الفصل الخامس: مكان جديد تحدي جديد
في المساء، جلس ليام في غرفته يحدّق في شاشة النظام التي لا تزال معلّقة أمامه، وتظهر عليها تفاصيل المهمة الجديدة. كان قلبه ينبض بقوة، يتأرجح بين الحماس والخوف.
البرازيل! بلد كرة القدم والنجوم... لكنه أيضًا بعيد جدًا عن بيته، عن أمه، وعن كل ما يعرفه.
رنّ هاتفه. كانت أمه.
قالت بصوت دافئ: "ليام، كيف كان يومك؟"
أجاب: "كان جيدًا جدًا، يا أمي... لكن، هل يمكنني رؤيتك بعد التمرين؟"
سألت بقلق: "هل هناك ما يقلقك؟"
قال سريعًا: "لا، فقط... أريد أن أراك."
---
بعد انتهاء المباراة، ذهب ليام ليقابل والدته.
حضنها بقوة، وهمس لها بحنان: "أمي، اشتقت إليك كثيرًا."
ابتسمت وهي تضمّه إلى صدرها: "وأنا أيضًا، صغيري... لكن لماذا أردت رؤيتي الآن؟"
تردد للحظة، ثم قال: "أمي... ماذا لو عُرضت عليّ فرصة للعب في البرازيل؟"
صمتت قليلًا، وكأنها تحاول استيعاب الفكرة، ثم أجابت بهدوء:
"لا أدري، ليام... قد لا أراك مجددًا إن ذهبت."
قال لها بإصرار: "سوف أزورك بين فترة وأخرى، أعدك."
وضعت يدها على خده وقالت بحنان: "إنها مغامرة كبيرة، لكن... هل أنت مستعد لها؟"
أجاب بصدق: "جزء مني متحمّس، والجزء الآخر خائف... لا أريد أن أتركك وحدك."
ضحكت برقة وقالت: "أنا فخورة بك، مهما كان قرارك. إذا كنت تؤمن بنفسك، فاذهب وحقق حلمك."
ابتسم، وعيناه تلمعان: "شكرًا يا أمي... لن أخذلك."
---
في صباح اليوم التالي، وقف ليام مع مانتوان في المطار، يحمل حقيبته، ويودّع سيونغ.
قال سيونغ وهو يربت على كتفه: "عندما تصل، درّب نفسك بجد، واصنع اسمًا لنفسك. وارجع لاحقًا لتعلّمني، يا نجم البرازيل."
ضحك ليام وقال: "اتفقنا. ولا تتكاسل أنت أيضًا، سأتابعك من هناك."
---
هبطت الطائرة في ساو باولو، والشمس كانت حارقة، والهواء نابضًا بالحياة.
اندهش ليام من جمال الطبيعة وروح الشغف المنتشرة في الأرجاء.
أينما ذهب، كان يرى الأطفال يلعبون الكرة في الأزقة والحدائق، وكأنها جزء لا يتجزأ من حياتهم.
في معسكر نادي دي سانتوس، بدأ كل شيء مختلفًا: لغة جديدة، زملاء غرباء، وتدريبات أكثر قسوة مما اعتاد.
لكن التحدي الحقيقي لم يكن في الملعب فقط...
بل في شيء غريب ظهر له في اليوم الثاني.
كان شبحًا رماديًّا ظهر من شاشة النظام، يقف في زاوية غرفته، صامتًا لبرهة، ثم اقترب منه وقال بصوت عميق:
"لقد دخلت المستوى الثاني من اللعبة... الآن تبدأ اختبارات الإرادة."
استغرب ليام وقال في نفسه:
"اختبار الإرادة؟ ما هذا؟ ولماذا يظهر الآن؟"
ثم تنفّس بعمق:
"لا بأس... أول ما عليّ فعله هو التكيّف مع هذا المكان."
---
بعد انتهاء التدريب، عاد ليام إلى مكان إقامته الجديد، وهو شقة صغيرة ضمن منزل عائلة قريبة من الملعب.
عند دخوله، استقبله رجل في منتصف العمر وسأله باستغراب: "من أنت؟"
أجابه ليام: "أنا لاعب دي سانتوس الجديد، وقد تم تخصيص هذا السكن لي."
تغيرت ملامح الرجل إلى الابتسامة وقال: "آه، إذًا أنت اللاعب الجديد؟ أهلًا بك في منزلك الجديد. غرفتك في الطابق العلوي، ارتح قليلاً."
شكر ليام الرجل وصعد الدرج بهدوء.
وفي طريقه إلى غرفته، لمح فتاة تقف عند باب إحدى الغرف.
كانت فاتنة الجمال، شعرها الأزرق الطويل ينسدل بانسيابية، وعيناها بلون البحر، وبشرتها بيضاء نقية كأنها نُسجت من الضوء.
توقف ليام لحظة، وألقى التحية بلطف: "مرحبًا."
لكنها لم ترد. نظرت إليه باستغراب، ويبدو أنها لم تفهم ما قاله بسبب اختلاف اللغة واللهجة.
ابتسم وقال في نفسه:
"حسنًا... يبدو أن حاجز اللغة سيكون تحديًا آخر في هذه الرحلة."
ثم تابع طريقه إلى غرفته، يحمل في قلبه فضولًا كبيرًا تجاه هذه الفتاة، وقلقًا خفيفًا بشأن "اختبارات
الإرادة" التي تنتظره.
---