى لا تتمكن الأحصنة من الوصول إليكم.

واصلوا، حتى لو لم يبدو أن هناك أحد يطاردكم، لا ترخوا دفاعكم ليوم واحد. إذا كنت تفهمون فاذهبوا الان."

"ماذا عنك؟"

"لا تقل هذا وكأنك لا تعلم. توقفوا عن العبث واهربوا من هنا أيها الحمقى."

"ليس عليكم أن تكونوا آسفين. أنا لا أريد الموت أيضاً، لكنني الحمال الرئيسي لذا عليّ فعل ذلك. هذه قاعدتنا."

بدأ الحمالين بالهرب بينما يمسحون دموعهم.

كانت الورقة في يدي تكاد تحترق تماماً الان. حشرتُ لفة الخيرزان في أكمامي.

ثم، مزقتُ كم ملابسي بفمي ونقلتُ النار من الورقة المشتعلة.

"أتحداكم أن تقتربوا."

قطاع الطرق الذين كانوا يتجمعون معاً تراجعوا بتردد.

ضيعتُ المزيد من الوقت بقدر الامكان بقطعة القماش المشتعلة.

"لما لم يهربوا على أحصنة؟"

سأل الرجل الذي يشبه الحشرة.

تحدثتُ بعد رؤية الحمالين يختفون نحو الجبل.

"لأن الحمالين لا يعرفون كيف يقودون حصاناً."

"هل أنت حمال أيضاً؟"

"أنا الحمال الرئيسي."

"أنت موهوب، ممتلئ بالشجاعة، ولو كنتَ رامياً كنتَ لتصبح شخصا عظيماً. لما لم تصبح مرافق مسلح؟"

"تقنياتي القتالي ليست جيدة بما يكفي."

"أهو بسبب ساقيك؟"

"ليس لها علاقة بذلك."

"حسنا، هذا مثير للإعجاب. بالعجز الذي لديك، لابد أن كونك حمالاً كان أصعب بكثير."

"لابد أنك سعيد جداً بي. إذا أعطيتني الكثير من المال فسأعطيك فرصة لتفكر بأن تضمني كتابع لك."

"بالطبع لا. أنا فقط جذبتُ عينيك للحظة."

في تلك اللحظة، تم قطع يدي التي تحمل قطعة القماش المشتعلة. في هذا الوقت، استطعتُ الشعور وكأن شيئا كان يحترق في صدري. كانت سكينة.

سقطتُ للأمام.

"طاردوا الحمالين بسرعة!"

"جدوا لفائف التمائم!"

رأيتُ العشرات من قطاع الطرق يطاردون الحمالين على الأحصنة وخمسة أو ستة قطاع طرق صعدوا على الحمولة لاسترجاع التمائم.

"لن يعمل الامر بهذه السهولة."

على الرغم من أن مهمة نقل الشحنة قد فشلت، كنتُ أستطيع إفساد سرقتهم قبل أن أموت.

سحبتُ قطعة ورق خبأتُها في ملابسي. قام أحد قطاع الطرق بدحرجتي بقدمه وكانت عيونه في صدمة عندما رأى الورقة.

"انتهى أمركم أيها الحمقى الملاعين هاهاها."

اشتعلت النار على صدري وأصبحت وحشاً ابتلع قطاع الطرق فوق الحمولة.

استطعتُ رؤية لمحات مارة من حياتي.

طفولة فقيرة وصعبة للغاية، تضحية أمي بكل شيء لإرسالي لمدرسة. وكل هؤلاء الناس يضحكون عليّ ويقولون أن من المستحيل لأعرج أن يصبح حمالاً.

كان حلمي أن أصبح مرافق مسلح وأن أقوم بتوصيل البضائع على حصان فاخر. مع ذلك، بكوني أعرج، لم أتمكن من الظفر بأي تقنيات قتالية. عشتُ كحمال يقوم بكل العمل القذر لـ30 عام.

لم يكن هناك يوم واحد كان سهلاً لي. ربما سأستطيع الحصول على الراحة الان.

"لما لستُ ميتاً بعد؟"

"لما جسدي بارد جداً؟"

اعتقدتُ أنني سأصرخ من الألم لأنني كنتُ أحترق لكن بدا وكأن جسدي بأكمله كان يتجمد حتى الموت.

فجأة، فتحتُ عيني على صوت ترشش.

"ما هذا؟"

حلق شكل بشري عبر السماء منطلقاً تجاهي. لا، لقد عام تجاهي.


ثم أمسك شعري المتدفق وبدأ بسحبي من حيثما أتى.

"أي نوع من الهلوسة يكون بهذه الحيوية؟"

--------------------------------------------------------------------
Ahmed Elgamal


2020/08/25 · 486 مشاهدة · 1142 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2025