حينها خطر على باله فكرة جديدة , لماذا لا يقوم بجذب إنتباه عدد من الفرق نحو منطقة بعينها ؟ لكن إن أراد أن يفعل ذلك فسيجازف بإكتشاف الحصن له . صمت قليلا يحاول موازنة الأمور من جهة و محاولة مراجعة خريطة المنطقة التي يحفظها من جهة أخرى . لجذب إنتباه الكثير عليه أن يستعين بشيء يحدث جلبة عظيمة . راجع سكلاته لكنه لم يجد بها أي شيء يساعده في ذلك . صمت قليلا ليفكر في شيء آخر . بعد برهة من التفكير العميق قرر أن يجرب تلك الطريقة علها تنجح . رغم ما بها من مجازفة إلا أنه لا يملك من وسيلة أخرى لتقليل الوقت الذي يضيعه في هذا المكان . قام أولا بجولة عامة في المنطقة ليحدد مناطق انتشار فرق بولراد ثم توقع مناطق تحركهم . انتقى مجموعة منهم خط تحركهم يبتعد كثيرا عن منطقة الحصن . تحرك في سرعة نحو منطقة مجموعة أخرى ثم قام بالتخلص منهم . بعدها قام بجر جسدين من الوحوش نحو منطقة بعيدة عن الحصن قدر المستطاع ثم ترك الجثمانين في تلك المنطقة و تحرك في سرعة صوب كهف يبتعد عن المكان قرابة ثلاثين مترا و لا يمكن إكتشافه أو الهجوم عليه من الأرض . جلس في مكانه ينتظر مرور الدورية . مرت الدقائق ببطء حتى لاح في الأفق خيال الدورية قادمة من بعيد . اتخذ إبرو وضعية الإستعداد فهذا الكهف الذي انتقاه يتميز بوجود نفق صغير في نهايته متصل بكهف آخر بعيد عن هنا . هذا النفق هو وسيلة هروبه لو ساءت الأوضاع . لم تمر دقيقة حتى وصلت الدورية نحو البقعة الموجود بها الجثمانين ليبدو الغضب على ملامح الوحوش . بدءوا يتناقشون بينهم و بين بعضهم البعض قليلا قبل أن يتحرك أحد منهم في إتجاه الحصن . شعر إبرو أنه ربما تسرع بخطوته تلك , فهو الآن قد نبه الحصن بوجود من يصطاد رجالهم بالخارج . رغم تحذيره الداخلي لوجود خطر بوجوده في هذه البقعة إلا أنه قرر الإنتظار ريثما يجد نتيجة ما فعله . كل لحظة يقوم بالتحديق حوله خائفا من التفاف الوحوش حوله و تطويق المنطقة التي هو بها . أما الوحوش الواقفة بجوار الجسدين الميتين لم يتحركوا من مكانهم قيد أنملة , فعلى ما يبدو أنهم قرروا أن مهمة حراسة الجسدين شيء أهم من البحث عمن قتلهما . مرت عليه الدقائق العشر التالية بمشقة بالغة حتى أن آية درويش حاولت مكالمته أكثر من مرة خلالها لكنه رفض بشكل قاطع المكالمة معها . بعد مرور تلك الدقائق العشر التي بدت كدهر حتى رأى على مرمى البصر مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يقتربون في سرعة من المكان . بدا عددهم كبيرا حتى أنهم جاءوا مصحوبين بسحابة من الغبار الكثيف يحجب الرؤية عن إبرو بشكل كبير . ما إن اقتربوا من المكان الذي هو فيه حتى شعر بالتوتر يجتاحه , فأمامه يقف قرابة الثلاثمائة وحش تقريبا يحيطون بالجسدين الخاليين من الحياة . لم يعرف فيم يتحادثون بينهم و لكنه قام باستخدام سكلة التقصي بشكل سريع فوجد أعلاهم في المستوى هو قائدهم ذي جسد أضخم من الجميع تقريبا الضعف .

-حامي مدرع بولراد : وحش قائد مستوى 15 . نقاط حياة : 280.000

تردد إبرو للحظة قبل أن يقول بصوت خفيض :

-سكلة التشويش الأولية .

توهجت عصاه و انطلقت منها دفقة من الآشعة تجاه الوحش الضخم . كاد قلبه يتوقف و هو يراقب الدفقة و هي تصيب جسد الوحش . فما إن أصابته حتى توجه الوحش ببصره نحو المكان الذي يختبيء فيه إبرو . لقد اكتشفه ! قبل أن ينوي الركض مبتعدا عن المكان حتى شاهد بعينيه الوحش تحيط به الهالة السوداء معبرة عن سيطرة تعويذة الظلام عليه . لولا خوفه من ترك الوحوش لقائدهم الذي انقلب عليهم و يهاجمونه هو شخصيا لصرخ من فرط الفرحة و الإثارة . لم يدر من يحيط بالحامي المدرع أنه قد انقلب عليهم إلا بعد فوات الآوان . ما إنم تحرك الوحش لمهاجمة من حوله ليصبح المكان في فوضى عارمة . لم يقف إبرو في مكانه ساكتا ليتبع ضربته الأولى بضربته الثانية .

-ضربة الظلام .

