إنها عصا و درع سحرية يليقان بالمستوى الأسطوري فعلا . كم السكلات الخاصة بكل منهما جعله يشعر برغبته القوية في استخدامها الآن . لكن لسوء الحظ فمتطلبات كل منهما لا يمكن تحقيقها بسهولة . فلو أضاف كل النقاط المكتسبة من ترقيه لكل مستوى فحينها سيحتاج على الأقل إلى ستة عشر مستوى إضافي لما هو عليه الآن . هذا يجعل منهما هدفين يصعب عليه تحقيقه في وقت قصير . رغم حزنه الشديد من عدم مقدرته على استخدامها الآن لكنه سيأتي يوم و يستخدمهما . ما تبقى من كل المكافئات الخاصة بالمهمة هي تلك المهمة الجديدة التي حصل عليها .

- مهمة أسطورية : تجميع طقم أدوات مينيور السحرية الأسطورية

المطلوب : تجميع كل أدوات مينيور السحرية الأسطورية .

مدة المهمة : غير محددة

مكافأة المهمة : غير محددة .

خسارة المهمة : لا يوجد أي خسارة لعدم تحقيق المهمة.

إنها مهمة أسطورية كالتي انتهى منها , لكنها لا تتطلب وقتا محددا لتحقيقها و لا توجد أي خسائر لفشله فيها . هذه هي مهمة نموذجية تناسبه . حينما تذكر تفاصيل العصا و الدرع قرر أن عليه فعل كل ما يمكنه للحصول على بقية أدوات مينيور السحرية . فمن يدري , ربما حين يجمعها جميعا يجد مفاجأة بإنتظاره .

-تنبيه : لقد اترتقيت في المستوى . أنت الآن في المستوى الأول . لديك عشر نقاط شخصية فارغة لتوزيعها كما تشاء .

-تنبيه : لقد ارتقيت في المستوى ..

-تنبيه : ...

-تنبيه : لقد ارتقيت في المستوى . أنت الآن في المستوى السابع . لديك عشر نقاط شخصية فارغة لتوزيعها كما تشاء .

مليون نقطة خبرة تبدو كما ضخما لكن في لعبة ريونيد يحتاج اللاعب لكم كبير من تلك النقاط للترقي من مستوى للآخر . مليون نقطة كانت كافية بالكاد لترقيه للمستوى السابع . أما كي يترقى للمستوى الثامن فهو بحاجة إلى أكثر من مئتي و خمسين ألف نقطة خبرة . هذا ليس بالرقم الهين ! الآن بعد موجة الترقي السريعة تلك أصبح لديه سبعون نقطة لتوزيعها . كما فعل مسبقا فقد وزع النقاط على حسب رؤيته الخاصة : 50% ذكاء , 25 % حيوية و ال 25% الأخيرة للرشاقة . أي أنه وزع خمس وثلاثين نقطة للذكاء , سبعة عشر نقطة حيوية , و آخر ثمان عشر نقطة للرشاقة . صارت سماته الشخصية الجديدة كما يلي :

