اشياء اخرى لنتحدث عنها؟جلالتك،اما لم اتكلم بأي شي غير اعتيادي.بصفتي مالكة للقصر الملكي،انا فقط اسألك اذا كنت احضرت معك امرآة جريحة.فهذا الامر لم يحدث من قبل


هل كنت ابالغ؟ كانت هذه لهجتي المعتادة وابتسامة لطيفة ع وجهي تحدث بشكل عرضي كي لا ابدو متغطرسة كما لو كنت اتحدث عن استعدادات يوم رأس السنة.
سوفياش كان يبدو غير مستقر بشكل ملحوظ، كما لو كان يريد ان يتجنب الموضوع قدر الامكان.اصبح الجو بيننا غير مريح.

"هل تسألين بسبب الفضول؟".


سوفياش نظر الي بشكل مرتاب وتبادلت النظرات معه.

" لم اكن لأسال لو لم اشعر بالفضول".

"لقد كانت بالصدفة عالقة بأحدى الفخاخ التي وضعتها لهذا احضرتها الى هنا لتلقي العلاج،اصابتها ليست بليغة وضعتها في غرفة مع خادمة لتتفقد امورها".

"... فهمت".

" لا تقلقي،لن استدعي وصيفاتك مرة اخرى".


اسنأنف سوفياش تقطيع شريحة اللحم مرة اخرى.صوت السكين كان نقار الخشب يتردد صداه داخل غرفة الطعام.عادة كان لديه العديد من الاكور ليتحدث بشأنها ولكن هذه المرة ظل صامتا.

"ماذا قال جلالته ؟".


عندما عدت الى القصر الغربي بعد العشاء،كانت وصيفاتي بانتظاري في غرفتي بقلق.

" هو...لم يقل الكثير".


رفعت الكونتيسة إليزا حواجبها بشكل فاتر حيث لا تبدو غيرمصدقة لكلماتي.

"اذن فلا يجب ان تكوني متجهمه".

"........"

"لا بأس يمكنك الحديث معنا جلالتك.بهذه الطريقة يمكننا الاستعداد".

" لقد قال ان المرآة وقعت في احدى فخاخه،ولم يقل اي شئ عن كونها عبدة هاربة او اي شئ من هذا القبيل..."


بالتفكير بالامر..انا لم اعرف حتى الاسم.

"قال انه يعتني بها ولم يبدو راغبا في متابعة الحديث بأمرها".


حالما انتهيت قامت لورا بضرب قدمها في الارض محدثة صدى مدويا،نظرت اليها الوصيفات ولكنها كانت عابسة وغير مهتمة لهن

" جلالتك،هل تعرفين بالضبط مافعله والدي في بداية علاقته الغرامية؟".


رفعت لورا صوتها فقامت الكونتيسة اليزا بتحذيرها ولكن لورا لم تبدي اي علامات عن التوقف.

"هذا الامر مايبدو عليه،هذه بالضبط العلامات المبكرة لعلاقته الغرامية.فلماذا لا يريد ان يتكلم عنها؟".


وبخن الوصيفات لورا بشدة ولكنهن لم ينكرن كلامها
قامت الكونتيسة اليزا بأبعاد الوصيفات عندما رأتني في اكتئاب شظيد ثم اجلستني امام الطاولة وبدأت بتمشيط شعري

" الامبراطور رجل يحب الصيد،هو يفعل هذا بسبب ان الامر يبدو له وكأنه معجزة رؤية امراة جميلة علقت في فخه".

"الكونتيسة"

"نعم،جلالتك".

" في الماضي،....اخبرتني والدتي.حتى لو اختار الامبراطور امراة اخرى له كحبيبة،يجب الا ادع نفسي تتأثر لان هناك العديد مثل هذه الحالات،وانا لا يجب ان ارفع امالي كثيرا ".


تجعد وسط جبين الكونتيسة اليزا،فلقد كان زواج الكونتيسة اليزا نادرا مبينا ع الحب.وبالنسبة لشخص مثلها فربما تبدو نصيحة امي سخيفة بعض الشئ.
تابعت.

" انا لم اقل هذا امام بقية الوصيفات ولكن في الواقع كنت قد حضرا نفسي قليلاً،حتى لو كان الامبراطور يرحب بعبدة كمحظية له".

"صاحبة الجلالة..."

"ولكن عندما لا يبوح بالامر لي..اشعر بالقليل من الاحباط".

وضعت الكونتيسة اليزا المشط ع الطاولة.نظرت اليها وسألتها بشكل صريح.

" سواء كان له المئات او الالاف من المحظيات،فهن سيبقين كمحظيات وانا كأمبراطورة. هو وانا لم نحب بعضنا البعض لدرجة الموت من اجل بعضنا.لهذا من الناحية النظرية يجب ان نكون بخير ولكن....... لماذا اشعر بهذا الفراغ؟؟"

قامت الكونتيسة اليزا باحتضان راسئ وكتفي.حضنتني لعدة لحظات وبعدها تراجعت وقالت.

