ذهب ليام إلى غرفته في الطابق الثاني والعشرين من مبنى الأكاديمية. كانت الغرفة بسيطة: سريران، خزانة صغيرة، ونافذة تطل على ساحة التدريب الواسعة. زميله في السكن كان يُدعى سيونغ — شاب نحيف، أسمر البشرة، ذو ملامح هادئة وابتسامة لا تفارقه. جاء من قرية نائية في نيجيريا. لا يمتلك موهبة فطرية، لكن شغفه بكرة القدم كان يشتعل في عينيه. كان يتدرب ليلًا ونهارًا، غير عابئ بسخرية الآخرين. حلمه وحده كان كافيًا ليُبقيه واقفًا.

سلّم عليه ليام، ثم جلس على سريره، غارقًا في التفكير. الغد سيكون يومًا جديدًا… فرصة لا يجب أن يُضيّعها.

لاحظ سيونغ شروده، فسأله بصوته الهادئ: "ما الذي يشغل بالك يا ليام؟"

رفع ليام رأسه، وعيناه تتلألأ بالأمل: "أفكر فقط… كيف أستغل الغد. كيف أطوّر مهارتي… كيف أصبح أقوى."

ابتسم سيونغ ابتسامة خفيفة وقال: "لا تفكر في الغد كثيرًا، اعمل على الحاضر."

رد ليام وهو يتمدد على السرير: "حسنًا إذن… تصبح على خير. تأخر الوقت."

---

في صباح اليوم التالي، استيقظ ليام باكرًا، لكنه لم يجد سيونغ في الغرفة. استغرب قليلًا، ثم أسرع إلى ساحة التدريب.

ما إن وصل، حتى وجده هناك، يركل الكرة بكل ما أوتي من قوة… لكنها كانت تنحرف عن المرمى كل مرة.

ابتسم ليام، ثم توجه إلى زاويته، وبدأ بتدريب مهارة "التمرير الحاسم". كان يُحاول نسخ المهارة بدقة كاملة. لكن سرعان ما ظهرت مشكلة: "لا أحد يعيد لي الكرة… كيف سأتمرّن وحدي؟"

نظر حوله، فلم يجد سوى سيونغ… لا يزال يُخطئ التسديد، لكن إصراره لم يخفت.

اقترب ليام وقال بثقة: "مرحبًا سيونغ، ما رأيك أن تصبح زميلي في التدريب؟"

رفع سيونغ رأسه بدهشة: "أنا؟ لست جيدًا بما يكفي…"

ابتسم ليام وقال: "أعرف، وسأعلّمك. في المقابل، تساعدني على التمرير."

تردد سيونغ لثوانٍ، ثم قال: "فلنحاول."

---

بدأ التدريب.

ليام يرفع الكرة ويمررها بإتقان، وسيونغ يُحاول تثبيتها… لكنه يفشل. مرة بعد أخرى.

قال ليام بنبرة حازمة: "لا بأس. لا تستسلم. كرّر المحاولة."

نظام المهارات في ذهن ليام كان يتقدم ببطء: [27% - تمرير حاسم: جاري الاكتساب]

الوقت: 10:30 صباحًا. دخل المدرب يونهو الساحة، يتفحص المتدربين بصمت. رأى ليام وسيونغ يتدربان، يقطران عرقًا، لكن متمسكَين بعزيمتهما.

تمتم: "هذه هي الروح… هذا ما نحتاجه."

ثم صرخ بصوت جهوري نحو الجميع: "أنتم! اركضوا الساحة عشر مرات! الآن!"

بدأ المتدربون بالركض ببطء، متكاسلين. أما ليام وسيونغ، فقد بقيا مترددَين.

صرخ يونهو فيهما: "وأنتما؟! ما الذي تفعلانه؟! ألم أقل اركضوا الساحة؟!"

أجاب ليام سريعًا: "آسف، مدرب يونهو! سنبدأ حالًا!"

بدأ الجميع الركض، لكن ليام وسيونغ كانا في الخلف. في كل دورة، كانا يزدادان بطئًا. في الدورة الخامسة، سقط سيونغ أرضًا… ثم نهض. سقط مجددًا… ثم نهض.