-الحيوية : 23 – الذكاء : 46 – الرشاقة : 24

-الحياة : 230 – الطاقة السحرية : 460 – الهجوم السحري : 46 – السرعة : 2.5

صارت سماته أكثر قوة , لكن ما كان ينقصه هو السكلات ! طاقته السحرية كبيرة بما يكفي لجعله قادرا على القتال لمدة خمس دقائق متواصلة باستخدام سكلات السحر الأسود الخاصة بمهنته . لكن هو لا يمتلك الآن سوى ثلاث سكلات فقط . أما سكلة التقصي التي اكتسبها من مكافئة المهمة فهي تعتبر من السكلات المساعدة , فهو يمكنه من خلالها استنتاج كثير من السمات الخاصة بالوحوش واللاعبين أمامه . لكنها لا تساعده على القتال . فجأة تذكر وجود محل يبيع سكلات خاصة بالسحرة في القرى الخاصة بالمبتدئين , لكن المشكلة أن تلك المحال ليست كمحل إينوج , فهم لا يتواجدون في كل قرية ! تمنى أن يكون الحظ حليفه هذه المرة لذا قام بالخروج من محل إينوج في سرعة و أخذ يبحث داخل القرية . كانت القرية فارغة من اللاعبين عداه لذا بدت كقرى الأشباح . بعد نصف ساعة من البحث الدؤوب لم يحالفه حظه هذه المرة . كان لا يدري ماذا عليه أن يفعل . فطرق الحصول على السكلات السحرية يعرفها عن ظهر قلب , جميعها تبدأ منذ بدء دخوله إلى المدينة . فكل مدينة تحتوي على محال لبيع السكلات السحرية سواء كانت محال عادية أو سرية . مشكلة الحصول على النقود اللازمة للسكلات القوية قد حُلت , ففي جعبته قرابة الثلاثة آلاف عملة ذهبية تقريبا . أخذ نفسا عميقا وبدأ يفكر في خياراته و التي كانت شبه معدومة . إن أراد أن يحصل على سكلات قوية عليه أن يتجاوز عقبة هذه القرية إذن . أمامه ثلاث مستويات لتجاوزها حتى يقدر على الإنتقال للمدينة . المستوى العاشر يُعتبر حجر عثرة أمام الكثير من اللاعبين فهو بمفرده بحاجة إلى ما لا يقل عن اثنين مليون نقطة خبرة أو أكثر على حد ما كان يتذكر . لو قام بقتل الوحوش العادية فلن يقدر على تجاوز ذاك المستوى إلا في غضون أسبوعين تقريبا ! هو لا يمتلك هذا الوقت الكافي لتضييعه ها هنا , فلازال أمامه الكثير ! أسرع طريقة للترقي في اللعبة هي اللعب عبر السراديب . لكن في القرى التي يبدأ منها الجميع لا تحتوي على أي سرداب قط ! أمسك بمفتاح سرداب توت عنخ آمون ليتراجع بعد فترة طويلة من التفكير عن إستخدامه . أثناء ذلك ساقته قدماه عبر شوارع القرية ليجد نفسه أمام بوابتها الخشبية القوية . نظر للبوابة ثم تجمد عقله بغتة عن التفكير . كيف سقطت تلك المعلومة عن عقله سهوا ؟ كاد يضرب نفسه من فرط غضبه لنسيانه تلك المهمة ! هذه المهمة ليست كالسابقة , فمن أعلن عنها كان لاعب مصري مشهور اسمه مئتي و خمسة اكتشف طريقة فريدة في الترقي آنذاك ! رغم عدم إعلانه عن تفاصيل المهمة لكنه يعرفها عن ظهر قلب , فهذا اللاعب كان صديقا له و إن كان أقرب للقائد منه للصديق و كثيرا ما كان يتباهى بتلك المهمة . فكرة المهمة بسيطة , فبالقرب من كل قرية توجد جبال عالية . هذه الجبال تأوي الكثير من قطاع الطرق و اللصوص و الوحوش المتحولين لأشباه البشر . استطاع هذا اللاعب عبر سلسلة من الصدف البحتة جذب أنظار كل هذه المجموعات الصغيرة للهجوم على القرية . يبدو هذا أمرا غريبا لكن حينها كان عدد اللاعبين المصريين بكل قرية كبير للغاية . ربما لهذا السبب غفل عقل إبرو عن هذه المهمة , فهو بمفرده لن يقدر على درء كل هذا العدد الضخم من الأعداء ! لكن أليس بحوذته الآن لفافة سحرية تمكنه من قتل كل من يوجد في محيط كيلومتر واحد حوله ؟ إن استطاع تنشيط تلك المهمة سيقدر من خلال إستخدام اللفافة لمرة واحدة فقط أن يحصل على النقاط الكافية لترقيه مستويين على أقل تقدير !

لكن حتى يقوم بتحقيق شرط هذه المهمة عليه أن يقوم بتدمير خمس مناطق تخضع لنفوذهم . كل المناطق التي يعرفها تحتاج لمجموعة من اللاعبين لتدميرها . تردد قليلا قبل أن يحزم أمره . سيقوم بعمل رحلة تقصي و إستكشاف لأواكرهم المحيطة بالقرية فحينها قد يجد حلا لطريقة تعامله معهم , و ربما حين ينتهي من تدميرهم سيرتقي مستوى آخر .

تحرك خارجا من بوابة القرية ليمر بمناطق تعج بمختلف أنواع الوحوش . كل القرى في اللعبة تستخدم نفس النمط تقريبا في توزيع الوحوش حولها . فأقرب المناطق للقرية تحتوي على وحوش الأرانب ذي المستوى الأول و الخراف ذات المستوى الثاني و الثعالب ذات المستوى الثالث و الأبقار المتوحشة ذات المستوى الرابع و الذئاب ذات المستوى الخامس . أما التماسيح و الثعابين و الضباع و وحيد القرن و النمور من المستوى السادس للعاشر على الترتيب . كل هذه الوحوش تتميز بأنها لا تهاجم اللاعبين إلا حين يقوم اللاعبين بمهاجمتها . تتنوع كل خريطة منهم على حسب نمط الوحوش التي بها , فهناك وحوش فردية مثل الأرانب و الثعابين و وحيد القرن و هناك وحوش تتحرك في مجموعات مثل الثعالب و الأبقار و الذئاب و التماسيح و غيرها . أثناء سيره و تفكيره في إن كان بحاجة لقتل عدد من الوحوش أثناء تحركه نحو الجبال أم لا صدر صوت جرس عال أخرجه من حالة التفكير العميق ليجد مفاجأة سارة أمامه .