"حتى لو كان زواجك سياسيا،فقد كنتما معا منذ الطفولة لحين الزواج،فاليس من المستغرب ان تشعري بالاستياء.فانا كنت لاشعر بالاستياء لو احضر طفلي اشخاص اخرين كوالديه بالتبني.وسأستاء اذ قام والداي بأحضار طفلة اخرى وفضلوها علي لانها تبدو اجمل.وسأستاء اذا قامت صديقتي المقربة بأحضار شخص اخر واصبحت ودودة معهم اكثر....انها مشاعر طبيعية".

" اذن هل سيشعر الامبراطور بنفس الشئ اذا احضرت رجل اخر الى جانبي؟".

امسكت الكونتيسة اليزا المشط مجددا ثم بدأت بتمشيط شعري،فأخذت صمتها كجواب ب "لا" وبعد لحظات تحدثت.

"لاكون صريحة،جلالتك انا لا اعلم.كلما كانت قوة حبك كبيرة كلما كان من الصعب النظر من حولك".


اذن لم يكن لدي اي خيار سوى بالتعامل مع هذه الغصة بنفسي،اجبرت نفسي ع الابتسامة.

" فهمت،متأكدة بأني سأتحسن قريبا.فهي وانا لن نتلاقى مع بعضنا.."

"صحيح،حتى لو اصبحت هذه العبدة كمحظية،فهي لن تستطيع دخول المجتمع الراقي".

كونك عبدا لا يعني ان المرء لا يمكن ان يرتفع مركزه فقد كان هناك هؤلاء الابرياء الذين تعرضوا للعقاب الجماعي بسبب عائلاتهم.كل سنة تقوم البلاد باعادة عدد معين من العبيد لمركزهم الطبيعي ولكن هذه ليست نفس القضية بالنسبة لعبدة هاربة.
فكونك عبدا هذا يعني ان لديك العديد من الجرائم ويجب ان تقوم بدفع ثمنها فيتم اعتبار العبد الهارب بدون ان يدفع الثمن كالسجين الهارب وهذا يعني اضافة تهمة اضافية الى اثامك.والعبد الهارب يعتبر كحثالة في
المجتمع الاستقراطي.فلا يهم مدى سخاء سوفياش نحو هذه المراة فلا يمكنها ان تعلن ظهورها في المجتمع الراقي او لاقيها بالصدفة.جمعت شتات نفسي وأومأت.
صحيح ياكونتيسة اليزا ،كان من الطبيعي ان اشعر بالفراغ عندما ارى شخصا كان زوجي لفترة طويلة لديه اهتمام بشخص اخر.
ولكن لا استطيع ان اغرق بالعواطف الان،حتى لو كان لديه امراة اخرى،فهو لا يستطيع ان يعترض طريقي فهناك امبراطورة واحدة في هذه الامبراطورية.
*
*
*
*

*

" الامبراطور يذهب لرؤية تلك العبدة كل يوم؟؟"

"سمعت بأنه احضر لها الطعام بنفسه"

"هو يتصرف بشكل هادئ ايضا ياللجرأة"

"هو ايضا اتصل بطبيب القصر ليقوم بعلاج ساقيها".


كانت هناك اصوات هامسة بين تلك الشجيرات،ع الرغم من حدائق القصر الملكي كان لديها جدران عالية مزهرة ولكني كنت لا ازال قادرة ع سماع القيل والقال.لقد صممت هذه الحديقة بنفسي ووضعت فيها كرسيا متأرجحا يشبه العش في منطقة لا يصلها الكثيرون،لقد كان مثل مكاني السري.لم احضر وصيفاتي معي لهذا بدأ الناس بالنميمة بدون ان يلاحظوني.
" لقد مر حوالي اسبوع..."
اغلقت كتابي ووضعته ع حضني.يبدو ان اهتمام سوفياش بهذه المراة قد ازداد وكذلك القصص حولها.كان انتباه الجميع يتمحور حولها هذه المراة التي كانت قادرة ع لفت انتباه الامبراطور.الم يكن من حسن الحظ اننا لم نلتقي ببعضنا؟.
في المرة القادمة التي اتناول فيها الطعام مع سوفياش لن اسأل عنها،تصرفت وكأن شئ لم يحدث وقمت بالاعداد للسنة الجديدة.
قررت خلال هذه المرحلة ان اتجاهل واتظاهر بأني لا اعرف شيئا.
لكن بالصدفة خرجت من العدم وقابلتني.

2020/01/12 · 2,250 مشاهدة · 924 كلمة
ma.hale7
نادي الروايات - 2024