---
الفصل الأول:
الدقيقة 87.
الكرة عند قدمي.
مرّت ثلاث ثوانٍ فقط، لكنني رأيت كل شيء بوضوح غريب.
المدافع يندفع نحوي من اليمين، الحارس يخطو للأمام، والجماهير تختنق في أنفاسها.
رفعت قدمي.
سددت.
الكرة طارت… اصطدمت بالعارضة، ثم ارتدت إلى داخل الشباك.
صرخ الجميع.
لكن العالم بدا صامتًا.
زملائي يركضون نحوي. أحدهم يعانقني. آخر يهتف:
"يا رجل! هدف مجنون!!"
ضحكت.
لكن داخلي… كان ساكنًا.
كأنني رأيت هذا المشهد من قبل. كأن شيئًا ما سينتهي.
بعد المباراة، جلست وحدي على المقعد الخشبي عند طرف الملعب.
السماء بدأت تمطر، خفيفة…
كل شيء مثالي.
العرض سيصل غدًا. الصحف ستكتب عني. حلمي سيتحقق.
لكن قلبي…
قلبي كان يخفق بطريقة غريبة.
في طريق العودة، ركبت الحافلة الصغيرة المعتادة.
جلست بجانب النافذة. المطر يخطّ خطوطًا على الزجاج.
فتحت هاتفي.
رسالة من أحد الأندية الكبرى:
"أداء مذهل. نراك في الاختبار القادم."
ابتسمت.
أخيرًا… وصلت.
ضوء.
زمور.
صرخة.
اصطدام.
شاحنة.
دماء.
ألم حاد في الصدر.
كل شيء احترق في لحظة.
…ظلام.
ثم صوت غريب:
> "تم استدعاء برنامج الطوارئ.
تحميل ذاكرة اللاعب: جاري."
---
ليام يعود بالزمن:
فتحت عينيّ.
رائحة قديمة.
غرفتي؟
هذا… سريري؟
نهضت فجأة.
المرآة تعكس وجهي… أصغر؟!
ركضت إلى الخزانة. حقيبتي المدرسية. حذائي الرياضي القديم.
كل شيء كما كان قبل خمس سنوات.
التاريخ على شاشة هاتفي: 3 أكتوبر 2020.
> "مرحلة العودة الزمنية: ناجحة.
المستخدم: ليام كارتر.
العمر: 16 عامًا.
نظام عقل الملعب مفعّل."
جلسَ ليام على الأرض.
أنفاسي تتسارع. يدي ترتجفان.
لقد متّ… وعدت.
لكن هذه المرة… لن أضيع شيئًا.
سآخذ كل شيء.
---
التحليل الأول:
16 سنة؟
هذا جسدي؟
صوتي… أضعف؟
حتى نبضي… سريع كأنني أركض.
> "تم تفعيل نظام عقل الملعب.
نمط التحليل: جاهز.
المهام القادمة: اكتشاف، تحليل، نسخ."
"تحليل؟ نسخ؟ من أنتم؟!"
صرخت بصوت مرتجف… لا أحد يرد.
فقط ذلك الصوت البارد، في رأسي… كأنه آلة:
> "أنت ميت.
لكنك عُدت.
هذه فرصتك الأخيرة."
---
في تلك اللحظة، كان الصوت في عقلي يثير تساؤلاته.
ماذا يعني كل هذا؟
مدرسة "إيستريدج الثانوية".
الساعة 6:12 صباحًا.
ليام يقف على أرضية الملعب الترابية، بزي الأكاديمية الرياضي القديم.
كان الهواء باردًا… لكنه لم يشعر به.
عيناه على اللاعبين.
مارك، الجناح السريع.
جوش، قلب الدفاع الثقيل.
توبي، الحارس المتهور.
أشخاص يعرفهم… لكنه الآن يرى نقاط ضعفهم.
> "نمط التحليل: مفعل.
اللاعب: مارك ديفيس.
السرعة: عالية.
التوقع: منخفض.
الثغرة: يفتح زاويته اليمنى بعد التمويه."
رفع ليام حاجبه.
"أنا أعرف حركته… قبل أن يفعلها؟"
---
المباراة بدأت.
مارك استلم الكرة… ركض نحوه.
قدم يمنى… خدعة بسيطة… ثم محاولة تجاوز.
لكن ليام لم يتحرك.
انتظر… نصف ثانية فقط.
ثم قطع الكرة بسهولة.
> "تم رصد مهارة: 'الانقضاض الوقتي'.
قابلية النسخ: 8%
ملاحظات: استخدمها 4 مرات لرفع النسبة."
"نسخ المهارات… هذا ما يعنيه النظام؟"
---
الاختبار الأول:
بعد دقائق، حصل على الكرة.
الملعب أمامه.
ثلاثة لاعبين في طريقه.
> "تحليل خط الدفاع:
الظهير الأيمن يتراجع عند الضغط.
لاعب الوسط لا يغلق المساحات.
الحل: تمريرة قطرية – توقيت: الآن."
ركل الكرة…
تمريرة بينية.
المهاجم انفرد.
هدف.
المدرب يصفق.
اللاعبون يصرخون:
"من هذا بحق الجحيم؟!"
"ليام؟ من أين أتى بكل هالهدوء؟!"
لكنه لا يسمعهم.
عيناه على الشاشة الوهمية التي تظهر أمامه فقط.
> "المهارة: التمرير الحاسم.
نسخ جزئي: 23%.
التقدم: مستقر."
"أنا… أقوى من أي وقت مضى."
---
في ذلك المساء، بينما كان ليام جالسًا في غرفته، شعور غريب اجتاحه. كان يفكر في ما حدث، في كيفية عودته إلى الماضي.
ثم، دون تفكير، ركض إلى الطابق السفلي.
دخل إلى غرفة المعيشة حيث كانت والدته تجلس على الأريكة.
"أمي!" صرخ بها وهو يركض نحوها.
عانقها بشدة.
شعرت والدته بالدهشة، لكن ليام كان يشعر بشيء عميق في قلبه.
هذه اللحظة… كانت أغلى من أي شيء آخر.
"ما بك؟" سألته بهدوء.
"أنت بخير؟ أمي…" همس في أذنها، وعيناه تملؤها الدموع.
كانت تلك اللحظة مليئة بالمشاعر المتضاربة.
ففي ذهنه، كانت والدته قد توفيت في الحادث، لكن الآن، كانت هنا… حيّة.
---
استمرار التحليل:
في الليل… جلس في غرفته، ضوء المصباح خافت.
يفكر.
هل هذا واقع؟
هل هو حلم قبل الموت؟
أو فرصة لتغيير كل شيء؟
> "تحذير: استخدام النظام
يستهلك التركيز الذهني.
يُنصح بالراحة خلال الساعات القادمة."
لكنه لا يريد الراحة.
يريد أكثر.
يريد أن يسترجع كل لحظة ضاعت.
كل حلم تحطّم.
كل مباراة خسرها.
كل فرصة لم يحصل عليها.
هذه المرة…
لن يكون موهوبًا فقط.
سيكون أسطورة.