تفقد إبرو خصائص صفحته الشخصية بتركيز تام . في حياته الماضية كانت مهنته هي محارب مدرع و هي تختلف جذريا عن مهنته الحالية . المحارب المدرع يعتمد على قوة الدفاع و الهجوم باستخدام السيف إضافة إلى قتاله بشكل مباشر مع الهدف , أما وظيفته الحالية كساحر أسود تعتمد على استخدام سكلات التعاويذ و الهجوم من مسافة بعيدة . أساس كل وظيفة منهما يختلف بشكل جذري عن الآخر . رغم أن ذكرياته مملوءة بمعلومات لا حصر لها عن سحرة الظلام لكن كونك على علم بشيء و أن تكون أنت من يختبر الأمر نفسه شيء مختلف تماما . حاول تجاوز استغرابه لما يراه و بدأ يفكر في خصائص مهنته الحالية . المعلومات الموجودة في صدر صفحته الشخصية تُعتبر معلومات أساسية لكل اللاعبين سواء عن أسمائهم أو أسماء وظائفهم و ما غير ذلك من معلومات تخص كل لاعب و تطوره في اللعبة . نقاط الحياة هي التي تحدد ما تبقى من حياة اللاعب , فحين تصبح قيمتها صفر تموت شخصية اللاعب و حينها عليه أن يعود للحياة مجددا في منطقة البداية في قرية أو مدينة يختارها كل لاعب على حسب منطقة لعبه . إن مات اللاعب فإنه يخسر في كل مرة مستوى كامل من مستويات شخصيته باللعبة إضافة إلى فقدانه لكل نقاط الشخصية المكتسبة في هذا المستوى المفقود . الموت مرة واحدة يجعلك أضعف . الموت مرة واحدة يجعلك تعود للخلف خطوات كثيرة . الطاقة السحرية تعتبر المصدر الأساسي لمهنته كساحر أسود . فأي سكلة يستخدمها من الحتمي أن تستهلك قدرا معينا من طاقته السحرية . أما عن قوة الهجوم و قوة الهجوم السحري فهي تحدد قيمة تأثير ضربات اللاعب نحو الهدف . قيمتي الهجوم بنوعيه تعتمد على النقاط الموجودة في القوة و الذكاء لشخصية اللاعب على الترتيب . فهما يحددان قوة اللاعب , لذلك حين يقوم اللاعب بتوزيع النقاط التي يكتسبها حين يترقى لمستوى أعلى يجب أن تتم بحرص تام و بدراسة متأنية معتمدة على مهنة اللاعب و بالنظر لنقاط قوة و ضعف مهنته . بالماضي كانت هناك نظريات بشأن نسب توزيع النقاط لكل لاعب بناءا على مهنته . رغم أن لكل لاعب تجربته المتفردة إلا أن تلك النظريات تعتبر مرجعا مهما لكل لاعب . نقاط الدفاع و الدفاع السحري تعتبر حائط الصد الخاص به ضد الهجوم و الهجوم السحري من أي خصم له . قديما حين كان محارب مدرع كانت قيمتي الدفاع والدفاع السحري في أعلى مستوى له بين بقية سماته , لكن الآن هو يلعب كساحر أسود و بالتالي فالدفاع شيء لا يهتم به . من المعروف عن السحرة بشكل عام و سحرة الظلام بشكل خاص ضعف دفاعاتهم و قلة نقاط حياتهم . وهذا أمر طبيعي , فهم عادة ما يهتمون بإضافة النقاط إلى الطاقة السحرية و قوة الهجوم السحري بشكل خاص . أما خانتي استعادة الطاقة السحرية و الحياة فهما يعملان حين لا يكون اللاعب في خضم أي معركة . أما أثناء المعارك فلإستعادة الحياة و الطاقة السحرية فلا سبيل إلا عن طريق سكلات المعالجين إن كان في الفريق لاعبين ينتمون لتلك المهنة , أو عن طريق استهلاك قوارير الطاقة و الحياة . تعتبر السرعة عاملا مهما لتحديد سرعة إنتقال اللاعب في خريطة اللعبة . ربما تبدو عنصرا عاديا لكن بالنسبة لإبرو فهي في غاية الأهمية خاصة في مهنته الجديدة . فالساحر الأسود يعتمد على القتال من على بعد , لذا فإن كانت سرعة تحركه عالية فلن يقدر أي هدف على اللحاق به . كذلك يمكنه أن يراوغ أي هجوم قادم ناحيته بسلاسة . و هذه النقطة تشكل فارقا جوهريا بين الحياة و الموت . أما عن سرعة الهجوم فهي خاصة بمن يستخدم الأسلحة مثل السيف و الرمح و السهام . أما بالنسبة له فلا قيمة لها لأي ساحر . ركز تفكيره بعدها على إحصائيات اللاعب . لكل لاعب خمس إحصائيات أساسية و عدد مجهول من الإحصائيات الفرعية . الفارق بين الاثنين أنه بإمكانه توزيع النقاط الخاصة في الإحصائيات الأساسية , أما الإحصائيات الفرعية فيتم إكتسابها بطرق خاصة . من خبرته السابقة كانت أشهر الإحصائيات الفرعية هي الحظ , و القيادة . فالحظ يلعب دورا مهما في تحديد قيمة ما يكتسبه اللاعب حين يقتل وحش ما أو ينتهي بنجاح من مهمة أو سرداب . أما إحصائية القيادة فتلعب دورا مهما في جذب عدد كبير من الأغو لجيش اللاعب الخاص به . هذه الإحصائية مهمة للغاية لمن يلعب كلورد في اللعبة . الإحصائيات الخمس الأساسية هي المحدد الرئيسي لقيم السمات الخاصة للاعب مثل الحياة و الطاقة السحرية . فالقوة مثلا تحدد قيمتي الهجوم و سرعة الهجوم . أما الحيوية فتحدد نقاط الحياة و معدل إستعادتها . أما الذكاء فيحدد الطاقة السحرية و قوة الهجوم السحري و قيمة الدفاع السحري . أما الرشاقة فمهمة لسرعة التحرك للاعب و سرعة الهجوم . أخيرا التحمل يحدد قيمة الدفاع .

