" حسنا هلا حكيت علي ما حدث عند انهيار المنجم " سألها رولاند
أومأت برأسها، و بدأت تحكي
فوجئ رولاند ،الذي حسب أنها ستلزم الصمت أو ربما تلعنة ولكنها تجاوبت معه ببساطة وكأنها تقول " اسألني عما تريد. "
لم تكن قصتها معقدة انما ايضا قصة حزينة. والد أنا عامل فى المنجم و كان بداخلة عند الانهيار المفاجئ . فورا عند معرفة آنّا و عائلات العمال الاخرين بحادثة الانهيار اسرعو الى المنجم لمحاولة انقاذ عائلاتهم من المنجم الشمالي . كان يشاع ان المنجم مسكن لوحوش عديدة و بسبب التفرقات الكثيرة للمنجم و عدم وجود تنظيم ولا قيادة لعملية الانقاذ ،تفرق الناس يبحثون في كل مكان، وعندما عثرت آنّا أخيرا علي أبيها ،لم يكن برفقتها سوي رفيقتيها سوزان وأنسغا .
كان والدها فاقد الوعى و قدمه محجوزة تحت عربة مملوء بالحديد الخام، وبجانبه عامل أخر يفتش فى ملابسة عن أمواله لسرقتها ،وعندما رآهم اللص تناول معولة ،وهاجم بها نحو أنسغا ، و صرعة أرضا ،وعندما رفع فاسه مرة أخري ليهاجم آنّا ،و لكن لحظة قبل ان تصاب آنّا باغتته بالهجوم فجأة و قتلتة.
ولقد اقسم جيران آنّا جميعهم علي أن لا يفشوا سرها أبدا، وبمساعدتهن أنقذت والدها، وأخرجته من النفق المنهار ، ولكن قبل أن بزوغ الشمس بلغ والدها بمساعدة عكازيه دورية الحراسة ،واخبرهم بنفسه أن ابنته ساحرة .
لم يملك رولاند نفسه ان يقطع حديثها ليسألها "لماذا ؟ " " .
تنهد باروف قبل أن يجيبه " غالبا ليحصل علي الجائزة المعلنة ؛ فجائزة اكتشاف ساحرة والإبلاغ عنها هو 25 قطعة ذهبية ، وهو إغراء كبير لشخص كسرت قدمه فهي تعادل ما قد يكسبه اذا عمل لمدة عمرة الكامل "
صمت رولاند لوهلة، قبل ان يسألها " خصمك كان شخص بالغ قوى البنية ، كيف استطعت قتله ؟ "
لم تملك آنّا ضحكتها ، واهتزت نار المشاعل، كالامواج العاتية لبحيرة عميقة .
اجابت آنّا : " لقد استخدمت قوة الشيطان "
اصمتى أيتها الساحرة الشريرة !" صاح مأمور السجن بها بصوت مرتجف، حمل صوتة الخوف الشديد .
لم يلتفت الامير الي تصرفاتهم الغريبة ، و سال بهدوء "هل هذا صحيح؟ اريد ان أراها "
ولكن قاطعه قائد الفرسان كارتر ،وقد اعقد حاجبيه، وتجهم وجهه " سموك هذه ليست مزحة "
تخطي رولاند قائد الفرسان ، وتقدم تجاه الزنزانة، بينما يتحدث " من يخاف منها يمكنه الانصراف، أنا لا أطلب من أي منكم البقاء هنا "
ولكن باروف صاح مطمئنا الجميع، ومع ظهور انة يطمئن نفسه " لا داعي للخوف ؛ فقفل العقاب المقدس حول عنقها، ومهما بلغت قوة الشيطان لن تكسر مباركة السماء
تحرك رولاند و لم يعد يبعد بينهما مسافة زراع ، وقف رولاند أمام آنّا ليري كل الكدمات و القذارة، التي غطت وجهها، وبينما أظهرت ملامح وجهها أنها ما تزال طفلة، ولكن تعابير وجهها لم تعد تحمل أي ملامح من براءة الطفولة ، واضح أنها اختبرت أكثر مما تستطيع، وقد نضجت مبكرا ،ولكن مع ذلك لم ير الغضب في عينيها هذا القدر من التناقض، لم يراه الا فى التلفاز والحكايات ولكن الآن يراه أمامه .
وجهها يحتوى على جميع الصفات للايتام الحروب الذين تراهم فى التلفاز الذين عانو من الفقر، والجوع ، والبرد ولكن الاختلاف الواضح فى أنا انها لم تكف مثل هولاء الاطفال حانية جسدها و اضعة راسها لاسفل بل وقفت شامخة صدرها رافعة راسها لاعلى عينيها تنظر الى عينين الامير مباشرة ادرك رولاند انها لا تخشى الموت و لكن تنتظرة و ترحب به . .