حتى انتهت الدورات. سقط البعض، وتنفس الجميع بصعوبة. أما ليام وسيونغ، فكانا على وشك الانهيار.

قال ليام وهو يلهث: "لن أتوقف… سأحقق ما وعدت أمي ونفسي به… هيا، سيونغ، لنكمل التدريب."

---

قبل ثلاثة أيام.

كان ليام واقفًا في المطبخ، ينظر إلى والدته بعينين صغيرتين مليئتين بالحلم.

قال بصوت حاسم: "أمي… أريد أن أصبح أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ."

نظرت إليه وابتسمت: "هل هذا ما تريده حقًا يا صغيري؟"

أجاب ليام بثقة: "نعم، أمي."

وضعت يدها على رأسه وقالت بحنان: "حسنًا إذن… لك ذلك."

نظر في عينيها وقال بصدق: "أعدك يا أمي… سأصبح الأفضل."

---

الحاضر.

ليام ما زال ينظر إلى سيونغ، الذي يجلس بصعوبة على الأرض.

نادى عليه: "سيونغ؟"

لم يجب.

اقترب أكثر، انحنى، وهزّه قليلًا: "سيونغ؟!"

ناداه ثالثة، بصوت مرتجف… لكن لا رد.

نظر إلى وجهه… كان قد أغمي عليه.

---

بعد الإغماء...

تجمّع بعض المتدربين حول سيونغ بسرعة. ركض ليام إلى جانبه، قلبه ينبض بجنون. "سيونغ! استيقظ! لا تفعلها بي…"

اقترب المدرب يونهو، وانخفض على ركبتيه ليفحص النبض. ثم التفت إلى مساعده وقال بصرامة: "انقله إلى العيادة فورًا!"

---

العيادة الطبية – بعد 30 دقيقة

جلس ليام على الكرسي خارج الغرفة، يتصبب عرقًا، ملابسه لا تزال مبللة، وعيناه لا تفارقان الباب.

خرج الطبيب أخيرًا، فنهض ليام كالصاعقة: "كيف حاله؟!"

رد الطبيب بنبرة هادئة: "أغمي عليه بسبب الإجهاد الشديد ونقص السوائل… جسده نحيف جدًا ولا يتحمل هذا القدر من التدريب العنيف."

انخفض صوت الطبيب قليلًا: "كان على وشك انهيار كامل… لكنه سيكون بخير إن ارتاح يومين على الأقل."

أومأ ليام بصمت، ثم قال: "هل يمكنني رؤيته؟"

"بالطبع، لكنه لا يزال نائمًا."

---

داخل الغرفة

دخل ليام بهدوء. رأى سيونغ مستلقيًا على السرير الأبيض، موصولًا بأنبوب مغذي، أنفاسه هادئة… لكن وجهه شاحب.

اقترب ليام وجلس بجانبه، ثم قال بصوت خافت: "أنا آسف… لم أكن أعلم أنك بهذا الضعف… لكنك لم تتوقف. لم تتذمر. لم ترحل."

نظر إلى يده المتعرقة، وقبضها بقوة.

"أقسم لك، سيونغ… لن أدع تعبك يذهب هباءً. عندما تنهض، سنعود للتدريب سويًا، لكن بحكمة… وسنحقق أحلامنا… معًا."

---

في تلك اللحظة…

فتح سيونغ عينيه ببطء، همس دون أن ينظر إليه: "هل… هل أكملت التمرير؟"

صُدم ليام للحظة، ثم ضحك بحرارة: "أول ما تقوله بعد الإغماء؟ تمريرتي؟!"

ابتسم سيونغ بخفة، وقال وهو يغمض عينيه مجددًا: "أخبرني عندم

ا تصل إلى الذروه في التمرير... أريد أن أكون أول من يرى ذلك."

أومأ ليام وقال بثقة: "أعدك… وسنجعل الجميع يعرف… من نكون."

---

2025/05/10 · 11 مشاهدة · 788 كلمة
نادي الروايات - 2025