حينما انتهى من قراءة إحصائياته أدرك أن أهم قيمة يجب أن ينتبه لها بالطبع هي الذكاء . فهي مسئولة عن كل شيء يهتم به الساحر . حين التفت إلى النقاط المجانية التي يحصل عليها أي لاعب حين يبدأ اللعبة بدأ في التفكير بطريقة توزيعها . أول ما أزاله من القائمة كانت القوة و التحمل . فهو لا يستخدم سلاحا عاديا فلا قيمة للقوة إذن لديه . أما قيمة التحمل فرغم أهميتها إلا في المراحل الأولية للعبة لن تفيده قط . لو استخدمها فلن يموت من ضربة واحدة لكن من ضربتين , فما الفائدة التي سيجنيها من ذلك ؟ القاعدة الأشهر لأي ساحر : إن أدركك عدوك و ضربك بشكل مباشر فأنت ميت لا محالة . بعدما شطب على الاثنين بدأ يفكر في الثلاث المتبقيين . الحيوية مهمة لنقاط حياته , أما الذكاء فمحوري لسكلاته . رغم أن السحرة دوما ما يتجاهلون الرشاقة و يعتبرونها عاملا لا قيمة له إلا أن إبرو كان له نظرة أخرى . مما يتذكره من نظريات اللاعبين عن السحرة بشكل عام و سحرة الظلام بشكل خاص فإن المعتاد توزيع النقاط بنسب 50-50 بين الحيوية و الذكاء . لكنه بعد تفكير مطول في الأمر قرر توزيع النقاط 50 % ذكاء , 25 % حيوية و 25 % رشاقة . بعدما انتهى صارت إحصائيات و سماته الجديدة كما يلي :

-الحيوية :

6

– الذكاء :

11

– الرشاقة :

6

-الحياة :

60

– الطاقة السحرية :

110

– الهجوم السحري :

11

– السرعة :