سادت كرة من الظلام المنطقة المحيطة بالوحش القائد لتغطي كثير من الوحوش داخلها . صدرت صرخات ألم عنيفة مصحوبة بأصوات متتالية من الأجراس العالية تصدح في رأس إبرو . ظل إبرو على حذره فعدد الوحوش الذي أمامه كبير للغاية . لم تمر خمس ثوان حتى شعر بأن الجلبة داخل محيط كرة الظلام خاصته بدأت في الخفوت تدريجيا , و عدد الوحوش الذين خارجها صاروا قلة . رغم ذلك تحرك زاحفا على بطنه مقتربا من بداية النفق على أتم استعداد للتحرك فور ظهور أول بادرة خطر . حينما انتهت الثوان العشر ظهرت المعركة بوضوح جلية أمامه . على الرغم من كثرة عدد الوحوش إلا أنهم لم يقدروا بعد على القضاء على قائدهم . تقصى إبرو عن وضعية القائد ليجده على وشك الموت . نظر للوحوش من حوله ليجد عددهم لا يزيد عن خمسين . هذا يعني أنه قد قضى على قرابة مئتين و خمسين وحشا في غضون عشر ثوان . تابع المراقبة من بعيد ليجد الوحوش تقل في العدد تدريجيا و إن تم ذلك بمعدل بطيء نسبيا عما سبق . تقصى حالة تلك الوحوش ليكتشف أن جميعها في المستوى 14 , هذا يفسر سبب بقائهم على قيد الحياة حتى الآن . قبل انتهاء وقت السكلة بثلاث ثوان تقريبا استطاع ما تبقى من الوحوش القضاء على القائد مصحوبا بصوت جرس عال . لم يكن إبرو متفرغا للإضطلاع على كل تلك التنبيهات و إن كان متيقنا من حتمية إرتقائه للمستوى الثامن . تقوقع في مكانه مراقبا ما سيقوم به أولئك الوحوش . ما تبقى من تلك المجزرة كان عدد لا يتجاوز الثلاثين وحشا , لكن جميعهم في المستوى الرابع عشر . بعدما استطاعوا التخلص من القائد تجمعوا من جديد سويا كما لو كانوا يتناقشون فيما بينهم . لم يقدر إبرو على سماعهم و إن خمن أنهم يناقشون طريقة إيجاده . فمؤكد أنهم قد خمنوا أنه ساحر و هذا يعني أنه يوجد على مقربة منهم . في غضون خمس ثوان بدأت الوحوش في التحرك بحذر بالغ في المنطقة المحيطة بهم . كانوا يبحثون عن إبرو الذي كان يفكر في التحرك داخل النفق هربا منهم . كاد أن يغادر مكانه لولا أنه شعر أنهم يتحركون بحذر مبالغ فيه . أخذ يراقب تحركاتهم عن كثب ليجدهم يتحركون ببطء بالغ . لو استمروا بتلك الطريقة فلن يجدونه إلا بعد مرور دقائق . هو لا يحتاج لكل هذا الوقت هو فقط بحاجة لأقل من دقيقة . تراجع عن فكرة الهرب و جلس في مكانه يراقب عداد الثواني الذي يمر ببطء لكن تحركات الوحوش كانت أبطأ . على الرغم من أنهم كانوا يتجهون صوب مكان إختبائه إلا أنه لم يكن قلقا هذه المرة . حين تبقى على الوقت عشر ثوان لإستخدامه سكلة التشويش الأولية قام بتقصي كل منهم في سرعة لينتقي أكثر وحش منهم لازال محتفظا بأغلب نقاط حياته . ما إن مرت الثوان العشر حتى همس :

-سكلة التشويش الأولية .

توهجت عصاه مجددا لتصيب دفقة من الضوء الأسود الوحش الذي اختاره . لم يكن متحمسا هذه المرة في مراقبة هذا القتال , فنتيجته كانت محسومة . رغم أن دفقته السوداء قد كشفت للوحوش عن مكانه إلا أنهم كانوا في مأزق آخر , فرفيقهم الذي تحول لعدو صار كارثة لهم جميعا . قبل أن ينتهي مفعول سكلته كانت الوحوش جميعها مستلقية على الأرض الوعرة دون حراك إلا الوحش الذي يتحكم به . حين تقصى نقاط حياته وجده على وشك الموت . لم يتردد إبرو للحظة و ألقى بالضربة الأخيرة عليه قائلا :

-ضربة الظلام .

لم يحتج لأكثر من ثلاث ثوان ليسقط الوحش صريعا . هذه المرة كان الحجر الثقيل الملقى على قلبه قد سقط إلى الأبد . بعدما شعر بعدم وجود أي وحش بالجوار تحرك من مكانه ليقوم بلم غنائمه . هذه المرة استطاع قتل وحش من طراز القائد و هو وحش من المستوى الرفيع . بعدما جمع كل شيء وجد أن هذه المعركة قد اكتسب فيها عددا كبيرا من العملات الفضية أغلبها و قليل من النحاسية و خمس عملات ذهبية سقطت من القائد . أما المعدات التي جمعها فكانت ثلاث :

-درع بولراد : درع ذهبي مستوى 15 .

المتطلبات : مستوى 15 – وظيفة المحارب .

التأثير : التحمل + 30 – الحيوية + 20 – القوة + 30

سكلات الدرع الخاصة :

-سكلة حماية بولراد : تقوم بتكوين درع حامي للاعب يستمر لمدة خمس ثوان يحميه من كل الهجوم المباشر بنسبة تصل إلى 30% . تستهلك 100 طاقة سحرية . يمكن استخدامها مرة كل 30 ثانية .

-عباءة بولراد : عباءة فضية مستوى 10 .

المتطلبات : مستوى 10 .

-التأثير : القوة + 20 – الحيوية +20 – الرشاقة +20

-خاتم بولراد : خاتم فضي مستوى 10 .

المتطلبات : مستوى 10 – وظيفة ساحر .

-التأثير : الذكاء + 20 .

2020/02/04 · 576 مشاهدة · 1379 كلمة
Ranmaro
نادي الروايات - 2024