-تنبيه : لقد قامت اللاعبة : أويا بإضافتك إلى قائمة الأصدقاء . هل تقبل ذلك ؟

إنها آية درويش ! لقد صح رهانه و بدا أن الإعلان الذي صدر منذ قليل جعلها تحزم أمرها بالحديث معه . قفز من مكانه فرحا بهذه الخطوة ثم قام على الفور بقبول طلب الصداقة . بعدها وجد طلب محادثة فيديو من قبل آية فقبلها على الفور ليجد أمامه شاشة معلقة في الهواء لا تغطي مجال بصره . كان معتادا على تلك الشاشة و التي تسمح للاعبين بالتحرك و القتال أثناء الحديث مع اللاعبين الآخرين في الوقت نفسه .

-مرحبا بأول لاعب في اللعبة يفوز بمهمة أسطورية . كيف فعلتها يا إبرو ؟

ضحك إبرو في سعادة و لم يخفِ سعادته بلقائها قبل أن يقول :

-هذه مجرد ضربة حظ يا آية . أين أنتِ باللعبة ؟

-أنا ألعب في قرية أوينجا .

-قرية تابعة لمدينة أهناسيا ؟

-بلى , كيف تعلم ذلك ؟

ازدرد إبرو ريقه بتوتر , فوسط حماسته للحديث معها أخطأ هذه المرة . معلومة القرية التي لعبت فيها آية كانت معروفة للجميع قديما لكنه لا يقدر على إخبارها بذلك . حين لاحظت صمته و تردده الواضح قالت بصوت جاد :

-أنت مليء بالغموض يا إبرو . الشفرة التي استخدمتها شفرة آشلي أكاد أقسم ألا يعرف بوجودها أحد على قيد الحياة عداي . أنت كذلك تعرف أسرارا عن اللعبة , و الآن أنت تعرف مكان القرية التي أنا بها . ألن تخبرني كيف تعرف كل ذلك ؟

-للأسف لا يمكنني أن أجيبك عن كل هذه الأسئلة . لكن يمكنني أن أؤكد لكِ أنني بجوارك و صديقا لكِ و ليس عدو .

-الكلام سهل و الوعود طعمها لذيذ لكن كثيرا ما تكون سم قاتل يا إبرو . إن كنت لا تقدر على مشاركتي لأسرارك و التي كثير منها يخصني فكيف عساي أن أثق بك ؟

ابتسم إبرو حين سمع كلماتها , فهو قد وضع سيناريوهات عدة لأول حوار سيجريه معها . لذا أجابها بكل ثقة :

-يمكنني إخبارك بكثير مما لا تعرفينه . يمكنني أن أؤكد لكِ أن من يقوم بالضغط عليكِ و على غيرك للتجسس على النطاق المصري لا يضمرون خيرا لكم . إن كانوا يعاملونكم بشكل جيد الآن فما الضامن أنهم لن يغدروا بكم في المستقبل . لا تقاطعيني , فقط اسمعي ما أود قوله قبل أن تتحدثي . حين تخرجين من اللعبة قومي بفك الكبسولة بالطريقة التي سأرسلها لكِ الآن . حينها ستجدين مجموعتين من الأجسام الغريبة , مجموعة فضية لامعة و أخرى سوداء . حقيقة لا أعرف وظيفة كل مجموعة منهما لكن لاشك أن أحدها يقوم بالتجسس على اللاعب و الأخرى تقوم بتحديد مكانه . قومي بعزلهم في نفس حجرتك لكن اعزليهم بحيث لا يقدروا على التصنت عليكي أو توخي حذرك في الحديث إلى جوارهم فلا أعرف إلى أي مدى يصل تجسسهم . نصيحتي الأخرى لكِ ألا تثقي بمن حولكِ , فربما ما تخططين له سيكشفه أحد أتباعك أو أصدقائكِ .

صمتت آية و ملامح وجهها الجميلة لا تبدي ما تفكر فيه . كان في داخلها على عكس سكون ملامحها هياجا عظيما . فما حملته كلمات إبرو كان خطيرا للغاية . هي مراقبة , هي مراقبة دون أن تعلم ذلك و هذه هي ثاني مرة يحدث فيها ذلك . كذلك فهمت من كلمات إبرو أنه على علم تام بما تضمره في داخلها . و هذا دفعها للتساؤل الأهم :

-هل يمكنني أن أثق بك يا إبرو ؟

2020/02/04 · 585 مشاهدة · 1716 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024