اجابت آنّا : " أهذه المرة الأولي التي يري فيها سموك ساحرة ؟ فضولك قد يقتل "
" لو أنها قوة الشيطان حقا فلم تكونى فى مثل هذا الموقف " اجاب رولاند " و لكن الشخص الذي عليه أن يخاف الموت لم يكن أنا، بل والدك " "
عندها انطفأ النار من الزنزانة و حل الظلام فجاة اعتقد رولاند ان هذا ليس وهم بل ان شى ما يتحكم بالنار المشتعلة و اصبحت اصغر من جمرة منطفئة ،و سمع رولاند من خلفه يصلون، ويدعون بشتى الصلوات بينما البعض وقع علي الأرض من شدة الخوف . .
تسارعت دقات قلب رولاند عندما عرف اتة يقف على الحد الفاصل بين عالميين عالم القانون و الاحكام الثابتة التى يعرفها و درسها على كوكب الارض و عالم اخر جديد غريب ملى بالغموض و العاجائب و هو الان يقف على حد هذا العالم .
لاحظ رولاند قفل العقاب المقدس الملفوف حول رقبتها هو قفل ردئ ذو صناعة خامة فهو يتكون من سلسلة حمراء معلق عليها حجر لامع و لو لا ان يدا أنا مربوطتان خلف منها لامكانها ان تنزعة بسهولة .
نظر رولاند إلي أتباعه، وهم يصلون ويتلون صلواتهم في رعب ، ثم مد يده إلي القفل ،ونزعها عن عنقها فاجأت هذة الحركة الجميع و خصوصا آنّا نفسها وأخذتهم علي حين غرة. .
" ارينى قوت الشيطان " همس رولاند
من أنت حقا مجرد كاذبة آم كيميائية آم ساحرة حقيقية ؟
ولكن الآن لو اخرجتى بعض السوائل الزجاجات لتصنعى نوعا من الأحماض بعد كل ما سمعته عن قوة الساحرات وقدراتهن فعلا سيخيب ظني كثيرا .
ولكن أجابه صوت البخار نتيجة غليان الماء اسفل منهم و يرتفع أمامه بعد أن زادت حرارة المكان فجأة تحول المياه علي الأرض إلي بخار .
ومن تحت قدمي آنّا ارتفعت النيران ارتفع النار من المشاعل أكثر كانهم اخذو دفعة من الاكسيجين النقى و فى انتشار مفاجئ للهب فى الزنزانة انتشر معها صرخات المحيطين وفي نفس لحظة تغيرت ظلمة الزنزانة بضوءا ساطعا .
وعندما تحركت الساحرة إلي الأمام رافقتها النيران وحتى وصلت الى قضبان الزنزانة اشتعلت القضبان أيضا .
أجبرت حرارة النيران رولاند علي التراجع .... في لحظة تغير الجو من برد الخريف إلي حر الصيف الشديد شعر رولاند ب السخونة من صدره والبرودة من ظهره حينها تذكر رولاند كلام باروف ....... "إنها حقا لا تخاف النيران " "
تذكر الان جملة باروف وفهم الآن فقط معني عبارة وزيره .....
فهي النار نفسها فكيف تخشي نفسها ؟
سريعا انصهرت القضبان الحديدية و تحول لونها الاحمر الشديد الى الاسفل و بدات بالانصهار لقد وصلت نارها إذن إلي أكثر من 1500 درجة سيليزية وهي درجة انصهار الحديد و الوصول الى هذة الدرجة بدون استخدام اى ادوات او مركبات هو عمل مستحيل و تراجع رولاند الى جدار الزنزانة كباقى الحراس .
و لو لم يتراجع رولاند كباقى الحراس للقى حتفة نتيجة درجة الحرارة الناتجة من احتراق الحديد و التى بالتاكيد تكفى لاحراق ملابس الشخص القريب منها حيث احترقت ملابس أنا و تحولت الى رماد و احاطتها النيران كعباءة من الجحيم .
لم يدرى رولاند كم مضي من الوقت ولكن أخيرا همدت النيران، وعاد إلي المشاعل طبيعتها وكأن شيئا لم يحدث ، ولكن الهواء الساخن والقضبان المصهورة أخبرتهم أن ما حدث لم يكن خيالا ولكن حقيقة .
و ما عدا رولاند وقائد الفرسان انهار الباقون علي الأرض وقد انتشرت رائحة البول من مأمور السجن الذي تبول علي نفسه من شدة الخوف . بينما وقفت آنّا عارية خارج الزنزانة وقد تحررت من قيودها تماما لم تحاول تغطيه جسدها العاري بل ظلت واقفة ويديها إلي جانبيها واستعادت عينيها الزرقاء هدوئها كهدوء البحيرة بعد العاصفة
وقالت لرولاند بهدوء " سيدي الآن وقد اشبع فضولك ، هل حان لحظة موتى ؟ "
" لا " وبينما يتحرك فى اتجاهها ويغطيها بمعطفه تابع " آنسة آنّا ، أريد أن أوظفك "