1

رغم عدم تغيرالسرعة بشكل كبير إلا أنه مع الوقت سيظهر تأثير ذلك خاصة في المعارك الشرسة . قيمة الطاقة السحرية تغيرت بشكل كبير, مما سيتيح له استخدام سكلاته بشكل سلس . نظر لقائمة المعدات بلا إكتراث . فمعدات أي لاعب مبتديء لا قيمة لها على الإطلاق . فهي لا تضيف أي قيم للهجوم أو الدفاع أو بقية السمات الأخرى للاعب . ركز بعدها في السكلات الخاصة به . هذه السكلات تعتبر هدية من اللعبة لكل لاعب مبتديء , و هي ليست بقائمة ثابتة و يلعب الحظ دورا عظيما فيها . فمثلا سكلة ضربة الظلام تعتبر من السكلات النادرة المتميزة و التي من الصعب الحصول عليها خاصة في المراحل الأولى للعبة . أما سكلة التشويش فهي كذلك من السكلات الشائعة المتقدمة و التي ستلعب دورا محوريا في معاركه خاصة في المعارك مع اللاعبين الآخرين أو وسط السراديب الصعبة . أما سكلة الشلل فتعتبر من السكلات الأساسية الشائعة لأي ساحر و مستواها يقل كثيرا عن مستوى السكلتين الأخرتين . من خلال ذلك شعر إبرو أن الحظ يقف إلى جواره , أو ربما لقلة عدد اللاعبين في النطاق المصري . تذكر حينها آية درويش , هل ستقوم بالتواصل معه فور دخولها للعبة أم ستنتظر لفترة بعدها تقرر ؟ حقيقة هو يرغب في مقابلتها الآن قبل غد و بدء مساعدتها قدر إمكانه . لكن هذا الأمر ليس بيده و إنما بيدها . أما عن بقية طاقم فريقه فلم يكن قلقا من تجاههم , فحينما ركب الكبسولات لهم قام بإعطاء تعليماته بشأن وظيفة كل منهم . هو يعرف من ماضيه أهم الوظائف السرية الخاصة باللعبة و كذلك قدرات كل لاعب فيهم و ما يتميز به لذلك رسم لهم خريطة خاصة لمستقبلهم باللعبة . أما المخزن الشخصي فهو كالحقيبة الخاصة لكل لاعب يمكن له أن يحفظ فيه القوارير الخاصة و المعدات التي يكتسبها اللاعب من معاركه الناجحة و غيرها من الأمور الخاصة باللعبة . في النهاية يوجد كم النقود الخاص بكل لاعب مبتديء و هو مئة عملة نحاسية . العملات باللعبة تنقسم إلى عملات نحاسية و فضية و ذهبية . كل ألف عملة نحاسية تساوي عملة فضية , و ألف عملة فضية تساوي عملة ذهبية . أي أن العملة الذهبية الواحدة تساوي مليون عملة نحاسية . هو يمتلك مئة و هو عدد قليل للغاية لكنه مناسب لما يريد فعله الآن .

تحرك في شوارع القرية الصغيرة الشبه خالية من المارة . كل من حوله كان أغو , و الأغو في اللعبة ينقسمون تبعا لوظائفهم و مستوى قواهم لكن الشيء المميز فيهم هو ذاك اللون الأخضر الذي يحيط بجسد كل منهم و ذلك كناية على أنهم مسالمون تجاه اللاعب . لو كان هناك عداء بين اللاعب و الأغو سيتحول اللون إلى الأحمر , أما لو كان أصفرا فيعني أن الأغو يمكنه أن يكون مسالما أو عدائيا تجاه اللاعب بناءا على ما سيقوم به اللاعب تجاهه . الأغو في اللعبة يمتلكون ذكاءا قويا للغاية يكاد يقارن بذكاء اللاعبين تماما , لذلك من الصعب أن يتم تهميش دورهم أثناء اللعب . كان هدفه الآن هو واحد من الأغو المقيمين في القرية . رغم أنه لم يلعب في هذه القرية من قبل إلا أن القوانين الثابتة لكل قرية تجعله يعرف تحديدا أين سيكون هدفه . في المنتديات الخاصة باللعبة قديما كان هناك موضوعا شهيرا للغاية عن لاعب قام بالصدام مع أحد من الأغو في القرية التي هو بها . كان نتيجة هذا الصدام مفاجأة سارة للاعب خاصة أنه عرف من هذا الأغو فيما بعد بوجود مثيل له في كل قرية باللعبة . لكن حين فاز هذا اللاعب بالميزة الفريدة من قبل هذا الأغو حاول الكثيرين البحث عن أشباهه بمختلف القرى دون جدوى مما جعل الجميع يدرك أن هذه المهمة تُعتبر من نوع المهمات الفريدة و التي عادة ما تختفي حين يفوز لاعب بها . بعدما تجاوز عدد من الشوارع المتقاطعة وجد زقاق صغير ضيق دخل فيه دون تردد رغم ظلام المكان . لولا معرفته المسبقة بهذا المكان لما انتبه له , فهذا الظلام يكاد يندمج بشكل مميز مع لون المنازل الداكنة المحيطة بمدخل هذا الزقاق . كان الزقاق ضيقا لا يكاد يتسع لثلاثة أشخاص يسيرون سويا جنبا إلى جنب إلا بصعوبة . في نهاية الزقاق القصير وجد محلا لا يوجد عليه أي لافتة على الإطلاق . وقف إبرو أمام المحل و ابتسم في سعادة , لقد وجد هدفه الأول , و ما عليه الآن سوى أن يتبع خطوات من سبقه حتى يحصل على تلك الجائزة الرائعة التي بإنتظاره .

2020/02/04 · 588 مشاهدة · 1685 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024